![]() |
![]() |
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي جميع ما يخص الجانب التعليمي لجميع المواد... والإرشاد والأسئلة والاختبارات لجميع المراحل الدراسية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() رد: اخبار التربية والتعليم الثلاثاء 29 صفر 1430هـ رد: اخبار التربية والتعليم الثلاثاء 29 صفر 1430هـ رد: اخبار التربية والتعليم الثلاثاء 29 صفر 1430هـ رد: اخبار التربية والتعليم الثلاثاء 29 صفر 1430هـ رد: اخبار التربية والتعليم الثلاثاء 29 صفر 1430هـالرياض:الثلاثاء 29 صفر 1430هـ - 24 فبراير2009م - العدد 14855نورة الفايز والصعود إلى أعلى فارس بن حزام لم ينشغل الإسلاميون في السعودية بمجمل التغييرات الحكومية الأخيرة، بقدر ما اشغلهم تعيين الدكتورة نورة عبدالله الفايز ضمن نواب وزير التربية والتعليم. وعند الحديث عن الإسلاميين هنا، فالقصد يذهب إلى أولئك، الذين يمارسون نشاطاً سياسياً، إما على صفحات الإنترنت أو فوق منابر الجمعة، إضافة إلى الأحاديث الاعتراضية الوقافية بعد الصلوات، ويحاولون بدورهم أن يمارسوا دوراً ضاغطاً على القرار السياسي، وقد اعتاد عليهم المجتمع منذ زمن، وهم يسايرون التقنية في تطوير أدوات الضغط. ومنذ اليوم الأول لتعيينها في أعلى مسمى وظيفي وصلت إليه امرأة في تاريخ البلاد، والتصعيد من جانب الإسلاميين الحركيين منصب تجاهها فقط. لم يهتموا بقرارات القضاء وهيئة الأمر بالمعروف، وتجديد دماء بقية المؤسسات، التي شملها "السبت الأبيض". كانت قصة نورة الفايز همهم الوحيد. والتصعيد تجاه الدكتورة نورة ليس أسلوباً جديداً. هو سيناريو يطبق منذ تأسيس البلاد عند كل خطوة جديدة، وشيئاً فشيئاً سيهدأ القوم، وستذوب ألسنتهم، وسيبذلون الغالي والنفيس من الوساطات للحصول على توجيه منها بتعيين معلمة أو بنقلها. وما أشبه الليلة بالبارحة. فلا أحد ينسى ما جرى في الوقت القريب، في العام 2002، حين أعلن عن دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات بوزارة المعارف تحت اسم وزارة التربية والتعليم، وما عاشته البلاد من صخب وضجيج على كافة الصعد الإسلامية الحركية، ليتلاشى كل شيء ويواصل الدكتور خضر القرشي مسيرته، ومن ثم يعود المشاغبون ليقفوا عند باب مكتبه؛ طلباً للمساعدة في تعيين أو نقل معلمة. ولا أظن مثل هذه الذكريات، القريبة منها والبعيدة، تغيب عن ذاكرة الدكتورة. فلابد أن تجارب البلاد مع المتغيرات على صعيد المرأة، قد حضرت أمامها منذ الساعة الأولى لتلقيها نبأ التعيين. الذي أعرفه أن هناك أكثر من مئة قناة فضائية عربية وعالمية تتمنى الفوز بدقائق مع نورة. فعالمياً، يعتبر وصولها قراراً استبعده الرأي العام العالمي، وحتى العربي. والأفضل لها أن تتحاشى الإعلام مؤقتاً، على الأقل في المئة يوم الأولى من مسيرتها، كي لا تزيد تصريحاتها أو كثرة ظهورها النار حطباً. الفكرة، أن الشهور الأولى ستكون صعبة لمن يلقي بالاً بالهجوم والتجريح، ومتى ما آمن بأنها مرحلة تنفيس فقاعية، ومجرد مضاعفات علاجية، فبلا شك سيتجاوزها، وكأنها شيء لم يكن، لتبقى ذكريات في مرحلة التطور الاجتماعي والسياسي |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
الرياض:الثلاثاء 29 صفر 1430هـ - 24 فبراير2009م - العدد 14855
حديث الثلاثاء في إجازة نصف العام الدراسي فلنروّح عن أنفسنا محمد بن أحمد الرشيد للإجازات من حين لآخر فلسفة حياتية عظيمة الفائدة.. ففيها استراحة للنفس من طول عناء العمل لوقت طويل، وفيها تغيير لنسق الحياة عند الناس، تشعرهم بنوع جديد من المشاعر، وفيها إشارة إلى انتهاء عمل سيعقبه عمل جديد.. بل قد يكون فيها رحلة من المقر إلى بلد آخر. ويجمع علماء الإدارة، وعلم النفس على أهمية التمتع بالإجازة.. لأن مردود ذلك ليس على الإنسان المجاز فحسب بل على العمل والإنتاج، إذ الموظف سيعود من إجازته نشيطاً متجدداً، ولذلك فالشركات الكبرى تلزم العاملين فيها وخاصة كبار موظفيها بضرورة التمتع بإجازاتهم.. موزعة على مدار العام. ??? ومن أشهر الإجازات في العالم كله إجازات المدارس، والمعاهد، والجامعات، بل أطولها.. وفيها تستريح الأسر، والمدارس، والطلاب من تواصل الدراسة لنصف عام أو عام دراسي، بعده لابد من استراحة عملية ونفسية، وخروج عن المألوف من النظام اليومي في البيت والعمل. ففي الإجازات الدراسية - يشعر الطلاب والمعلمون، وأساتذة الجامعات - بفرحة عارمة لما يتخلل الإجازة من هدوء واستقرار، وما يكون للكثيرين من الخلود إلى الراحة، أو اجتماعات تتخللها الفكاهة والمرح، والانتقال من جو الكتب المقررة، والدراسة المحددة - إلى قراءات حرة.. واطلاعات متنوعة.. وجلسات أصدقاء هنية. ??? ومشاركة لأبنائي وبناتي الطلاب والطالبات.. بل وتجاوباً مع مشاعر كل الناس خلال عطلة نصف العام الدراسي التي نحن فيها هذا الأسبوع.. أحادثهم اليوم عن أهمية الفكاهة والطرفة؛ ذلك لأن الابتسامة - كما ذكر الأطباء - تحرك عدداً كبيراً من عضلات الوجه، يصل إلى عشرين عضلة - تريحها، وترخيها، وفي ذلك صحة لهذه العضلات خاصة، والوجه عامة.. ??? كما أوصى الأطباء أيضاً بالضحك علاجاً نفسياً؛ وذلك لأنه بالضحك تنفرج الأسارير، وتخرج النفس من كبتها - مما يزيح عنها ألمها، وينسيها ما هي فيه من انقباض وهم يعكر صفوها. وأيضاً في الضحك، والطرائف إحياء للقلب - فقد قال علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - (إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة) فلماذا لا نمضي بعض أوقاتنا في استراحات ومزاح يجلب الضحكات، فهناك مئات بل آلاف النكت، والحكايات الجميلة التي تزخر بها كتب تراثنا العربي، ويزخر بها حاضرنا أيضاً. ??? وفي قراءاتي لأهم الصحف العربية والأجنبية، وبالذات التي تصدر باللغة الإنجليزية أجد كثيراً من الكتّاب