الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > منتدى مواسم الخير

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-21-2009   رقم المشاركة : ( 11 )
نور اليقين
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4516
تـاريخ التسجيـل : 21-08-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 15
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : نور اليقين


نور اليقين غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نفحات رمضانية 1430

عشر فرص ذهبية في رمضان قد تفوتك !


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يبارك لنا فيه وأن يتقبل منا الصيام والقيام.
رمضان وما أدراك مارمضان !
شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران . لا يجهل فضله ومزاياه مسلم.
وهذا الشهر سوف يخرج منه المسلم إما شاهداً له بما أودعه من الطاعات أو شاهداً عليه بما أودعه من التقصير والمنكرات.
وقبل دخول هذا الشهر المبارك أود أن أعرض للقاريء الكريم عشر فرص ذهبية إذا اجتمعت للمسلم في رمضان فقد فاز وربح بإذن الله.
فلا بد للمسلم من التخطيط لما سيعمله في رمضان قبل دخوله ، وهذه الفرص معينة بإذن الله على ذلك.
فأقول وبالله أستعين :
أولاً : صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
ويقول أيضاً : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
ففي الصيام والقيام لابد من هذين الشرطين (الإيمان والاحتساب) إيماناً بالله ووعده وما أعده من الأجر العظيم فيه ، واحتساب النصب والتعب الذي يلاقيه المسلم جراء الصيام والقيام ابتغاء مرضات الله تعالى.
فلا يصوم لأن الناس والمجتمع صائم فيجاريهم ، ولا يقوم لأن الناس يقومون ، فيجامل المجتمع بهذه العبادة بل لابد من هذين الشرطين لكسب هذا الأجر العظيم (الإيمان والاحتساب).
ثانياً : العمرة في رمضان.
يقول صلى الله عليه وسلم : (عمرة في رمضان تعدل حجة) وفي رواية : (حجة معي).
ثالثاً : قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك.
فهو الشهر الذي نزل فيه القرآن ، والعلماء يقولون إن الحسنات تتضاعف بحسب الأزمنة والأمكنة الفاضلة.
قراءة القرآن لك بكل حرف حسنة ، أما إذا كانت القراءة برمضان فتتضاعف لشرف الزمان.
وكان من عادة السلف العكوف على قراء القرآن في رمضان ، فورد عن الإمام الشافعي أنه كان يختم القرآن برمضان ستين مرة.
وهذ أصح إسناد عن الشافعي كما قال أهل الحديث.
رابعاً : الدعاء عند الإفطار.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (للصائم عند فطره دعوة لا ترد) فيغتنم المسلم هذا الوقت فيدعو لنفسه وأهله ولأمة الإسلام ويسأل الله من خيري الدنيا والآخرة.
خامساً : تفطير الصائمين.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء).
فيحرص المسلم على تفطير المساكين والفقراء والمحتاجين بل وحتى الأغنياء.
سادساً : قيام ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر؟
يقول تعالى عنها ((خير من ألف شهر)).ويقول صلى الله عليه وسلم : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه).
والإنسان إذا أراد فعلا قيام هذه الليلة وهو مطمئن أنه قامها ، فليقم كل ليالي رمضان ، فهو بذلك قد قامها يقيناً.
سابعاً : الإعتكاف.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان.وهي من السنن التي قد تكون مندثرة في بعض الأمكنة.
فإذا احتسب المسلم واعتكف ولو يوماً واحداً ، ونوى بذلك أنه يحيي سنة مندثرة لحصل بذلك أجر الاعتكاف وأجر إحياء السنة.
يقول صلى الله عليه وسلم : (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له مثل أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة).
ثامناً : الصدقة والزكاة والجود والكرم في هذا الشهر.
كان النبي صلى الله عليه وسلم جواداً وكان أجود مايكون برمضان حين يلقاه جبريل.
فالصدقات والجود والكرم بأنواعه لابد من زيادته في رمضان كما هو حال نبينا صلى الله عليه وسلم.
تاسعاً : تنويع الطاعات والتعود عليها.
فبعض المسلمين لم يتعود مثلاً على قيام الليل أو الصدقة أو قراءة القرآن لفترات طويلة وغير ذلك من أنواع الطاعات.
فيكِون رمضان بداية انطلاقة لك أخي المسلم للتنويع في الطاعات وطرق أبواب من الخير قد تكون لا تفعلها قبل رمضان.
عاشراً : تدريب النفس على هجر المعاصي.
فالشياطين مصفدة ، والنفس مقبلة على الخير.
فيكون هذا الشهر دورة تدريبية _مدتها ثلاثون يوماً_ على هجر المعاصي.
فبعض الناس ابتلي _والعياذ بالله_ بسماع الأغاني أو النظر المحرم أو الأكل الحرام أو تعاطي الدخان والمحرمات.
فإذا جاء رمضان وجدت هذا الإنسان يبتعد عن هذه المنكرات في شهر الصوم ، فلماذا لا تكون بداية لهجر المعاصي والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-21-2009   رقم المشاركة : ( 12 )
نور اليقين
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4516
تـاريخ التسجيـل : 21-08-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 15
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : نور اليقين


