رد: الملف الصحفي للتربية السبت 20/6
الاقتصادية:السبت 1430/6/20 هـ. العدد 5724
المخدرات وحل الاختبارات
د.عبدالعزيز بن جار الله الجار الله
العملية التي أحبطتها بنجاح السلطات الأمنية السعودية وكانت محصلتها القبض على (81) مهرباً سعودياً و(75) وافداً من جنسيات عربية مختلفة كان هدفهم تهريب خمسة ملايين ونصف (5.5 مليون) من أقراص الكبتاجون وثلاثة أطنان من الحشيش إضافة إلى (19) كيلو جراما من الهيروين في خمس عمليات مختلفة خلال ثلاثة أشهر مضت, ويأتي توقيت الأخيرة قبل بضعة أيام من بدء الاختبارات الدراسية وإن كانت تمت على خمس مراحل.. وهي عملية إحباط موفقة يجب أن نشد على أيدي الجهة الأمنية وما بذله جنودنا في دفع شر كان يراد به تدمير شبابنا وبلادنا.. وحقيقة قضية المخدرات أنها قضية تحد وإرادة مشتركة، فإما أن نكسر إرادة تجار المخدرات والمروجين أو تكسرنا حيلهم وأشرارهم, فخمسة ملايين ونصف من حبوب الكبتاجون لو قدر لهم أن ينجحوا في تهريبها ووصلت إلى هدفهم الأساسي وهم أبناؤنا الطلاب, فبلا شك أن جزءا من مجتمعنا سيتحول إلى مدمنين ومهلوسين.. ورغم عمق الكارثة إلا أن هناك بعض الحلول لخفض تلك الجرائم التي يرتكبها المهربون بحق وطننا وأبنائنا وهي جزء من الحل: لماذا لا نعيد النظر في أسبوعي الاختبارات في التعليم العالي والعام؟ لتكون الاختبارات جزءا من أيام الدراسة المقررة (18) أسبوعاً إذا ما أخذنا في الحسبان أن حركة التهريب والبيع للحبوب المخدرة (المنشطة) تنشط خلال فترات الامتحانات. ونجحت وزارة التربية والتعليم في إيجاد فكرة التقويم المستمر على المرحلة الابتدائية وألغت الاختبارات الفصلية والنهائية ليكون التقويم طوال الفصل الدراسي دون الحاجة إلى تخصيص أيام للاختبارات وهذا يفرغ مضمون الاختبارات من الشحن والشد والبحث عن وسائل يعتقد بعض الطلاب أنها تساعد على الشد من أزرهم من أجل المذاكرة.
أما التعليم العالي يمكن أن يعيد النظر في لائحة الاختبارات وذلك بتوزيع الدرجات على الاختبارات الشهرية والأبحاث والحضور, فبدلاً من 60 درجة في الاختبارات النهائية فيمكن تخفيضها إلى 40 درجة ويعزز البحث العلمي بنحو 20 درجة أو يفتح المجال أمام التقويم المستمر بــ 60 درجة ويعطي أستاذ المادة المجال في توزيع الدرجات وفق منهجية وآليات محددة.. لا تستطيع وزارة الداخلية لوحدها أن تقضي على المخدرات المرتبطة بالسلوك الطلابي إذا لم تتحرك مؤسسات التعليم وتعدل أنظمتها ولوائح اختباراتها للصالح العام والحد من انتشار المخدرات. ما تم طرحه أحد الحلول للقضاء على نشاط توزيع المخدرات في وقت محدد ولكن يبقى الوعي الأسري والأمن الفكري وتكثيف البحث والتحري للحد من انتشار المخدرات وإيقاف تداول ذلك العبث في مجتمعنا.
|