الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي

 
الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي جميع ما يخص الجانب التعليمي لجميع المواد... والإرشاد والأسئلة والاختبارات لجميع المراحل الدراسية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 11 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

الرياض:الثلاثاء 23 جمادي الأخر 1430هـ - العدد 14967
الرياضة في مدارس البنات حق مشروع.. فلماذا التسويف؟!
د. هدى بنت يوسف الصعيب*
لقد سعدنا جداً واستبشرنا نحن النساء بتولي الدكتورة نورة الفايز منصب نائب وزير التربية والتعليم، ولأن المرأة أعلم باحتياج المرأة ومتطلباتها. وبحكم عملي كأخصائية علاج طبيعي أتحدث هنا عن الرياضة وضرورتها للأنثى سواء طفلة أو فتاة أو امرأة. نحن للأسف المجتمع الوحيد الذي يعاني من الازدواجية وخاصة في الأمور التي تخص المرأة، فالفتاة ممنوع ومحروم عليها ممارسة الرياضة في المدارس الحكومية مع أن الرياضة النسائية تمارس لدينا في الأندية والمراكز النسائية الرياضية وفي المدارس الأهلية وفي الجامعات الأهلية ويشهد على ذلك مضمار المشي في طريق الملك عبدالله، وغيره.. لقد صرحت معالي نائب وزير التربية والتعليم د. نورة الفايز من أنه حتى الآن الرياضة النسائية في مدارس البنات مستبعدة، وإن لم يحن وقتها بعد.. متى يكون وقتها عند موافقة جميع ذكور المجتمع في مجتمع ذكوري مسيطر، أم بعد انتشار السمنة لدى نسائنا وما يصاحبها من أمراض (كالضغط والسكري والاكتئاب وغيره).. والتي تكلف ميزانية الدولة الكثير من المليارات، والتي كان بالإمكان تجنبها باتباع وسائل الحياة الصحية الصحيحة (كمزاولة التمارين الرياضية، السباحة، المشي، الجري، صعود الدرج والاستغناء عن المصعد.. الخ.. أم انشغال فتياتنا وذلك لتمضية الوقت في التفاهات والدوران في الأسواق، (فليس الكل قادر على دفع تكاليف الأندية الرياضية الباهظة الثمن) فالفتاة كالشاب لديها طاقة وفراغ إن لم تستغل في الأوجه الصحيحة اشتغلت في التفاهات والأخطاء الناتجة عن الفراغ.. متى يحين الوقت وقد تأخر على تنفيذ هذا القرار عشرات السنين منذ بداية التعليم للفتاة في زمن تستنكر به في جميع دول العالم عدم ممارسة الرياضة أم نحن مجتمع نخاف من كل جديد نخاف من ردات الفعل المصاحبة لهذا القرار وكما نعلم الكثير من القرارات التي تخص المرأة رفضت في البداية واستهجنت وانتقدت (ومن ضمنها بداية تعليم المرأة) ومن ثم فإن منتقديها هم أول من عمل واستفاد من هذه القرارات. لذا نتمنى من وزارة التربية والتعليم إدخال مادة التربية الرياضية في مدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية ولأن أي قرار أو قانون يصدر لخدمة المجتمع لا يحتاج إلى تسويف أو تأجيل أو استبعاد بل يحتاج إلى جرأة وتطبيق فوري الآن وليس بعد حين لأنه ربما لن يأتي أبداً هذا الحين.. أيضاً نطالب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بفتح أندية حكومية رياضية وأدبية خاصة للمرأة أسوة بغيرها من الرجال، تمارس بها أنشطتها الرياضية وهواياتها بما لا يتعارض مع شريعتنا السمحة. وأخيراً.. ولأن المرأة أدرى بالمرأة واحتياجاتها، لذا نحن نعلق آمالا كبيرة على معالي نائب وزير التربية والتعليم د. نورة الفايز في إقرار الرياضة كمنهج تربوي في جميع مراحل التعليم العام للبنات..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 12 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

الرياض:الثلاثاء 23 جمادي الأخر 1430هـ - العدد 14967
الكرسي الدوار خطة موفقة لوزارة التربية والتعليم
بدر بن صالح المسند*
كم هو جميل التغيير إلى الأفضل ومنه تغيير مواقع الكراسي في مدة زمنية قد يكون الغبار غطى وتمكن ليتبدل المكان والناس الذين تتعامل معهم وهو خطة موفقة لإعطاء فرصة للجميع وعدم حصر المواقع على أشخاص وحرمان أشخاص من مواقع قد يكون للإبداع لهم فيها مجال وهذا هو الحاصل لوكلاء المدارس ومديريها لكنه لا يتواجد لمشرفي هؤلاء الوكلاء والمديرين مما يبقي أشخاصاً في مواقعهم مدداً طويلة على اختلافهم في الأداء والأسلوب التشجيعي حيث يحرم أشخاص من أسلوب رائع والتشجيع مفجر للطاقات ومحفز لها ويبتلى آخرون بمثبط ونافخ لإطفاء شعلة النشاط والهمم الرائدة فالتدوير يفيد ويحفز على أخذ الدورات والتغيير إلى الأفضل في الأسلوب والطريقة وأنه من الظلم أن يعمر أشخاص أصحاب طاقات بسبب رؤية خاطئة من شخص معرض للخطأ والصواب في وجهة النظر لعل ما قصد اتضح ولعل صدور الجميع تتسع.
رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي.
