رد: مقالات تربوية
الرياض:الأثنين 17 ذو الحجة 1429هـ العدد:14784
بين التعلم الإلكتروني وحاجات المتعلم
مناهل عبدالعزيز الدريس
يغلب على معظم الأطروحات التي تتناول الحديث عن أهمية التعلم الالكتروني وتأثيره الإيجابي على عملية التعلم ما يشير غالباً الى الاهتمام بجانب التقنية في التعليم بطريقة تؤدي الى النقص في إشباع الاحتياجات النفسية والاجتماعية والوجدانية للمتعلم. وكثيراً ما استقرئ هذا التوجه الفكري في خطط تطوير التعليم على اختلاف مستوياتها وتعدد أبعادها، حيث يستأثر هذا التوجه النصيب الأكبر من الاهتمام على حساب حاجات ينبغي أن تتصدر أولويات أهداف خطط التطوير، غير أنه في ظل تصور صحيح وواضح للهدف الرئيس من دمج التقنية في التعليم سيكون مردود هذا النوع من التعلم مردوداً إيجابياً، وهذا ما سجل ويسجل لخطط تطوير التعليم التي تجعل من المتعلم محور اهتمامها - والتي أرجو أن تكون كذلك - كمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام "تطوير".قضية أخرى تسير على ذات الخط تظهر جلية في ممارسات التربويين المنبهرين منهم بانعكاسات تطبيقات التقنية في التعليم، إذ يلجأ بعض التربويين الى الاستعانة بالتقنية في موقف تعليمي ما، مع أنه - مع التسليم بهذا الرأي - في ظل غياب أو وجود متغيرات معينة كالإمكانات المادية، أو نوع المادة العلمية، أو أعداد المتعلمين، أو المتغير المكاني يصبح الاستغناء عن هذه التقنية أجدى لذلك الموقف التعليمي بالذات.ماأود التأكيد عليه هو أن فكرة الاعتماد الكلي على التقنية في التعليم باعتبارها الطريقة المثلى دائماً، أرى أنها فكرة ليست صحيحة بكل المقاييس (النفسية، الصحية، الاقتصادية، التربوية، الاجتماعية)، فكما ذكرت سابقا غياب أو وجود متغيرات معينة سيحدد الخيار ثم القرار الأمثل نحو استخدام التعلم الإلكتروني لموقف تعليمي ما.
|