الجادين المرموقين يخرجون من حين لآخر عن جدية مقالاتهم إلى نوع من الفكاهة، والدعابة التي يقبل عليها القراء بشغف، وقد تكون في الوقت نفسه إشارات غير مباشرة إلى نقد موضوعي اجتماعي أو سياسي، أو غير ذلك. ??? ثم إني لشديد التعجب مما نراه بيننا أحياناً في خطب المناسبات الاجتماعية، والثقافية، والندوات، والاجتماعات من جدية حاسمة في الكلام، بينما من خلال تجربتي ومعايشتي لما يجري في العالم الخارجي أجد أنه مهما كان الموقف جاداً.. فإنهم يخلطونه ببعض الطرف التي تخفف عن النفس.. حتى الزعماء منهم تراهم يطلقون النكات الخفيفة أثناء الأحاديث والاجتماعات ولو على أنفسهم.. ذلك لأن الجدية المستمرة ثقيلة على النفس، ومجافية للطبع الإنساني، وحتى تكون الاجتماعات، والمؤتمرات، والندوات قريبة إلى النفوس لابد أن تتخللها هذه الوقفات الظريفة. ??? وإني لأستغرب من هؤلاء الذين يُقطبون وجوههم، ويكشرون أثناء حديثهم أو سماعهم؛ إظهاراً منهم (لما يزعمون). أن هذا هو الجد، والوقار - بل إن بعضهم ينهون الناس عن الضحك مطلقاً، ويعدّونه خروجاً عن الأدب واللياقة، ومن ذلك أن نقل لي عمي، وهو من الجيل القديم.. أصحاب الورع والتقوي، قال: في ليلة من ليالي الصيف وكان مع أصدقائه الشباب آنذاك في سهرة على سطح منزله - كما تعودوا - وخرجت منهم أصوات ضحك وإذا بالباب يطرق بقوة من أناس جاءوا ليؤنبوهم على ضحكهم هذا... طالبين منهم أن يخافوا الله، قائلين لهم: إن الضحك يميت القلب. ???? عجباً.. أهذه الدعابات الجميلة التي تسعد الناس، وتسليهم، وتضحكهم وتخفف عنهم همومهم منكر يؤنب عليه فاعله؟! ومع هذا فإني ألحظ الآن تبدلاً ملموساً في شيوع الطرفة في مجتمعنا السعودي، وأظن أننا جارينا أشقاءنا المصريين الذين عرفوا بإجادة النكتة، بل سبقناهم.. ربما ذلك كان لعوامل منها: - التفريج عما في النفوس مما قد ينتابها لدى البعض من ضيق وهم. - نقد مغلف لبعض المواقف. - وقد ساعد على ذلك كله انتشار الهاتف الجوال. وهذه الفكاهة في أهدافها لا تخرج عما نعرفه في كل الصحف اليومية والمجلات من رسوم (الكاريكاتير).. التي تمثل نقداً لاذعاً في بعض الأحيان، أو تصويراً لمواقف اجتماعية سائدة. ???? إنني لأدعو إلى أن نُدخل المرح في حياتنا.. ولنتذكر الأثر المشهور ونعمل بموجبه الذي معناه (أريحوا النفوس ساعة بعد ساعة؛ فإن النفوس إذا تعبت كلت، وإذا كلَّت عميت).. لكن مع الالتزام بالآداب الخُلقية، واحترام المشاعر الإنسانية، مرح دون ابتذال، وفكاهة دون إسفاف. ???? في تراثنا العربي الأدبي كثير من المؤلفات التي جمع فيها أصحابها ما كان من مواقف طريفة.. ومداعبات جميلة تجري بين الناس، وكثير منهم من الخلفاء والأمراء المشهورين، ليت كُتَّابنا يختارون بين حين وآخر فيما يكتبونه بعضاً من هذه المواقف الطريفة، والمداعبات الأدبية، ليستنتجوا منها ما وراءها، وليتعلموا كيف تكون المواقف الفكهة، والمداعبات الملتزمة ذات أثر إيجابي على النفس والعقل، وترفيهاً عن الروح والقلب. ???? وبالإمكان استخراج معان عدة من الطرائف، والنكت، وغالباً ما تجيء هذه الطرائف والنكت دليلاً على سرعة البديهة عند قائلها.. كما أن هناك كثيراً منها ما تكون المبالغة فيه هي سبب الإضحاك.. أو ربما تكون تعبيراً عن أشياء يخاف الناس الحديث المباشر عنها، ولم أجد أفضل من المزاح مع أقرب الناس إلى نفسي، من أهلي، وأبنائي وأصحابي، وليس صحيحاً هؤلاء الذين لا يمازحون أولادهم بحجة أن الممازحة تذيب الاحترام.. إنها غير ذلك.. فممازحة الزوجة والأبناء - على سبيل المثال - تقرب القلوب، وتدعو للمكاشفة والمصارحة، وإذا لم يضحك الزوج مع زوجته، والأخ مع أخيه وأخته، والابن مع والديه - فمع من يضحك؟!! ???? وفيما نُقل إلينا من طريف تراثنا ما يدل على سرعة البديهة، ذلك اللقاء بين معاوية بن أبي سفيان وعقيل بن أبي طالب.. إذ قال معاوية يوماً في مجلسه الذي اكتظ بأناس من أهل الشام، وعنده عقيل بن أبي طالب: هل سمعتم قول الله - عز وجل - (تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب) قالوا نعم.. قال معاوية: أبو لهب هو عم هذا الرجل، وأشار إلى عقيل.. فرد عقيل قائلاً لهم: يا أهل الشام هل سمعتم قوله تعالى: (وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد)؟ قالوا: نعم.. قال عقيل: فإنها عمة هذا الرجل، وأشار إلى معاوية؛ فضحك الجميع ضحكاً أسعدهم، ولطَّف الموقف الذي جمعهم. أليست هذه الواقعة سرعة بديهة.. ولباقة رد.. ???? وهيا نقرأ قصة أخرى لمعاوية مع شريك بن الأعور: دخل شريك بن الأعور يوماً على معاوية بن أبي سفيان، وكان شريك سيد قومه وإن كان رجلاً دميماً.. فقال له معاوية: إنك لدميم، والجميل خير من الدميم، وانك لشريك.. وما لله من شريك، وإن أباك لأعور.. وسليم العينين خير من الأعور، فكيف سدت قومك؟! فرد شريك قائلاً لمعاوية: إنك لمعاوية.. وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت الكلاب، وإنك ابن صخر، والسهل خير من الصخر، وإنك لابن حرب، والسلم خير من الحرب، وإنك لابن أمية، وما أمية إلا تصغير أمة، فكيف أصبحت أمير المؤمنين؟!. ومع أن شريك ومن حضر هذه الجلسة قد ضحكوا كثيراً بمن فيهم معاوية إذ كان ذلك ثمرة سعة صدر منهم، وانفتاح روح على المشاركة البريئة اللطيفة من معاوية، وسرعة البديهة من شريك إلا أن شريكاً أنشد بعد خروجه يعاتب معاوية على ما وجهه إليه قائلاً: أيشتمني معاوية بن حرب وسيفي صارم ومعي لساني؟ وحولي من بني قومي ليوث ضراغمة تهش إلى الطعان يعير بالدمامة من سفاه وربات الخدور من الغواني ??? ومن ألطف المواقف ما حدث منذ مدة قريبة من محتسب أمسك برجلين قبل أذان المغرب بقليل، وهما يحدوان بأبيات شعر، وأحضرهما إلى قاضي البلدة - المتفتح ذهناً، وروحاً، والمعروف في زماننا هذا بذلك - قائلاً للقاضي: إن هذين الرجلين قد ارتكبا منكراً، فهما يغنيان وقت غروب الشمس قائلين: يا أهل الهوى شيلوه.. شيلوه.. إلخ. فقال القاضي: هل قلتما هذا؟ قالا: نعم. قال القاضي: رددا معي: يا أهل الهوى حطوه حطوه.. فرددا ذلك - فعفى عنهما.. فضحك الجميع، وانصرفوا أحباباً سعداء. ??? إني لأدعو إلى المرح فيما يسمح بذلك من مواقف.. وأن نضحك.. لكن في حدود الأدب اللائق.. وبسبب. لا تفرح أيها المتجهم المفتخر بجموده، وعدم ضحكه.. مثل ذلك الرجل من بلدتنا، ذكر لي من يعرفه من أقاربي أنه الذي عاش ثمانين سنة ولم يضحك في حياته إلا مرة واحدة.. حينما سمع المؤذن لصلاة الظهر يقول ناسياً: (الصلاة خير من النوم) فكانت الضحكة الأولى، والأخيرة. ??? أي حياة هذه التي تمضي بصاحبها كالباب المغلق.. وتذكروا ما كان للحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين من مواقف طريفة، ودعابات مؤدبة، ومن ذلك ما فاكه به النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال ما معناه: (لا يدخل الجنة عجوز) فحزنت عجوز سمعت هذا القول، فكان جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في بعض الصحاح ما معناه أن الجميع سيكونون شباباً). هذه استراحة لإجازة الدراسة - وفي الأسبوع القادم يبدأ العمل والنشاط ومعه ومع المتفوقين، وأصحاب الهمم، والعزائم، والطموح، والعصامية.. لنا الحديث القادم - بإذن الله -. ??? وقفنا الله جميعاً الى الخير والصواب، والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدنا ياربنا بتأييد من عندك وتسديد. |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
الوطن:الثلاثاء 29 صفر 1430هـ الموافق 24 فبراير 2009م العدد 3070
التعليم ذروة سنام المُجتمعات المعرِفيّة محمود عبدالغني صباغ تقول الرواية إن الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، بعد أن فرَغَ وفريق مجموعته للتفكير الاستراتيجي، المعروفة باسم مجموعة "الأغرّ"، وهي "حوض فكري" يضم بين بُرديه طاقمٌاً من وزراء ورجال دولة وفكر واستشارة وتعليم وابتكار، بعد أن فرَغَ من استعراض خلاصة خطته في التحوّل على مدار المجتمعات المعرفية، في حضرة المليك، الذي كان يُنصت – بدوره- باهتمام وتمعّن – ما كان منه وقد استحسن ما سمِعَ وشَاهَدَ من ترتيب وعرض، فذلك مما تنسجم به رؤية المليك الإصلاحية أساساً، سوى أن قال "هذا، تحديداً، هو حلُمي"!ولأن التعليم هو ذروة سنام قيام المجتمعات المعرفية. جاء التركيز على إصلاح التعليم ليشكّل حبل سرّة خطة مجموعة الأغرّ في التحوّل المعرفي، وهي الخطّة التي استغرقت تضافراً في الجهود بين جهات، وسُخّرت لها خلاصات التجارب في الدوائر المعرفية المضيئة، وأقيمت في سبيل صياغتها الوِرش والتجمعات، واستعين فيها بخبرات ماليزية علاوة على محلية، كل ذلك، لتتوفر في آخر المطاف الوصفة التي من شأنها أن ترتقي بالأمة العربية السعودية إلى سوية الأمم المتقدمة، بحلول عام 1444 هـ. ويبدو أن المليك المُصلِح، قد قصَدَ اختيار أكثر اللحظات لياقة وعفواً، بل وإلحاحاً، ليباشِر تنفيذ رؤيته الإصلاحية، في قطاع التعليم، التي ظاهرها قرارات وأوامر ملكية سامية بالإحلال وتغيير أهل الحقائب، فيما هي في صميمها استحكام لرؤية ولفكر جديد سيُستتبع ببرامج وآليات، ستُغَربَل بها المنظومة القيمية التي يقوم عليها التعليم التقليدي - ولسنا نضرب الودع، بل نتقرّى دلالة تكليف عرّاب الرؤية الاستراتيجية بمَهمة رئاسة العمل الوزاري التنفيذي بأسره. وهذا إصلاح جدير بالاحتفاء والتصفيق، كونه ينتظم في نهاجية، لا مكان للارتجال فيها، فلا تقوده أي مجاذبات، ولا تقوّمه دعاوى سياسية مُغرضة أو تحتمه مبررات البروبوجندا الرخيصة. ليس لأن مليكنا يتعالى على مثل هذه المبَاذِل والأمور فحسب، بل لأنه مليك شيّمته التأنّي حتى اختمار الأفكار وما يعتمل في خبايا نفسه من نوايا إصلاح ورغبات الخير لهذه الأمة.وقيمة الإصلاح الأخير، كونه يأتي كمبادرة، تصدر من تلقاء ذاتها، ونتيجة وعي بضرورة الإصلاح والتغيير، حيث يتغيّا فِعلُ التغيير لذاته، فتزدوج نشوة الشعب، ويرسخ احتفاؤه. ونحن في طور مرحنا على مسرح التاريخ إذ يُعاد بناء قواعد الدولة الحديثة، ويعاد النظر في كثير من الأنظمة والخطابات والآليات الرسمية السائدة، يتساوق هذا الإصلاح مع التحولات الجارية في حيّزات السياسة والثقافة والمجتمع. أنه إصلاحُ يجسد الالتقاء بين إرادة مليك، وتطلعات شعب. أما وزير التعليم القادم، فهو أمير شاب تتلألأ أمام عينيه أنوار العقل، وتلوح له قطوف المعرفة. سواء في دوره القيادي كنائب للاستخبارات، أو مبادرته ورفاقه في مجموعة الأغرّ، أو دوره في رئاسة اللجنة التوجيهية لمنظومة الابتكار الوطنية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أو حتى دوره الملموس في دعم النشاط الثقافي والإبداعي بالمملكة، يتعالى اليوم، مُتسامياً في إسرائه وهو يرنو إلى ولوج عوالم المعرفة، مُنعرِجاً في مسالك التعقل والترقي بحثاً عن أكفأ منظومة وأكمل منهج، لتفيض على النشء بالتمكين والتربية والتدجيج بعملات التداول في دوائر المجتمعات المعرفية. وسيتجنب الأمير فيصل، قِوى الرفض والتخلف والرجعية ودعاوى التثبيط والهزيمة، وسيطفر رأساً لمصاولة أجندة الإصلاح والتغيير دون أن يُلاين أو يحتاط. يرافقه في معركته "المعرفية" السامية، أعضاء كبينته المُختارة بعناية في مَهمة التربية والتعليم؛ رجلٌ كان أميناً مؤتمناً على الحوار الوطني أجاد في مزاولة أجندة التسامح والحب والجمال، وآخرٌ كان أميناٌ مؤتمناً على مواهب الأجيال وأرصدة الابتكار، وأخت رجال هي خير من يؤتمَن على عقائدِ النشء والقادم من الأجيالِ! وسيحتفي التعليم، في عهده، بمقومات النهوض والإقلاع، بل أكاد أراهن على أن شعار المرحلة القادمة سيتوزع على عناصر ثلاثة: معرفة، أصالة، وانضباط. المعرفة، لأنها