الأخبار الإقتصادية ليوم الجمعه 29 / 2 / 1429 هـ الموافق 7/ 3 / 2008 م

[عثمان الثمالي]

بعد التداول
لماذا تمنع الصناديق الأجنبية من دخول سوق الأسهم؟




خالد العويد
تسجل سوق الأسهم السعودية تذبذبات حادة بصورة مستمرة، وقد تصدرت قائمة الأسواق الأكثر هبوطا في يوم واحد، قبل شهر بنسبة اقتربت من 10%، نتيجة للمخاوف التي أثرت على الأسواق من أزمة سوق المساكن والائتمان في الولايات المتحدة.
هذا التذبذب الحاد والتقلبات العنيفة أصبحت تشكل عاملا طاردا للأموال في السوق، كونها مصدرا حارقا لمدخرات المواطنين وتبخرها بدلا من تنميتها، وانعكس سلبا على الثقة في مستقبله.
وعند البحث في مسببات التذبذب العنيف، نجد ان السبب الرئيسي يتمثل في كون السوق أصبحت سوق مضاربة بحتة، يتحكم فيها عدد محدود من المضاربين، ويديرون محافظ متخمة بالأموال التي بإمكانها، ان تهز أي تماسك لاتجاه السوق في أي لحظة لصالحها،من خلال عملها الاحترافي الذي يستهدف السيطرة على أسهم الشركات الكبرى المؤثرة على مفاصل السوق، وهو السلوك الذي يؤخر تماسك السوق واستعادتها لعافيتها.
وقبل فترة قصيرة كان الاعتقاد السائد أن الصناديق البنكية، والشركات الاستثمارية لها دور كبير في حركة السوق اليومية، إلا أن الإحصائية الشهرية الحديثة، أثبتت أن أدوارهم هامشية، وغير مؤثرة، مقارنة مع الحركة اليومية للأفراد، الذين يسيطرون على نسبة تصل إلى 96% من الحركة اليومية.
وحتى لحظة قريبة فان الجهات الرسمية تعزو السبب في عدم سماحها للصناديق الخارجية بالدخول في سوق الأسهم السعودية، إلى رغبتها في حماية استقرار السوق من التقلبات العنيفة التي يخلفها الخروج الجماعي لتلك الصناديق العالمية في أي ظرف، وتقليل حدة المضاربات، وهي تبريرات لم تعد مقبولة في ظل الوضع الحالي وصدارة السوق لقائمة الأسواق من حيث الهبوط اليومي لحدث اقتصادي عالمي .
كما انه من غير المقبول أن يحمى السوق من أموال الصناديق الخارجية لصالح مضاربين يصولون ويجولون، بصورة يومية، وقد تضخمت ثرواتهم على حساب صغار المتعاملين، ولم يجن منهم الوطن سوى قائمة طويلة تتزايد يوميا من المحافظ التي أفلست وتبخرت أموال أصحابها.
ان السماح بدخول أموال الصناديق الأجنبية والمؤسساتية بصورة مباشرة إلى سوق الأسهم، سيعمل على خلق معادلة متكافئة بين قوى السوق، ويقلص الفجوة بين الأموال المضاربية ، والأموال الباحثة عن الاستثمار القصير أو الطويل الأمد، وسيحد من تحكم المضاربين في شركات السوق الكبيرة، وسيعمل على نضوج السوق الذي لن يكتمل إلا في حالة سيطرة المؤسسات المالية على تداولاته وليس من خلال سيطرة الأفراد.
kowayed@alriyadh.com