نور اليقين غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نفحات رمضانية 1430

بين يدي رمضان


عندما يحل ضيف عزيز لزيارة أحدنا يستعد لاستقباله أتم الاستعداد، ويسعى جاهداً لتوفير ما يحبه الضيف، وعندما يبدأ العام الدراسي نستعد له أتم الاستعداد كذلك، وهكذا الحال في مواسم الإجازات، فماذا عن شهر رمضان؟
عادة ما يستقبل شهر رمضان بالتزود بالأطعمة المتنوعة المتعددة الأصناف، حتى أصبحت سمة من سمات هذا الشهر، وهذا أمر لا ضير فيه طالما بقي في حدود المقبول والمعقول ولم يصل إلى حد الإسراف.
إلا أننا يجب أن يتجاوز استعدادنا واستقبالنا لهذا الشهر شراء قائمة الأطعمة إلى أمور أخرى من أجلها فرض الصوم، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183).
فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى, ولكن النفس إن لم تتهيأ وتستعد له فإنه قد يمضى عليها هذا الشهر كما مضى غيره، ومهما كان حماسها في أوله فإنه قد يفتر ويضعف، وقد تفوت الأيام المعدودات دون أن يشعر.
لذا فإن علينا تهيئة نفوسنا وبيوتنا استعداداً لاستقبال هذا الشهر، لكي تنال نفوسنا حظها من المغفرة في هذا الشهر، وتنال من ثمرة التقوى، وتخرج من مدرسة الصوم وهي رابحة فائزة مقبولة بإذن الله.
ولعل مما يهيئ النفس لاستقبال رمضان الدعاء ببلوغه فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" أخرجه أحمد.
كما ينبغي على المسلم أن يفرح بقدوم الشهر ويسعى لإدخال السرور على أهله، ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: "جاءكم شهر رمضان, شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم" أخرجه أحمد.
وإن من خير ما يستقبل به شهر رمضان التوبة لله عز وجل، وأن يحاسب الإنسان نفسه، ولنعلم أن فضل الله واسع، وقد قال عليه الصلاة والسلام: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجتنب الكبائر " أخرجه مسلم.
ولنعلم أن هذا الشهر موسم للربح ففيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم، فهلموا إلى التنافس في هذا الموسم، فقد لا يتكرر.
ولنتذكر إخوة لنا كانوا معنا في رمضان مضى ولم يدركوه هذا العام، ولنتذكر إخوة لنا يمر رمضان عليهم وهم في خوف وجوع وعطش وحصار، ولنتذكر إخوة لنا يمر رمضان عليهم وهم محرومون من رؤية ذويهم وأهلهم، ولنشكر الله عز وجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وعلينا ألا ننسى إخواننا من الدعاء في شهر الدعاء، وليس سراً أن تختم آيات الصيام بقول المولى عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186)، وفق الله الجميع للصيام والقيام إيماناً واحتساباً.



آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-21-2009   رقم المشاركة : ( 13 )
نور اليقين
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4516
تـاريخ التسجيـل : 21-08-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 15
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : نور اليقين


نور اليقين غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نفحات رمضانية 1430

أفضل ثلاث ساعات في رمضان


بسم الله الرحمن الرحيم


أفــضل ثــلاث ســاعـات فـي رمـضـان ( إغـتـنـمـوها)

الساعة الأولى :
(أول ساعة من النهار _ بعد صلاة الفجر)


قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار
(اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح ).

وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت

له كآجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )رواه الترمذي وقال حديث حسن .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء .

ونص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس

وفي الحديث (اللهم بارك لأمتي في بكورها ).

لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق فلاينبغي النوم فيها بل

احيائها بالذكر والدعاء وخاصة أننا في شهر رمضان الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب .

الساعة الثانية :
(آخر ساعة من النهار _قبل الغروب)

هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيء له

وهذا لاينبغي لمن حرص على تحصيل الأجر فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية ..

هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى _ فهي من أوقات الاستجابة .

كما جاء في الحديث ( ثلاث مستجابات :دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر )

رواه الترمذي.

وكان السلف الصالح لأخر النهار أشد تعظيماً من أوله لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله

لاستغلال هذه الساعة في دعاء الله .

الساعة الثالثة :
(وقت السحر)

السحر هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر قال تعالى (والمستغفرين بالأسحار ).

فاحرص أخي الصائم على هذا الوقت الثمين بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذن الفجر ،

وخاصة أننا في شهر رمضان فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوي صلتنا بالله تعالى.

قال تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة بالتسبيح واتهليل :

( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى).
وقال تعالى : (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-21-2009   رقم المشاركة : ( 14 )
نور اليقين
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4516
تـاريخ التسجيـل : 21-08-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 15
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : نور اليقين


نور اليقين غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نفحات رمضانية 1430

معينات التعبد في رمضان


الحمد لله المنان , كريم الفضل , واسع الإحسان , أما بعد :

فكم هي عطايا الرحمن علينا , وكم هي هبات الملك الديان لدينا , كم نغدوا ونروح في فضله , وكم يغمرنا بنعمه ,ويسبل علينا ستره

إلهي لك الحمد الذي أنت أهله على نعم ما كنت قط لها أهلا
متى ازددت تقصيرا تزدني تفضلا كأنني على التقصير أستوجب الفضلا

يا الله أحقاً أننا ننعم بفضل الله علينا ببلوغ شهر رمضان , أهكذا تُسرع بنا سفينة الأيام تمخر في عُباب أعمارنا حتى تُسلمنا إلى الدار الآخرة ,وصدق الله\"وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ....\" (يونس:45)
إنها الحقيقة الغائبة عن الأذهان , وإن شئت قلت إنه التغافل عنها ,لأننا كلنا على يقينٍ منها

اعلم أيها المؤمن , واعلمي أيتها المؤمنة .. أن الله يحب أهل طاعته , ويفرح بإقبالهم عليه , ويجعل أسماءهم عالية في الملكوت إذا كانوا من أهل خشيته وخواص عباده الصالحين .

جاء في صحيح مسلم أن سهيل بن أبي صالح قال: كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي: يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال: وما ذاك . قلت: لما له من الحب في قلوب الناس، فقال: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال. إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض...\"

فهل سمت نفسك لبلوغ هذا الفضل ,وتحركت همتك لتفوز بهذا العطاء ,إنها الجنة \" دار المتقين \" إنه الفضل المعجل في الدنيا \" محبة المؤمنين \" وكن على يقين أنه لا وصول لتلك الكرامة إلا بالعمل الصالح الدءوب وشهر رمضان فرصة عظيمة للازدياد من الأعمال الصالحة وبين يديك خطوات تُبلغك بإذن الله تلك المنازل , وتوصلك تلكم الدرجات , ومن ذلك:

أولا : تذكر فضل الزمان


من عرف رمضان بفضله , وأيقن بموسم الغفران وعلو منزلته , علت همته لاغتنامه , وسمت نفسه لمبادرة ساعاته , ولم يفرط بلحظة من لحظاته ليقينه بأنه إن فاتته هذه الأيام فلن تعوضها كنوز الدنيا بأسرها وصدق الله \" قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تُظلمون فتيلا \" , وإن انتهي ولم يغتنمه عاش الحسرات في آخره , كم تحسر أكثرنا عند نهاية رمضان كل عام مضى ,لعدم اغتنامه وفواته عليه , فهل سيكون الحال مثله هذا العام ؟
إن رمضان موسماً تضاعف فيه الحسنات , وتكفر فيه الذنوب والخطيئات , أيامه سبيلك إلى الجنان , وصيامه يقربك من الرحمن ,يسمو بنفسك , ويطهرها من درن الذنوب والمعاصي , ليله خير ليل فيه تنزل أعظم كتاب , قامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث أمته على قيامه وبشرهم أن قيامه وصيامه يكفر الذنوب والسيئات , فيه ليلة العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ألف شهر,
الصدقة فيه ثوابها يُضاعف , والعمرة فيه كحجة مع نبيك , والدعاء فيه مسموع , وعطاء الرب للعباد عليهم ممنوح , من مات بعد صيامه يُرجى له حسن الختام .