صميم مشروعه في استنقاذنا من مخالب التخلف المؤَسَس والجهل المُقنن، ومن أنياب الأبوية الصارمة، المُبطِلة لأي حركة نهوض وترقي. ولإدراكه إلى حاجتنا لنظام معرفي نظري ينهض على العقلانية والفكر الحر، ويستوعب تاريخ تطور الفكر النظري والاجتماعي والسياسي والمؤسساتي، سيمضي في استعلانه بتقشير المناهج التعليمية من لحاء الأيديولوجي والموروث والتقليدي والوصائي والاستبدادي واللاتاريخي. والأصالة، لأنه يدرك أنه سيستحيل التغيير دون أن يستلهم محفزات تحوّله من فضاءات الذات الثقافية والحضارية والمدنية في الإسلام العظيم، ومن مخزون الأمة العربية المجيد. ولا مجال، هنا، لمُخاشنة الأمير واشتداد النقمة عليه، إنه رجلٌ واع بأوهام المتخيّل الثقافي العربي السعودي، من "خصوصية" و"تقليد" و"شوفينية" ممجوجة، سيقطع معها، نحو أصالة حقيقية، لا اعتذار فيها لخصوصية لم تورّثنا الا جدع أنف الأمة!ثم إن مظاهر "الأصالة" تستحوذ بالفعل على كل أفعال الأمير واهتماماته، وهو المفتون بأصالة الخيول العربية، ومؤسس اتحادها الرياضي للفروسية والسهام، بل حتى مسمى "الأغرّ"، لغةً، ليس سوى الفرس ذي الجبهة البيضاء الناصعة. والانضباط، كونه يأتي من خلفية استخباراتية صارمة، لا مجال، فيها للخطأ وأنصاف العمل. وهذه مزيّة تأتي في محلها، فالتَركة، لعمري، جد ثقيلة!.. ليس من نافل القول إن الأيديولوجيا الظلامية أترعت مفاصل التعليم حتى الثمالة، وتغلغلت في الشرايين والأنسجة والخلايا ليس على مستوى المناهج النظرية والمصفوفة الفقهية التقليدية فحسب، بل وعلى مستوى الممارسات السلوكية، وأساليب الحياة والأنشطة اللاّصفيّة وكل ما يخصّ متوازيات التعليم!وعفو الخاطر، لسنا نقصد الإساءة لمن سلف، شكراً على كل ما بذلتموه وقدمتموه، ولكن يبدو أن الإشكالية أكبر من ممكنات وعيكم الذاتي، واستعدادكم الشخصي. إن التغيير الذي سيشهده التعليم، يكمن في التحوّل من الأيديولوجي إلى المعرفي، من إرادة الهيمنة إلى إرادة المعرفة، من أنساق الوهم التقليدي المُحافِظ إلى أنساق التجديد والابتكار، من أوهام الخصوصية إلى فتوحات التثاقف والتداول، من خطاب الجحود إلى خطاب الشهود. ولن تخرج مفاهيم المرحلة القادمة، عن: كفاءة الإنتاج، الجدارة مقابل الاتكال، التمكين والتنافسية، حفز الإبداع والخيال، دعم الابتكار، تأصيل مكارم الأخلاق، الاحتفاء بالعقل وقيمة التفكير الحرّ، الانفتاح على الآخر والعالم. هكذا يعلن المليك أنه يزرع بذور شجرة المعرفة، راغباً أن تكون عملاقة مُنتجة الثمار، مورفة الظلال. شكراُ يا خادم الحرمين. * كاتب سعودي |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
الجزيرة :الثلاثاء 29 صفر 1430 العدد 13298
المعلمون المتعاقدون وموقف التعليم راشد بن عبدالله القحطاني قد نرى ونسمع بين فينة وأخرى حديثا عن أحوال المعلمين السعوديين من أبناء هذا البلد، وعن المطالبة بتحسين أوضاعهم ومستوياتهم، وإعطائهم المكانة اللائقة بهم، ولا شك أن هذا هو شأن الأمم المتحضرة الطامحة إلى التقدم والعزة والكرامة، وهو من أبجديات شؤون الأمة المؤمنة بربها وبالوحي الخالد المبين. بيد أني وعند تقليب النظر، واستشعار الأمانة، والإصغاء لداعي الإنسانية، أجد أن هناك فئة من المعلمين لهم دور هام، وحضور كبير في كياننا التعليمي والتربوي، ولا أجد حديثا حول ظروفهم ومصاعبهم ومشكلاتهم المحيطة بهم ألا وهم المعلمون المتعاقدون في التعليم الحكومي، وهم إخوة لنا، ويقومون بنفس المهمة التي يقوم بها المعلمون من أبناء البلد، ويعايشون مع إخوانهم بيئة تعليمية واحدة، وهم فئة لولا حاجة التعليم إليهم وعدم اكتفائه لما وفدت إلينا، وهم يسهمون مع إخوانهم في تربية فلذات الأكباد، وتعليم النشء المنتظر الذي يرجى منه النهوض ببلاده وأمته. وأنا حينما أختصر حديثي وأوجز ما عندي في ذلك، أرى أنه يحضرني أمران بارزان، أود أن أسطرهما أمام كل قارئ ومتابع، وأمام من له صلاحية النظر، والإصلاح والتطوير، من ولاة الأمر - سددهم الله -، ومن أصحاب المعالي والسعادة من المسؤولين الكرام - نفع الله بهم - وهما: الأول: أن التعاقد مع المعلم غير السعودي على أجرة أقل من المعلم الرسمي أو السعودي بفارق كبير، حيث يبدأ بمرتب قدره 2500 ريال - شاملة للمواصلات - ويتدرج إلى حدود 4000 ريال وتقف العلاوات إلى هنا ولا تزيد وإن طالت الخدمة بعد ذلك، ويعطى بدل سكن يقارب 8000 ريال وقد يزيد عليها بألفين أو ثلاثة ويقف عند ذلك. فلا أدري ماذا يصنع معلم مغترب بأسرته بهذا الأجر، وكيف ستكفيه هو وأبناءه وزوجته، وكيف سيستطيع تأمين المصاريف المدرسية، وكيف سيكابد الغلاء المعاصر، والذي ضاق به من يأخذ أضعاف هذا المرتب الزهيد، وأما بدل السكن فهل يا ترى يمكن أن يستطيع المعلم أن يحصل به على سكن متواضع فضلا عن أن يكون محترما، لا أظن اليوم أن أحدا يستطيع أن يحصل بهذا الثمن على ملحق صغير فضلا عن شقة صالحة للسكن مع العلم أن هذا المبلغ أصبح يتأخر عن وقته المفترض. والسؤال الذي يتبادر إلى النفس المؤمنة اللوامة هنا: لماذا لا يتساوى الأجر المبذول للمتعاقد مع إخوانه السعوديين؟ وما المانع من ذلك؟ العمل واحد! والرسالة واحدة! والمصلحة واحدة! والأمة واحدة! والمصلحة لأبنائنا ومجتمعنا، بل إن بعض الإخوة المتعاقدين لديه من الخبرة والاطلاع والممارسة وحسن الأداء ما يفوق على بعض إخوانه السعوديين، والشواهد والأمثلة كثيرة على هذا فنحن في بلاد استفادت في التعليم بفضل الله من كفاءات عربية ومسلمة متعددة، مع العلم أن مبدأ المساواة في أجرة المعلم المتعاقد مع المعلمين الأساسيين من أبناء البلد تعمل به دول خليجية شقيقة لا أرى أننا نقل عنهم فهما وإدراكا لفضل العلم وقيمة المعلم. وحتى لو كان المعلم المتعاقد قد أتى على علم ورضى بهذا، ولم يضرب على يده - حسب تعبير البعض - فهل نرضى له بهذا، ثم نرجو أن نرى نتاج جهده وإبداعه في الناشئة عظيما. الثاني: أذكر هنا أمرا لا يقل أهمية عن ما سبق، وهو من أشد ما يكابده الإخوة المتعاقدون كل عام ألا وهو عدم معرفة مصيره في النقل أو التوجيه إلى مدرسة أو منطقة أو هجرة من الهجر أو غير ذلك، وفي هذا من الإرباك والشتات والحيرة الكثير، فقد يسافر المعلم إلى بلاده وفي حسبانه أنه يعود في نفس مدرسته الأولى، ويهيئ نفسه لهذا، ويدفع إيجار سكنه إلى مالك العقار، ويبقى أولاده في مدارسهم التي يدرسون فيها كالعادة، فإذا هو يفاجأ في بداية العام الدراسي بنقل يربك أمره ويشتت شمله، وأظن أن من يقدر الظروف ويتفهم المسؤوليات يدرك ضرر هذا وإلى الله المشتكى. وهنا تظهر أهمية أن تكون إجراءات النقل أو الاستغناء أو المسح الميداني في بداية الفصل الدراسي الثاني أو منتصفه أو في نهاية العام. وأرجو أن لا يؤاخذني أصحاب الشأن من الإخوة المسؤولين عن هذا إن غاب عني بعض الشيء فقد يكون نقل المعلمين المتعاقدين مرتبطا بتعيين الخريجين الجدد من المعلمين السعوديين أو غير ذلك، ولكن هذا لا يمنع من الاعتراف بالمشكلة وتقصي أسبابها. وختاما، فهذه إشارة إلى هم من هموم التعليم، يتعلق بإخوة اغتربوا من بلدانهم لتعليم أبنائنا، والمشاركة في صنع النهضة التنموية في البلد، وهم إن أخذوا مقابل على ذلك فلقد ضحوا بالكثير، وبما قد يؤثر على مستقبل أبنائهم عند وصولهم لمرحلة الجامعة، والمجرب يعرف ماذا أقصد.. ولعل القراء الكرام من المسؤولين المعنيين بالموضوع وغيرهم قد يدركون أنه ليس لكاتب هذه الأسطر من مصلحة شخصية ينالها من هذا، ولا رغبة في أن ينازع الأمر أهله، وإنما هو الدلالة على الخير، وبيان الحق الذي هو واجب على أهل القلم، والتذكير بضرورة أن تكون هذه البلاد منبر عدالة وإنصاف وإخاء وإيمان، والله غالب على أمره. |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
صحيفة اليوم :الثلاثاء 1430-02-29هـ العدد 13038
قرارات يوم السبت د. محمد عبد الرحمن المدني تلقى المجتمع السعودي بكافة فئاته التعيينات الوزارية والقضائية الجديدة التي أجراها الملك عبد الله بن عبد العزيز على أكثر القطاعات إثارة للجدل وهي قطاعات القضاء والتعليم والصحة، ولوحظ هذا التغيير أخذ شعار الاستفادة القصوى من المهارات الشابة.التغييرات الجديدة أكدت إصرار الملك عبد الله بن عبد العزيز على إحداث نقلة نوعية في قطاع القضاء وجاءت منسجمة مع توجهاتها الإصلاحية، وهذا الانسجام لم يقتصر على تغيير مسميات المناصب فقط بل اتسمت بالتركيز على قيادات شابة، إذ يحمل معظمهم ثقافة دينية متنوعة ومنفتحة، ويتوقع أن يركز هذا التغيير في سلك القضاء مستقبلاً على ثقافة هذا القطاع وتطوير أساليب عمله. كما أكدت تلك التغييرات أهمية الاهتمام بالتعليم، وسأركز عليه في هذه المقالة سأركز على موضوع التعليم باعتباره الوسيلة الأكيدة والهامة لتحقيق التنمية الشاملة في المجتمع، وسأتحدث عن موضوع الصحة في مقالة قادمة بإذن الله.نحن بحاجة فعلية إلى تطوير التعليم العام لأنه يعاني ترهلا مزمنا في مستواه، وما نتمنى من الوزير الجديد التعامل مع التعليم من منظور حضاري مختلف. فمشكلة التعليم لا تتعلق بالمناهج التعليمية فحسب، بل تمتد لتشمل عدم توجيه ميزانيات المدارس التوجيه الصحيح الأمر الذي انعكس على عدم ملاءمة الفصول الدراسية للطلاب، وكذلك قصور اللوائح ونظم الإدارة التي تتسم بدرجة عالية من المركزية، وعدم وجود نظم فعالة للتقييم والمتابعة والتقييم المستمر في الأداء ناهيك عن مشكلة تطوير المناهج التعليمية وأساليب التدريس، ونظم الامتحانات فيها وغير ذلك.أما من ناحية المناهج التعليمية فهي بالفعل تحتاج إلى تطوير وتحسين ولابد من الشروع الفعلي باتجاه ذلك لأننا سئمنا ترديد تطويرها منذ فترة طويلة، والبدء السريع في البحث عن الطرق الكفيلة بإحداث نقلة نوعية فيها، سواء بتوجيه محتويات المناهج التوجيه الصحيح لتتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة أو تقليص عدد المواد ليرحموا طلابنا من الجنسين الذين يعانون انحناء مزمنا في العمود الفقري.نحن بالفعل نحتاج إلى نقلة نوعية وحقيقية في التعلم والتعليم، بما يحقق الجودة والتميز التام في أداء وقدرات الطلبة من الجنسين. وما نحتاجه هو وجود نظام تعليمي كفء قادر على أن يحقق النجاح للطلبة من الجنسين المجتهدين فقط، وفي نفس الوقت يعدهم الإعداد الشامل والمتوازن كي يكونوا قادرين تماما على مواصلة حياتهم بعد التخرج، سواء في الجامعات والكليات والمعاهد، أو في أي مجال آخر يختارونه هم وليس تختاره الجامعات بشروطها التعسفية، أو يقرره اختبار القدرات الأعجوبة والذي يثبت فشله يوما بعد يوم.ولا ننسى ضرورة تغيير نظم الاختبارات الحالية المرعبة والعقيمة، والعمل على إزالة رهبتها من بيوتنا، والتي عادة ما تنشأ بسبب إهمال طلابنا من الجنسين مراجعة الدروس باستمرار وتركها إلى أيام الاختبارات والتي أفرزتها سياسة التلقين، وأساليب الاختبارات التي أكل وشرب عليها الزمن. ولابد من معالجة الظواهر السلبية التي تعوق مسيرة الطلاب والطالبات بشكل عام، وان نجد لها الحل الفوري والحاسم، مثل مشكلة العنف المدرسي والذي كتبت عنه مقالة سابقة في هذه الزاوية منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، ولا ننسى مشكلة انتشار الدروس الخصوصية بين أروقة المدارس وبالذات المدارس الخاصة والتي هي عبارة عن رشوة للمدرسين وخاصة الوافدين منهم للحصول على علامات إضافية قد لا يستحقها الطلاب. وللحديث بقية .. المدينة :الثلاثاء 24 فبراير 2009 ميلادى - 29 صفر 1430 هجرى نورة الفايز سلمان سالم المالكي - الطائف المملكة العربية السعودية أيدها الله بتأييده ونصرها الله بنصره منذ أن أنشئت نهلت من منهلين عذبين لن يضل من تمسك بهما هما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومهما تعالت الأصوات وارتفعت الأبواق إلا أن الإبداعات تؤرِخ لنفسها والمبادرات تسطر لذاتها والإسهامات تحتفظ بكينونتها ويبقى الصوت النشاز يغرد خارج السرب خاصة إذا لم يتكئ على دليل ولم يستند إلى منهج.