الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأدب والشعر > الديوان الأدبي

 
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05-28-2008
الصورة الرمزية مناهل
 
مناهل
ذهبي مشارك

  مناهل غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة
افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية ) رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب الرومانسي



* لمحة سريعة :

نتيجة لتشدد المذهب الكلاسيكي في تطبيق القواعد المقررة ..
ظهرت في أنحاء متفرقة من أوروبا دعوات إلى التمرد عليه / و التفلّت من قيوده العقلية الصارمة ..
فظهرت أعمال أدبية لاتنضبط بقواعده ، و في أواخر القرن الثامن عشر كثرت الانتقادات الموجهة إليه / و تهيّأت عوامل أخرى تشجّع الاتجاه المناقض له ......... و أهمها عاملان :
1 - ظهور تيار فلسفي يدعو إلى الانطلاق في الفكر ، و التحلل من جميع الضوابط و المفهومات السابقة " كالتقاليد الاجتماعية و الدين ! " ..
و يقود هذا التيار فلاسفة منتشرون في أوروبا .. أهمهم : ( جان جاك روسو ، هيجل ، شاتوبريان ، شليك ) .

2 - اضطراب الظروف السياسية و الاجتماعية ..
و من أمثلة ذلك : حروب نابليون بونابرت .

و كل ذلك ترك في الأوروبيين قلقاً شديداً / و شعوراً بالمرارة و خيبة الأمل / و انتشر فيهم ما يُسمّى بـ " مرض العصر " ..
و هو إحساس حاد بالكآبة و الإحباط ، و ضيق شديد من الواقع ، و بحث عن مهرب منه .
و قد تفاوتت آثار هذا الشعور بين بلد أوروبي و آخر بتفاوت ظروف كل منهما .. فظهرت رومانسيات مختلفة ، و لكنها تجتمع على عدد من الخصائص و المباديء المشتركة .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* أهم مباديء المذهب الرومانسي الأدبي :
1 - رفض المباديء الكلاسيكية في الأدب عامة و مخالفتها .. و من ذلك :
أ - رفض تفوق الأدبين اليوناني و الروماني أو اعتبارهما النموذج الأعلى للأدب .
ب - رفض الانضباط و التقيّد بالقواعد المقررة كقاعدة فصل الأجناس الأدبية .
جـ - رفض النزعة العقلية و ما يترتب عليها .
د - رفض الاسلوب الكلاسيكي المتأنق ، و الدعوة إلى الاسلوب السهل المسترسل .
هـ - رفض ارتباط الأدب بالمبدأ الخلقي .

2 - ربط الأدب بالعاطفة و الوجدان .. و جعل مصدر الجمال الذوق بدلا من العقل .

3 - تعظيم شأن الخيال و إطلاق حريته في ارتياد الآفاق التي يريدها .

4 - الهروب من الواقع و مشكلاته السياسية و الاجتماعية .

5 - الافتتان بالطبيعة و العوالم الغريبة و الأحلام .

6 - التعلق بالحزن و التلذذ بالألم ، و نشر الاحساس بالكآبة " مرض العصر " !

7 - التعلق بمعتقد " تأليهي " غامض .. يقلل من أهمية الاثم الفردي و يخفف المسؤولية الفردية و يحمّلها المجتمع ..
و قد كثرت لهذا السبب في أدبهم صور : اللص الشريف ، المجرم الطيب السريرة !
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* أهم أعلام المذهب الرومانسي :

لامرتين / الفريد دي موسيه / فيكتور هوغو ---> فرنسا
كولردج / ورد زورث / ولتر سكوت ---> انكلترا
الأخوان ( شليجل / هوفمان ) ---> ألمانيا
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.


* الرؤية الاسلامية للرومانسية :

1 - يعيش الرومانسي - غالبا - حالة من " فقدان التوازن " ، و تنقصه الدعامة الدينية / و الفكرية / و الاجتماعية .. لأنه يغرق في ذاتيته .
لذلك يعجز في أكثر الأحوال عن التكيف مع مجتمعه ، و يهيم على وجهه في بحر الشك و الحيرة و الكآبة .
و هذه حالة لا نرضاها للفرد المسلم .. لأنه يملك رصيداً عقديا كبيرا .. و أهم ما يقدمه له الطمأنينة الكبيرة التي تحفظه من الحيرة و الشك .

