المساهمون يلجأون لفك رموز إعلانات نتائج أرباح الشركات
طالبوا بنموذج موحد وتبرير الخسائر محل التندر

تحليل: علي الدويحي
عكف المساهمون في سوق الأسهم السعودية، وطوال يومي الإجازة الأسبوعية على قراءة وتمحيص ومراجعة النتائج المالية لأرباح الشركات والتي جاءت إعلاناتها بطريقة يلفها الغموض، حتى كان من الصعب على غير المختص القدرة لفك رموز وشفرة تلك الإعلانات، مما دفع الأغلبية منهم إلى الاستعانة بأهل الخبرة والمختصين في قراءة القوائم المالية للشركات، ومن أبرز المآخذ على تلك الإعلانات كثرة التعديلات والإيضاحات المستمرة وخلو الأكثرية منها من إيضاح بنود معينة وتغييب بنود أخرى تهم المساهمين والمستثمرين وفي مقدمتها بند المبيعات، وقد ركز المساهمون من خلال القراءة على الشركات التي تقوم بالتوزيعات النقدية ومدى استمرارية تراجع الأرباح في الربع الأول من العام الحالي 2009م، فيما ركز الفريق الآخر على متابعة أسهم الشركات ذات الربح السريع بغض النظر عن خلو القائمة من المحفزات، كما لم تخل الإعلانات من تبرير الخسائر أو انخفاض الأرباح من الأسباب غير المقنعة حتى وصلت في شركات إلى حد الطرفة وتبادل "النكات" بين المساهمين في السوق، ومثال ذلك إرجاع إحدى الشركات أسباب الانخفاض إلى تعيين رجال الأمن الصناعي وأخرى بسبب ارتفاع في تكاليف تتعلق بالموارد البشرية، واقترح المساهمون توحيد نموذج موحد يتم التقيد به وعلى جميع الشركات التطبيق، فيما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك بتحديد يوم معين يتم من خلاله إعلان النتائج، بدلا من استغلال الفترة الممنوحة لبث الشائعات وتسرب الأخبار، وتوقع البعض أن تكثر في الفترة القادمة فرض الغرامات المالية على الشركات لعدم تقيدها بأحكام بعض مواد السوق المالية، وبالذات التي يحظر على الشركة المصدرة إفشاؤها قبل تزويد الهئية بها.
من المقرر أن تدخل السوق السعودية اليوم تعاملاتها وأمامها تحدي امتصاص صدمة الأرباح غير المتوقعة لكثير من الشركات وفي مقدمتها شركة سابك والاتصالات، وذلك إذا ما أرادت أن تحقق استقرارا بعد انتهاء المحفزات المحلية وحتى لاتدخل في دائرة التأثر بالأسواق العالمية والمجاورة وصدور الأخبار من مختلف القطاعات التجارية والاقتصادية العالمية، فبعد أن نجحت يوم الأربعاء الماضي نوعا ما في إبقاء المؤشر العام أعلى من قاع سابق يقع عند مستوى 4223 نقطة والتي يعني كسره أن السوق تبحث عن قاع جديد سيكلف أسهم الشركات تسجيل قيعان جديدة، حيث استغل المضاربون يوم الثلاثاء والأربعاء إغلاق سهم سابك على النسبة السفلى وتبعه سهم الاتصالات يوم الأربعاء ليبث ذلك الطمأنينة في نفوس المتعاملين لكون هذين السهمين لن يهبطا بالسوق فجأة نظرا لأخذ المدى اليومي والمسموح به من الهبوط، واليوم السبت من المتوقع أن يفتتح سهم الاتصالات على هبوط، ففي حال إغلاقه على النسبة السفلى من الأمثل أن تتم متابعة أسهم الشركات القيادية الأخرى مع أهمية الوقت، فكلما كان الهبوط مبكرا كانت فرصة المضاربة أوسع.
فمن الناحية الفنية يقع المؤشر العام حاليا عند مستوى 4556 نقطة جاء كإغلاق أسبوعي ويومي، حيث أصبح محصورا بين خط 4621 نقطة كقمة يومية وقاع 4508 نقاط، ويعتبر البقاء أعلى من مستوى 4492 نقطة أن السوق سوف يشهد مضاربة حامية للمحترفين والذين يملكون معلومة عن أسهم معينة، أما في حال الوصول إلى المنطقة الممتدة ما بين4621 إلى 4637 نقطة، والعودة منها والإغلاق أقل من مستوى 4606 نقاط، فإن السوق سوف تبحث عن قاع جديد والعكس الإغلاق أعلى منها يعني أن السوق سوف تبني مسارا صاعدا قد يمتد إلى مستوى 4880 نقطة، فكما أسلفنا سابقا أن من يتحكم في تحرك المؤشر العام بالدرجة الأولى سهم سابك، ثم كل من سهم الاتصالات والراجحي وسامبا
وبالذات سهم سابك الذي سجل الأسبوع الماضي قاعا سنويا بسعر37.10 ريالات، حيث من الأفضل اليوم أن يتداول أعلى من سعر 42.75 ريالا ويعتبر كسر سعر 39.5 ريالا أن السهم مؤهل لتسجيل قاع سنوي جديد، مع الأخذ في الاعتبار أن السوق عبارة عن مضاربة بحتة.