ولكي نكون صرحاء مع أنفسنا أولاً ومع شقائقنا ثانياً فإن آدم بما أوتي من قوة اقتحم أسوار حواء وانتهك بعض حدودها سواءً الإنسانية أو الاجتماعية والاقتصادية أو المالية أو غيرها. فالتربية ورعاية الصغار مهمة من مهام المرأة جُبلت على الإبداع في ميدانها وخُلقت بخصائص تساعدها على النجاح فيها. إلا أن البدوي القُح الذي افترش الجزيرة العربية لم يسمح لنفسه بفسح المجال أمام المرأة من أجل الحصول على حقها في التعليم حتى كانت النقلة التاريخية على يد ابنت الوطن البارة التي حفظت لبنات المملكة العربية السعودية حقهن في التعليم. كانت تلك المبادرة قبل أكثر من خمسة وخمسين عاماً عندما أسست الأميرة عفت الثنيان -رحمها الله وأسكنها فسيح جناته- حرم المرحوم له بإذن الله تعالى الملك البطل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود مدرسة دار الحنان بجدة عام 1375هـ والتي خُصصت لتكون مدرسة داخلية تُعنى باليتيمات ومن هنا أتت التسمية.كان للأميرة عفت أثابها الله دور بارز في الحرص على تعليم المرأة السعودية وتثقيفها والنهوض بفكرها حتى أصبح حق الفتاة في التعليم في نفس مرتبة حق الشاب من الميزانية والحقوق. أما هو رحمه الله تعالى رحمة واسعة فقد أصدر قراره بافتتاح مدارس للبنات وإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وكان ذلك التحول التاريخي على يد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى عام 1380 هـ. كان هذا دور المرأة السعودية والمواطنة الصالحة، دورها أن يقف عندها سير التاريخ إجلالاً وإكباراً لا تمر من أوسع أبوابه مروراً بل يقف ليسطر إنجازها ويدون تاريخها. وها هو تاريخ المرأة السعودية المبدعة والمنتجة والطموحة والمتطلعة يعيد نفسه وما أشبه الليلة بالبارحة. هاهي القيادة الحكيمة تُنقب عن الكفاءات والقدرات لتتمخض هذه المرحلة عن بنت الوطن التي شعرت بأن للوطن حقا عليها كما يقول الشاعر: وللأوطان في دم كل حرٍ يد سلفت ودين مستحق لنا دينٌ عند نورة! فكما ارتشفت لبن الأرض المعطاءة فلا بد أن تسقي هذه الأرض بسحائب فكرها و مزون علمها ولا بد أن تشرق بنورها من خلال موقعها في التربية والتعليم. تسنمت الدكتورة نورة بنت عبدالله الفايز منصب نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات بالدرجة الممتازة ومن هنا نزف التهاني لمعاليها ونتمنى أن تكون عند تطلعات ولاة الأمر وأن تمثل المرأة السعودية خير تمثيل فهي عنوان لعنوان كبير هو المرأة السعودية بكافة الأبعاد والزوايا وهي عنوان لمدرسة كبيرة تتلخص في المرأة المسلمة التي عرفت بانجازاتها وتفوقها منذ عهد الإسلام حتى وقتنا الحاضر. معالي الدكتورة نورة الفائز: بين يديك أجندة ضخمة وملفات مفتوحة تحتاج إلى كثير من القراءة العميقة والتأمل الطويل والتفكير الدائم هذه الملفات كانت هاجسا مقلقا لدى كثير من المعلمات السعوديات ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر رحلات المعلمات على الخطوط ذهاباً وإياباً لمئات الكيلومترات من المنزل إلى العمل والعكس، وما تسببت فيه هذه الرحلات من إزهاق لأرواح الكثير من المعلمات و بين يدي معاليك أكثر من ستين ألف معلمة من خريجات معاهد المعلمات تم تأهيلهن لسد احتياجات القرى والهجر النائية قبل أكثر من عشر سنوات ولكن أمرهن لا زال “مكانك سر حتى إشعار آخر”.أما المستويات وما أدراك ما المستويات فقد يكون السكوت أبلغ والصمت أثمن وهذه ملفات كبيرة بأعيننا صغيرة أمام خبرتك وحنكتك الإدارية أسأل الله لنا و لك العون والتوفيق |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
المدينة :الثلاثاء 24 فبراير 2009 ميلادى - 29 صفر 1430 هجرى
الصحة والتعليم: ثنائية البناء الإنساني د. الجوهرة بنت ناصر التغييرات الوزارية الأخيرة التي أحدثتها القيادة على نظام الدولة لهي الخطوة الأهم في طريق البناء والتعمير والإنشاء والتجديد لمشروعات تؤهل الأجيال ليكونوا على قدر المرحلة القادمة من التحدي وإثبات الذات وتوثيق الهوية.. وهنا أخص من إشراقة التغيير وزارتين من أهم الوزارات في مضامينها اليومية التي تبني الإنسان وتعمل على تأهيله وتهيئته وتربيته منذ نعومة أظفاره، فإن أحسنّا التخطيط والتوجيه والعمل، فإن الوطن سيجني خيراً وافراً وعميماً، وإن أخفقنا فالعاقبة ستظهر مع الأيام لمن ستكون عليهم العاقبة خسرى.. لذلك فلنحذر من أن نجد أنفسنا يوماً ما أمام جيل ليس لديه أدنى مستويات الطموح والعزيمة والإصرار للحفاظ على مسيرة بلاده وصمود حضارتها المبنية والمتربعة إن لم تكن المتوّجة على عرش الخير والسلام. * إن وزارة التربية والتعليم لهي الراعي الرسمي لعقل الإنسان السعودي منذ مراحله العمرية الأولى، وكم نتمنى على القائمين عليها أن يعيدوا بناء المنهجية التربوية من جديد ليغدو الأساس أكثر قوة وجودة، واشمل فكراً واستيعاباً ثم عطاء وإنتاجاً.. كما علينا بالتطوير والتجديد المبني على مبادئنا وقيمنا وأهدافنا وتطلعاتنا المستمدة من نور الإسلام وهداه.. ذلك ما نريده من التربية والتعليم حين تتلقف الطفل في رياض الأطفال فترعاه وتؤسسه وتبنيه وتعلمه على أساس (الدين واللغة) وتغرس في عقله وقلبه قواعد البناء الصحيح والتوجيه السليم.. ثم تسلمه إلى مراحل التعليم العام لتواصل العمل في بناء الإنسان السعودي من خلال عمليات تربوية متميزة مجوّدة تدعمها عناصر هامة متوفرة بأعلى مستويات الجودة الشاملة، فيتعلم (طالب العلم) في مبانٍٍ حكومية رائعة التصميم والتشييد ومهيأة