2 - أن الرؤية الإسلامية للأدب لا تقبل أن يصطبغ دائماً بالحزن و الكآبة / و الآلام الرومانسية لا تنسجم مع الشخصية الاسلامية .. و الحزن دون سبب مرفوض في الإسلام .
فالحزن في عُرف المسلمين : أزمة / و الكآبة : حالة نفسية عارضة ..
غير أن المسلم مدعو إلى مواجهة ظروفه بشجاعة / و إلى التسليم لقضاء الله من جهة ، و تلمّس الأسباب للخروج من الأزمات من جهة أخرى ..
و الرسول عليه السلام هو أعلى نموذج لمواجهة الظروف الصعبة .. و تاريخ المسلمين مليء بالفواجع و المحزنات و لكن دينهم لا يرضى لهم أن يستسلموا للحزن .
و من هنا فالإسلام لا يرفض الحزن العارض و لا ينكره ، و لا يرفض التعبير عنه بالأدب و غيره ، و لكنه يرفض الاستغراق فيه .

3 - يأبى الرومانسيون ربط الأدب بالمبدأ الخلقي ، و هذا يُخالف وجهة النظر الإسلامية في الأدب .

4 - ينشغل معظم الرومانسيين بذواتهم و يستغرقون فيها و ينصرفون عن قضايا الأمة الاجتماعية و السياسية ..
و نحن نريد من الأديب المسلم أن يستوعب في أدبه قضايا الحياة و الأمة .. و لا نريد له أن يكون " نرجسيا ! " لا يعرف إلا ذاته .

5 - لا نقبل في الإسلام المعتقد العاطفي الذي يهوّن الإثم و يخفف المسؤولية الفردية على الآثم أو يسقطها . فالإسلام عقيدة / و سلوك / و لا قيمة لطيب السريرة إذا كان السلوك خلافها !

و مع يقيننا بأن للظروف المحيطة بالفرد أثراً في تشجيعه على الجريمة ، إلا أن الرؤية الإسلامية للفطرة الإنسانية لا تعفي المُخطيء من جريمته إلا إذا بلغت الضغوط الموجّهة إليه حد الإكراه .. حيث تسقط حينها صفة الجريمة عن الفعل الذي يرتكبه المُكره ( كإيقاف عمر رضي الله عنه حدّ القطع عام المجاعة ) .


المصدر / شبكة رواء للأدب وفنون العربيّة
توقيع » مناهل
قديم 05-28-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب الواقعي


* لمحة سريعة :

نشأ بسبب انتشار الفلسفات : الوضعية / التجريبية / المادية الجدلية في أوروبا .
و قد امتد تأثير هذه الفلسفات إلى الفنون و الآداب .
و نتيجة لذلك اهتم عدد من الأدباء بتصوير الحياة الاجتماعية ، و بالطبقات الدنيا التي أعرض عنها الكلاسيكيون و نسيها الرومانسيون .
و يتفق رواد هذا المذهب في مباديء رئيسة محددة ، و يختلفون في مباديء أخرى كثيرة ..
الأمر الذي جعل الواقعية تتشعب إلى واقعيات عدة .. أهمها :
الواقعية الانتقادية / الواقعية الطبيعية / الواقعية الاشتراكية .

.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

* الواقعية الانتقادية :
- تهتم هذه الواقعية بقضايا المجتمع و مشكلاته ، و تركز اهتمامها بشكل خاص على جوانب الفساد و الشر و الجريمة .
- تميل هذه الواقعية إلى التشاؤم ، و تعتبر الشر عنصرا أصيلا في الحياة لذلك تبحث عنه و تجعله محور العمل الأدبي .
- تُعد " القصة " مجال الواقعية الانتقادية الأكبر و تليها " المسرحية " ، فمعظم إنتاج الواقعيين الانتقاديين قصص و روايات و مسرحيات ..
- و من أشهر قصاصها الأديب الفرنسي " بلزاك " / " شارلز ديكنز " / " تولستوي " / "دستويوفسكي " / " أبسن " / " إرنست همنغواي " .