* مدير مدرسة جابر بن حيان الابتدائية
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 13 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

الوطن :الثلاثاء 23 جمادى الآخرة 1430هـ العدد 3182
أنفلونزا الاختبارات النهائية
فاضل العماني
أيام قليلة فقط وتجتاح الوطن, كل الوطن أنفلونزا الاختبارات النهائية، إذ لا هم يعلو فوق هم الامتحان، وفي الامتحان - كما تعلمنا وتربينا – "يُكرم المرء أو يُهان"، تتعطل كل الأشياء، وتتأجل كل المواعيد، وتزدهر المكتبات والقرطاسيات وكل ما له علاقة بالكتب والمناهج والدروس والملازم والتلخيصات وأسئلة الاختبارات... كما تُفتح الدكاكين الخلفية بعد شهور من الانزواء والتواري، وتظهر كل عناوين المشهد النهائي للاختبارات، إذ يزداد الطلب وبشكل استثنائي على كل تلك التفاصيل، سواء بحجمها الطبيعي أو على شكل "براشيم" غاية في الدقة والصغر، يصعب أحياناً حتى على حاملها فك ما بها من رموز وطلاسم، تزدحم تلك الدكاكين بطالبي النجاحات السهلة في الدقائق الأخيرة، مما يدفع أصحاب تلك الدكاكين للاستغلال البشع إلى الحد الأقصى, فتُباع تلك المستلزمات المنقذة بأسعار خيالية وباهظة، ولكن ذلك غير مهم ولا يُشكل عائقاً أمام "المستيقظين" أخيراً بعد طول سُبات يتهافتون كالفراشات العاشقة لرقصة الموت حول لهب النار لشراء النجاح أو هكذا يظنون!شارع آخر ينتظر بفارغ الصبر قدوم الاختبارات ويعد العدة لذلك، الدروس الخصوصية المكثفة لمواجهة البلاء النازل فجأة بعد غفلة طويلة عاشها الطلاب والأسر عن هذا اليوم الموعود، الإعلانات عن الدروس الخصوصية تملأ الشوارع، ومراكز التسوق والقرطاسيات، والمساجد وبعض المدارس لاسيما الخاصة منها،وقد استحدثت أخيراً طريقة تقنية للإعلان عن الدروس الخصوصية وذلك بواسطة الـ SMS، أما أسعار تلك الدروس الخصوصية فهي جنونية تماماً كما هي الحال في معظم تفاصيل حياتنا، فقد تصل الساعة الدراسية أحياناً لأكثر من 300 ريال.وهناك أيضاً ما هو أبعد وأخطر، إذ في مثل هذه الأيام من كل عام تنتشر بشكل صارخ وفاضح تلك الحبوب، أو لنقل تلك السموم التي تُروج بمسميات خادعة ومضللة لتصل إلى فتياننا وفتياتنا لتساعدهم - هكذا يُشيع المروجون - على التركيز والاستيقاظ والحفظ، والأمر في غاية البساطة، فتلك الحبوب القذرة تصل لفلذات أكبادنا في أي وقت وفي أي مكان، في الشارع أو في المنزل أو حتى في المدرسة، وبنظام الـ Free Delivery، والسؤال المهم هو: كيف تدخل تلك السموم إلى بلادنا الطاهرة؟ وكيف يُسمح لها بالرواج والانتشار هكذا بكل سهولة؟ وماذا فعلنا جميعاً لمحاربة تلك الآفة التي تفتك بحملة راية مستقبل هذا الوطن العزيز؟ أسئلة كثيرة لا أجد لها إجابات! ما سبق جزء بسيط من مقال طويل كتبته في مثل هذا الوقت تقريباً من العام الماضي, ويبدو أنني ـ وللأسف الشديد ـ سأكرره للمرة الثالثة على التوالي في مثل هذا الوقت من العام المقبل, ومن يدري فقد يستمر الحال لأعوام طويلة قادمة تماماً كما يحدث في كل تفاصيل الجسد السعودي الذي يُعاني الترهل والهزال والأمراض المزمنة, وكذلك انسجاماً مع ثقافتنا "العالمثالثية" التي تعشق الأجزاء المتعددة, بدءاً بملحمة ليالي الحلمية, ومروراً بسلسلة طاش ما طاش, وأخيراً وليس آخراً أبواب الحارة وليس باباً واحداً, هذا على الصعيد الفني طبعاً, أما على الصعيد السياسي والأخلاقي والديني والاجتماعي فالأمر أكثر فداحة وخطورة, وذو شجون وقد يصل بنا جميعاً كتاباً وقراءً إلى الجنون.تحل علينا أنفلونزا الاختبارات هذا العام,ولكنها هذه المرة أشد ضراوة وألماً, وذلك في ظل تمدد وانتشار عدة أنفلونزات أخرى, أهمها أنفلونزا الخنازير التي تُعتبر الأشد فتكاً والأكثر حصداً للأرواح. هذا الوباء اللعين الذي بدأت أصداؤه ترن في مسامع الوطن, حيث تُطالعنا الصحف وتعرض لنا وسائل الإعلام المختلفة أخبار هذا الوباء المُخيف الذي أعاد للذاكرة الإنسانية مرة أخرى أوبئة قاتلة كالطاعون والكوليرا والسل والإيدز. الحالات القليلة المصابة بهذه الأنفلونزا والتي رُصدت في بعض المدن السعودية قد تزيد من حالة الخوف والهلع لدى المواطنين والمقيمين, ولكنها في المقابل أيضاً لابد من أن تدفع بوتيرة الاستعداد والرصد والحذر والوقاية لدى الجهات المعنية كوزارة الصحة, ووزارة الداخلية, والموانئ والمطارات, وكل ما له علاقة بهذا الزائر الثقيل القادم من خارج أسوار الوطن.