الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين08/ 4/ 1429 هـ الموافق 14/ 4 / 2008 م

[عثمان الثمالي]

تباينت آراؤهم حول ربط تغيرات الأسهم العالمية بالمحلية
الاقتصاديون: تقليل تأثير الشائعات في السوق بزيادة الوعي الاستثماري للمتعاملين


مشعل حسن الحربي ـ جدة
تباينت آراء عدد من المحللين الاقتصاديين حول تأثير ارتفاع وانخفاض الأسهم العالمية بالسوق المحلي، وأشاروا إلى أن هناك رابطا نفسيا بين المستثمرين في السوق المالية السعودية والمتعاملين في الأسواق العالمية وقالوا إن بعض كبار المضاربين يسعون دائما لاستغلال هذا الرابط للتأثير على السوق بإطلاق شائعات يكون التقليل من تأثيرها بزيادة الوعي الاستثماري للمتعاملين في سوق الأسهم.
عامل إيجابي
المحلل الاقتصادي تركي فدعق قال إن ارتفاع الأسهم الآسيوية سيدفع الأسواق العالمية إلى الأمام نتيجة الترابط فيما بينها وبالتالي فإنه سيشكل عاملا نفسيا إيجابيا للسوق المحلي.
وأضاف تحسن الأسواق الآسيوية يدعم الأسواق العالمية وأي خبر من الممكن أن يصدر من الأسواق العالمية خلال هذا الأسبوع سيعطي اتجاهات أكثر وضوحا. وبما أننا في أواخر شهر مارس فإن توقعات النتائج التي من المفترض أن تعلن خلال الأسبوعين القادمين ستحرك الأسهم بشكل فعلي وفق مضامين تلك التوقعات.
رابط نفسي
من جانبه قال الاقتصادي فضل البوعينين إن السوق السعودية من الأسواق المغلقة أمام المستثمرين الأجانب ما يجعلها أقل تأثرا بما يحدث في الأسواق العالمية خاصة في ما يتعلق بتناقل مراكز المستثمرين المالية بينها. ولكن هذا لا يمنع من وجود رابط نفسي بين المستثمرين في السوق المالية السعودية والأسواق العالمية.
وهذا الرابط النفسي تطور بشكل لافت في الأشهر الماضية وأصبح أحد المؤثرات في السوق السعودية. ومن جانب آخر لا يمكن إغفال تأثر بعض الشركات السعودية العالمية بما يحدث في الأسواق التي تعتبر سوقا رائجة لمنتجاتها أو استثماراتها.
وأضاف أعتقد أن تأثير الأسواق العالمية على السوق المحلية يفترض أن يكون قريبا جدا من القاع إلا في تأثيرها المباشر على عدد محدود جدا من الشركات.
وللأسف الشديد فإن بعض كبار المضاربين يستغلون الرابط النفسي بين متداولي السوق المحلية وما يجري في السوق العالمية للتأثير السلبي على السوق.
وأستشهد هنا باستغلالهم تراجع الأسواق الأمريكية على سبيل المثال للضغط على السوق المحلية لأكثر من ثلاثة أسابيع متتالية ولكنهم تجاهلوا التحسن الملحوظ الذي طرأ على السوق الأمريكية بعد الخفض المتواصل لفائدة الدولار وهذا يؤكد أن ما يحدث في السوق المحلية ما هو إلا استغلال للأحداث العالمية المنعزلة للتأثير السلبي عليها لا أقل ولا أكثر.
زيادة الوعي الاستثماري
وقال نفاع المرامحي: من المهم زيادة الوعي الاستثماري للمتعاملين بسوق الأسهم وبخاصة من قبل الأفراد، فقبل توجيه السيولة لابد من معرفة عدة معطيات تتعلق بالشركة أو الشركات التي يرغبون الاستثمار بها، كنتائج الشركات وما لديها من مشاريع وتوسع مستقبلي وكافة المتعلقات الأخرى. مبينا أن زيادة الوعي الاستثماري تقلل من تأثير الشائعات والتي برزت خلال الفترات الماضية عبر محاولة بثها من خلال عدد من مواقع ومنتديات الشبكة العنكبوتية "الانترنت" او رسائل الجوال ونحوها.
تقليل نسب تسرب المعلومات
وأضاف ان ما شهدناه خلال الفترة الماضية هو وجود مسارين بالتعامل في السوق، مسار يفضل الاستثمار في الشركات القيادية، ومسار آخر يفضل التعامل مع شركات المضاربة. ويأتي ارتفاع أسعار اسهم عدد من الشركات لتسرب المعلومات قبل تأكيدها وإعلانها الرسمي من مجالس إدارات الشركات ونأمل في المستقبل التخلص تماما من تسرب هذه المعلومات أو التقليل من حجمها، وقد يعد هذا عاملا من العوامل التي تؤثر في عدم تفاعل الشركات مع نتائجها الجيدة حين إعلانها الرسمي.
البرامج وتقليل التعامل الفردي
وقال إن الوضع الحالي هو اعتماد الكثير على مباشرة إدارة المحافظ الاستثمارية بشكل شخصي ومباشر، وبطبيعة الحال فإن معظم الأفراد غير متفرغين للتداول بسبب مشاغل الأعمال وما إلى ذلك، وهذا ما ينعكس على عدم القراءة الكافية لمعطيات الشركات التي يرغبون الاستثمار او المضاربة بأسهمها. مبينا أن التعامل الفردي قد ينجح إذا وجدت الخلفية الاقتصادية والاستثمارية الجيدة بعيدا عن الاعتماد على عاملي الحظ أو الاعتماد على معلومات غير مؤكدة. وما نتوقع حدوثه مستقبلا هو أن تقوم شركات الوساطة أو البنوك فيما لو استمرت في تعاملها بهذا الشأن بطرح مزيد من البرامج التي تعنى بالاستثمار في مجال الأسهم وبآليات ومنهجية جيدة بعيدا عن المضاربات. وإذا ما نجحت تلك البرامج أو الصناديق المستقبلية في الاستثمار في الشركات التي تحقق نتائج جيدة واستطاعت جذب المتعاملين عبر طرح نسب ربحية بشكل جيد فإن ذلك سيكون عاملا مساعدا في تثبيت أداء السوق بشكل نسبي وتقل نسبة التقلبات الحادة، لاسيما أن المملكة تعيش مناخا اقتصاديا يحظى بثقة عالية عبر عدة عوامل ساهمت بذلك وبالتالي يصبح سوق الأسهم هو انعكاس لهذا المناخ المتميز. وبالتالي مع وجود مثل هذه البرامج القوية والتي تدار بواسطة مختصين وتبتعد عن المضاربات فهذا يعني تقليل تأثير الشائعات، وتكريسا لربط العوائد الربحية بالنتائج الجيدة للشركات، مما يعني دخول صناع سوق بشكل متوازن، وهو ما قد يكون السمة البارزة لحال السوق مستقبلا.