* الواقعية الطبيعية :
- تتفق هذه الواقعية مع الواقعية الانتقادية في جميع مبادئها ، و تزيد عليها في تأثرها الشديد بالنظريات العلمية ، و دعوتها إلى تطبيقها في المجالات الإنسانية ، و إظهارها في العمل الأدبي .
- الإنسان في تصور هذه الواقعية --> حيوان تسيّره غرائزه و حاجاته العضوية ، لذلك فإن سلوكه و فكره و مشاعره هي نتائج حتمية لبنيته العضوية و لما تقوله قوانين الوراثة .. و أما حياته الشعورية و العقلية فظاهرة طفيلية تتسلق على حقيقته العضوية .
- يُعد القاص " إميل زولا " رائد هذه الواقعية .. و قد كتب قصته الشهيرة " الحيوان البشري " ليجسد مبادئها ، و ليطبق نظريات " دارون " في التطور ، و " مندل " في الوراثة ، و ليثبت أن سلوك الإنسان و فكره و مشاعره هي نتائج طبيعية لما تقوله هذه النظريات .
- و من أشهر كتابها أيضا --> فلوبير صاحب قصة " مدام بوفاري .

* الواقعية الاشتراكية :
- تجسّد هذه الواقعية الرؤية الماركسية للأدب ، و تحمل مباديء الفلسفة المادية الجدلية التي تقوم عليها الشيوعية .
- يرى أنصارها أن الأدب مبني على النشاط الاقتصادي ، و أنه يؤثر في المجتمع بقوته الخاصة .. لذلك ينبغي توظيفه في خدمة المجتمع وفق المفهومات الماركسية .
- تقضي هذه المفهومات أن يهتم بالطبقات الدنيا ، و لا سيما طبقات العمل و الفلاحين ، و أن يصور الصراع الطبقي بينهم و بين الرأسماليين و البرجوازيين ، و يجعل الرأسمالية و البرجوازية مصدر الشرور في الحياة .. فيدينهما و يكشف عيوبهما .
- من هذه الزاوية يعد الواقعيون الاشتراكيون مذهبهم متفائلا و مرجحا لجانب الخير ، و يتصورون أن ماركسيتهم ستحكم العالم ، و تحل تناقضاته ، و يطالبون الأدباء أن يبثوا هذا التصور في أعمالهم الأدبية .
- أنهم يرفضون أية تصورات ترتبط بالعقائد السماوية .. لأنهم يرفضون العقائد السماوية ذاتها .!
- أول من استخدم اصطلاح الواقعية الاشتراكية في كتاباته هو الأديب الروسي " مكسيم جوركي " ثم انتشر المصطلح في أنحاء العالم ، و قرر الاتحاد السوفيتي و الصين و بعض الدول الشيوعية الأخرى اعتباره المذهب الرسمي للأدب فيها .
- كان ميدانه " القصة " ثم دخل إلى " المسرحية " .. و أخيرا إلى " الشعر " .. ثم عمّ الأجناس الأدبية كلها .
- و من أشهر أدبائهم : مكسيم جوركي / شولخوف / ماياكوفسكي / حمزانوف / ناظم حكمت / لوركا / بابللو نيرودا / جورج لو كامش / و روجيه جاوروي قبل إسلامه .

.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

* الرؤية الإسلامية للواقعية :

أن الاهتمام بالواقع و عرض قضايا الحياة و مشكلات الإنسان فيها بقالب أدبي ناجح أمر يحبّذه الإسلام .. " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " .
و إذا نظرنا إلى الواقعيات الغربية و جدنا أنها تهتم بأمور الحياة و قضايا المجتمع أيضا ..

و لكن بمنهج و تصورات مستمدة من فلسفات بشرية منحرفة ، تجعلها تتعارض مع المنهج الإسلامي و تصوراته في جوانب عدّة أهمها :

1 - أن الواقعيتين الانتقادية و الطبيعية تجعلان الحياة محكومة بالشر و الفساد ، و هذه نظرة سوداوية متشائمة - لعلها من آثار النظرة اليونانية للقدر - و الإسلام يرفض هذا التصور ..
فليس ثمة ما هو محكوم عليه بالشر أو محكوم عليه بالخير ، و ليس ثمة ما يمنع فاعلية الإنسان من التأثير في الحياة و المجتمع .