أيضاً تأتي أنفلونزا الاختبارات مترافقة مع أصداء الانتخابات اللبنانية التي ربحها فريق 14 آذار بأغلبية برلمانية قوامها 71 مقعداً برلمانياً, في حين حصل فريق المعارضة على 57 مقعداً برلمانياً فقط, وبالمناسبة فإن هذه الانتخابات رغم أنها قد جرت هناك في بيروت وعكار وبنت جبيل وبعلبك والهرمل وزحلة إلا أن صداها قد وصل وبشكل قوي جداً إلى جدة والرياض وبريدة والجوف والأحساء والقطيف وتاروت, لقد انقسم الشارع السعودي إلى "فسطاطين", الأول ـ ويبدو أنه الأكبر ـ قد فرح وابتهج ويراها عادلة لأن سياسة فريق 14 آذار تتناغم نوعاً ما مع السياسة الأيدلوجية والمنهجية لغالبية الأنظمة العربية,بينما يرى أصحاب الفسطاط الآخر وهم الأقل طبعاً أنها ـ أي تلك الانتخابات ـ غير منصفة,حيث أفرزت أصواتاً هادئة ومهادنة تنهج الاعتدال في عصر المواجهة. حتى الانتخابات الإيرانية التي يظن بعضنا أنها لا تعنينا في شيء هاهي تُصنفنا نحن أيضاً إلى محافظين وإصلاحيين, بعضنا يرى في حكمة كروبي وموسوي خلاصاً للمنطقة من الأزمات الإيرانية التي لا تنتهي, في حين يصر بعضنا الآخر على أن عنفوان أحمدي نجاد ورضائي هو المطلوب لهذه المرحلة, على كل حال الانتخابات الإيرانية أبقت على محمود أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية لأربع سنوات أخرى, وعلى العالم أن يتكيف مجدداً مع هذه الشخصية الاستثنائية. وفي مساء الغد وعلى إستاد الملك فهد بالرياض تحد آخر لأنفلونزا الاختبارات, حيث سيحتشد أكثر من 70 ألفاً أغلبهم من الطلبة الذين ينتظرهم يوم السبت القادم استحقاق مهم جداً وهو الاختبارات النهائية,ولكنهم يرون أن حضورهم الكثيف لمساندة الأخضر لتجاوز العقبة الكورية الشمالية والتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة على التوالي في جنوب أفريقيا هو الأهم!كان الله في عون هؤلاء الطلاب المساكين, فكم من أنفلونزا يواجهون في مثل هذه الأيام العصيبة, فورقة الاختبار التي سيرمقها بقلق وارتباك الملايين من طلابنا وطالباتنا في الصباح الباكر من يوم السبت القادم ستدشن مرحلة جديدة في مسيرة هذا الوطن,ستنشغل تلك الأنامل الصغيرة والطرية بحل السؤال الأول متناسية ـ أو هكذا أريد لها ـ بأن المئات بل الآلاف بل عشرات الآلاف من الحاصلين على الشهادة الجامعية ممن أمسكوا بنفس تلك الورقة وأجابوا عن السؤال الأول والأخير قبل عدة سنوات ينامون في مثل هذا الوقت وفي كل وقت يحلمون بوظيفة بسيطة هنا أو هناك في وطن يرفل بالخير والثراء!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 14 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

الوطن :الثلاثاء 23 جمادى الآخرة 1430هـ العدد 3182
رياضة البنات.. بين الأميرة.. والنائبة!
موضي الزهراني
في الأسبوع الماضي صرحت الأميرة عادلة بنت ملك الإنسانية في صحيفة الرياض بأنه لابد من الإسراع باعتماد الرياضة البدنية في مدارس البنات وفق أسس مضبوطة لدورها في الصحة العامة، ونائبة وزير التعليم صرحت مسبقاً في أحد المحافل العلمية بأن الرياضة في مدارس البنات مازال الوقت مبكراً عليها! والفارق بين الخبرين كبير جداً ويحمل مؤشرات لابد من تداركها والسعي لمعالجتها، فالعدل واضح في تصريح عادلة ذات البعد الإنساني لإلمامها بمشكلات الطالبات السلوكية والنفسية والصحية بالرغم من بعدها عن الصرح التعليمي واندماجها بالعمل الاجتماعي والخيري أكثر، لكنها استطاعت أن تضع يدها على الجرح كزوجة لوزير التربية والتعليم الذي بلا شك سيحتاج لاستشاراتها المميزة والعادلة في مجال المرأة عموماً، وباعتبارها كأم قريبة من نفسيات الطالبات خاصة المراهقات واللاتي بحاجة ماسّة في وقتنا الحاضر للتنفيس عن طاقتهن الجسدية!
