اخبار التربية والتعليم ليوم الأثنين 22/1

[صقر قريش]

الجزيرة:الأثنين 22 محرم 1430هـ العدد:13262
تدريس الإنجليزية في الابتدائي هدر في الجهد والمال
أعجبني كثيراً ما سطره يراع الدكتور التربوي عبدالرحمن بن حمد التمامي، رئيس قسم اللغة الإنجليزية في إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض في جريدة (الجزيرة)، وأرى أن ذلك من الفهم العميق لأحوال اللغة الإنجليزية مقارنة بالواقع المشهود والملاحظ، خصوصاً من قبلنا كمعلمين في المدارس نشاهد ونلحظ، وكتجربة مرت علينا في دراستنا السابقة في مراحل التعليم العام ليؤكد تأكيداً محتماً أن إدخال اللغة الإنجليزية في تعليم أولادنا في المرحلة الابتدائية هو كما ذكر الدكتور التمامي هدر في الجهد والوقت والمال، وتجربة مستعجلة خالية من البحوث الدقيقة في اتخاذ هذا القرار، وهذا الكلام لا أقوله كرأي أو فرضية ولكنها الحقيقة المرة التي عشناها ويعيشها كل طالب في مدارس التعليم العام، الذين يرون من اللغة الإنجليزية ودخولها في جميع مراحل التعليم بدءاً من الابتدائي مروراً بالمتوسط والثانوي هماً كبيراً وإزعاجاً يعوق سير الدراسة السعيدة.فيا حبذا بل أرجو رجاء حاراً أن يعيد المسؤولون في الوزارة النظر في إدخال هذه المادة التي أصبحت هماً مؤرقاً لنا كطلاب في السابق، ولأبنائنا في الوقت الحالي، مع التأكيد على ما أبداه الدكتور التمامي أن يكون في سنة دراسية تأسيسية يكون فيها الطالب مهيئاً لفهمها وأهميتها في المستقبل - في الصف الثالث متوسط مثلاً- والواقع شاهد بأن هذه الدورات التدريبية التي يأخذها الكثير من المتعلمين في ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو في سنة فائدتها وأثرها والنفع بها أكثر مما يأخذه الطلاب في سبع سنوات من العذاب والشقاء.وجهة النظر التي ذكرتها وذكرها الدكتور التمامي ليست وليدة اليوم، ولكن بإمكاني الإحالة على كثير ممن كتب حول هذا الموضوع، ولعلي أكتفي بمؤلف لأحد المهتمين بهذا الموضوع وهو الدكتور أحمد الضبيب عضو مجلس الشورى في كتابه: اللغة الإنجليزية في عصر العولمة، وهو كتاب عظيم في بابه أنقل منه على جهة الاختصار قال في ص27: بعد أن ذكر دراسات تفيد أن التعلم باللغة الأم هو الأفضل ومثل على ذلك باليابان وأنها من أقل الدول عناية باللغة الإنجليزية كما جاء في إحصاءات مصلحة الامتحانات التربوية في الولايات المتحدة، قال بعد ذلك: (وإذا تركنا هذه الدراسات جانباً ونظرنا في تجارب الدول المتقدمة التي يجدر بنا أن نفيد منها وجدنا أن هذه الدول جميعاً بلا استثناء لا تعلم اللغة الأجنبية في المرحلة الأولى من التعليم، كما أنها لا تعلم العلوم بتاتاً بلغة أجنبية في أي مرحلة من مراحل التعليم.وقال في ص40: إذن ما دامت اللغة الإنجليزية غير ضرورية لكل مواطن لكنها مهمة لبعضهم حسب الاختصاص، فليس هناك ما يدعو إلى تعليمها منذ الصفوف الأولى في المدرسة لأن التعليم ملزم بتقديم الضروريات التي لا يستغني عنها المواطن في حياته وهي ليست كذلك فلماذا هذا الجهد والمال والوقت المهدر؟
مشعل الجدعي الظفيري