2 - أن الواقعيتين الانتقادية و الطبيعية تبرزان صور الشر و الفساد في المجتمع لإضرام الثورة فيه و تغيير قيمه - كما تزعمان - غير أنهما في الحقيقة لا تقدمان أي بديل لهذه القيم ، و نحن المسلمين لا نقبل أن يكون الهدم وحده غاية العمل الأدبي فلا بد من التخطيط المسبق للبديل الذي يعوض عما نريد هدمه .

3 - أن الإنسان عند الواقعيين عامة ، و الطبيعين خاصة حيوان بشري ، يتكون من مجموعة عوامل مادية و غريزية و حسب .. و ليس للجانب الروحي أي اعتبار عندهم .
أما الإسلام فيكرم الإنسان ، و لا يقبل أن يكون سلوكه و فكره و مشاعره استجابة آلية للغرائز و الغدد ..
و الإنسان في التصور الإسلامي جسد و روح ، و لكل من الجسد و الروح حاجات ضرورية لا يجوز إغفالها ، و لا الاقتصار على إحداها دون الآخر .

4 - أن الواقعية الاشتراكية تناقض التصورات الإسلامية في جميع مبادئها :
أ - فهي تبني الأدب على العامل الاقتصادي ، و نحن نرى أن الأدب ظاهرة إنسانية ضخمة لا يصح ربطها بعامل واحد .
ب - أنها توجه الأدب إلى الاهتمام بالطبقات الدنيا و حسب ..!
و نحن نريد من الأدب أن يهتم بالمجتمع كله .
جـ - أنها تفسّر الحياة وفق النظرية المادية الجدلية .. و الإسلام يرفض هذا التفسير .
د - أنها توجه الأدب إلى التبشير بالمجتمع الشيوعي ، و ترى أنه الحل الأمثل لتناقضات الأنظمة كلها .. و الإسلام يرفض المجتمع الشيوعي و يبشر بالمجتمع الإسلامي و يريد من الأدب أن يسهم في بنائه .
هـ - أنها ترفض الجانب الروحي في الإنسان ، و توجّه الأدب إلى محاربته ... و الإسلام يبني الجانب الروحي في الإنسان و لا يهمل الجانب المادي ، و يوجّه الأدب إلى تعميق صلة الإنسان بالله عز وجل ، و تعزيز إيمانه .

لذلك كله ..
فإن الواقعية الاشتراكية تناقض التصورات الإسلامية ، و تنحدر بالأدب إلى المادية و الإلحاد و دنيا الغرائز ..
و هي مرفوضة مهما تلونت أو اتخذت أسماء متغيرة .

و خلال سنوات تطبيقها الماضية ظهرت مساوئها بوضوح ..
حتى أن بعض النقاد الماركسيين هاجموا سيطرتها على الأدب و سفّهوا إنتاجها " كجورج لوكاتش " الذي كتب يقول :
( إن الأدب الذي أنتجته الواقعية الاشتراكية جدب يتميز بالجمود و ضيق الأفق )
و " كروجيه جاوروي " الذي تحوّل عن الاشتراكية كلها و اهتدى بهدي الإسلام .
آخر مواضيعي
 
قديم 05-29-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : المذاهب الأدبية الغربية ( رؤية إسلامية )

المذهب الوجودي



* لمحة سريعة :

يُعد هذا المذهب أحد نتائج اضطراب العقيدة في الغرب .
و قد ظهرت فلسفات تحاول أن تُعيد للفرد سكينته ، و تشعره بوجوده في الحياة ، و تقنعه بأنه يستطيع أن يصنع ذاته و كيانه بإرادته . و قد عُرفت هذه الفلسفات باسم الوجودية .

و الوجودية نوعان : وجودية نصرانية / و وجودية ملحدة .

* الوجودية النصرانية :
1 - تمثلها آراء ( كير كجارد و كارل يسبرز و غبرائيل مارسييل ) .
2 - أنها تعتمد على نظرية " الإنسان الخاطيء " النصرانية ، و على عدد من آراء " مارتن لوثر " المتمرد على الكاثوليكيه و مؤسس البروتستانتية .
3 - أنها ترى أن الإنسان وارث لخطيئة أبيه " آدم " و أن الشعور بالإثم الذي يملؤه يدفعه إلى تحقيق وجوده أمام الله ، بالعمل النابع من إرادته الحرة فهو يتولى خلق أعماله ، و دون أن يُفرض عليه شيء من خارجه .

* الوجودية الملحدة :
1 - زعماؤها ( هيدجر و سارتر والبير كامو ) .
2 - أنها ترى أن الإنسان في هذه الحياة هو الحقيقة الوحيدة ، و لا يوجد شيء سابق عليها و لا بعدها .
و من ثم فلا يوجد إله و لا توجد ماهية ، و لا توجد مثل و لا قيم أخلاقية متوارثة لها صفة اليقين .، و إن كل القيم و العقائد و التقاليد تراث عتيق ينبغي التخلص منه ، ليستطيع الفرد أن ينطلق في الحياة دون قيود تعيقه ، و ليصنع بإرادته الحرة ما يشاء فتحمل ذاته ما كان يسميه السابقون الماهية .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

* وقفات مع الوجودية :

- يحصر الوجوديون قضاياهم و فلسفتهم في الأمور التي تدور بين الولادة و الموت " الوجود و العدم " و يقيمونها على ثلاثة محاور رئيسية هي : الحرية / و المسؤولية / و الالتزام .

- أن المرء حر في أن يفعل ما يشاء و يختار ما يريد ، لأنه غير مرتبط بخالق أو بقيم خارجة عن إرادته .

- اعتمد الوجوديون على الأدب في تجسيد أفكارهم ليدعموا به كتاباتهم الفلسفية ، و لا سيما الوجوديون الملحدون فكتبوا قصصا و مسرحيات و دراسات نقدية ، و صنعوا بهذه الكتابات مذهبا أدبيا وجوديا .

و المذهب الأدبي الوجودي مكمل للفلسفة الوجودية ، و إطار يظهر قضاياها بوساطة الأدب ، و أهم القضايا الوجودية :
1 - الاغتراب الوجودي :
حيث يشعر الأديب الوجودي - و ينشر هذا الشعور - بالغربة في مجتمعه ، لأنه لا يقتنع بالقيم المفروضة عليه من خارج ذاته ، و لأنه لا يدري من أين جاء ، و لماذا يعيش ؟؟ و ليس له هدف إلا أن يحقق وجوده في أن يعيش كما يريد .
2 - الثورة على القيم و التقاليد قضية مهمة عند الوجودي ، و تشمل التقاليد في مفهومه : العقائد و الأديان كلها .
3 - التأكيد على الحرية و المسؤولية و الالتزام و تحقيق الذات من خلالها .

و ليس لمذهب الوجودية الأدبي آراء خاصة في شكل العمل الأدبي و قالبه لأن اهتماماتهم منصبّة على المضمون ، و همّهم أن يجعلوا الأدب ملتزما بعرضِ أفكارهم و خدمتها ، و قد استثنى " سارتر " الشعر من هذا الالتزام وعدّه بنية لغوية إيقاعية مجرّدة - كالموسيقا - لا تصلح بطبيعتها لحمل الأفكار و الدعوات ، أما القصة / و المسرحية فهما ميدان الالتزام الأكبر ، و هما اللذان جسّدا المذهب الوجودي الأدبي .
و قد استطاع الوجوديون - بملكاتهم الأدبية و النقدية - أن ينتجوا قصصا و مسرحيات قوية في صياغتها و مشحونة بأفكارهم الوجودية و كانت وسيلة ذكية لنشر فلسفتهم و مبادئهم ، استطاعت أن تؤثر في آداب كثيرة منها الأدب العربي المعاصر ، و أشهر أدبائهم ( جان بول سارتر ) و له عدّة مسرحيات أهمها : الذباب - جلسة سرية - رجال بلا ظلال ، و أشهر رواياته : الغريب - الطاعون .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

* الرؤية الإسلامية للوجودية :

