![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||
نشيط
![]() ![]()
![]() |
![]()
تنبيه الإخوان للبدع والمخالفات المصاحبة لختم القرآن
تمهيد أشهر المخالفات المصاحبة لختم القرآن ودعائه الأولى: الدعاء عند ختم القرآن داخل الصلاة الثانية: تطويل دعاء ختم القرآن والسجع فيه ما ألف في صيغ دعاء ختم القرآن الثالثة: التكبير من آخر سورة الضحى إلى آخر الناس الرابعة: قراءة الإخلاص والمعوذتين جماعياً وتكرارها ثلاثاً الخامسة: وصل الختمة بأخرى بقراءة الفاتحة وخمس آيات من أول البقرة السادسة: التوسع في الدعوة لشهود ختم القرآن السابعة: الاحتفاء بختم القرآن، والذبح، وإقامة الولائم لذلك تمهيد الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على رسوله الذي تركنا على المحجة البيضاء والحنيفية السمحة لا يزيغ عنها إلا هالك، القائل: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى"، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"1، ورضي الله عن سلمان بن الإسلام حين قال: "علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة وآداب قضاء الحاجة"، أوكما قال. وبعد.. قبل الشروع في المطلوب أود التذكير بالآتي لأن الذكرى تنفع المؤمنين، فتنبه الغافلين وتعين الذاكرين: أولاً: أنه لا يحل لأحد أن يعبد الله عز وجل إلا بما شرعه لنا على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا مقتضى الشطر الثاني من كلمة التوحيد: "وأشهد أن محمداً رسول الله". ثانياً: أن العبادات توقيفية لا يجوز الزيادة عليها ولا النقصان منها، وهذا من المسلمات التي لا ينبغي لأحد أن يجادل فيها. ثالثاً: لا يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها في أرجح قولي العلماء، لأن في الصحيح غنى وكفاية عن الضعيف، دعك عن الموضوع. وما روي عن الإمام أحمد أنه أجاز العمل بالضعيف في فضائل الأعمال فمراده الحسن، لأن الأحاديث في وقته كانت مقسمة إلى صحيح وضعيف، وأول من قسم الأحاديث إلى صحيح وحسن وضعيف هو الإمام الترمذي رحمه الله، وهو من تلاميذ تلاميذ الإمام أحمد. والذين أجازوا العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمـال – وهو قـول مرجوح – كالنووي وابن الصلاح رحمهما الله فقد اشترطوا لذلك شروطاً وتحوطوا في ذلك. قال الإمام النووي في الأذكار2: (يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث والضعيف ما لم يكن موضوعاً). قال ابن علان في شرحه الوجيز لكتاب الأذكار معلقاً على ما قاله النووي "ما لم يكن ضعيفاً": (وفي معناه شديد الضعف، فلا يجوز العمل بخبر من انفرد عن كذاب ومتهم، وبقي للعمل بالضعيف شرطان، أن يكون له أصل شاهد لذلك كاندراجه تحت عموم أوقاعدة كلية، ولا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط).3 رابعاً: أفضل الذكر على الإطلاق قراءة القرآن داخل الصلاة، ثم قراءته خارج الصلاة، ثم الدعاء والاستغفار والصدقة ونحوها. خامساً: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خير هذه الأمة من تعلم القرآن وعلمه، الحديث4، ويتم ذلك في الخلاوي، والكتاتيب، وعن طريق جماعات تحفيظ القرآن، وعن طريق حلقات التلاوة في المساجد وغيرها، وقد تحفظ مالك رحمه الله لتقيده بالمأثور عن الوسيلة الأخيرة هذه. قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: (قال مالك: كان سعيد بن أبي هند، ونافع مولى ابن عمر، وموسى بن ميسرة يجلسون بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ثم يتفرقون