الملف الصحفي للتربية الثلاثاء 3-10

[صقر قريش]

الجزيرة :الثلاثاء 3 شوال 1430هـ العدد 13508
الغش الدراسي الظاهرة السلبية في العملية التعليمية
ناصر محمد الحميضي
إنها أحد سلبيات العملية التعليمية وتكاد تكون في جميع أنحاء العالم وخاصة البلدان النامية، حيث يزداد الطلاب الذين يلجؤون إلى هذا السلوك السيئ في مختلف مراحل التعليم العام وربما الجامعي.
وهذه الظاهرة تتعارض مع الدين الحنيف والأمانة وتهدد بتقويض الركائز الأخلاقية للتربية باعتبارها شكلاً من أشكال خيانة الأمانة والتي تسعى الفلسفة التربوية إلى تحقيقها وركزها لدى الطلاب.
وهذه الظاهرة رغم شناعتها إلا أنها لم تحظ بمعالجة كافية في الآداب التربوية وهذا من شأنه انهيار التعليم على المدى البعيد ولذلك لا بد للتربويين وعلماء النفس من دراسة هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها ومواضعها ونتائجها السلبية وتناولها من كافة الأبعاد التعليمية والدينية والاجتماعية والاقتصادية بحيث لا يتم حصرها في محيط المدرسة فقط.
وللغش في الاختبارات أشكال وطرق عديدة يلجأ إليها البعض من الطلاب وخاصة المتمرسين منهم في هذه الظاهرة كاستخدام الإشارات والبراشيم والكتابة على ورقة الأسئلة والكتابة على الطاولة والأيدي والملابس وأحياناً سماعات الأذن اللاسلكية ولا يقتصر الغش الدراسي فقط على الاختبارات، بل يتعداه إلى الغش في أداء الواجبات المدرسية التي يكلف بها الطالب وكذلك البحوث ولجوء البعض من الطلاب إلى الاستعانة بغيرهم في إنجاز البحث.
ومن أهم العوامل المؤدية لهذه الظاهرة السلبية حسب رأي الباحثين: هي عدم الاستعداد الكافي للاختبار وصعوبة الأسئلة وعدم استيعابها وكراهية المادية الدراسية وغفلة بعض المراقبين. بل إن هناك أسباباً أخرى بعضها يتعلق بالنظام التعليمي نفسه وبعضها يتعلق بالمجتمع أو البيئة التي ينتمي لها الطالب ومنها: التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية وضعف مستوى التحصيل الدراسي وعدم وجود فاصل زمني كاف بين الاختبارات وضعف الرقابة الاجتماعية.
ولكي تتم مكافحة هذه الظاهرة أو الحد منها فلا بدّ من تعاون الأسرة والمدرسة بالإضافة إلى وسائل الإعلام والمسجد في حث المجتمع على مساوئ هذا السلوك وإيضاح سلبياته ونتائجه الوخيمة على الطالب والمجتمع.. ومن أهم المقترحات الوقائية والعلاجية لهذه الظاهرة:
- توضيح خطورة الغش وتعارضه مع مبادئ الدين الإسلامي والقيم من خلال تربية إسلامية قويمة.
- الحرص على الإيجاز والتركيز في الواجبات المنزلية التي يكلف بها الطلاب وتناسبها مع المدى الزمني المطلوب إنجازها فيه.
- دفع مستوى جاهزية الطلاب للاختبارات مثل مجموعات التقوية وحلقات الدراسة.
- اعتماد الأسئلة المقالية في الاختبار والتقليل من الأسئلة الموضوعية قدر الإمكان.
- تفعيل دور المرشد الطلابي في تهيئة الطالب نفسياً للاختبارات.
- الاحتفاظ بفاصل زمني بين المواد في الاختبارات بيوم على الأقل لكي يركز الطالب ويكون لديه وقت متسع للاستعداد للمراجعة والاختبار.
- تشديد العقوبة وتكثيف الرقابة على بعض من يحاول الغش من الطلاب.
ولا يخفى على أحد من أن هذه الظاهرة تعد سلوكاً ينم عن عدم المسؤولية وسبباً لتقاعس الطالب وعزوفه عن المراجعة والاستذكار ويؤدي إلى القضاء على روح التنافس بين الطلاب ويقلل من أهمية التحصيل الدراسي ويعطي عائداً غير حقيقي وصورة مزيفة لنتائج العملية التعليمية ونقص مخرجاتها وقلة الكفاءة وعدم الانضباط في العمل في المستقبل، لأن التعود على الغش قد يستمر مع الطالب مدى حياته وحتى في عمله، ولهذا لا بد من مكافحة هذه الظاهرة لرفع مستوى كفاءة الطالب وتحسين أدائه للعمل في جميع المجالات بعد التخرج بكل أمانة ومسؤولية والقضاء على هذا السلوك واجتثاثه من جذوره.