1 - أن الإسلام يرفض الوجودية بجميع أشكالها فالوجودية النصرانية تستمد مبادئها من التصور النصراني المُحرّف ، و هو تصوّر يجعل الإنسان حاملاً للخطيئة الأبدية ، و يزعم أن " آدم " أورث أبناءه خطيئته ، و هذا مخالف تماما للتصور الإسلامي الذي يقرر أن " آدم " قد تاب من معصيته ، و أن الله قبل توبته كما يقول تعالى ( فوسوس إليه الشيطان ، قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى ، فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما و طفقا يخصفان عليها من ورق الجنة ، و عصى آدم ربه فغوى ، ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى ) ، و هذا التصور مخالف أيضا للقاعدة الإسلامية الكبيرة ( و لا تزر وازرة وزر أخرى ) .

2 - ترفض الرؤية الإسلامية زعم الوجودية النصرانية بأن الطريق إلى الله يبدأ من الشعور بالإثم و الخطيئة ، و تُقرر أن الطريق إلى الله ينطلق من المعرفة الصحيحة و المحبة و الشكر ، و أما الشعور بالإثم فيكون مع التقصير و اقتراف الذنوب .

3 - و الوجودية الملحدة مرفوضة لأنها ملحدة أولا و آخرا ، و كل ما تأتي به مرفوض و لو توهم الواهمون أن فيه إبداعا و براعة فنية و متعة كبيرة .

4 - أن القضايا الوجودية التي يزرعها المذهب الأدبي الوجودي مرفوضة إسلاميا ، فالاغتراب الوجودي بعيد عن المسلم ، لأنه يتصل بخالقه عبر العبادة ، و قد حدثنا القرآن كيف خلق ، و لِمَ خلق ، و ما سيؤول إليه ، و ليس هناك حيرة و لا ضياع .

5 - و أما قضايا الحرية و المسؤولية و الالتزام فتختلف معالجتها في الإسلام عن المعالجة الوجودية اختلافا هائلا :
# فالحرية التي تدعو إليها الوجودية تبدأ بالتفلت من العقيدة ، و الحرية في الإسلام تبدأ من فهم الإنسان لموقفه من الله ، ثم من الآخرين ، و هي منظمة بقواعد شرعية تحفظها .

# و المسؤولية عند الوجوديين هي مسؤولية مرتبطة بمفهوم الحرية الوجودي ، و موجهة إلى تنظيم الحياة وفق معطيات العقل البشري ، أما المسؤولية في الإسلام فهي مسؤولية - الخلافة في الأرض - وفق المنهج الإلهي ، يُحاسب عليها أمام الله أولا ثم أمام الكيانات البشرية الشرعية .

# و أما الالتزام فيقترن عند الوجوديين بخدمة الإنسان من وجهة نظرهم ، و الأديب الوجودي يحمل - باقتناعه الكامل - واجب تحقيق الدعوة لمبادئه الوجودية ، و أما الالتزام في الإسلام فيختلف مضمونه تماما ، لأن الأديب الإسلامي ملتزم بالدعوة الإسلامية في أدبه ، لا يخرج عن إطارها من جهة و يدعو إليها بالوسيلة الأدبية المناسبة من جهة أخرى ، و التزامه مقترن بإيمانه ، فهو طوعي إلى أبعد حد .

و كما نرى ..
فقد تتفق العناوين في المذهب الوجودي و الرؤية الإسلامية ، و لكنها تختلف اختلافا شديدا في مضمونها و دلالاتها ، لأن الوجودية تبدأ بالكفر فتقطع الإنسان عن خالقه ، و الإسلام يبدأ بالإيمان فيربط الإنسان بخالقه ، و لا يمكن أن يلتقيا في أي من القضايا و لو كانت أسماؤها واحدة .
آخر مواضيعي
 
موضوع مغلق

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
المذاهب القبلية أبو عبدالرحمن الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 52 03-13-2012 12:36 PM
مواقع إسلامية بلغات متعددة alsewaidi الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 4 09-08-2007 11:31 PM
إشارات مرور .....................إسلامية أبو رامز الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 08-23-2007 04:37 PM
مختصر المذاهب الأربعة ABO TURKI الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 4 01-24-2007 03:27 PM
مواقع إسلامية .... تهمك بنك المعلومات الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 5 09-24-2005 03:11 AM


الساعة الآن 10:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by