هل سيعود سوق عكتظ إلى سابق عهده
هل سيعود سوق عكتظ إلى سابق عهده هل سيعود سوق عكتظ إلى سابق عهده هل سيعود سوق عكتظ إلى سابق عهده هل سيعود سوق عكتظ إلى سابق عهده هل سيعود سوق عكتظ إلى سابق عهده
هل سيعود سوق عكاظ إلى سابق عهد؟ الحركة الأدبية في المملكة محظوظة بقيام منتدى سوق عكاظ موسماً أدبياً سنوياً، يضاف إلى مهرجان الجنادرية الثقافي. وأتى إحياء هذا السوق بعد انقطاع دام ثلاثة عشر قرناً، إذ توقف السوق حينما نهبه الخوارج عام 129هـ في قمة صراعهم مع الأمويين، فلم تقم له قائمة منذ ذلك التاريخ. وكان نشاطه قد انتقل قبل نهبه إلى سوق المربد في البصرة الذي شهد حضوراً أدبياً متميزاً طوال العصر الأموي، وشطراً من العصر العباسي، ولا سيما شعر النقائض والمهاجاة بين فحول الشعراء في العصر الأموي.
تناثرت أخبار سوق عكاظ، وما كان له من أثر في الأدب والتاريخ في عدد من كتب التراث الأدبية واللغوية والتاريخية وبخاصة في الأغاني في مواضع متفرقة، وفي الأزمنة والأمكنة للمرزوقي. وعلى الرغم من أهميته، وترداد ذكره في كثير من كتب التراث لم أر أحداً من المؤلفين القدامى أفرده بكتاب. وعكاظ سوق من ثلاثة عشر سوقاً كبيرة في الجاهلية، ذكرها ابن دريد، وساقها المرزوقي في كتابه الأزمنة والأمكنة. ويعد سوق عكاظ أبرزها وأشهرها، وأطولها عمراً شهد نشاطات متعددة أدبية وتاريخية واجتماعية وتجارية، فقد كان مجتمعاً حافلاً لرواده الذين يفدون إليه من أنحاء الجزيرة العربية، وكانت إقامته من أول ذي القعدة إلى العشرين منه في بعض الأقوال.
وإحياء سوق عكاظ إحياء لنشاط أدبي وتراثي امتد أكثر من مئتي عام. وإذا كان مهرجان الجنادرية السنوي يتجه في نشاطه إلى قضايا الثقافة المعاصرة، ومشكلات العصر، والتراث المحلي فإن سوق عكاظ ينبغي ألا يكون صورة نمطية لما يجري في الجنادرية، وإنما لابد له من أن يقدم نشاطاً جديداً يستحضر ما كان لجزيرة العرب من امتياز أدبي وتراثي خلال العصور الأولى، عصور التكوين الأدبي والبناء العلمي والثقافي، ويربط ألق الماضي ونهضة الحاضر في تسلسل تاريخي يبرز دور الإيجابيات في مسيرة الأدب والثقافة.
نريد صورة مقاربة لعكاظ وفعالياته في عصره الزاهي، واستعادة ماضيه بتقريب ما كان يجري فيه في صورة تأخذ طابع القديم والحديث معاً، فشعراء عكاظ يمكن لهم أن يستحضروا في أذهانهم نماذج الشعر العربي القديم التي كانت تلقى في موسم عكاظ، ويستوحوا منها قصائد يمكن أن نطلق عليها معلقات العصر أو السموط، أو المجمهرات أو المنتقيات، أو المذهبات... طبقاً لتصنيف أبي زيد القرشي لبعض القصائد المشهورة في كتابه (جمهرة أشعار العرب)، قيل: إن القصائد الطوال المعروفة بالمعلقات ألقي بعضها كمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي في موسم سوق عكاظ، فهل نظفر في عصرنا الحاضر بقصائد تثبت على أديم الزمن ثبوت المعلقات؟!
وقبة النابغة الذبياني الشاعر الناقد أو خيمته المصنوعة من جلود الإبل، هل يمكن أن نراها رمزاً تاريخياً لأولية نقد الشعر العربي وتقويمه، والمفاضلة بين الشعراء من خلال شعرهم، وعلى هذا الأساس بنى ابن سلام الجمحي كتابه طبقات الشعراء.
لم يقتصر موسم سوق عكاظ على الجانب الأدبي شعراً ونقداً وخطابة، ومفاخرات ومنافرات، بل كان له نشاط رياضي تمثل في المصارعة والسباق ونحوهما، ويذكر أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان من الفتيان المصارعين الأقوياء في السوق عدة سنوات، وكانت له الغلبة دائماً على خصومه لبراعته وقوته.
ورفد هذين النشاطين نشاط تجاري متنوع تعرض فيه سائر السلع المحلية والمستوردة من بلاد فارس والروم والهند، وتتم صفقات البيع والشراء بالنقد أو المقايضة، فقد كانت النقود معروفة في العصرين: الجاهلي والإسلامي، ولكنها لم تكن نقوداً محلية، عرفوا الدرهم المضروب من الفضة، والدينار المضروب من الذهب.
وأتساءل: هل يمكن استحضار ما كان يعرض في سوق عكاظ من متعلقات العصور الثلاثة الأولى: الجاهلي، والإسلامي، والأموي في متحف، أو دار للآثار تحمل سوق عكاظ؟.
أجيب بأن ذلك ممكن فالمتعلقات والسلع والأطعمة معروفة من خلال كتب التراث، وكثير منها لا يزال يصنع ويهيأ محلياً.
|
09-17-2008
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
