![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | |||
ذهبي مشارك
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() اقتباس:
سلّمك الله يابو عبدالله وأشكرك بعنف على ردك وإظافتك للموضوع
وصح لسانك على الأبيات الجميلة وقد كان تعريفك للحب في محله ومتاشي مع مضمون الموضوع واعتذر لك أشد العذر عن التأخر بالرد لظروف خارجه عن إرادتي..! وهذا موضوع قريب من الموضوع لعل يكون به الفائدة 7 7 السعادة... حلم الشباب الخميس 06 اكتوبر 2011 ![]() محمد السيد عبد الرازق قال تعالى في محكم التنزيل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]. (فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها بل لا تسمى أعمالاً صالحة إلا بالإيمان والإيمان مقتض لها فإنه التصديق الجازم المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وذلك بطمأنينة قلبه وسكون نفسه وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه ويرزقه الله رزقًا حلالاً طيبًا من حيث لا يحتسب {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ} في الآخرة أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} من أصناف اللذات مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيؤتيه الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) [تفسير السعدي، (1/448)]. بين السعادة الحقيقية والسعادة الزائفة: كثير من الشباب في هذه الأيام يحلمون بالسعادة، فمنهم من يرى السعادة في أن يمتلك الأموال الكثيرة فيعيش حياة الترف والنعيم، ومنهم من يرى أن السعادة في أن يتزوج امرأة حسناء جميلة فيعيش معها أحلى حياة، ومنهم من يرى أن السعادة تتحقق عندما يكون المرء في موضع الجاه والسلطان، ولذا يجب أن نوضح لك أخي الشاب حقيقة السعادة، وأين تجد تلك السعادة؟ 1. هل السعادة في المال؟! هل تعرف كرستينا أوناسيس؟ ابنة الملياردير اليوناني أوناسيس، والتي ورثت عن أبيها المليارات من الدولارات، ولكنها عاشت حياة وصفتها بالشقاء، حين سئلت: (هل أنت أغنى امرأة في العالم؟)، فقالت: (نعم، أنا أغنى امرأة في العالم، ولكني أشقى امرأة في العالم أيضًا)، فبعد وفاة أبيها، تزوجت أمها من رجل آخر وعاشت حياة مأساوية انتهت بطلاقها، ومات أخوها في حادث طائرة، وتزوجت هي أربع مرات من أربع دول مختلفة وثقافات متباينة، من اليونان، فرنسا، روسيا، أمريكا، وهي تبحث في ذلك عن السعادة رغم ما تملك، حتى انتهت حياتها حين وُجدت ميتة في شقة بالأرجنتين، وحيدة شريدة، وهي لم تبلغ بعد السابعة والثلاثين من عمرها، فهل أغنى عنها مالها شيئًا؟) [السعادة بين الوهم والحقيقة، د.ناصر العمر، ص(5-6)]. فأصحبت حياتها كما يقول الشاعر: ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد 2. هل السعادة في الجاه والسلطان؟! هل تعرف المعتمد بن عباد؟ هذا الذي تربى في قصور الأندلس الإسلامية في ظل الترف والنعمة، وورث الجاه والمجد أبًا عن جد، حسب أن الجاه والصيت سيمنحانه السعادة، فعاش سنين يتمرغ فيهما، ولكن تدور الأيام عليه من بعد هذا العيش الرغيد والسلطان العتيد، ليطرد من سلطانه، وينفى في صحراء الأندلس، يعيش في منزل متواضع لم يألفه، يخدم نفسه بنفسه، بعد أن كان قصره يعج بمئات الخدم، ظل في هذه الحالة حتى مات وحيدًا شريدًا غريبًا، حتى لما صلى عليه الناس لم يعرفوه، فأخذوا يدعون إلى الصلاة قائلين : (الصلاة على الغريب! الصلاة على الغريب!) [الوافي بالوفيات، الصفدي، (1/373)]. ما هي السعادة؟ وأما السعادة الحقيقية، وهي الغاية المنشودة من جميع البشر، فهي (ذلك الشعور المستمر بالغبطة، والطمأنينة، والأريحية، والبهجة، وهذا الشعور السعيد يأتي نتيجة للإحساس الدائم بخيرية الذات، وخيرية الحياة، وخيرية المصير) [السعادة بين الوهم والحقيقة، د.ناصر العمر، ص(4)]، أو هي (الشعور باعتدال المزاج، هي الشعور بالرضا والإشباع، وطمأنينة النفس وتحقيق الذات، والشعور بالبهجة، واللذة والاستمتاع، وهي باختصار: الشعور بالرضا الشامل) [سيكولوجية السعادة، مايكل أرجيل، ص(2)، باختصار]. هل النجاح يؤدي إلى السعادة؟ قبل أن نُعمِّم ونقول: إن أي نجاح يؤدي إلى السعادة، علينا أن نضع حدودًا وضوابط؛ فليس أي نجاح يؤدي للسعادة، إلا بشرطين وهما: 1. النية الصالحة: وذلك بأن تنوي بنجاحك هذا وجه الله تعالى، لا مجرد حظوظ النفس الدنيوية، فهذا وحده يجلب لك السعادة من وراء نجاحك، ويجعل له قيمة دائمة، تمتد لتشمل النجاح في الآخرة، إذ يكتب الله لك بكل ساعة تقضيها في عملك أجرًا ومثوبة من عنده سبحانه. 