لكن النائبة للأسف الشديد عندما أعلنت استبعاد الرياضة النسائية في الوقت الحالي لم تذكر الأسباب الحقيقية لذلك الاستبعاد حتى تهدأ ثورة من ثار على تصريحها خاصة لو أنها قامت بجولة على المدارس واتضح لها أن الاستبعاد مرتبط بشكل كبير بعدم مناسبة الأجواء الحالية لمدارس البنات عموماً، وأنها بذلك الاستبعاد في الوقت الحالي ستنظر عاجلاً في معالجة مشكلات الطالبات السلوكية الناتجة من الروتين في الحياة اليومية سواء في البيئة الأسرية أو المدرسية، أوفي معالجة أجواء المدارس الحكومية التي لا تشجع على تحمل اليوم الدراسي في مناهج دراسية حتى ما بعد الظهر لكي تخفف على الأقل من الهم المدرسي على نفوس المعلمات والطالبات!لكن ما هي التوقعات بعد تطبيق اليوم الدراسي الكامل في مدارس كأنها خنادق تحيط بها السواتر الحديدية من كل جهة، وتنعدم بها وسائل الراحة من مكيفات صالحة للاستعمال في هذه الأجواء الحرارية الملتهبة، أو في توفر أماكن مناسبة لتناول إفطار الطالبات بدلاً من تناولها في الساحات المشمسة والمتربة وفي الممرات مما تسبب في تركهن لمخلفات لا تمت للحضارة بصلة ! إلى جانب أن كثيراً من المدارس لا يتوفر بها الوجبة الصحية المدرسية! أوفي وجود عيادات صحية مجهزة أحسن تجهيز تلجأ لها الطالبة حين مرضها قبل تطور حالتها والاستعانة بعدها بولي أمرها لإسعافها! هل ستكون الرياضة النسائية مناسبة في هذا الوضع المتأزم لمدارس البنات؟ لذلك من الأولى إجراء دراسة مسحية شاملة لجميع المدارس على مستوى المملكة لأخذ رأي الطالبات والمعلمات في ذلك قبل القرار الفردي، لأن المطالبة ببرنامج رياضي يومي لا يحتاج لهذه الزوبعة وهذا الإقصاء لاحتياجات الطالبات في وقتنا الحاضر لما هو أهم، ويا حبذا أن تلغي وزارة التربية والتعليم تلك المدد السنوية التي يخصصها كل مسؤول جديد لكل تطوير في إداراتها أو خططها السنوية خاصة أن الوضع كما هو إذا لم يتطور للأسوأ!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 15 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

الحياة :الثلاثاء 23 جمادى الآخرة 1430هـ العدد 16874
كرهت التدريس!
علي القاسمي
لأن مساحة التجريب والتجربة لا تزال متاحة في أروقة التعليم، ولكون الأفكار تولد وتتوالد سعياً لأن تتجه بالهدف والمستهدف لطريق الموجب، كان الطرح القادم الذي أخشى أن يغضب الكثير ممن يتقاطع عملهم وأداؤهم مع الأساس من الطرح، سأتجه إلى الطرح مباشرة حتى أوصله لبر الأمان قبل السطر الأخير، خريجو كليات المعلمين الذين تستقر بهم وظائف التعيين أمام طلاب المرحلة الابتدائية وجهاً لوجه وهي المرحلة التي تحتاج إلى عناية ورعاية ورحمة وصبر على التنوع التربوي الذي يأتي إلى المدرسة من منازل عدة وشوارع مختلفة، يعتقد الشباب القادمون الذين بالكاد يتجاوز أحدهم الـ «22» أنهم في مواجهة سهلة مع طلاب صغار همهم قطعة الحلوى، وحصص اللعب، القادمون لم يطيقوا إخوتهم الصغار في المنازل، ولم يستطيعوا أن يشكلوا القدوة البارعة لهم، فكيف نحضرهم من الكليات طازجين وحافظين للنظريات والنصوص والمعادلات والقوانين وطرق الشرح والمناقشة لأطفال يحتاج الواحد منهم لمشروع من الصبر حتى يفرق بين الآلف والياء والتاء والثاء.
يشتكي صديقي من المعاناة الكبيرة التي يواجهها - ولا يزال - أخاه المعلم الذي كَرِهَ التدريس بعد أن تصدى - جبراً - لمهمة تعليم الصف الثاني الابتدائي، وتقبل الإزعاج والضجيج والمشاغبة والفوضى والعبث في حين أنه كان يمني نفسه بأن يؤدي الحصص التعليمية بطرق استثنائية، وبحماس شديد، ليصطدم فجأة بطفل يبكي، وآخر يطلب أباه، وثالث تنتابه مثل الحالة النفسية، ورابع ينادي أمه، يلتقي بالصغار كل صباح وهو غير مهيأ ولا مُعَدْ ولا حتى متقبل، هؤلاء أتوا للمكان الخطأ لأنهم لم يرزقوا بعد بأطفال ولم يعرفوا طرق احتوائهم والصبر عليهم والحاجة الماسة الملحة للصغار إلى أب يقترب منهم، لا أخ يهرب منهم أو يقسو عليهم، السنوات الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية لا بد أن توكل لخبراء متخصصين يضعون القواعد الأساسية، ويثبتون اللبنات الصحيحة - إن وجدت - ويقتلعون الأخرى التي لا تفيد، يحتاجون أكثر لروح أبوة لا تفارقهم، وتأخذهم إلى حب بالغ السمو يعزز من احترام المكان والرغبة في البقاء فيه، لا أهضم حق المخلصين من القادمين، ولا عيب إن كانت الصراحة وحدها تقول إن المكان لا تتحمله الروح الجديدة، ولا يتحمل المغامرة بعناصر رصيد خبرتها في الميدان التربوي صفراً صريحاً. الأهم أن هناك من الجيل الجديد من المعلمين من يرى فيه الصغار قدوة خرافية، وأعجوبة لا تتكرر، وينقل منه حرفياً بالحركة والسكون وربما في الشكل، والمعلم القدوة يحضر إلى الفصل بلفظ أو هيئة لا يمكن أن تتواجد لو كان المعلم أباً أو يرعى طابوراً آخر في منزله.