الأخبار الإقتصادية ليوم الثلاثاء 16 رمضان 1429 هـ الموافق15/9/ 2008

[عثمان الثمالي]

سوق دبي تقلص خسائر بأكثر من 8% في آخر ربع ساعة والدوحة أكبر الخاسرين لليوم الثاني
سيولة الأجانب تضرب بورصات الخليج



عبد الرحمن إسماعيل من دبي - - 16/09/1429هـ
انخفضت مؤشرات الأسهم في دول الخليج إلى أدنى مستوياتها منذ 17 شهرا في تعاملات محمومة أمس، مع نزوح المستثمرين من الأسواق الناشئة خشية تأثرها بتداعيات الاضطرابات الأخيرة في قطاع المال الأمريكي.
وفاقمت عمليات تسييل واسعة النطاق لأصول محافظ استثمار مؤسساتية تابعة لبنك ليمان براذرز الأمريكي الذي أعلن إفلاسه ومؤسسة ميريل لينش المعرضة للبيع من خسائر الأسواق الخليجية التي واصلت أمس نزف المزيد من النقاط بشكل جماعي وسط غياب واضح لدعم من المحافظ المحلية الخليجية التي تدخلت في آخر ربع ساعة لتقلص من الخسائر الفادحة التي منيت بها سوق دبي والتي تجاوزت 8 في المائة لتغلق السوق على انخفاض بنسبة 1.7 في المائة.
إلى ذلك، أكد مصرف الإمارات المركزي أمس أن الوضع الحالي للسيولة في البنوك والسوق المحلية مطمئن بشكل عام رغم خروج نحو 90 في المائة من أموال الأجانب المضاربة والساخنة من السوق الإماراتية للأوراق المالية. وذكر المصرف في بيان صادر عنه أن إدارة المصرف اطمأنت على أن نحو 90 في المائة من الأموال المضاربة قد خرجت من الإمارات، داعيا إلى الاستمرار في مراقبة الوضع عن قرب.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

