إذا أردت أن تصعد بالأمم للأعلى، فعليك أن تهتم ببرامج التعليم والتنمية البشرية وبوابتها الرئيسة التعليم والتدريب والتأهيل . . . . . ,ومن هذا المنطلق فإن التعليم الأهلي سواء العام أو الجامعي يمثل رافداً مهماً وحيوياً لتفعيل دور التعليم في دفع عجلة التنمية البشرية بشكل أقوى . . . ولكن المتابع للتعليم الأهلي وخاصة العام يلاحظ وجود بعض الثغرات التي يمكن إصلاح جزء منها بتدخل وزارة التربية والتعليم بشكل مباشر . . . ,رواتب المعلمين والمعلمات متدنية بشكل ملحوظ خاصة في بعض المدارس والغريب أنها -أي تلك المدارس- ترفع رسومها بشكل سنوي بحجة التطوير . . . والأهالي لاتجد شيئاً من هذا التطوير . . . ؟! هنا أتصور مرة أخرى أن على الوزارة أن تقتطع جزءاً من الإعانة التي تدفعها، بحيث توجهها للرواتب لأن في ذلك خدمة للعملية التعليمية بحيث لايتم التعاقد إلا مع مدرسين ومدرسات مؤهلين وليسوا فقط كمالة عدد . . . ,أيضا هنا تشترك الوزارة بحل مشكلة البطالة بين المعلمين والمعلمات . . . . أيضا على الوزارة ان تقوم بمتابعة وتقييم سنوي على أرض الواقع للمدارس الأهلية لأن بعضها للأسف أشبه بصناديق تخزين وليس مدارس، حيث نجد أن عدد الطلبة بالآلاف بينما السعة الفعلية للمدرسة لاتتجاوز الألف والسبب أن الطلبة وخاصة في المرحلة الثانوية تبحث عن مدرسة (تدف )والأهالي مرغمة في بحثها عن المعدل الأفضل وإن كان من خلال مبنى لايتجاوز مساحة فلة يسمى مجازاً مدرسة . . . الإشكال الآخر أن بعض تلك المدارس للاسف تمارس دورها التعسفي بفصل المعلمين والمعلمات دون حق . . . ,والنتيجة الطبيعية أن يتخوف شبابنا من الالتحاق في العمل ببعض تلك المدارس وأعتقد أن الوزارة ببرنامج متابعة ميدانية ودقيق يمكنها اكتشاف تلك الاختراقات للنظام أو لحقوق الإنسان الأبجدية . . الأمر لايعني أن تلك الأخطاء تعم جميع المدارس الأهلية . . . . ,بل إن الواقع يشهد أن بعضها مميز وناجح بل ويستحق ملاكها كل احترام . . . . ,ولكن الإشكال في تلك المؤسسات التي يمارس ملاكها البرنامج التعليمي برؤية اقتصادية بحتة ومن هنا تأتي الخطورة، فالأمر ليس ربحا ماليا فقط بل وربح بشري، نعم نريد من تلك المدارس ان تبني الانسان اولا ورأس المال ثانيا . . . ,لها من حق ملاكها التفكير بالربحية بل هو أمر مشروع وضمن الأهداف الرئيسة لهم ولكن لانريد أن يكون على حساب الهدف الرئيسي الذي جعل الدولة تدعم المشروع . . . . . سواء وقت إنشائه أو بعد استمراره . . . ايضا نتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تشترط على المدارس وفي لوحتها الرئيسة ان تضع تصنيفها في الوزارة، وهو تصنيف علمي ووفق اسس . . . ,ولكن للاسف الأهالي احيانا لاتستطيع التمييز بين مدرسة واخرى حيث المباني ليست كل شيء . . ,من هنا فإن إعلان درجة التصنيف بجوار اسم المدرسة يحقق أكثر من هدف، أهمها الشفافية وعدم خداع الأهالي، ايضا مع الوقت سوف يشكل حافزاً تنشيطياً لتلك المدارس لتتقدم فعلا وليس فقط في رفع الرسوم على الأهالي