لنذهب بالشباب المعلم من جيل كليات المعلمين إلى المرحلة المتوسطة على الأقل حينها لن يكون لهم ذنب جوهري في التركيبة العقلية، ومن خلالها يصطادون الخبرة بالتدريج، وتتطور قدراتهم التي من خلالها يذهبون للصغار إن أردنا وهم أقل حدة، وأكثر صبراً، وأجمل تعاملاً، وأهل دقة متناهية في التصرفات والهيئات والألفاظ، وإن كنا نعاني نقصاً في دفع الخبرات والكوادر الكبار إلى الوقوف وتعليم الصغار فلنأتِ لهم بمكأفاة مادية مستحقة أو نتركهم في إجازة مبكرة تقنعهم بالاختلاف عن بقية المعلمين، ولمن قال إن مقررات كليات المعلمين لا تؤهل الخريجين لتدريس المرحلتين المتوسطة والثانوية أقول، ضاعفوا مناهج التأهيل، وعززوا قدرات من يراد تأهيلهم، حتى لا نذهب بالأقل تأهيلاً للأكثر حاجة للتأهيل!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 16 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

صحيفة اليوم:الثلاثاء 23 جمادىالآخرة 1430هـ العدد:13150
ثقافة الحوار كمنهج دراسي
الهام احمد
هذا... ما نتمنى أن يخطه سمو معالي وزير التربية والتعليم في الخطة الدراسية لعام جديد، متخطيا كل الإجراءات الشكلية لأنه يعلم مسبقا أهمية وجود هذه الثقافة كمنهج دراسي، ليس لأن هذا المنهج بات أساسيا للتحاور مع أجندة العصر فقط بل لأن الكثير من طلابنا وطالباتنا يخفقون في أول مواجهة بينهم وبين الواقع لأنهم يفتقدون أبسط أساسيات الحوار مع الآخر. نعم هناك مناداة بذلك هنا وهناك، لكنها حتى الآن لا تتعدى أنشطة محدودة ولقاءات على مستوى عام، لكن على أرض الواقع هل بدأنا فعلا نلمس مدى استفادة أبنائنا منها؟ فهي قد تُمارس من بعض البارعين بالفطرة في الحوار بحكم التنشئة، لكن جرب أن تزور مدرسة وتستمع لحوار بين معلم ومعلم أو طالب وطالب أو طالب ومدير أو طالب وزملائه لتعرف أننا لم نحقق شيئا يذكر في تنمية هذه الثقافة، بل إن هذا يدفعك لتساؤل أكبر حول السبب الرئيس وراء تلك الجرأة القبيحة التي بت تقرأ عنها أو تسمعها من الطلاب تجاه معلميهم أو أشخاص آخرين خارج أسوار المدرسة وفي رأيي كلها تعود لرغبة الطالب في التنفيس عما بداخله، وهنا تأتي المشكلة حيث لا يعلم كيف يفعل ذلك دون أن يهين أفكار الطرف الآخر.وقد آن الأوان لنتجاوز بيروقراطية القرارات لنضع بين أيدي الطالبات منهجا لتدريبهن على كيفية التحاور الراقي. وفي رأيي لا يجب أن تخضع هذه المادة لخطة دراسية طوال العام أو أن تقع تحت طائلة الدرجات نهاية العام بل تكون مادة حرة يتم فيها تشجيع الطالبات على استيعاب هذه المادة وإن كان لابد من تقويمها فليكن ذلك تقديريا نهاية كل فصل دراسي على أن يتم تدريب المعلمين والمعلمات أصلا على طريقة تعليم هذه المادة، لأنك إن قمت بحمل مادة دون أن تعلم ماذا عليك فعله لإيصالها الآخرين فأنت تحمل وعاء فارغا سينتهي بأن ُيراق كل ما فيه مع نهاية عباراته.وهناك تجارب جيدة تستحق الذكر في هذا الاتجاه الايجابي لتنمية قدرات الطلاب والطالبات من خلال مادة يتم طرحها في جامعة الفيصل كنوع من المهارات الحياتية في السنة التحضيرية وتقوم الطالبات بمناظرة مفتوحة أمام الأساتذة يواجهون فيها اختلاف الآراء وأنماط الشخصيات المحاورة وهو أسلوب علمي رائع لتعليم الطالبة كيفية التعامل مع الاختلاف في الرأي أو حتى مؤازرته كفن ومهارة من مهارات الحياة.