شجيرة البنج (ح5) .

[رويعي الغنم]

شجيرة البنج (ح5) . شجيرة البنج (ح5) . شجيرة البنج (ح5) . شجيرة البنج (ح5) . شجيرة البنج (ح5) .

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها ألأخوة ألأعزاء , تأملوا جمال زهرة البنج التي تحتوي بداخلها (بأدناها) على سائل غزير حلو المذاق (غير سام) , تأملوها معي وتساءلوا لما الجميل الذي يحب الجمال جملها ؟ , تأملوا كل جزيء فيها وقولوا , تبارك الله أحسن الخالقين .





تأملوها مليا وتذكروا أنها لا تتفتح ألا ليلا وكسرا يسيرا من الوقت في بواكير الصباح , لتنغلق بعد ذلك حالما تلامسها أشعة الشمس , ولا بد أن وراء ذلك حكم , فليس في الخلق مجال للصدفة أو العشوائية أو العبثيه , بل أن كل شيء عنده بمقدار , وخلق كل شيء فقدره تقديرا , وهي (الزهور) عندما تتفتح ليلا وهي موجهة الى الفضاء تنفث رائحة خفيفة طيبة , هذا بالنسبة لأستقبال حواس شمنا نحن بني البشر , وربما كانت في غاية الروعة ومنتهى الدهشة لكائنات أخرى لها حواس شم تختلف عنا .





ولعلكم بعد التأمل تذهبون معي في التفكير الى أن وراء ذلك رسائل جذب وتبادل للمنافع جلها لكائنات ليلية , رسائل في توقيت تفتح زهرتها ذاك , وفي ألأتجاه الذي تتفتح فيه , وفي جمالها ألأخاذ وما تنفثه من روائح , وفي غزارة السائل الحلو المذاق الذي بداخلها .
رسائل لكائنات يجهلها كاتبكم ألا أن منها النحل الذي تأكدت أنه يجرسها (يقدع عليها) في لحظات الصباح الباكر .
وقد نلحظ من وراء ذلك حسنا في الضيافة وحرارة في الأستقبال لذلك الزائر القادم ليلا أو في الصباح الباكر , والذي يتمغنط مجذوبا الى الزهرة فيهبط على الجمال والرقة , ويرشف الشهد , ويستنشق الشذا , وبذلك يحصل التحفيز لنقل اللقاح بين أعضاء التذكيروالتأنيث في هذه الشجيرة (دون علم من الناقل أو المنقول له) , ويتحقق نوع من تبادل المنافع وتكافؤ الفرص والعدل بين الناقل والمنقول له , فسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.





تفكروا في بديع صنع الخالق في هذه الشجيرة السامة والمنسية والنتنة الرائحة (بأستثناء الزهره) عند ملامستها بخشونة أو مسها بشده , ولكأن الرائحة المؤذية أنما هي نذر تحذير تصدرها للأبتعاد عنها , فسبحان من هداها وما كانت لتهدي لولا أن هداها الله , وسبحان من علمنا ما لم نكن نعلم وكان فضل الله عليك عظيما , وسبحان الذي خلق ألأزواج كلها مما تنبت ألأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون .
تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فأنه لا تحيط به الفكر , تفكروا في جزيء من هذه النبتة والهجوا بذكر الله , ألا بذكر الله تطمئن القلوب , الله الذي أتقن كل شيء خلقه وبدأ خلق ألأنسان من طين , ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين .
لاحظوا أيها ألأخوة ألأماجد عجائب خلقه سبحانه في هذه الشجيرة التي نظنها هامشية ولا قيمة لها في الحياة , وأن نتبع ألا الظن , وأن الظن لا يغني من الحق شيئا .
الشجيرة التى قل أن ينشد لها أنتباه , أو يعيرها الناس أدنى أهتمام , تأملوها معي ثم رددوا بخشوع ويقين , تبارك الله أحسن الخالقين .
.....................

هذه مقدمة للحلقة الخامسة أردتها تبدو هكذا ونحن على أبواب قدوم الشهر الفضيل , تقبله الله مني ومنكم , وأعانني وأياكم على عبادته وطاعته فيه .
وسوف أجزء الحلقة على محطات متسلسلة على هيئة مداخلات لاحقه , لذلك أتوقع منكم أن تنتظروا بقية محطات الحلقة ضمن المداخلات القادمة التي ستجدون فيها معلومات جديده , وأجابات على تساؤلات سابقة للأعضاء , وفي مقدمتهم أخي الفاضل الشيخ ابن همام وعمدتنا المقداد .
كما أتوقع من القارء الكريم أن يقرأ جميع الردود والتعليقات حتى يطلع على بقية محطات الحلقة التي ستبدأ بالمحطة الأولى ثم الثانية , وهكذا , وسيفصل بينها بطبيعة الحال تعليقات وأسئلة وردود ألأعضاء التي أعتبرها ضرورية حتى تكون وقودا مشجعا للكاتب على ألأستمرار , وحافزا له على العطاء وبذل الجهد .
وختاما أوجه لكم شكري , وأبعث لكم بأجل التحايا وأزكى التبريكات بقدوم الشهر الكريم , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .