رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
عندما يبخل الأب
عندما يبخل الأب عندما يبخل الأب عندما يبخل الأب عندما يبخل الأب عندما يبخل الأبمازن في لهفة: لقد كنت أنتظرك يا أبي.
الأب وقد دخل من باب المنزل: ماذا تريد؟؟؟ مازن وقد تفاجأ من رد والده: هناك موضوع حدث معي اليوم في المدرسة، وأريد أن أتكلم معك فيه. الأب: ليس عندي وقت يا مازن اليوم فأنا مشغول جدًا. مازن في حزن: حسنًا يا أبي. زمن الأجداد: في أيام الأجداد، كان الآباء يجتمعون مع الأبناء في الأمسيات يتبادلون الحديث، وكانوا يجتمعون على الطعام في كل موعد، أما اليوم فهناك أنشطة تشغل الأبناء بعد المدرسة أكثر من ذي قبل فلا يجدون وقتًا للتواصل مع آبائهم وأمهاتهم، كما لا يجد الآباء وقتًا لهذا التواصل لانشغالهم أيضًا. ومع الأيام وزيادة المشغولات، اختفت اللقاءات العائلية، وانعدم التواصل بين الآباء والأبناء، وتجد الآباء إلا من رحم الله، الواحد منهم يدخل من بيته فلا يعبأ بهموم أولاده، يظن كونه يسعى وراء رزق أولاده وتوفير لقمة العيش لبيته فهذا أولى من أن يجيب على أسئلة أولاده. هدف جميل ولكن ليس مبرر: إن الأب حينما يسعى على رزق بيته وتلبية حاجات أولاده فهو بذلك يسعى وراء هدف جميل، ولكن في نفس الوقت ليس هذا معناه أن يترك أولاده لزوجته فتقوم بتلبية حاجاتهم وتربيتهم، فالأولاد يحتاجون إلى الأب كما يحتاجون إلى الأم، فمعادلة التربية تكتمل بالاثنين معًا. (مهمة الوالد لا تقتصر على أن يَنصَب من الصباح حتى المساء، أو أن يضرب في الأرض من أجل الحصول على ما ينفق على بيته، كما لا تقتصر مهمة الأم على ترتيب البيت وتنظيف الثياب وإعداد الطعام، فهذه المهام الكريمة التي يقوم بها الآباء والأمهات، لا ينبغي أن تستغرق كل أوقاتهم وجهودهم حيث إن ذلك لا يعد سوى أجزاء مهمة من مكونات البيئة التربوية الجديدة، أما العمل التربوي فإنه شيء آخر. إننا ورثنا عن الأجيال السابقة مسألة إعطاء جل اهتمامنا للأمور التي ذكرناها، وإذا نظرنا إلى البرنامج اليومي للسواد الأعظم من الآباء وجدنا أنهم يقضون ساعات طويلة خارج المنزل، وحين يعود الواحد منهم من عمله يعود منهكًا، وقد استنفذت طاقاته النفسية، وكثير منهم يعودون بعد أن يكون الأطفال الصغار قد استغرقوا في النوم، كما أن كثيرًا منهم يذهبون إلى أعمالهم قبل أن يستيقظ أبناؤهم. ولا يصح أن نتجاهل صعوبة كسب العيش بالنسبة إلى معظم الناس، كما لا يصح أن نستهين بالثواب العظيم الذي ينتظر الكادحين في سبيل تحصيل لقمة العيش، لكن حين نعلم أن توجيهنا لأبنائنا وإشرافنا عليهم هو الأساس وهو المحور، فإننا سنبحث عن الوقت الذي نجلس فيه معهم) [دليل التربية الأسرية، عبد الكريم بكار، ص(16-17)]. إن أولادنا لا دخل لهم بانشغالنا أو نجاحنا في أعمالنا، إنهم يحتاجون منا إلى الحب والرعاية والحنان والاتصال الدائم، إنهم لا يحتاجون منا إلى التركيز الدائم على توفير المال لهم، أو أننا نكد لأجل سعادتهم، فهم في الحقيقة يريدون تواصلنا معهم، وهم في أمس الحاجة إليه، ونحن نبخل عليهم به، ولا ندرك أن البخل ليس بالمال فقط، بل البخل الأعظم، هو البخل في التفاعل مع الأبناء والتواصل معهم. أعظم مربٍ، ما خبره؟ برغم من انشغال قدوتنا ونبينا صلى الله عليه وسلم بأمور الدولة الإسلامية وشئون الجهاد في سبيل الله والغزوات وأمور المسلمين، إلا أن هذا لم يمنعه أبدًا من مخالطة الأولاد (فقد استفاضت كتب الحديث والسير بذكر منهجه وأسلوب حياته في البيت مع الأولاد، فقد روى عنه أصحابه رضي الله تعالى عنهم أنهم شاهدوه والحسن والحسين على بطنه أو صدره، أو ربما جلس لهم عليه الصلاة والسالم كالفرس يمتطيان ظهره الشريف، وربما صلى وهو حامل أحد الأولاد أو البنات، ويروى عنه أنه كان يقبلهم في أفواههم ويشمهم ويضمهم إليه، وربما خرج على أصحابه وهو حامل الحسن أو الحسين على عاتقيه، فكان صلى الله عليه وسلم مع جلالة قدره وعلو منزلته يفعل ذلك، ليقتدي به الناس ولأنه يعلم أهمية هذه المخالطة في المجال التربوي) [مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفلولة، عدنان حسن باحارث، ص(73)]. كيف السبيل؟ لعلك تتساءل الآن أيها الوالد: ما هو السبيل لكي أوفي أولادي حقهم في الجلوس معهم والاهتمام بهم؟ ونقول لك: إنه لابد للأب من وقت يقضيه مع كل ابن على حده، يتناول معه وجبه غداء خارج البيت، أو يمارس معه رياضة المشي مثلًا، فيشعره أنه يقدره، ويستمع إلى ما تنطوي عليه نفسه من مشاعر، وما يشغل عقله من تساؤلات. ولذا هناك بعض الخطوات التي تعينك أيها الوالد وتجعلك تهتم بأولادك: 1. أتقن فن الاستماع: إن الوالد الحاذق هو الذي يتقن فن الاستماع إلى أبنائه، فبمجرد أن يأتي أحد أولاده إليه ويشكو من أمر ما، يتحول هذا الوالد إلى فلذة كبده يستمع إليه، وتصبح كل حواسه مشغولة بطفله. (إن الاستماع أهم وسيلة اتصال بالأبناء، فحتى تفهم أبناءك لابد أن تستمع إليهم، تستمع استماعًا حقيقيًا وكاملًا، أما أن تستمع وأنت تجهز الرد عليهم أو تحاول إدارة دفة الحديث فهذا لا يسمى استماعًا على الإطلاق. إن معرفتنا الشديدة بأبنائنا قد تحرمنا من معرفة الأسباب الحقيقية لمشكلاتهم، ذلك أننا حين نعتقد أننا نعرفهم تمامًا، نظن أننا نعرف ما هو أفضل شيء بالنسبة إليهم دون أن نسمعهم!! بينما في الحقيقة نحن لا نعرف دون أن نسمع سماعًا كاملًا، وهنا تكمن المشكلة وحين يشكو الأب أن علاقته بابنه ليست على ما يرام وأن هذا الابن لا يفهمه، ولا يريد أن يستمع إليه، فلابد لنا أن نسأل الأب: وكيف فهمته أنت دون أن تستمع إليه؟ إن هذا الأب نموذج صغير للكثير من الآباء، الذين يرددون في أنفسهم أو أمام الآخرين: إنني لا أفهم ابني، إنه لا يستمع إليّ، ولا يعيرني أُذنًا صاغية، بينما لم يسأل نفسه مرة، متى أعار هو لابنه أُذنًا صاغية؟ ومتى كان بكل كيانه يستمع إليه؟ نعم يستمع إليه، لأن هذا الاسمتاع هو أسهل وسيلة إلى امتلاك قلبه) [اللمسة الإنسانية، محمد بدري، ص(41-42)]. 2. اجلس مع أبنائك: إن أبلغ دليل على اهتمامك بأبنائك هو حرصك على الجلوس مع أبنائك في ميعاد معروف أسبوعيًا لدى أولادك، هذا الموعد تقوم فيه بتربية أبنائك وغرس القيم والأخلاق بداخلهم، وتتبادل معهم أطراف الحديث وتناقشهم في أمورهم بكلة حرية ورحمة. ونحن عندما نتحدث عن الاهتمام بالأبناء، نتذكر فورًا حال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كيف كان يهتم بتربية الصحابة، ويسأل على حالهم باستمرار، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم عدة قواعد في التعامل مع الأطفال، (إنها قاعدة عامة يضعها النبي صلى الله عليه وسلم في المعاملة مع الغير وخاصة مع من نعاشرهم وعلى الأخص الأطفال الصغار لحاجتهم للحنان والعطف ولعدم إدراكهم هذا المعنى إلا من خلال سلوك ظاهر وعملي، فيجب على الوالدين والكبار عمومًا عند معاملة الأطفال ومعاشرتهم استخدام أساليب عملية ومعبرة عن المودة والمحبة لهم، مثل حمل الصغار وتقبيلهم وملاعبتهم ومصاحبتهم خارج المنزل للتنزه والتفرج وزيارات المعارف والأقارب والاهتمام بأمورهم، والرد على كل أسئلتهم والنوم بجانبهم والسماح لهم بالجلوس مع ضيوف البيت، ومدح سلوكهم الصحيح أو المتميز وتقدير أعمالهم بالجوائز والحلوى، وعدم زجرهم ومنعهم من اللعب والحركة وأمثال ذلك من الأسباب التي توطد العلاقة مع الطفل وتقنعه بالحب والاهتمام وتشبع حاجاته. عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:(صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًات، وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردًا وريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار) [رواه مسلم]. فأي صورة من الحنان المعبر والأبوة والشفقة تلك التي يبديها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلقى بعض الأطفال في طريقه، فيمسح بحنان ومودة على كل خد للأطفال واحدًا واحدًا، لأنه الحنان الغامر الذي يشمل كل طفل وأين هذا السلوك من سلوك الذي يزجر كل طفل يلقاه معترضاً طريقه؟ أو على الأقل من لا يحدثهم ولا يلقي إليهم السلام؟) [العشرة الطيبة مع الأولاد، محمد حسين، ص(283)]. مفكرة الإسلام |
06-09-2011 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
مشرفة
|
رد: عندما يبخل الأب
موضع ثري يالفوائد الجمة ..بارك الله فيك أخيتي .. ونفع الله بكم ...
|
||
06-11-2011 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد: عندما يبخل الأب
شكر الله لك ..وبارك فيك .
|
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
اللة اللة بالترحيب | شبية الريح | أهــــــلا بــــــــــكـــــــم | 5 | 04-23-2008 07:53 PM |
الي رحمة اللة | اليزيدي | منتدى التواصل | 26 | 01-11-2008 03:43 PM |
الفرق بين =الله=و=اللة= | أبوخالد | الــمـنـتـدى الـعـام | 10 | 02-25-2007 02:36 PM |
قتل الأب توما | abonayf | الديوان الأدبي | 12 | 02-15-2007 07:51 AM |