الاخبار الاقتصادية ليوم الخميس14جماد الاول 1428هـ الموافق 31/5/2007م

[عثمان الثمالي]

المقال
لعبة التوصيات الأجنبية في سوقنا !!



عبدالرحمن بن ناصر الخريف
عندما تنشر المكاتب الاستشارية والاستثمارية الأجنبية تقييمها للقيمة السوقية لبعض أسهم شركاتنا الكبرى، فإننا نقتنع بتلك القيم ونتخذ قراراتنا الاستثمارية بالبيع او الشراء بناء على تلك التقييمات التي يركز على نشرها بالصحف والفضائيات، وذلك ليس فقط لكونها صادرة من مكاتب ذات أسماء أجنبية لامعة، بل لاعتقادنا بأنه ليست هناك أهداف يمكن أن تتحقق منها أو استغلالا لتقييماتها وتحليلاتها! ويزداد تعلقنا بها إذا أعطت تلك المكاتب تقييمات عالية لأسعار أسهم قيادية تشهد ضغطاً كبيراً على أسعارها! بينما نرى في الواقع أن من يصدر تلك التقييمات او التقدير للأرباح هي مجموعات استثمارية واستشارية، تمتلك محافظ كبرى و تقدم استشارات مالية لمحافظ أخرى بعقود ضخمة!
وبعيدا عن صحة تلك التقديرات والأساس الذي تعتمد عليه، فإنني أود التذكير بأنه قبل أسبوعين نشر احد تلك المكاتب وهو مكتب (غلف كابيتال) بان سعر سهم الاتصالات السعودية العادل يقدر ب (49) ريالا وكان السهم يتداول في نطاق ال (60) ريالا، وقد أورد المكتب نسبا لنمو الشركة والمنافسة المتوقعة! وبالتالي كان من الطبيعي أن يتم الضغط على السهم للبيع ويتم إنزال السعر سريعا الى (55) ريالا وهناك من باع بتلك الأسعار انتظارا ل (49) ريال! ولكن لم نسال أنفسنا من كان يشتري بتلك الأسعار على الرغم من ذلك التقييم المتدني؟ وبعد أيام من التجميع أوصت مجموعة (HSBC) وبشكل صريح بشراء سهم الاتصالات وان السعر العادل هو (80) ريالا! وأوردت أرقاما ونسبا للنمو للتدليل على ذلك التقييم، وبناء على تلك التوصية تم رفع السعر الى (63) ريال حتى ألان وبربح (15%) خلال أسبوع! وطبقا لهذا التقييم فان البعض منا سيفضل الانتظار لوصول السعر ل (80) ريالا وهناك من ينتظر ال (49) ريالا!!
انه من الواضح أننا بعد فقداننا للثقة في مكاتبنا ومحللينا، كان لابد من توجيهنا لمكاتب تحمل أسماء أجنبية (عقدة الخبير الأجنبي) لإقناعنا بتقييماتها! ولعلنا هنا نستعرض بعض تلك التقييمات والتوصيات الصريحة قبيل انهيار السوق وبعده، وذلك بغرض الاستفادة من أحداث الماضي عند اتخاذ قراراتنا الحالية:
- عندما كان سعر سهم سابك يتداول قرب ال (1300) ريال، أعلنت (شعاع كابيتال) في مايو 2005م بان سعر سهم سابك العادل هو (980) ريال! وهوجم هذا التقييم ووصف المكتب بأنه لم يعط تقييما عادلا للسهم، ولكن قوة التأثير هبطت بالسعر بقوة الى مشارف ذلك التقييم! وبعد الشراء بتلك الأسعار أعيد نشر تقييم آخر من نفس المكتب (لا نعلم مدى صحته ولكن لم يتم نفيه من شعاع كابيتال) بان سعر سهم سابك خلال سنتين او ثلاث قادمة سيصل الى (3980) ريالا (ربما كان هناك تلاعب بالأرقام) ليرتد سعر السهم بقوة الى أن تجاوز الى (1800) ريال! أين ذهب تقييم ال (980) ريالا؟
- في شهر أكتوبر عام 2005م مكتب (غلوبل) يقيم سعر سهم اسمنت العربية ب (759) ريال وهو يتداول بسعر (678) ريال ويوصي المستثمرين بشراء السهم! من المؤكد أن المستثمرين بالسهم تضرروا من تلك التوصية!
- في بداية شهر ديسمبر 2006م انخفض سعر سهم سابك الى (99) ريالا ثم خرج علينا تقرير (شعاع كابيتال) ليوصي بشراء السهم وان السعر العادل (166) ريال! فتم رفع السعر ليتجاوز خلال أيام ال (113) ريال، وبعد تصريف السهم تم إنزاله فورا الى (94) ريالا! هل نسي كبار المستثمرين توصية شعاع كابيتال؟ أم أن الأمر مجرد انتهاء صلاحية تقييم السهم والبحث عن طريقة جديدة للمضاربة!
إن الذي يجب أن نتأكد منه هو عدم استغلال تلك المكاتب لأسمائها ومراكزها في المضاربة في سوقنا عبر إصدار تقاريرها الدورية عن شركاتنا وإعطاء توصيات صريحة بالشراء تنشر في وكالات الأنباء! ويكفي ما تفعله تلك المكاتب في أسواقها! كما يجب أن نتأكد من عدم استغلال المضاربين بسوقنا لتسرب أخبار تلك التقارير - إن كانت حيادية - أثناء إعدادها وقبل نشرها للجميع! ألسنا نلاحظ أن هناك استغلالاً يتم لتلك التقييمات لأسهم شركاتنا وكأنها تتماشى مع وضع سوقنا السيئ، فعند تقييم سعر سهم بقيمة متدنية يهب الجميع للبيع خوفا من نزول أكثر وهذا واقع شاهدناه، ولكن مع النزول السريع لا ننتبه لمن يشتري أسهمنا بتلك الأسعار المتدنية! وعند تقييم السهم بسعر أعلى أيضا لا ننتبه لمن يبيعنا تلك الكميات من الأسهم لشركة تربح المليارات وعليها توصية أجنبية! ولا نعلم إذا كانت تلك المكاتب لها أهداف مباشرة من تلك التقييمات تريد تحقيقها لمحافظها او للمحافظ التي تقدم استشارات لها! او إن الأمر فقط هو استغلال المضاربين لذلك! لأنه بالتأكيد تلك المكاتب تعلم بان سوقنا لا ينطبق عليه أسس ثابتة وعلمية للاستثمار، وكلمة التوصية بالشراء او الاحتفاظ بالسهم تمثل توجيها صريحا للأسعار! كما انه ربما يقوم مكتب باستغلال تقييم مكتب آخر متحفظ بدرجة كبيرة لأحد الأسهم لصالح محافظة، ليأتي لاحقا بإعطاء تقييم آخر وبأرقام جديدة (كما شاهدنا مؤخرا في تقييم شركة الاتصالات) إذا الأمر جدير بتتبع ما يحدث قبيل نشر تلك التقييمات وما يحدث بعد ذلك لكي نفهم من يستفيد من التوصيات الأجنبية! والاهم أن لا نركز فقط على الشركة الموصى بها لان التوصية عادة تكون لسهم شركة قيادية مؤثرة على المؤشر! فالمضاربون يستغلون ذلك في رفع او خفض أسعار أسهم شركاتهم الخشاشية ذات الربح العالي السريع! فالقيادية ستتفاعل مع التوصية بارتفاع ريال او ريالين بينما الأسهم الخشاشية بنسبة او نسبتين بسبب رفع القيادية للمؤشر !!
akhoraif@alriyadh.com