اخبار الاقتصاد ليوم الجكعة 19/1

[صقر قريش]

التحليل الفني للأسهم السعودية

الأسهم السعودية لا تزال في مسار صاعد .. وهبوطها 7.3 % تذبذب طبيعي


مشهور الحارثي
بعد افتتاح مشرف للسوق السعودية في أول أسبوع من العام الجديد عاد مؤشر السوق ليسجل هبوطاً طيلة أيام الأسبوع الحالي، وهو ثاني أسبوع في العام الجديد، وكما أسرفت السوق Rally في صعودها السابق هاهي تهبط بوتيرتها المتسارعة نفسها متزامناً مع بدء إعلانات الشركات نتائجها المالية، وقد سجل مؤشر السوق هبوطاً بنسبة 7.3 في المائة وفي جميع قطاعات السوق ما عدا قطاع الفنادق، الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 1.02 في المائة، والأبرز من بين القطاعات هو الانخفاض الكبير في حركة قطاع البتروكيماويات وسببه الوضع الفني لسهم "سابك"، وهذا سنناقشه باستفاضة خلال التقرير.

أداء مؤشر السوق وقطاعاته خلال الأسبوع الحالي

أعراض انسحابية
نحن هنا في تقريرنا الأسبوعي نعتمد على التحليل الفني وندرس حركة الأسعار ونفسرها فنياً وعلى أساس هذا المبدأ نتنبأ بما يحدث مستقبلاً ولا نهتم كثيراً بأخبار النفط أو منتجات البتروكيماويات أو أي أسباب أساسية مالية، فنحن هنا نتحدث بلغة التحليل الفني ولا بأس أن استأنس البعض بمعطيات أخرى بعيدة عن التحليل الفني وحركة الأسعار، ومن التحليل الفني سأنطلق لأفسر الهبوط الذي حصل هذا الأسبوع.
مرت سوق الأسهم برحلة هبوط طيلة عام 2008 كانت الأقسى والأعنف حتى من انهيار عام 2006، وقد اشتد عنف هبوط عام 2008 في آب (أغسطس) عندما أطلت أزمة الرهن العقاري برأسها ثم تجاهلها العالم قليلاً ثم أعقبها إعلان الأزمة بشكل كبير عند إفلاس بنك "ليمان بروذرز"، ولكن السوق السعودية من قبل آب (أغسطس) وهي في هبوط عنيف مكونة متجها هابطا.
استمر الحال حتى جاء الفرج وقام مؤشر السوق في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي واخترق المتجه الهابط معلنا تغير مساره نحو الصعود، وحتى يستقر مؤشر السوق ويؤسس مساره الصاعد على الأجلين المتوسط والطويل، فإنه سيمر بحالة تذبذب بعد أن أدمن الهبوط، وإن صح التعبير، فإن ما تمر به السوق هو نوع من الأعراض الانسحابية التي تُصيب أي شخص اعتاد على الإدمان على شيء ما وسوقنا أدمنت واعتادت على الهبوط منذ فترة وتحتاج إلى فترة حتى يقتنع المتداولون بصحة وسلامة هذا الاتجاه الصاعد.
قبل أن أتناول مؤشر السوق فأنا هنا أحتاج وبشكل استثنائي إلى أن نقرأ وضع السوق من خلال فحص ودراسة الوضع الفني للأسهم التي تقود السوق وهي أربعة أسهم يتقدمها سهم "الراجحي"، "سابك"، "الاتصالات"، و"سامبا" لتأثيرها الكبير في مؤشر السوق الحر، ومرة أخرى سيتضح لنا أن سهم "الراجحي" و"الاتصالات" يريدان دفع مؤشر السوق للثبات أو الصعود في أحسن الأحوال بينما سهما "سابك" و"سامبا" يضغطان على مؤشر السوق وستتضح فكرتي أكثر في الفقرات التالية.

سهم "سابك"

بينت في تقرير الأسبوع الماضي أن الوضع الطبيعي لأي سوق هي أن تقوم بالهبوط بعد الصعود السريع في أول أسبوع من العام الجديد، حيث قلت في التقرير السابق "على الرغم من التفاؤل العام فإني أميل إلى أن يقوم مؤشر السوق بالتهدئة أو التراجع في أسوأ الأحوال مطلع الأسبوع المقبل, ويدل على هذا مؤشر ستوكاستيك Stochastic، لعل أحد عوائق صعود مؤشر السوق هو سهم "سابك"، الذي يقف حالياً في مواجهة مع متوسط 50 يوما"، ورأينا سهم "سابك" يفشل في اختراق متوسط 50 يوما، بعد أن كون قمتين متتاليتين كما في شكل (1) فكان هذا من أهم العوائق أمام صعود مؤشر السوق.
يبدو أن هبوط "سابك يوم الأربعاء فتح باب الاحتمالات السيئة وقد نشهد قليلا من الهبوط وأقول هذا بعد إشارة سلبية من مؤشر Parabolic SAR، ومما لا شك فيه أن سهم "سابك" ذو وضع مربك، بعد أن هبط دون المتجه الصاعد كما في شكل (1)، ولكن لا يعتد بهذا الكسر للمتجه الصاعد، إلا إذا أكمل سهم "سابك" هبوطه أكثر، وأعتقد أن هذا الهبوط لن يطول لو نظرنا إلى التقاطعات الإيجابية التي بين متوسطات الحركة البسيطة كما في شكل (1).