فهل سمت همتك للعمل الصالح فيه ؟

ثانيا : مجاهدة النفس :


كن على يقين أن لا وصول إلى منازل الأبرار , والتنعم في الجنة دار الأطهار إلا بمجاهدة النفس وقسرها على الحق قسرا وذلك أن بين العامل وبين الوصول إليها مركب المكاره , جاء في الحديث \" حفت الجنة بالمكاره....\"رواه مسلم
لقد وعد الله أهل المجاهدة بالهداية إلى سبل الخير, والإعانة على مراضيه, فقال سبحانه –وهو أصدق القائلين , وأعظم الموفين –(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
واعلم أن النفس حصان شرود , تحب الراحة , وتُؤثر الدعة ,فلابد من مجاهدتها وإلا أضرت بصاحبها , وارجع بذاكرتك إلى الوراء إلى أناس خرجوا من الدنيا وهم على حال التفريط !
ألم يكونوا يعلموا بفضل الطاعة , وعلوا درجة العابدين ؟ بلى وربي .
ولكنهم لم يجاهدوا أنفسهم على طاعة الرحمن , وإلزامها سلوك سبيل الرشاد .

أما من فقهوا حقيقة الدنيا والآخرة فتأمل في حالهم , وانظر كيف كان جهادهم لأنفسهم وتربيتهم لها .
كان زياد بن أبي زياد - مولى ابن عياش - يخاصم نفسه في المسجد يقول: أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه، تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان؟ ثم يقسر نفسه على الجلوس في المسجد للعبادة

يا خاطب الحور الحسان وطالباً *** لوصالهن بجنة الحيـوان ِ
أسـرع وحث السير جهدك إنمـا *** مسراك هذا ساعة لزمان ِ
هي جنة طابت وطـاب نعيمهــا *** فنعيمها باقٍ وليس بفــان ِ

ثالثا: البيئة الصالحة


وهي المحضن المعين , والعامل القوي الذي يأخذ بيد كل طالب للعمل الصالح , ويدفع كل مجتهد راغب , وكم من آية تحث رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو المؤيد بالوحي من السماء -بلزوم صحبة أهل الخير , والجلوس معهم قال سبحانه \"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف:28)
فإذا كان هذا الأمر لنبينا عليه الصلاة والسلام فما الظن فيمن هو دونه ؟

وإذا كان في ذلك الزمان فما هو الحال في هذه الأزمنة ؟

وتأمل في أثر الصحبة لحال المعتكفين الجادين , وكيف تساعدهم تلك البيئة على العمل الصالح ,فلا بد لك من صحبة طيبة تعينك على اغتنام هذه الأيام ,وكن جادا في هذا ولا تغتر بحولك وقوتك , فالمرء كما قيل : ضعيف بنفسه قوي بإخوانه .
ابحث عنهم وستجدهم , وانظر في قصص من سبق من السلف الجادين في عبادة الله , وتأثر بعضهم ببعض
عن علقمة بن قيس قال: ( بت مع عبدا لله بن مسعود ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يراجع، يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر) فتأمل في حال ابن مسعود وتلذذه بالقراءة , وكيف أثرها في نفس طالبه –علقمة -
يقول أحد معاصري محمد ابن واسع : كنت إذا رأيت من نفسي ضعفاً عن العبادة ذهبت إلى محمد ابن واسع فنظرت إلى وجهه فازددت نشاطاً على العبادة أسبوعا
فالزم غرز الصالحين , واشدد يديك على المتقين , فنعم المعينين هم على الطاعة , وأكرم بهم من أصحاب .

رابعا : معرفة قدر الثواب :

من لاحت له أوصاف الجنة العالية , وعاش مع أوصافها في آيات الكتاب المبين , وسنة خير المرسلين , وهي تصف دار الكرامة والحبور, وما فيها من خيرات متناهية الأوصاف , مابين منازل أنيقة في وسط أنهار سارحة تجري من تحتها من غير أخاديد , وغرف قد زُينت , وعرائس قد كمُلت , وأنواع من طيبات المآكل والمشارب , في جوار رب كريم , تاقت روحه وطمعت نفسه لنيل تلك المنازل .
تأمل في سورة الدهر والدخان , وخاتمة عم والرحمن ,وانظر إلى تلك الكرامات التي أعدها الله لأوليائه .
إن حياة لحظة واحدة في جنات النعيم تعدل حياة المرء في الدنيا مئات السنين , فكيف بمن يعيش في تلك الدار أبد الآباد في خيرات متزايدة , وعطايا متناهية ؟
فشمر عن ساعد الجد , وانفض عنك غبار الكسل , ودع عنك التواني , فإن العيش قُدامي.