2. التوازن: يجب أن تعيش حياتك باتزان وصدق، تمامًا كسلمان الفارسي رضي الله عنه حيث يقول: (إن لنفسك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًّا، ولضيفك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه)، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صدق سلمان) [رواه البخاري] فكما لا يقوم البناء على ركن واحد، فكذلك بناء الحياة السعيدة الناجحة، لا يقوم إلا على أركان أربعة، وهي: الأركان الأربعة للحياة المتوازنة: 1. الإيمان الصافي: وهو الأساس المتين، والركن الركين، وحجر الزاوية في بناء السعادة الحقيقية، وفي تحقيق النجاح المتكامل، الذي لا يكون إلا بتوفيق الله ومعونته لعبده. 2. الشخصية: وهو الجانب الذي يشمل تحديدك لغاياتك وقيمك وأهدافك في الحياة، وتطويرك وارتقائك بنفسك وتنميتك الذاتية. 3. العلاقات الاجتماعية: وهو الذي ينظم علاقتك بالآخرين، بداية من دائرة أسرتك من زوجتك وأولادك ووالديك، وانتهاء بدائرة المجتمع. 4. الوضع المادي: وهو الجانب الذي يعتني بوضعك المادي، وطرق كسب المال. وحتى نخرج من جملة هذا الكلام بشيء عملي، فعليك أن تبدأ طريق السعادة بإخلاص النية، فإن النية الصالحة شرطٌ أساسي لقبول الأعمال ونيل الأجور من الله تعالى يقول تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]. قال الفضيل بن عياض رحمه الله: (هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وما أصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبَل، حتى يكون خالصًا صوابًا) [حلية الأولياء، أبو نعيم، (8/95)]. طريق السعادة إخلاص النية: قال الغزالي رحمه الله: (فقد ظهر بالأدلة والعيان أنه لا وصول إلى السعادة إلا بالعلم والعبادة؛ فالعمل بغير نية عناء، والإخلاص من غير صدق هباء، وقد قال الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (4/362)، بتصرف]. إن تجديد النية يقوي الإيمان في القلب ويعظمه، والسبب في ذلك واضح، كما يقول الشيخ السعدي رحمه الله: (وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان. يتلقون المحاب والمسار بقبول لها، وشكر عليها، واستعمال لها فيما ينفع، فإذا استعملوها على هذا الوجه، أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها، ورجاء ثواب الشاكرين، أمورًا عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هذه ثمراتها. ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته، وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه، والصبر الجميل لما ليس لهم منه بد، وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة، والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمور عظيمة تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه) [الوسائل المفيدة للحياة السعيدة، السعدي، ص(29)]. ما هو الإخلاص؟ إنه السؤال عن علة الفعل، إنه سؤالك لنفسك دائمًا: لماذا قمت بهذا الفعل؟ لماذا أُصلِّي؟ لماذا أذاكر دروسي؟ لماذا أقوم بعملي؟ لماذا أَصِل رحمي؟ إنه السؤال الأهم: هل العلة من أيِّ فعلٍ حظ النفس؟ هل هي الرغبة في مديح الناس أو الخوف من ذمهم؟ هل كان الدافع حقًّا إرضاء الله تعالى، وطلب التقرب والتودد إلى رب العزة جل وعلا؟ هل كان الهدف من وراء الفعل نهضة الأمة ورفعتها وحضارتها؟ قال بعض السلف: (ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان: لم؟ وكيف؟ أي لم فعلت وكيف فعلت؟) [إغاثة اللهفان، ابن القيم، (1/8)]. ومن فضل الله على عباده أنه يجازيهم بالنية الصالحة والإرادة الصادقة أجرًا جزيلاً وفيرًا، وإن حبسهم العذر عن أداء الطاعة أو فعل العبادة؛ فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة، فقال: (إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا؛ إلا كانوا معكم)، قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟! قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر) [متفق عليه]. الواجب العملي: 1.اسأل نفسك قبل أي عمل: لماذا أقوم بهذا العمل؟ وذكِّر نفسك بإخلاص النية فيه لله تعالى. 2. أكثر من الدعاء (اللهم إني أعوذ بك أن أُشرِك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم) [رواه البخاري]. المصادر: · إغاثة اللهفان، ابن القيم. · تفسير السعدي. · الوافي بالوفيات، الصفدي. · السعادة بين الوهم والحقيقة، د.ناصر العمر. · الوسائل المفيدة للحياة السعيدة، السعدي. · إحياء علوم الدين، الغزالي. · حلية الأولياء، أبو نعيم. · سيكولوجية السعادة، مايكل أرجيل. |
|||
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 12 ) | ||
ثمالي نشيط
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
إنفلونزا الخنازير.. لماذا القلق.. لماذا تأجيل الدراسة ؟ | صقر قريش | الـصـحـة و التغذية | 1 | 09-17-2009 05:56 AM |
لماذا انتصرنا؟ لماذا انهزمنا؟ | صقر قريش | الــمـنـتـدى الـعـام | 3 | 01-17-2009 04:53 PM |
سبات التضخم | فاعل خير | منتدى الاقتصاد والمال | 1 | 11-12-2008 04:03 PM |
![]() |
![]() |
![]() |