وما يكلم بعضهم بعضاً، انشغالاً بذكر الله تعالى. ولم تكن القراءة في المسجد في المصحف من أمر الناس القديم، وأول من أحدثه الحجاج، وأكره أن يقرأ في المصحف في المسجد).5 وأجازها العامة من أهل العلم بغرض التعليم والحث والحض على قراءة القرآن، عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم.." الحديث وبغيره. سادساً: اعلم أخي الكريم أن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية، ولا يحتج بها على الأدلة الشرعية، كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية6 رحمه الله حيث قال: (وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة النص والإجماع، ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية، لا بأقوال بعض العلماء، فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية، لا يحتج بها على الأدلة الشرعية، ومن تربى على مذهب قد تعوده واعتقد ما فيه وهو لا يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء، لا يفرق بين ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقته الأمة بالقبول بحيث يجب الإيمان به، وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسر أويتعذر إقامة الحجة عليه، ومن كان لا يفرق بين هذا وهذا لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء، وإنما هو من المقلدة الناقلين لكلام غيرهم، مثل المحدث عن غيره، والشاهد على غيره لا يكون حاكماً، والناقل المجرد يكون حاكياً لا مفتياً). سابعاً: لا يصح شيء مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل ختم القرآن، وكل ما ورد في ذلك إما أن يكون موضوعاً أوضعيفاً ضعفاً شديداً، نحو7: 1. ما روي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة، وشجرة في الجنة لو أن غراباً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم"، قال عنه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزياداته برقم [1916]: موضوع؛ كما أورده ابن الجوزي في الموضوعات في "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" ج1/ 108. 2. وفي رواية عن أنس يرفعه: "عند كل ختمة دعوة مستجابة"، قال عنه الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم [3823]: موضوع. 3. وعن ابن عباس يرفعه: "من قرأ القرآن حتى ختمه كانت له دعوة مستجابة، معجلة أومؤخرة"، وهو حديث واهٍ وعلته حفص بن عمر بن حكيم الملقب بالكفر كما جاء في "الميزان" ج1/563، و"لسان الميزان" ج2/325-326. 4. وعن جابر يرفعه: "إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة، فإن شاء صاحبها تعجلها في الدنيا، وإن شاء أخرها إلى الآخرة"، وفيه مقاتل بن سليمان، كذبوه وهجروه. 5. وعن العرباض بن سارية يرفعه: "من ختم القرآن فله دعوة مستجابة"، رواه الطبراني في الكبير وهو ضعيف جداً. ثامناً: وأخيراً اعلم أخي الكريم أن من وافق الدليل لم يخالفك كما قال أحد السلف: "ما خالفني من وافق الدليل"، ولله در الإمام الشافعي عندما قال: "إذا وجدتم الحديث في قارعة الطريق فهو مذهبي". أشهر المخالفات المصاحبة لختم القرآن ودعائه هنالك مخالفات عديدة تصاحب ختم البعض للقرآن الكريم، والدعاء عقبه، وسنشير في هذه العجالة إلى أهم تلك المخالفات وننبه عليها، عسى أن تجد قبولاً عند من يلتزمون بها أوببعضها، ليخلص عملهم من الابتداع، ويسلم من الانتقاص، حتى لا يكون عرضة للرد بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، مع يقيننا التام عدم تعمد أحد من