خامساً : قصر الأمل :


قصر الأمل هو : توقع قرب الرحيل , وحلول الأجل في إي لحظة .

ومتى ما استقر في النفس هذا الأمر كان له أعظم الأثر في حملها على الطاعة , وجعلها تبادر الساعات واللحظات في العمل الصالح
فإنه لم يُهلك الناس ويجعلهم يفرطون في الطاعات سواء في المواسم المباركة أو غيرها إلا طول الأمل , فلو قيل لأحدنا : هذا آخر رمضان لك في الحياة , فكيف سيكون حاله ونشاطه ؟؟
مع أننا كلنا على يقين أنه سيكون هذا آخر رمضان لبعضنا \"أطال الله في أعمارنا على طاعته\" .
كم نعرف ممن صام وقام معنا في العام الماضي , والأعوام الماضية , فأصبحوا تحت أطباق الثرى محبوسين ,وبأعمالهم مجزيين
ولذا جاء الأمر في المبادرة والمسابقة للعمل الصالح فقال الله عزّ وجلّ: \"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ\" (الحديد:21)

قال ابن المُبارك: رَكِبْتُ مع محمد بن النَّضْر في سفينة، فقلتُ: بأي شيء أَسْتَخْرِج منه الكلامَ؟ فقلتُ له: ما تقول في الصَّوم في السفر؟ فقال: إنما هي المبادرة يا بن أخي. فجاءني والله بفُتْيا غير فُتْيا إبراهيم والشعبي.

بادرْ إلى التَّوْبِة الخَلْصَاء مُجْتهداً ... والموتُ وَيْحك لم يَمْدًد إليك يَدَا
وأرقبْ من الله وَعْداً لَيْسَ يُخْلِفُه ... لا بُدَّ لله من إنجاز ما وَعَدَا
قال ذو النون : الكيس من بادر بعمله ، وسوف بأمله ، واستعد لأجله .

فهكذا كلما قصر العبد أمله سارع إلى العمل الصالح خصوصاً في الزمان الفاضل كرمضان وغيره .

سادسا: صدق الدعاء


صدق الأول يوم قال
إذا لم يكن من الله عونا للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

فمهما بلغت من حفظ النصوص , ومعرفة الثواب , وعظيم الأجر , فلن تقدر على العمل , والتقرب إلى الله تعالى , واغتنام هذه المواسم وغيرها إلا بمعونة الرحيم الرحمن , فانطرح بين يديه , واصدق في الرغبة إليه , فهو خير معين , وأجود معطي .
وكن على يقين أنه إن فتح لك هذا الباب فقد أراد بك الخير
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال\" من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة..... (هداية الرواة) [وهو حسن كما قال ابن حجر في المقدمة]

ومن كان صادقا تخير الأوقات الفاضلة التي هي أقرب للإجابة \" قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات \"
رواه الترمذي وهو حديث حسن
فاللهم وفقنا في هذا الشهر لهداك , واجعل عملنا في رضاك , اللهم اجعلنا ووالدينا وأهلينا من عتقائك من النار اللهم آمين


آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-21-2009   رقم المشاركة : ( 15 )
أبو عبيدة
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية أبو عبيدة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 241
تـاريخ التسجيـل : 25-01-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 4,327
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : أبو عبيدة يستحق التميز


أبو عبيدة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نفحات رمضانية 1430

جزاك الله خيرا
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 08-22-2009   رقم المشاركة : ( 16 )
ثماليه والعز ليه
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية ثماليه والعز ليه

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4198
تـاريخ التسجيـل : 27-05-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 9,409
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 1357
قوة التـرشيــــح : ثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادةثماليه والعز ليه تميز فوق العادة


ثماليه والعز ليه غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نفحات رمضانية 1430

مجهود رائع تشكر عليه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
خبرعاجل : 5 وفيات بانفلونزا الخنازير داخل مستشفى بالرياض ][][♥@k♥~ صقر قريش أخبار العالم وأحداثه الجارية 0 07-28-2009 09:34 AM
العمليات القيصرية المبرمج لها.. تضاعف وفيات الأطفال صقر قريش الـصـحـة و التغذية 0 07-26-2009 04:09 PM
لاتفوتكمز******نفحات رمضانيه اتحادي دوووووم الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 0 07-26-2009 03:33 PM
من نفحات العام الجديد صقر قريش الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 12-26-2008 05:31 PM
نفحات ابو حسين الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 0 08-19-2008 11:09 AM


الساعة الآن 04:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by