وليست المناهج الدراسية فقط هي البقعة الوحيدة التي يمكن أن تستوطنها ثقافة الحوار بل لا بد أن تكون هناك مراكز تدريب متخصصة لهذه الفئات العمرية من سن 11 سنة حتى الجامعة لأنها أكثر فترة حساسة في حياة الطلاب وهي التي تشكل أوعيتهم الحضارية التي تجعل من السهل إعدادهم ليكونوا قادة المستقبل، وليتنا نتخطى الصورة الباهتة لوجود هذه الثقافة الراقية التي لا نرصدها سوى على صفحات الجرائد والمجلات دون واقع حقيقي ملموس، وليتنا نحظى بمجموعة من المخلصين الذين منحتهم سلطاتهم القدرة على اتخاذ القرار ليجعلوا من تدريب وتطوير مهارة الحوار حقيقة للتداول في المدارس ومن ثم الجامعات بكل تخصصاتها وأن تصبح هذه المادة شرطا أساسيا لاجتياز الطالب المراحل الجامعية وألا تكون مجرد ترف أكاديمي.وكنت أتمنى ألا أعتبرها مادة تخضع لدرجة أو تقييم حتى يقبل عليها الطلاب والطالبات بحماس إلا أن العرف التعليمي لدينا لا يعترف بقيمة مادة سوى بوضع درجة في نهاية فصل دراسي أو عام دراسي.وهناك فوائد عدة لتعلم ثقافة الحوار مثل القدرة على الحوار مع أنماط مختلفة من الشخصيات،والتحكم في الذات خاصة الانفعال والتوتر حال لقاء مجموعة من الناس ورفع الثقة بالذات،والتحكم في لغة الجسد وهو علم بات من أهم العلوم في تطوير الذات البشرية.ولعل من أجمل البرامج المحلية التي تقوم بها شركة أرامكو ومن ثم بدأت تتبناها الغرفة التجارية من خلال غرفة سيدات الأعمال هو برنامج toast masater ( فن الخطابة أمام الجمهور ) وكان معظم المستفيدين منها أبناء موظفي أرامكو ثم بدأت في الانتشار كثقافة جيدة لفن الخطابة. والميزة هنا أن الأعضاء يعملون كفريق متكامل حيث يوجد ضمنه رئيس، مقيم للوقت، مقيم للغة، مقيم للحركات الجسدية (كحركات العين، درجة وضوح الصوت، حركات اليد ،تعبيرات الوجه) ومقيم عام على ما يتم عرضه خلال اللقاء الذي يقام أسبوعيا أو كل أسبوعين. وقد بدأ البرنامج باللغة الانجليزية، ثم امتد ليكون باللغة العربية وهو ما أضاف الكثير أيضا لمن يرغب في الحصول على مهارات الإلقاء ، وربما أفضل ما لمسته في هذه المجموعة toastmaster الابتسامة التي تعلو وجوه جميع الأعضاء التي لها أثر كبير على الحضور حيث إنها تقدم رسالة واضحة للجميع بأن الهدف ليس هو النقد بقدر ما هو تطوير مهاراتهم. ويحتوي هذا البرنامج على نوعين من الخطابة : خطاب معد مسبقا يقوم المتطوع باختيار موضوعه ثم عرضه على الأعضاء والضيوف ليتم تحكيم قدرة المتحدث فيه على الخطابة بكل المعايير التي سبق ذكرها، وخطاب يتم طرحه ولا يكون للحضور علم مسبق به ويترك للمتطوعين من الحضور حرية المشاركة فيه. وفي الأخير يتم تأهيل الشخص على التعامل مع الأسئلة والموضوعات المفاجئة بسرعة بديهة دون التوتر الذي يحدثه وقوفه أمام مجموعة من الأشخاص. الفكرة رائعة جدا ويمكن تطبيقها في المدارس كنوع من الأنشطة بدلا من حصص النشاط التي تصيب الطلاب والطالبات بالملل لتكرار أفكارها وموضوعاتها وهو ما قامت به بعض المدارس الأجنبية في المنطقة مثل الهندية والفلبينية. وجل ما نهدف إليه هنا هو تنشئة فرد لديه ثقة في قدراته، وشجاعة للوقوف والتعبير عما يريده . كما أنها ثقافة تقلل من حمى الإصرار على الرأي ورفض الآخر لمجرد أنه اختلف معك. وقد وقفت على هذه التجربة بنفسي بين طالباتي في المرحلة المتوسطة ووجدت أنها عميقة الأثر خاصة على الطالبات المصنفات بالمشاغبات ،الأمر الذي يؤكد أن كل إنسان لديه قدرات كامنة، تحتاج فقط لاكتشافها وتنميتها لكن يبقى السؤال الأهم : هل يمكن أن يصبح هذا التصور (ثقافة الحوار) واقعا ؟ ومتى؟.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 17 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

عكاظ : الثلاثاء 23-06-1430هـ العدد : 2921
قضية التعليم بمنظور عصري
عبدالله يحيى بخاري
من الواضح أن هناك أزمة في التعليم تشترك فيها جميع المجتمعات، لكن أزمة التعليم في الدول النامية، ونحن منها، تحولت إلى كابوس مؤلم. من واجبي كأستاذ جامعي وأكاديمي سابق أن أبدي بعض ما اكتسبته من خبرة وتجربة في مجال التعليم.هناك فرق كبير بين ما نقصده بكلمة «التعليم» وكلمة «التعلم». فأي نظام تعليمي جيد يقوم أساسا وقبل كل شيء على فكرة «التعلم»، وليس فكرة التعليم. والنظام التعليمي العصري هو الذي يتمكن من تعليم الطالب كيف «يعلم» نفسه ويستمر في التعلم حتى بعد مغادرته مدرسته أو جامعته.