المسلمين مخالفة السنة، وإنما يحدث هذا إما نتيجة جهل أوغفلة، والله أسأل أن يوفقنا جميعاً للاتباع، ويجنبنا الابتداع، فأقول: الأولى: الدعاء عند ختم القرآن داخل الصلاة من أولى المخالفات التي يقع فيها البعض، وأخطر المنهيات التي تصاحب ختم القرآن، الدعاء عقبه داخل الصلاة، سواء كانت صلاة مكتوبة أونافلة، وسواء كان ذلك في القنوت قبل أوبعد الركوع أوفي السجود، لا لإمام ولا منفرد، إذ ليس لذلك مستند في الشرع لا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام، ولا عن أحد من الأئمة الأعلام، إلا ما روي عن أحمد أنه سهل فيه في دعاء الوتر خاصة قبل الركوع، وعلل أحمد ذلك بعمل مِصْرَين في عهده: مكة والبصرة. يقول الشيخ بكر أبوزيد: (ليس هناك حرف واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أوعن أحد من صحابته رضي الله عنهم يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع أوبعده لإمام أومنفرد. نهاية ما في الباب ما يذكره علماء المذهب - الحنبلي – من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل، والفضل، والحربي عنه – والتي لم نقف على أسانيدها- من جعل دعاء الختم في صلاة التراويح قبل الركوع. وفي رواية عنه لا يعرف مخرجها: أنه سهل فيه في دعاء الوتر. وما جاء عن بعض أهل العلم من استحباب جعل القارئ ختمه في صلاة نفل أول الليل أوآخره، أي: في سُنة المغرب أوسُنة الفجر؛ وهذه مع جلالة القائلين بها لم يذكروا رحمهم الله تعالى ما يسند المشروعية من نص ثابت في سنده ودلالته عن النبي صلى الله عليه وسلم، أوصحابته رضي الله عنهم. إلى أن قال: وهذا من العبادات الجهرية التي لو وقعت لنقل إلينا وقوعها واشتهر أمرها في كتب الرواية والأثر، بل في رواية حنبل لما قال لأحمد رحمه الله تعالى: إلى أي شيء تذهب في هذا؟ قال: رأيت أهل مكة يفعلونه، دليل على أنه لو كان عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى سنة ماضية مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أومتصلة العمل بعصر الصحابة رضي الله عنهم لاعتمدها في الدلالة، وهو رحمه الله تعالى من أرباب الإحاطة في الرواية، فلم يبق عنده إلا عمل المِصْرَين: مكة والبصرة، وكم لأهل كل مصر من عمل لم يتابعهم عليه أحد، مثل أهل مكة في عدة مسائل كما في أخبار مكة للفاكهي.8 وعليه فلتعلم أن توارث العمل يكون في موطن الحجة حيث يتصل بعصر التشريع، كتوارث مقدار الصاع والمد النبوي وأعيان المشاعر ونحو ذلك9، ويكون في موطن الحجة أيضاً عند جماعة من الفقهاء والأصوليين والمحدثين حيث تكون عَضَادته لحديث ضعيف تلقته الأمة بالقبول، لكن هنا لم يكن نقل لعمل متصل بعصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، ولا عاضد لحديث في الباب تلقته الأمة بالقبول – ففات إذاً شرطه عند من قال به. لهذا فإن مالكاً رحمه الله تعالى وهو عالم المدينة في زمانه كره الدعاء بعد الختم مطلقاً، وقال: ما هو من عمل الناس. وظاهر من هذا أنه من العمل المتأخر عن عصر الصحابة رضي الله عنهم، والمتحرر عند علماء الأصول: أن جريان العمل فيما لا يتصل بعصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم لا يعتبر حجة في "التعبد" ولا يلتفت إليه لقاعدة "وقف العبادات على النص ومورده"10، وظاهر كلمة الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه لم يكن محل اتفاق بعدهم رضي الله عنهم.11 إلى أن قال: والخلاصة أنه ليس من دليل لهذه الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى سوى عمل التابعين في مكة والبصرة، وأنه منقطع الاتصال بعصر الصحابة رضي الله عنهم، وأن التابعين اختلفوا، فقال مالك رحمه الله تعالى: ليس عليه عمل الناس؛ فآل الأمر إلى قاعدة العبادات من وقفها على النص ومورده، ولا نص هنا، فبقي الأمر على البراءة وعدم المشروعية والله أعلم).12 وجاء في كلمة تقريظ لهذه الرسالة القيمة – مرويات دعاء ختم القرآن لبكر أبوزيد – في آخرها للعلامة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله: (وما ذكره من أنه لا دليل على الدعاء عند ختم القرآن الكريم في الصلاة، فإن الأمر عندي كما قال). لم يؤثر شيء عن أبي حنيفة والشافعي في دعاء ختم القرآن لا داخل الصلاة ولا خارجها. وإذا كان عمل أهل مكة في عهد الإمام أحمد رحمه الله لم يكن حجة لعدم اتصاله بعمل الصحابة، فمن باب أولى وبالأحرى دعاء أهل الحرمين بعد ختم القرآن في صلاة القيام في هذا العصر، والله أعلم. الثانية: تطويل دعاء ختم القرآن والسجع فيه لا شك أن الدعاء عقب ختم كتاب الله عز وجل مرغوب فيه للفرد والجماعة، وهو من المواطن التي يستحب فيها الدعاء. قال الإمام النووي رحمه الله: (ويستحب الدعاء عند الختم استحباباً متأكداً شديداً).13 وجاء كذلك في "فتاوى قاضيخان" للأحناف: استحسان الدعاء عقب الختم، واستحب متأخرو المالكية كذلك استحباب الدعاء عند الختم كما في "التذكار"14 للقرطبي، وروي عن ابن القيم ما يدل على أن الدعاء عقب الختم من آكد مواطن الدعاء والإجابة. هذا كله في مطلق الدعاء عقب الختم خارج الصلاة، مع العلم أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه الكرام صيغ معينة للدعاء، وإنما يدعو الفرد والجماعة لأنفسهم ولإخوانهم المسلمين بخيري الدنيا والآخرة بالأدعية المأثورة الجامعة وحسب ما يقتضيه حالهم ونوازلهم، متجنبين التطويل الممل، والسجع المتكلف، والخشوع المصطنع، وعدم التقيد بدعاء معين والتزامه في كل ختمة وإلزام المجتمعين به. من أقوى الأدلة على مشروعية الدعاء عند ختم القرآن ما صح عن أنس رضي الله عنه أنه كان عند الختم يجمع أهله وولده لذلك في بيته. أما مالك فقد كره ذلك. قال ابن الحاج المالكي رحمه الله: (ومن المستخرجة عن ابن القاسم قال: سئل مالك عن الذي يقرأ القرآن فيختمه ثم يدعو، قال: ما سمعت أنه يدعو عند ختم القرآن، وما هو من عمل الناس. ومن مختصر ما ليس في المختصر، قال مالك: لا بأس أن يجتمع القوم في القراءة عند من يقرئهم أويفتح على كل واحد منهم فيما يقرأ؛ وقال: ويكره الدعاء بعد فراغهم).15 قال ابن الحاج معللاً لكراهة مالك للدعاء عقب الختم: (فإذا تقرر هذا من مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى فاعلم أن الكراهة المذكورة محمولة على الجهر ورفع الصوت في جماعة، وأما الدعاء في السر فهو جائز أومندوب بحسب الحال، وعلى هذا درج السلف والخلف. وقال: وكان أبومحمد – ابن أبي جمرة – رحمه الله إذا ختم عنده في شهر رمضان في المسجد في جماعة لم يزد على ما يعهد منه خلف المكتوبة شيئاً، وكنا لا نعرف دعاءه بعد الصلاة إلا حين يرمق السماء بعينيه، وهذا ضد ما يفعلونه في هذا الزمان عقب الختم من قراءة القصائد، والكلام المسجع كأنه يشبه الغناء، لما فيه من التطريب والهنوك، وخلوه من الخشوع والتضرع والابتهال للمولى الكريم سبحانه وتعالى).16 ما ألف في صيغ دعاء ختم القرآن هنالك العديد من صيغ دعاء ختم القرآن منها ما أفرد بمؤلف خاص، ومنها ما ورد ضمن مؤلف عام، وقد بالغ البعض في ذلك حيث يوجد دعاء ختم مكوناً من ثمانين صفحة، أي ما يعادل قراءة خمسة أجزاء من القرآن الكريم؛ من تلك المؤلفات ما يأتي17: 1. كتاب الخطب في ديوان ختم القرآن لإبراهيم بن محمد بن حيدر المولود 559ﻫ - انظر معجم الأدباء لياقوت الحموي ج2/ 15-16. 