بكل المرافق الهامة من مختبرات علمية ومعامل للتجارب العملية، وتزود بأجهزة التقدم التقني والفني وملاعب وحجرات دراسية راقية وغيرها.. والأهم فيمن يقوم بدور (التربية والتعليم) في هذا الجهاز الخطير على أيدي معلمين على قدر المسؤولية والخلق الرفيع والتعامل الراقي على أن يشعروا بتقدير الوزارة لدورهم الهام والخطير في صناعة مستقبل الوطن من أبنائه.. فتعمل الوزارة على مكافأة (المتميز) بعد المتابعة والتقييم ومحاسبة المقصر والقضاء على مبدأ المساواة بين (من) يعمل ومن (لا) يعمل (بإخلاص) من خلال الرواتب والترقيات والإجازات والمنح والنقل وغير ذلك من المحفزات.. ويدعم دور المعلم مقررات دراسية يقوم بإعدادها مختصون متمرسون يعرفون ويعلمون ويطلعون على احتياجات العصر، وكيف لنا أن نبني العقول، لاسيما وان المقررات هي الوعاء الذي يتضمن ما نريد غرسه في عقول الناشئة، نريدها تنمي قدرة الطالب على التفكير والتحاور والتنقيب عن المعرفة منذ الصغر، المرجو من وزارة التربية والتعليم أن تحسن اختيار القيادات التربوية سواء بالوزارة نفسها أم في إدارات التعليم في مناطق المملكة بجميع مدارسها لأن اختيار القائد المتمكن يسهل كثيراً من مهمة تحقيق الأهداف على المدى القريب والبعيد. * وإلى جانب وزارة التربية والتعليم تأتي وزارة الصحة التي تتلقف الإنسان منذ صرخة القدوم الأولى إلى الحياة ومن تلك اللحظة تبدأ في بنائه صحياً من خلال خطة مدروسة توعي بها الأسرة وتتعاون مع الوالدين على تحقيقها من أجل أن يستقيم بناء أجساد الأجيال، فتكون ذات قوة بنيوية سليمة تسهم في بناء العقل، وقالوا كثيراً : إن العقل السليم في الجسم السليم، على وزارة الصحة بقيادتها الجديدة أن تتخلص من سلبياتها السابقة وأخطائها المتكررة وأن تزيد من إيجابياتها وتوفر للإنسان السعودي بيئة صحية متميزة في المنازل والمدارس والمستشفيات، من خلال تأسيس جيل واعٍ صحياً يستطيع اختيار ما يناسب عقله وجسده من الطعام والشراب، ويتفهم ما يضره، وأن يحمي نفسه من مخاطر (الجهل) في النواحي الصحية، إذ لا نريد أن نسمع مواطناً يشتكي من سوء الخدمات أو نقصها في أي مكان في الوطن، فكل المواطنين لهم الحق في الاستفادة من الدعم الكبير الذي توليه الدولة لقطاع الصحة سواء من حيث المباني أو التجهيزات أو توفير الكادر الطبي المتمكن. * إذاً لا نختلف في أن الدور التكاملي بين وزارتي التربية والتعليم والصحة، هو من أهم عناصر بناء المستقبل، فهما الوزارتان المعنيتان بشكل (مباشر) في صناعة الإنسان بدنياً وعقلياً، وهذا بالتأكيد لا يلغي أدوار المؤسسات الاجتماعية الأخرى فكلها ذات أهمية قصوى وليس لجهة أن تستغني عن الثانية. * نرجو أن تبني جميع الوزارات عملاً مؤسسياً يتناسب مع السنوات العشر القادمة على الأقل، فلا يعتمد العمل على مسؤول واحد فقط وما يحمله من قناعات وتوجيهات ورؤى وأفكار، بل نريد وضع استراتيجيات نلتزم بتطبيقها وإكمالها مهما تغير المسؤولون في الوزارات. |
||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
عكاظ : الثلاثاء 29-2-1430هـ العدد : 2809
المعلمون تحت ظلال السواطير صرخة وألم وأنين وبكاء ونحيب، ذلك هو الميدان التربوي الذي يعج بالمشكلات الدخيلة سواء في صفوف المعلمين أو الطلاب أو حتى على مستوى المباني، فلن نتكلم عن تلك المشكلات فالمقام لا يتسع لاستيعاب مآس يشيب لهولها قلمي وتجف من عمقها محبرتي. لن أتكلم عن كل هذه المشكلات فالحمد لله أن وزارتنا سائرة على حلها ولن يتبقى سوى فترات زمنية لتقضي عليها.ولكن أن تصل المشكلة لتهديد حياة المعلمين وتهشيم رؤوسهم بالقضبان الحديدية والسواطير فيجب علينا ألا ننتظر ربع قرن لحلها، فالقضية تمس أرواحا بشرية، لا بد من وضع حلول جذرية تنهي هذه المشكلة التي أصبحت جرحا غائرا في جبين وزارة التربية والتعليم.فحادثة الاعتداء التي وقعت على معلم (الغريف) والتي قام ببطولتها مراهقون تأثروا بأزقة المكسيك ودهاليز الظلمة هناك، ورفعوا العصي والسلاسل والسواطير صباح يوم الثلاثاء الماضي على ذلك المعلم وأبرحوه ضربا حتى شج رأسه بفعل أرعن من ساطور متهور، أوشك أن يقضي على حياته لولا أن كتب الله لذلك المعلم عمرا جديدا.فما هي الأسباب التي جعلت أولئك (الملثمين) يقومون بتلك الفعلة الشنيعة، ومن المحرض، ولم بهذه الطريقة البشعة؟.أيا كانت الأسباب وأيا كان المحرض، لا بد من معاقبتهم معاقبة تثلج صدور الذعر الذي اكتسح الأوساط التربوية وهز أركانها.فمن أمن العقوبة بالتأكيد أنه سيسيء الأدب، ومن افتقد التربية سيبث في أوساط المجتمعات الذعر، ومن لم يتحل بأخلاق الإسلام ستسقط أسهمه في القاع مثلما سقطت أسهم سوقنا السعودية وانهارت، عندما تنصل هواميرنا من أخلاقياتهم. أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تقف ولو لمرة واحدة وقفة صارمة، يهاب وقعها كل من تسول له نفسه بأن يتعدى على حرمه التعليم، وتسري بها ركبان من خرج عن العرف والأدب والأخلاق الحميدة. مع خوفي الشديد بأن يكون موقفها من هذه الواقعة موقفا معاكسا باختلاق الأعذار لمن قام بهذا الجرم السافر، وبأن تجرم الضحية بأن تنظر لذلك المعلم نظرة استهجان وقد يتعدى ذلك الاستهجان إلى أن تقوم بتحويل ذلك المعلم إلى إداري. قبل أن أختم آمل أن تستيقظ وزارة التعليم من سباتها العميق لتحمي معلميها فأنينهم مسموع في كل مكان، وصرخات استغاثتهم ملأت الدنيا. فارع عابد الحارثي عكاظ : الثلاثاء 29-2-1430هـ العدد : 2809 نجيب عصام يماني التربية والتعليم.. الاختيار الأمثل نبارك للتربية والتعليم اختيار ولي الأمر لمن توفرت فيهم مهارات وقدرات التصدي لتطوير ثروتنا البشرية والخروج بها من دائرة التناقضات والتجاذبات والمخيمات ليضعهم في قلب المعرفة بعد أن تحول طلبة المستقبل إلى مشاغبين ودعويين ومجاهدين فقدوا احترامهم لأنفسهم ولمن علمهم حرفاً. فالتربية تعني التوجيه والإصلاح وإقامة المجتمع الفاضل وإيجاد الأمة القوية في إيمانها وأخلاقها وعلومها ونفسيتها وإعداد الفرد وتكوينه ليكون عضواً نافعاً في الحياة، وتربية النشء إن أُحسنت ووُجِّهت فهي أساس متين في إعداد المجتمع وتهيئته للقيام بأعباء المسؤولية وتكاليف الحياة فكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت وليس هناك ضياع أشد وأخطر من إضاعة قلوب صغارنا بسبب الأهواء والأمزجة وتمرير الأجندة الخاصة لكل صاحب هوى ومزاج.