انخفضت مؤشرات الأسهم في دول الخليج إلى أدنى مستوياتها منذ 17 شهرا في تعاملات محمومة أمس، مع نزوح المستثمرين من الأسواق الناشئة خشية تأثرها بتداعيات الاضطرابات الأخيرة في قطاع المال الأمريكي.
وفاقمت عمليات تسييل واسعة النطاق لأصول محافظ استثمار مؤسساتية تابعة لبنك ليمان برذرز الأمريكي الذي يتعرض للإفلاس ومؤسسة ميريل لينش المعرضة للبيع من خسائر الأسواق الخليجية التي واصلت أمس نزف المزيد من النقاط بشكل جماعي وسط غياب واضح لدعم من المحافظ المحلية الخليجية التي تدخلت في آخر ربع ساعة لتقلص من الخسائر الفادحة التي منيت بها سوق دبي والتي تجاوزت 8 في المائة لتغلق السوق على انخفاض بنسبة 1.7 في المائة.
ولليوم الثاني على التوالي تمنى سوق الدوحة بأكبر الخسائر لتفقد 7 في المائة وهى نفس النسبة التي تراجعت بها أمس الأول، وهوى مؤشر سوق أبو ظبي بنسبة 4.3 في المائة والكويت 3.8 في المائة في حين تمكنت سوقا البحرين ومسقط من التماسك مسجلتين تراجعا طفيفا بواقع 0.79 في المائة للأولى و0.16 في المائة للثانية.
وقال لـ "الاقتصادية" محللون ووسطاء إن محافظ أجنبية مؤسساتية تابعة للبنك الأمريكي ليمان برذرز ولمؤسسة ميريل لينش قامت بعمليات تسييل واسعة النطاق لأصولها عن طريق أحد مكاتب الوساطة الشهيرة التي يمتلكها بنك استثماري عربي في سوق دبي بهدف توفير السيولة في ضوء الأنباء التي تتردد حول قرب إعلان إفلاس "ليمان برذرز" وبيع "ميريل لينش"، وتلقي الأوامر بتصفية كافة المحافظ الاستثمارية لهما في الأسواق الناشئة وفي مقدمتها أسواق دبي وأبو ظبي والدوحة وهى الأسواق التي تلقت في السنوات الأخيرة استثمارات أجنبية كبيرة.
وأجمعوا على أن تفاقم أزمة الرهن الائتمانية وتعرض البنوك العالمية لمخاطر الإفلاس دفع المستثمرين الأجانب إلى تسريع تصفية مراكزهم في الأسواق الناشئة خصوصا في أسواق الإمارات وقطر أكثر الأسواق تضررا.
وخسرت الأسهم الإماراتية 20.7 مليار درهم من قيمتها السوقية من جراء حدة الانخفاض الذي طال السوقين خصوصا مع كسر مؤشر سوق دبي حاجز الـ 4.000 نقطة ومواصلة الهبوط لمؤشر سوق أبو ظبي، ومنذ افتتاح الجلسة شهدت سوق دبي استمرار عمليات البيع التي قال وسطاء إنها تمت عن طريق احد مكاتب الوساطة الكبيرة الذي تلقى أوامر بالبيع من قبل مديري محافظ أجنبية تابعة للمؤسستين الأمريكتين "ليمان برذرز" و"ميريل لينش" وهو ما ضغط على المؤشر للتراجع بحدة .
وسجلت كافة الأسهم القيادية مستويات متدنية جديدة فقد انحدر سهم إعمار دون الـ 7 دراهم إلى 6.27 درهم أدنى سعر بانخفاض تجاوز 7 في المائة وهو ما فاقم من تراجع المؤشر الذي انخفض بأكثر من 8 في المائة واقتربت أسهم عدة من تسجيل الحد الأقصى هبوطا والمحدد بـ 15 في المائة مثل أسهم أرابتك وشعاع كابيتال.
وفي آخر ربع ساعة من الجلسة انقلبت الأمور رأسا على عقب حيث تدخلت قوى شراء أجنبية ومحلية قلصت الكثير من خسائر السوق التي أغلقت على انخفاض بنسبة 1.7 في المائة مقارنة بأكثر من 8 في المائة طيلة الجلسة، واستردت الكثير من الأسهم خسائرها فقد ارتد "إعمار" من 6.27 درهم إلى 7.30 درهم بانخفاض 3 في المائة فقط، في حين استردت أسهم عدة خسائرها وسجلت ارتفاعا مثل "أرابتك" الذي ارتد من 9.40 درهم أدنى سعر إلى الارتفاع بنسبة 6.3 في المائة عند سعر 11.75 درهم.
وفي حين كان يتوقع مستثمرون تكرار السيناريو ذاته في سوق أبو ظبي إلا أن استمرار الضغط على أسهم العقارات والاتصالات لم تشجع السوق على تقليص خسائرها حيث انخفضت أسعار 29 شركة مقابل ارتفاع أسعار 8 شركات فقط.
وانخفض سهم الدار العقارية الأكثر نشاطا بنسبة 6.7 في المائة بعد أن كسر حاجز الـ 8 دراهم إلى 7.47 درهم وصروح 6.7 في المائة إلى 5.61 درهم ودانة غاز 7 في المائة إلى 1.34 درهم وآبار 6.9 في المائة إلى 3.21 درهم والاتصالات 4.4 في المائة إلى 15.80 درهم.
ولليوم الثاني على التوالي تتكبد سوق الدوحة خسائر فادحة لتخسر في يومين 15 في المائة نتيجة استمرار عمليات التسييل الجماعية للصناديق الأجنبية التي تشكل نحو ثلث التداولات اليومية للسوق والتي شهدت ارتفاعا ملموسا في أحجام وقيم التعاملات إلى 820.3 مليون درهم من تداول 16 مليون سهم. وسجلت جميع الأسهم القيادية انخفاضات حادة حيث تراجعت عشرة أسهم بالحد الأقصى المسموح به والمقدر بنحو 10 في المائة وهى أسهم أزدان وبروة والخليج القابضة والملاحة والإسلامية المالية والدوحة للتأمين كما انخفض سهم صناعات قطر الأثقل في المؤشر بنسبة 8.8 في المائة إلى 114.90 ريال وقطر التجاري 8.5 في المائة إلى 87.20 ريال والإسلامي 8.1 في المائة إلى 101 ريال وقطر الوطني 3.6 في المائة إلى 191 ريال.
وطالت موجة البيع الكثيفة سوق الكويت للأوراق المالية التي لحقت بسوقي مسقط والدوحة في تبديد كامل خسائرها التي حققتها منذ مطلع العام، وأصبحت مع الانخفاض الحاد أمس متراجعة بنسبة 1.6 في المائة منذ بداية العام. وتخلى المؤشر عن مستوى 12.500 نقطة بعدما كان قد تخلى أمس الأول عن مستوى الـ 13.000 نقطة وهو ما يشير إلى حدة الهبوط التي تعرضت لها السوق والتي طالت 131 شركة مقابل ارتفاع 11 شركة فقط.
وسجلت غالبية الأسهم القيادية انخفاضات بالحد الأقصى أو قريبة منها والمحددة بنحو 100 فلس مثل سهم بيت التمويل الكويتي الذي تراجع بنسبة 4.3 في المائة إلى 2.200 دينار وزين 5.9 في المائة إلى 1.580 دينار وأجيلتي 5.9 في المائة إلى 0.790 دينار وجلوبل 6.4 في المائة إلى 0.730 دينار.
وتمكنت سوق البحرين من الإغلاق على انخفاض أقل حدة من بقية الأسواق الخليجية بدعم من ارتفاعات لأسهم البنوك والتامين والتي قلصت من انخفاضات أسهم الاستثمار والخدمات وهى الأسهم التي ضغطت على مؤشر السوق للتراجع دون مستوى الـ 2.500 نقطة قليلا.
وقاد سهم مصرف الإثمار حركة الهبوط رغم نشاطه منخفضا بنسبة 6.9 في المائة إلى 0.540 دولار على الرغم من نشاطه بتداول 1.4 مليون سهم من إجمالي 4.3 مليون للسهم للسوق ككل بقيمة 1.1 مليون دينار.
كما تراجع سهم مصرف السلام 4.9 في المائة إلى 0.210 دينار وبيت التمويل الخليجي 3.5 في المائة إلى 2.700 دولار وبتلكو 2.9 في المائة إلى 0.670 دينار في حين ارتفع سهم أريج 4.4 في المائة إلى 0.940 دولار والبحرين والكويت 2.1 في المائة إلى 0.710 دينار والأهلي المتحد 0.93 في المائة إلى 1.090 دولار.
ولليوم الثاني على التوالي تتماسك سوق مسقط بتسجيل تراجعات طفيفة بدعم من ارتفاع عدد من الأسهم القيادية مثل "عمانتل" الذي ارتفع بنسبة 0.22 في المائة إلى 1.846 ريال وجلفار 1.2 في المائة إلى 1.327 ريال في حين جاء الضغط من سهم بنك مسقط الأثقل في المؤشر والذي تراجع بنسبة 1.1 في المائة إلى 1.207 ريال والأنوار القابضة 2.7 في المائة وبنك صحار 2.2 في المائة.