مقتل احد المفسدين

[Naif]

ظافر كان في مهمة عمل بخيبر ليحظى بالشهادة فور وصوله المدينة
محمد بن نايف يتكفل بنقل اثنتين من شقيقات الشهيد إلى الطائف

الأمير محمد بن نايف مع والد الشهيد

تكفل مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية سمو الأمير محمد بن نايف بنقل اثنتين من شقيقات شهيد الواجب النقيب ظافر النفيعي إلى محافظة الطائف حيث تعملان في مجال التعليم بمنطقة جازان ومحافظة عفيف. أوضح ذلك محسن بن مطر النفيعي أحد أقرباء الشهيد وصديق طفولته.

وكان أفراد أسرة الشهيد توافدوا إلى المدينة المنورة لتأدية صلاة الجنازة على فقيدهم في المسجد النبوي الشريف أول من أمس.

وكانت وزارة الداخلية قد وفرت في أعقاب استشهاد النقيب ظافر النفيعي طائرة خاصة أقلت شقيقي الشهيد من المنطقة الشرقية إلى المدينة المنورة، في حين باشرت طائرة أخرى نقل زوجة وأطفال وأقرباء الشهيد في أعقاب انتهاء العزاء في المدينة إلى محافظة الطائف حيث أقلعت من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في تمام الساعة العاشرة صباح أمس إضافة إلى شحن كافة المتعلقات الخاصة بالشهيد.

وكانت أسرة وأقارب الشهيد النفيعي قد أقاموا أول من أمس في فندقي ماريوت وهلتون عقب ترتيبات أجرتها وزارة الداخلية في إطار اهتمامها بنقل وتوفير السكن لذوي الشهداء.

من جهة أخرى، كشف أحد أقارب الشهيد النفيعي وملازمه إبان الطفولة محسن بن مطر النفيعي تفاصيل اللحظات الأخيرة لحياة الشهيد مبينا أن الشهيد قبل استشهاده بأيام معدودة كان في مهمة عمل في محافظة خيبر، ليعود إلى منزله في المدينة قبل استشهاده بساعات قليلة إذ مضى في مجالسة أسرته لبعض الوقت وتناول طعام العشاء الأخير معهم ومضى في مداعبة أطفاله وذلك قبل أن يتلقى اتصالا هاتفيا من عمله حول المهمة الأخيرة، إذ غادر المنزل إلى عمله تمهيدا لتنفيذ المهمة برفقة زملائه.

وأضاف أنه بعد صلاة الفجر بساعات تلقى اتصالا هاتفيا من قبل أحد أقاربه حول استشهاد النقيب ظافر ليمضي في المهمة الصعبة والشاقة وهي كيفية إبلاغ زوجته بنبأ الحادث إلا أن صعوبة الموقف وجسامة الحدث حالت دون ذلك، فتولت إحدى قريباتها إبلاغها بالنبأ.
وكان الشهيد النفيعي المولود عام 1396 هـ في مدينة الطائف، قد عاش طفولته ونشأ في قرية "كلاه" جنوب الطائف، لينتقل عقب ذلك برفقه أسرته أثناء صباه إلى مدينة الطائف حيث تلقى تعليمه العام في مدارسها ليحصل على شهادة الثانوية العامة من ثانوية هوازن عام 1414 هـ.

وسعيا وراء نزعة "الحياة العسكرية" التي ترتبط عادة بسن الشباب تقدم الشهيد النفيعي إلى كلية الملك فهد الأمنية حيث تخرج منها عام 1418 هـ، حاصلا على البكالوريوس في العلوم الأمنية، ليتم عقب ذلك تعيينه برتبة ملازم في الأمن العام بالمدينة المنورة.

وأضاف محسن أن الشهيد باشر فور تخرجه العمل في المدينة المنورة، ليرتبط في العام الثاني من تخرجه بإحدى بنات عمومته والتي أنجب منها أبناءه الثلاثة "غلا 5 سنوات، عبدالله 3 سنوات، محمد 3 أشهر" ليواصل عقب ذلك دراسته الجامعية وذلك قبل أن يلحق بقافلة الشهداء.

وكان والد وأشقاء وأقارب الفقيد قد وصلوا إلى المدينة المنورة في أعقاب تلقيهم نبأ استشهاد النقيب ظافر من المنطقة الشرقية ومحافظة الطائف ومناطق أخرى في حين اكتظ مقر العزاء بمئات المعزين من أقارب وزملاء الشهيد الذين وفدوا من كل مكان، وبدت ملامح الحزن التي غطت عليها مشاعر الأبوة واضحة على محيا الأب عبدالله النفيعي الذي أشار إلى أن الشهيد كان طيلة حياته العملية يجسد الشخصية الجادة التي تسعى إلى تسجيل نجاحات وإنجازات تصب في قلب الوطن.

وأضاف أنه قبل فترة وجيزة من استشهاده طلب منه النقل للعمل في محافظة الطائف إلا أن الأخير فضل البقاء في المدينة المنورة، مشيرا إلى أن آخر اتصال دار بينه وبين ابنه كان قبل يومين من الحادثة، إذ تبادلا بعضا من الشؤون العائلية. وكان ذلك بمثابة الاتصال الأخير مع الشهيد. وقال والد الشهيد إنه عاين جثمان الشهيد في مستشفى الملك فهد العام بالمدينة ولاحظ أن ثلاث طلقات نارية اخترقت جسده وتوزعت ما بين الجنب والصدر.

وطبقا للمصادر فإن الشهيد وعقب ترجله من السيارة التي كان يمتطيها قبالة المسكن الذي كان يحتمي فيه المطلوب الردادي توجه قبالة البوابة الرئيسية للبناية ليباغته المطلوب بطلقات نارية في حين تمكن الشهيد من التراجع قبل أن يسقط بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة -

رحمه الله