الملف الصحفي ليوم الخميس 22-8-1430هـ

[صقر قريش]

الجزيرة:الخميس 22-8-1430هـ العدد:13468
المدارس والتربية والخبز
فهد بن سعود الوبران
يبقى الخبز من النعم العظيمة التي أنعم الله به علينا والذي يستحق أن يجد الاحترام والمحافظة على بقاياه من الامتهان خاصة في المدارس التي هي مكان للتربية قبل أن تكون مكاناً للتعليم والتدريس وهي المكان الطبيعي كذلك لتربية النشء خاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة اللتين تعتبران الوقت الحقيقي والمناسب لغرس القيم والمفاهيم الصحيحة في نفوس النشء، ولكن ما يلحظه المرء في بعض المدارس هو عكس ذلك ويظهر هذا الأمر بصورة واضحة وقت الفسحة المدرسية حيث يتناول الطلاب فطورهم الذي يتكون في الغالب من الخبز وعندما يبقى شيء من هذا الخبز لا يجد الطالب مفرا من رميه على الأرض أو في سلة النفايات وهو امتهان صارخ لهذه النعمة ويماثلهم في هذا التصرف العمالة الموجودة في المدارس التي لا يعرف بعضها عدم جواز رمي بقايا الطعام في صناديق القمامة فأين دور مدير المدرسة؟! وأين دور الوكيل؟! بل وأين دور المرشد الطلابي؟! وأين دور المعلمين وبالأخص معلمي التربية الإسلامية الذين تقع عليهم مسؤولية مضاعفة في تعليم وتثقيف وتربية طلابهم من جميع الجوانب الحياتية ومنها جانب معرفة قيمة النعم التي تعيشها بلادنا وضرورة شكرها قولاً وفعلاً لتدوم بل السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه أين دور الإذاعة المدرسة والصحائف الحائطية؟! بل أين دور حصص النشاط ومادة التربية الوطنية؟! . من وجهة نظري أن هذه الادوات التي تفيد بل هي ضرورية للتربية هي معطلة في بعض المدارس أو أنها تهتم وتناقش وتركز على مشكلات غير واقعية أو غير ذات أهمية فلما لا تركز هذه الأدوات على ما يفيد الطالب والوطن، فالطالب عندما يتعلم كيف يحافظ ويحترم الخبز على سبيل المثال سيعرف بعد ذلك كيف يحافظ على الماء والدواء وجميع أصناف الطعام واللباس وسيتعلم أن لا يبذر ولا يسرف في أي شيء مما أنعم الله به عليه سواء في المدرسة أو خارجها وعندما يكبر ستؤثر سلوكياته الحسنة التي اكتسبها في زوجته وأولاده وجميع المحيطين به ولكن حتى نكون منصفين فلا يمكن أن نشجع الطالب ونطلب منه وضع الخبز في الأماكن المخصصة لذلك دون أن نوفرها داخل أسوار المدرسة وتبقى هذه مهمة الإدارة المدرسية وإدارة التعليم بالتعاقد مع إحدى الشركات الوطنية أو الجمعيات الخيرية تكون مهمتها تزويد المدارس بحاويات لحفظ بقايا الأطعمة على أن تجمع الحاويات مع نهاية اليوم المدرسي في كل مدارس المحافظة ودورها ينحصر بعد ذلك في تجفيف الخبز من السوائل العالقة به من خلال أشعة الشمس وتعبئته في أكياس خاصة بذلك وبيعه على مربي الماشية وهو سيكون دون أدنى شك مصدر دخل إضافي خاصة في المجمعات والمدارس الكبيرة التي تمتلئ مع نهاية اليوم الدراسي بكمية ضخمة من الخبز تذهب هدراً في الغالب .
معلم سابق بمدارس أهلية بالرياض