التعليم كان هو ما يحدث في الكتاتيب «جمع كتاب». يجلس الشيخ أو المعلم ماسكا بعصاه أمام التلميذ الصغير ليلقنه ويعلمه الدرس، غالبا دون أن يفهم التلميذ الصغير ما يحفظه أو يتلقاه وهذا ما يحدث تقريبا في مدارسنا اليوم. أما التعلم فهو ما يجب أن يحدث الآن في المدارس العصرية. هنا يتحاور التلميذ مع أستاذه في مضمون ومحتويات الدرس أو المادة، وقيمتها وهدفها، ومدى الاستفادة منها في مستقبل حياته. عملية ديناميكية يترك للطالب فيها حرية النقد والتفكير.وقد اتضح من التجربة أن الإصلاح الجزئي (بالتفاريق) في نظام التعليم لا ولن يجدي، إنما المطلوب تغيير جذري. مانحتاج إليه هو حملة على النظام المدرسي الحالي، حتى يمكننا إحلال نمط تعليمي جديد مناسب لهذا العصر محل الفكر التعليمي الحالي الذي يعتمد غالبا على علاقة مبهمة بين الطالب وأستاذه ومدرسته، وعلى مبادئ سلوكية عتيقة.معلوم أن نقد نظام التعليم هو أسهل بكثير من إصلاحه. ولكن الشيء الذي قد يغيب عن بالنا هو أنه لا يمكن تحسين نظام التعليم بإصلاح بعض نواقصه كل على حدة وبالتدريج. فعملية (الترقيع) لا يمكن أن تحل المشكلة، إذ إن نظام التعليم يحتاج في الحقيقة إلى إعادة «تصميم» شاملة.فطرق ومناهج التعليم المدرسي الحالي تهتم بأن يتقبل الطالب الفكر الحاضر فقط وأن يحترم الماضي ويقدره، بينما هي في الوقت نفسه لا تعير أهمية كافية لتعبئة الشباب وإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل. فالتعليم العام بنمطه الحالي يترفع عن دراسة المشاكل الملحة في عالم اليوم والغد.بهذا أصبح التعليم في الغالب معادلا للحفظ وتلقي المعلومات. وبذلك تحولت المدرسة بالنسبة للكثير من الطلبة إلى مجرد متاهة يجب عليهم المرور من خلالها لكي يحصلوا على حريتهم، بما في ذلك حريتهم في الدراسة وطلب المعرفة. لهذا السبب نجد أن المتفوقين في هذا النظام التعليمي هم في العادة المتفوقون في جميع الأحوال، بالرغم من هذا النظام العتيق ودون الحاجة إليه أساسا.فغالبية مدارسنا ـــ كما في الدول النامية ـــ لاتهتم إلا بتلقين وبث المعلومات (والتعليمات)، حيـث يعامل فيها عقول الطلاب مثل معاملة الصناديق السوداء، أي ما يخرج منها يجب أن يساوي تماما ما كدس بداخلها. والواقع هو أن ما يحاول نظام التعليم جاهدا تدريسه للطالب، يستطيع الآن الحاسب الآلي وبعض المعدات الحديثة القيام به بصورة أفضل وأدق. فالحاسب الآلـي يستطيع أن يتذكر أكثر من عقل الطالب، ويستطيع أن يقوم بعمليات المقارنة والعمليات الحسابية بشكل أسرع وأدق من عقل الإنسان. ولكن يبدو أن مدرسينا قد نسوا أن «نسيان» الأمور غير المهمة أو غير الجوهرية هي إحدى أهم قدرات الإنسان وخصائصه.لا شك في أن طلاب اليوم ـــ بخلاف طلاب العقود الماضية ـــ يأتون إلى مدارسهم ولديهم أفكارهم ونظرتهم وتوقعاتهم الخاصة بعالمهم، واهتماماتهم بأمور لها علاقة بواقعهم المحلي والعالمي، وهي أفكار واهتمامات لا تهتم بها للأسف مدارسهم ومناهجهم المدرسية.فالمدرسة تنهكهم بأمور يستطيعون تعلمها بصورة أفضل بالاعتماد على أنفسهم لو تركت لهم الفرصة، بينما في نفس الوقت لا تهتم (المدرسة) بالأمور التي يصعب عليهم القيام بها دون مساعدة، مثل أن يوظفوا ما تعلموه لفهم عالمهم ودورهم فيه. فالمدرسة تعطيهم الإجابات عن أسئلة لا يسألونها، وتحجب عنهم الإجابة عن الأسئلة التي تؤرقهم. طالب اليوم يتعلم جيدا كيف يجيب على الأسئلة، ولكنه لا يتعلم أن يسأل، على الرغم من الحقيقة المعروفة أن المعرفة والتطور يعتمدان غالبا على نوعية الأسئلة التي نسألها أكثر من الإجابات التي نتلقاها.فوق كل ذلك نجد أن أستاذ المدرسة لا يكلف نفسه كثيرا في ربط المعلومات ببعضها البعض. فعادة ما نجد أن المقرر في مادة ما قليلا أو نادرا ما يهتم بمادة أخرى أو حتى يشير إليهـا. فمثلا لا تقاس مقدرة الطالب في الإملاء إلا في مادة اللغة العربية، بينما لاتعطى لها أي أهميــة في مادة التاريخ. كذلك، نادرا ما يطلب مدرس الإنشاء من الطالب أن يكتب موضوعا (بحثا) في الجغرافيا أو التاريخ أو الفيزياء أو المواد الأخرى على سبيل المثال.وللأسف لا يلاحظ أستاذ المدرسة أن مثل هذه التجزئة والفصل بين المواد الدراسية، إنما يرسخ في عقل الطالب الصغير الفكرة الخاطئة في أن المعرفة تتكون أساسا من الكثير من أجزاء غير مترابطة أو متصلة. لكن الواقع أنه من المهم للطالب إدراك الرابطة القوية بين هذه الأجزاء لكي تتحول المعلومات إلى معرفة، والمعرفة إلى استيعاب، والاستيعاب إلى حكمة.