سهم "سامبا"

تعاضد سهم "سامبا" بهبوطه مع سهم "سابك" وكان هذا أيضاً في نطاق الاحتمالات الأرجح التي بينتها في التقرير السابق، حيث قلت (سهم "سامبا" صعد منذ أواخر كانون الأول (ديسمبر) ... وهو الآن مُنهك القوى وهذه تعد نقاطا سلبية"، لذا رأيناه يهبط بنسبة 15.6 في المائة خلال الأسبوع الحالي وقد أعطانا مؤشر Parabolic SAR إشارة سلبية، هبوطه يوم الأربعاء الماضي كان قوياً وهذا يجعل من وصوله حتى مستويات 44 ريالا أمراً غير مستبعد كما في شكل (2).



سهم "الراجحي"

إن هبوط سهم "الراجحي" كان من باب العودة لاختبار مستويات الدعم والتأكد من قدرتها على الثبات، ولكن إغلاق يوم الأربعاء دون متوسط 50 يوما أمر يدعونا لأخذ الحيطة والحذر كما يتضح في شكل (3)، ولكن نأمل أن يعود للإغلاق لأعلى في الأسبوع المقبل، ولن نخشى على اتجاه نحو الصعود على الأجل المتوسط ما دام لم يكسر السهم المتجه الصاعد الذي يدعمه عند مستوى 57 ريالا، وأرى أن حالة الصراع بين متوسطات الحركة البسيطة ومتوسط 50 يوما ستمهد مثل بقية الأسهم إلى تصحيح وضع سهم "الراجحي" فنياً ونرى تماسكه وإكماله للصعود.



سهم "الاتصالات"

يبقى سهم "الاتصالات"، وهو السهم الذي هبط مطلع الأسبوع ثم ثبت عند مستويات الدعم واحترمها بعد ارتفاعه يوميّ الثلاثاء والأربعاء كما في شكل (4) ولم يخسر سوى 1.9 في المائة خلال هذا الأسبوع، ولا يزال سهم "الاتصالات" مغلقا فوق متوسط 50 يوما وموعود بمزيد من التقاطعات الإيجابية، وأمامه مقاومة عند 55 ريالا، ولا يزال في اتجاه صاعد، كما يتضح في الرسم، حيث يقدم له المتجه الصاعد الدعم عند مستوى 49 ريالا.
ما أُحذر منه هو ألا يقع المتداول في فخ توهم الأنماط والأشكال الفنية قبل حدوثها، حيث إنه يتضح أن سهم "الاتصالات" في طريقه لتكوين شكل "كوب وعروة" وكذلك قد يكون في طريقه لتكوين شكل "مثلث صاعد"، ولكن لا تبني قرارك على أشكال لم تستكمل شروطها بعد.



مؤشر السوق

الآن نأتي إلى مؤشر السوق ونضعه تحت المجهر واستناداً إلى ما سبق من استعراض لأسهم قادة السوق، فإن الصورة تبدو متوازنة، وهذه الخلخلة التي نشهدها في السوق تعود لكونها ردّ فعل للارتفاع المُتتابع للسوق وإلى أن الأسواق اعتادت على ارتفاع حدة التذبذب في موسم نتائج الشركات، فكيف والإعلانات تأتي بعد أزمة عالمية وصلتنا تأثيراتها بشكل أو بآخر.
بالنظر إلى مؤشر السوق في شكل (5) نجد أنه بعد أن تمكنت السوق من اختراق المتجه الهابط بدأ في شقّ طريقه بهمة نحو الاتجاه الصاعد وقد بينت المتجه الصاعد في الرسم البياني بشكل (5)، لذا فإنه لا داعي للخوف ما دامّ مؤشر السوق يحترم المتجه الصاعد الذي كونه، وحالياً فإن المتجه الصاعد يقدم الدعم عند مستوى 4700 نقطة تقريباً، التي إذا لم يهبط مؤشر السوق دونها، فإن الخوف لا مبرر له.



صحيح أن مؤشر السوق هبط دون متوسط العشرة وأتبعه بهبوط دون متوسط 50 يوما أيضاً، إلا أن الأولى أخذ خطوط الاتجاه في الاعتبار، إذ إن السوق تمر بحالة أعراض انسحابية وتذبذب بعد تعرضها لموجة هبوط كانت الأقوى منذ آب (أغسطس) الماضي.
نعم لنركز على خطوط الاتجاه في المرحلة الحالية ولنعلم أن حالة الصراع بين متوسطات الحركة البسيطة ستمهد لأن يتم ترتيب وضع متوسطات الحركة القصيرة ذات العشرة والـ 20 يوما وعلاقتها مع متوسط الحركة ذي الـ 50 يوما، وهذا سيكون على الأجل المتوسط كما في شكل (5)، وخلال هذه المرحلة القريبة جداً سنشهد ضعفا في حركة مؤشر السوق، ويدل على هذا مؤشر Parabolic SAR، ولكن الأهم مراقبة خطوط الاتجاه