الملف الصحفي الاحد 5--4

[صقر قريش]

الوطن :الأحد 5 ربيع الآخر 1431 هـ العدد 3460

الوحش

صالح محمد الشيحي

ملاحظة مهمة قام بطرحها أحد المشاهدين في برنامج (الحياة كلمة) للأخ الدكتور سلمان العودة، ملخصها أن الدولة تشدد في معايير قبول الضباط والقضاة ـ وهذا أمر إيجابي ـ لكنها لا تفعل ذات الشيء مع المعلمين!

فأصبحت الكليات الخاصة بتخريج المعلمين، كما تقبل المتميزين، تقبل النطيحة والمتردية!

أمس يعلّق أستاذنا "عبدالله عمر خياط" على قصة نشرتها "عكاظ" تتعلق بطفل صغير دفعه أحد المعلمين لمحاولة الانتحار.. وقبل أن أسرد ملخص القصة ـ لك أن تتخيل أنه ابنك حتى تشعر بفداحة الجرم ـ حيث تقول القصة التي حدثت في مكة المكرمة أن طفلا يدرس في الصف الرابع الابتدائي كان يتعرض للضرب والعنف المستمر على يد معلم اللغة العربية بشكل شبه يومي خلال الأشهر الماضية.. ما دفع الطفل الصغير ـ الذي لا حول له ولا قوة ـ إلى وضع حد لحياته ومحاولة قتل نفسه هربا من هذا الوحش الذي ينتظره كل صباح.. حيث ربط عنقه بقماش ستارة في غرفة منزل أسرته للانتحار شنقا، قبل أن تنجح أسرته في إنقاذه قبل لفظ أنفاسه الأخيرة!!

السؤال: أي مدرسة وأي بيئة مثالية هذه التي نسعى لتحقيقها بوجود هؤلاء المعلمين؟!

أعلم أن الوزارة مترهلة بالكاد تتحرك، لكن المعلمون اليوم بحاجة ماسة للغربلة.. لا أظن معلما على وجه الأرض يتمتع بالحوافز التي يتمتع بها المعلم في بلادنا ـ خصوصا المعلمين المعينين على المستوى الخامس فما فوق ـ تصنف رواتب هؤلاء من الرواتب المرتفعة في بلادنا.. ويعملون بنصف طاقتهم.. لا يوجد معلم في طول البلاد وعرضها يعمل ـ تبعاً للنظام ـ أكثر من خمس ساعات يوميا.. بل هناك معلمون يعملون ـ بالنظام أيضاً ـ ساعة ونصف يوميا!! ـ

الخلاصة: كل عام يوقع المعلمون على قرار منع الضرب.. وكل عام نسمع ونقرأ عن حالات اعتداء في مدارسنا.. ما الذي نفهمه من ذلك؟

هل تريد الوزارة من المجتمع أن يتعامل مع أي قضية تحدث بعد اليوم أنها قضية جنائية تستوجب شكوى المعلم للشرطة؟!