2. مُؤَلف يحوي أربعاً وعشرين ختمة، كما جاء في فهرس الآثار الخطية في المكتبة القادرية بقلم عماد عبد السلام طبع 1394ﻫ. 3. دعاء ختم القرآن للشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله، وهو متضمن في كتابه "القنية لطالبي طريق الحق"18، ويشغل ثماني صفحات مليء بالسجع منه: "وقلت يا أعز من قائل سبحانك فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، هو أحسن كتبك". 4. ما ذكره النووي رحمه الله في كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن".19 5. الدعاء المنسوب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ولم تثبت نسبته إليه، قال الشيخ بكر أبوزيد: (ومن المؤلفات في صيغ دعاء القرآن الدعاء المنسوب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – والذي استمر زماناً يطبع في أخريات المصاحف الشريفة، وهذا لم تثبت نسبته إليه ولا يعرف من نسبه إليه، ولعل حذفه من الطبعات الأخيرة للمصحف الشريف لذلك، أولهذا، ولعدم ترتيب دعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لختم القرآن، وتجريد لكتاب الله تعالى وكلامه مما ليس منه، هذا مع ما فيه من بعض الألفاظ هي محل نظر).20 لا ينبغي أن يطبع مع المصحف شيء آخر مهما كان لا في الغلاف ولا قبله ولا بعده، نحو بعض أحكام التجويد، أوالقاعدة البغدادية، أودعاء ختم القرآن، ومن باب أولى وبالأحرى جدول الضرب، سواء كان المصحف كاملاً أم مجزءاً. السنة أن يدعو كل إنسان لنفسه بحاجته سراً ولا يجهر بذلك وإن كانوا جماعة، وإن دعا شخص وأمن الحاضرون بغير دعاء راتب معين ولم يطل في الدعاء مرةً بعد مرة فلا بأس بذلك، والله أعلم. قال ابن الحاج المالكي: (وينبغي أن يتجنب ما أحدثوه بعد الختم من الدعاء برفع الأصوات والزعقات، قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: "ادعوا ربَّكم تضرعاً وخُفية"، وبعض هؤلاء يعرضون عن التضرع والخفية بالعياط والزعقات، وذلك مخالف للسنة المطهرة. وقد سئل بعض السلف رضي الله عنهم عن الدعاء الذي يدعو به عند ختم القرآن، فقال: أستغفر الله من تلاوتي إياه سبعين مرة؛ وسئل غيره عن ذلك فقال: أسأل الله أن لا يمقتني على تلاوتي. وقد قالت عائشة رضي الله عنها: كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، يقول: ألا لعنة الله على الظالمين، وهو ظالم. ولا يظن ظان أن الظلم إنما هو في الدماء، أوالأعراض، أوالأموال، بل هو عام، إذ قد يكون ظالماً لنفسه فيدخل في ذاك تحت الوعيد. وبالجملة فالموضع موضع خشوع، وتضرع، وابتهال، ورجوع إلى المولى سبحانه وتعالى بالتوبة مما قارفه من الذنوب، والسهو، والغفلات. إلى أن قال: وقال بعضهم: ادع الله بلسان الذل والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق.. ويجوز بالمسجد – أي الدعاء عند الختم – بشرط أن لا يكون الجهر والتطويل بالدعاء عادة).21 الثالثة: التكبير من آخر سورة الضحى إلى آخر الناس، بل منهم من يزيد التسبيح، والتحميد، والتهليل، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من المخالفات التي تصاحب ختم القرآن التكبير للفرد والجماعة من آخر سورة الضحى إلى آخر سورة الناس، حيث لم يصح فيه إلا حديث ضعيف، وفي رواية واحدة وهي رواية البزي عن ابن كثير المكي، هذا