دفع الرشيد ابنه إلى معلّم ليعلّمه قائلاً: إني دفعت إليك بمهجة نفسي وثمرة قلبي فصيّر يدك عليه مبسوطة وطاعتك له واجبة، أُقرئه القرآن وعرّفه الأخبار وروّه الأشعار وعلّمه السنن وبصّره بمواقع الكلام وبدئه وأمنعه من الضحك إلاّ في أوقاته ولا تَمُرّن بك ساعةً إلاّ وأنت مغتنم فائدة تفيده من غير أن تحزنه فتميت ذهنه ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه، وقوّمه ما استطعت بالقرب والملاينة، فأين تعليمنا من هذه الصورة؟ ما معنى أن يصدر حكماً بتنفيذ الجلد في أحد السجناء العسكريين داخل إحدى المدارس بالقنفذة أعقبه حكم آخر بجلد مروج أمام المدارس في خميس مشيط، هل ضاقت بنا الأرض حتّى يصدر مثل هذا الأمر؟ ألا يكفي أن الجلد أصبح على كل شاردة وواردة وكأنه لا يوجد غيره من العقوبات، ثم ما دخل طلبة، من المفروض أن يتلّقوا العلم والمعرفة بعيداً عما يشوش على أفكارهم ويعكّر صفو تحصيلهم ويسيء إلى نفسياتهم وهم أبرياء على الفطرة. سنوات مشوشة عاشتها مدارسنا حتّى كشف الله على يد المخلصين أمر أولئك المدرّسين الذين يمارسون المنهج الخفي على طلاّبنا زارعين في عقولهم كره الوطن ومفهوم الجهاد الخاطئ وكره الآخر محرّمين طيّبات أحلّها الله لعباده. زرعوا الفرقة في البيت الواحد حتّى كره الابن أباه وقاطع أمّه وأخاه وهجر المجتمع وأن الطريق إلى الجنة لا يكون إلاّ بالخروج قتلاً وتفجيراً وغدراً بالآمنين. جعلوا من الفصول الدراسية حقل تجارب لغسل الموتى وتكفينهم وتجهيزهم ودفنهم حتّى الغيبيات أحضروها إلى الفصول، فكانت ضحاياهم بالألوف، فهذه هجرت الدراسة وهذا كره الحياة انكفأ على نفسه محبطاً من الدنيا وما فيها. ممارسين أسلوباً دعوياً خاطئاً ليس مكانه المدرسة. فنخاطب فيك العقل والعلم وثقة ولي الأمر ونطلب منك التغير، كفانا مدارس مستأجرة، كفانا حقائب تخر من حملها ظهور أطفالنا. نريد لهم علماً نافعاً وهواءً نقياً ورياضة بدنية وفصول تدخلها الشمس وحاسوب يخزنون فيه العلم.إن علماء التربية يحذّرون من مشاهدة النشء أفلام العنف حتّى لا يتأثروا بها وننجز بإقامة حد أمام طلبة علم في خطوة لا معنى لها ولا تفسير. كما ردت محكمة التمييز حكماً بجلد معلم أمام طلابه. وجهنا رسولنا الأعظم بكيفية الملاطفة الاجتماعية والآداب السلوكية وحسن التعامل والخلق، وهذه مهمة المربّين والمعلمين ليعطوا القدوة الحسنة والأسوة الطيبة، استعرض رسول الرحمة جيشه في أُحد فرأى صغاراً حشروا أنفسهم مع الرجال فأشفق عليهم ورد من استصغره منهم، أمامنا تحد ندخل به العالم المتقدم من بوابة العلم والمعرفة يتعلّمه النشء على أصوله السليمة من معلّمين أكفاء لا دعاة يحدّثون الطلبة على قدر عقولهم ويسعون جاهدين إلى تصحيح أفهامهم وأفكارهم، يقول رسول الله إن الله رفيق يحب الرفق ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله. إن سلامة المجتمع وقوّة بنيانه وتماسكه مرتبطان بسلامة أفراده وإعدادهم الإعداد المميّز وقد اعتنى الإسلام بتربية النشء اجتماعياً وسلوكياً وأخلاقياً بالقدوة الحسنة والترغيب وليس بالعنف والتخويف. إن الرحمة تعني رقّة القلب وإرهاف الشعور والرأفة بالآخرين والعطف عليهم، وهي تجعل من المؤمن ينفر من الإيذاء وينأى عن الجريمة، يقول رسول الله: «لا تُنزع الرحمة إلاّ من شقي»، ويقول: «لن تؤمنوا حتّى تراحموا»، قالوا يا رسول الله كلنا رحيم، قال: «إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة»، والمطلوب أن نعلّم ولا نعنّف فإن المعلّم خير من المعنّف وقد قرّر ابن خلدون أن القسوة مع الطفل تعوّده الخور والجبن والهروب عن تكاليف الحياة وإفساد معاني الإنسانية التي له وإن من يعامل بالقهر يصبح حملاً على غيره سطا به القهر وذهب بنشاطه وحمله على الكذب والخبث خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه وتعلّمُ المكر والخديعة وهذا ما نعاني، فالطالب يحرق سيارة أستاذه ويتربص به في الشارع ويعتدي بالعنف على زملائه ومجتمعه. فلنبتعد بمدارسنا عن عبث العابثين وانصاف المعلمين وتكون للمدارس خصوصياتها واحترامها بعيداً عن آراء المغالين والدعويين ومخيماتهم، والأمل معقود على رجل المرحلة الأمير فيصل بن عبد الله ومن اختير معه ليقفزوا بنا إلى العالم الأول والبداية المدرس |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
اخبار التربية والتعليم ليوم الثلاثاء 22/2 | صقر قريش | الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي | 37 | 02-17-2009 01:05 PM |
اخبار التربية والتعليم ليوم السبت 19-2-1430هـ | صقر قريش | الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي | 34 | 02-14-2009 01:22 PM |
اخبار التربية والتعليم ليوم الثلاثاء 15/2 | صقر قريش | الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي | 39 | 02-10-2009 11:52 PM |
اخبار التربية والتعليم ليوم الثلاثاء8-2-1430هـ | صقر قريش | الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي | 38 | 02-03-2009 01:19 PM |
اخبار التربية والتعليم ليوم الثلاثاء 18/12 | صقر قريش | الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي | 17 | 12-16-2008 04:00 PM |
![]() |
![]() |
![]() |