على الرغم من استحباب بعض أهل العلم له. قال ابن مفلح: (واستحب أحمد التكبير من أول سورة الضحى إلى أن يختم، ذكره ابن ثميم وغيره، وهو قراءة أهل مكة أخذها البزي عن ابن كثير، وأخذها ابن كثير عن مجـاهد، وأخذها مجـاهد عن ابن عباس، وأخذها ابن عباس عن أبَيّ بن كعب، وأخذها أبَيّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى ذلك جماعة منهم البغوي في "تفسيره"22، والسبب في ذلك انقطاع الوحي، وهذا حديث غريب – أي ضعيف – من رواية أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، وهو ثبت في القراءة، ضعيف في الحديث، وقال أبوحاتم الرازي: هذا حديث منكر. إلى أن قال: وعنه أيضاً – أي عن أحمد -: لا تكبير، كما هو قول سائر القراء).23 وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن جماعة قرأوا بغير تهليل ولا تكبير؟ قال: (إذا قرأوا بغير حرف – أي رواية – ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل، بل المشروع المسنون). لم يكتف البعض بالتكبير على الرغم من عدم وروده في سائر الروايـات سوى رواية البزي عن ابن كثير بطريق واهٍ – لا بطريق صحيح ولا ضعيف، بل زادوا عليه التهليل، والتسبيح، والتحميد، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يدل على أن البدعة لا حد لها تنتهي إليه، وإنما ينادي بعضها على بعض، ولهذا رحم الله امرءاً اتبع فسلم، ولم يبتدع فيندم. الرابعة: قراءة الإخلاص والمعوذتين جماعياً وتكرارها ثلاثاً أيضاً من المخالفات التي صحبت ختم القرآن للجماعات والأفراد في المساجد وغيرها قراءة الجميع لسور الإخلاص والمعوذتين وتكرير ذلك في بعض المساجد ثلاثاً، وهذا التخصيص ليس له أصل ولا يسنده دليل إلا التقليد. قال ابن مفلح رحمه الله: (وإذا قرأ سورة الإخلاص مع غيرها قرأها مرة واحدة ولا يكرر ثلاثاً، نص عليه – أي أحمد – قال ابن تميم: منع أحمد القارئ من تكرار سورة الإخلاص ثلاثاً إذا وصل إليها).24 الخامسة: وصل الختمة بأخرى بقراءة الفاتحة وخمس آيات من أول البقرة من المخالفات التي درج عليها كثير من الناس أفراداً وجماعات وصل الختمة بالشروع في ختمة جديدة بقراءة سورة الفاتحة وخمس آيات من أول البقرة، وليس لهذا العمل مستند في الشرع، معتمدين في ذلك على حديث ضعيف وهو حديث "الحال المرتحل"، وعلى افتراض صحته فقد أول بتأويلات أخرى قال بها بعض أهل العلم المعتبرين. والحديث رواه الترمذي بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: "الحال المرتحل".25 قال ابن رجب: (إذا فرغ عن قراءة الناس لم يزد الفاتحة وخمساً من البقرة، نص عليه – أحمد – وذلك إلى قوله "وأولئك هم المفلحون"26، لأن "ألم" آية عند الكوفيين وهي عند غيرهم غير آية، قال في "الشرح": ولعله لم يثبت فيه عنده أثر صحيح، وقيل: يجوز بعد الدعاء، وقيل: يستحب، وقد روى الترمذي من حديث صالح المزي – وهو ضعيف – عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: "الحال المرتحل"، قال: وما الحال المرتحل؟ قال: "الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حل ارتحل"، قال الترمذي: حديث غريب، ثم رواه عن زرارة مرسلاً، ثم قال: هذا عندي صحيح).27 وقال ابن القيم رحمه الله: (وفي الترمذي عنه أنه سئل صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "الحال والمرتحل"، وفهم بعضهم من هذا أنه إذا فرغ من ختم القرآن قرأ فاتحة الكتاب، وثلاث آيات من سورة البقرة، لأنه حل بالفراغ وارتحل بالشروع، وهذا لم يفعله أحد من الصحابة ولا التابعين، ولا استحبه أحد من الأئمة، والمراد بالحديث الذي كلما حل من غزاة ارتحل في أخرى، أوكلما حل من عمل ارتحل إلى غيره تكميلاً له كما كمل الأول، وأما هذا الذي يفعله بعض القراء فليس مراد الحديث قطعاً، وبالله التوفيق).28 قال الشيخ الدكتور بكر أبوزيد: (نازع – ابن القيم – المباركافوري في تحفة الأحوذي 4/ 64ط الهندنة بأن الحـديث جـاء في آخـره ذكر الختمـة... وفي سند هذا الحديث الهيثم بن الربيـع، وصالح بن بشير المري، وهما ضعيفان، بل قيل إن صالحاً متروك الحديث، قاله النسائي والذهبي في تلخيص المستدرك ج1/ 591).29 لم يستحب الإمام أحمد وصل ختمة بأخرى، قال ابن قدامة30: (لعله لم يثبت فيه عنده أثر صحيح). السادسة: التوسع في الدعوة لشهود ختم القرآن من المخالفات التي لم يدرج عليها السلف التوسع في الدعوة واستدعاء الناس والإعلان لشهود ختم القرآن. صح عن أنس رضي الله عنه أنه كان يدعو أهله لشهود ختم القرآن، وقد تبعه على ذلك بعض السلف، لكن الأمر لم يكن بالصورة التي نراها اليوم. قال ابن الحاج المالكي رحمه الله وهو يعدد البدع التي أحدثها البعض في ختم القرآن في رمضان وغيره ويحذر منها: (وينبغي له أن يتجنب ما أحدثوه من البدع في تواعدهم للختم، فيقولون: فلان يختم في ليلة كذا، وفلان يختم في ليلة كذا، ويعرض ذلك بعضهم على بعض، ويكون ذلك بينهم بالنوبة، حتى صار ذلك كأنه ولائم تعمل وشعائر تظهر. إلى أن قال: وأما إن كان إنسان يريد أن يختم لنفسه في أي وقت كان من السنة فيجمع أهله لتعمهم الرحمة، لأن الرحمة تنزل عند ختم القرآن، فذلك جائز لفعل أنس رضي الله عنه).31 السابعة: الاحتفاء بختم القرآن، وإحضار الحلوى، والشاي، والذبح، وإقامة الولائم لذلك هذه أيضاً من المخالفات، وتدخل في باب "طعام المتبارين"، أي المتنافسين، لما يصحب ذلك من الفخر والرياء والسمعة. ولذلك حذر من ذلك السلف، وذلك أن الأصل في العبادات أن تخفى بقدر المستطاع، ولا تعلن ويجاهر بها. قال ابن الحاج معدداً بدع ختم القرآن عند أهل زمانه: (ثم إنهم يعملون أنواعاً من الأطعمة والحلاوات، فسبحان الله ما أضر البدع، وما أكثر شؤمها، حتى لقد رأيت بعض المشايخ عمل لولده ختماً ببعض ما ذكر، فلما جاءت السنة الثانية سألته عن ولده في أي موضع صلى القيام، فقال لي: أنا منعته من القيام؛ فقلت له: ولِمَ؟ قال: لأن الأصحاب والإخوان والمعارف يطالبونني بالختم فأحتاج إلى كلفة كثيرة. فانظر إلى شؤم البدع كيف جَرَّت إلى ترك الطاعات، وترك المحافظة على حفظ الختمة).32 هذا ما أحببت التنبيه عليه وتذكير إخواني المسلمين به، والله أسأله القبول، وحسن القصد، وأن ينفع بها من اطلع عليها، وأن يردنا جميعاً إلى كتابه وسنة نبيه رداً جميلاً. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه الطيبين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. فلا تفتري عليه أخي الكريم مرة اخرى وانتبه لما تكتب |
||
![]() |
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
تحويل "العبد اللطيف" و"زهران" إلى مساهمة والترخيص لـ "حامل المسك" و"كسب المالية" | عثمان الثمالي | منتدى الاقتصاد والمال | 2 | 02-10-2009 11:06 PM |
مساء بريح المسك والعتبر | ورد الهدى | أهــــــلا بــــــــــكـــــــم | 10 | 04-21-2008 10:13 PM |
المسك / منقول . | كريم السجايا | الــمـنـتـدى الـعـام | 4 | 10-23-2007 12:20 PM |
رجل حامل في السعودية | ABO TURKI | منتدى الاستراحـة | 4 | 01-18-2006 02:00 AM |
![]() |
![]() |
![]() |