وللموضوع بقية.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 18 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

عكاظ : الثلاثاء 23-06-1430هـ العدد : 2921
من أجل مفهوم جديد للتعليم
عبدالعزيز بن عبدالرحمن النملة
في عام 1957م اخترقت سفن الفضاء الروسية الغلاف الأرضي في سابقة مدهشة للعام بأسره، ولقد كان لهذا الإنجاز وقعه على دول منافسة ومتحدية، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تقف على رأس تلك الدول فهي الند الأكبر، والمنافس الأوحد في عالم السيطرة وسماء الهيمنة. وما يستحق الانتباه ويسترعي التفكير في تلك الحادثة ردود الفعل والتدابير الصادرة في أرض المنافس الغربي، فلم تكن ردود الفعل بلطم الخدود أو شق الجيوب، ولم تكن بتبادل الاتهام وتحميل المسؤولية للأفراد أو الرئيس أو حتى النظام، بل لم تكن بالرجوع والبحث عن مزيد من آبار الزيت ومصادر الطاقة أو غيرها من أشكال العرض والمناطحة!!. بل كان الرجوع إلى أنظمة التعليم، ومراجعة أساليب التدريس، وكيفية بناء المنهج وتنظيمه. فلقد انطلق الجميع رؤساء واقتصاديون وسياسيون وقادة جيش ليبحثوا عن مواطن الخلل في نقل المعرفة إلى الجيل، وتشخيص الإشكال في تفعيل ما يقال في غرف الصف وقاعات الدراسة، وبلورتها في صورة طائرة أو مركبة أو غيرها من ماديات السيطرة ومركبات الهيمنة، وفعلا لم يمض على تلك المراجعة لأنظمة التعليم بضع سنوات، إلا وقد جاء الخبر مدويا في وصول عنيف للفضاء. ويقال إنه وصول للقمر (أبولو11 – 1969م).واستمرت فلول الإنجاز المعرفي انطلاقا من صفوف الدراسة الابتدائية إلى مقاعد الدراسة في الجامعات وحتى المصانع والورش بل والثكنات، فالجميع يتناول المعرفة بروح تعكس الفائدة التطبيقية، وليست تلك المعرفة التي تكدس في الأذهان ولا يرى منها إلا قليل على أوراق الواجب أو دفاتر الامتحان! إنها معرفة انتهت بحواسيب وماديات ثقيلة، وأخرى دقيقة، حتى أصبحت فرص المنافسة أعرض من أن يرى لها طرف، وأكبر من أن يعرف لها حدود.والحقيقة أن المتتبع لأحوال بني البشر منذ هابيل وقابيل يجد أن لا هيمنة بلا معرفة ولا معرفة بلا تربية ولا تربية بلا قيادة. فهاهي دول المشرق (من الصين مرور بالكوريتين مع إندونيسيا والهند وإلى اليابان) تغزو بعلمها ومعرفتها العالم بأسره. فتصنع لنا ما نتخيل من ماديات ومركوبات. بل أصبحت تسعى إلى أن تصنع لنا فكرا لا يتبدد ولا ينفك عن عالم الاستهلاك، وكأننا خلقنا لنأكل ونشرب ونركب ولا نقرأ ولا نعرف ولا حتى نتكلم!! ولعلي أكتفي بهذا القدر من البيان الذي يصف تلك الفجوة المعرفية التي تعاني منها أنظمتنا التعليمية لتبدأ رسالتي لوزيرنا القادم.بداية لاشك أنك وزير لست كأحد من والوزراء، فمطلوب منك أكثر ومأمول منك أكبر. والليل حالك، والظلام دامس، والمركب هزيل، والأمواج تعصف بنا من كل مكان. ولا أطيل عليك الوصف، فأنت ابن وأب وأخ لا يخفى عليك الحال. وإنني بقدر ما أضع على كاهليك، فإنني أهنئك بقيادة سوف تدعم فيك كل فكرة، وتحيي فيك كل خبرة، والحقيقة أنها لم تألو جهدا في سبيل النهوض بأجيال الأمة، إلا أن الأمر واقف ببابك، وهاهو يخطو عتبة أمامية تاريخية، فالكل واقف، والكل منتظر، والأنفاس محبوسة، والمشاعر هائجة، والآمال معقودة، والأفهام متعطشة إلى النهوض بفكر الدارس ورفع مداركه بعيدا عن عالم البيروقراطية الرتيبة، وبعيدا عن عالم الحشو الثقيل. فالمعرفة اليوم لا تنال بحفظ، ولا تطاق بعقل، ولا تحاط بكتاب، إن المعرفة اليوم عالم من الوصل والاتصال، وهي أشبه بموجهات يزود بها المتعلم ليعرف كيف يتعامل مع الحدث، وبما يحقق له الهدف، إنه استثمار ليس له قيود، يطلق العنان أمام أفكار المتعلمين، ليكتشف المعلم قدراتهم، فيعمل على توجيهها وصقلها كي تستثمر في بناء منافس لا يركن إلى حاوية نفط أو ناقلة زيت.إن عالم التربية اليوم قد اجتاحته عاصفة من الأفكار التي لم تبق على قاعدة، أو تطنب في مسلمة، أو تقف على نظرية أو طريقة. فالتفكير اليوم ليس منطقيا فحسب، لأن الذكاء أصبح متعددا، والتفكير متنوعا ومتجددا ويتسابق معنا في ميدان ليس له نهاية، والمعرفة اليوم ليست منفصلة ولا متجزئة، بل ممزوجة متلاقحة تحتاج إلى نظرة شمولية أوسع من قاعات الكلية وأفسح من غرف الاجتماعات. إن المعرفة اليوم لا تستوعبها الأوعية التقليدية، ولا تدركها العقول البشرية، فتحتاج إلى وقفة تأملية تستهدف البحث عن طريقة مناسبة للتعامل معها، قبل المحاولة بأن نكسبها أو حتى نكتسبها. ومن حسن القضاء وكريم العطاء أنك وزير لست غريبا على ما حدث، ولست غريبا على ما يحدث، فأنت والمعرفة حكاية يعرف كلاكما الآخر.وعودا على بدء يا وزيرنا (الفاضل): نريد أن ننطلق كما انطلقوا، ونريد أن نكتشف كما اكتشفوا، ونريد أن نعرف كما عرفوا، ونريد أن نفتخر كما افتخروا، ونريد أن نصنع جيلا رائدا يحمل العلم الذي يغذي الفكر بعلوم هادفة، ومقاصد إنسانية نبيلة متوازنة، خفيفة على الأفهام، ثقيلة في الأذهان. إن لنا أبناء أسودا في المعرفة حين النزال في القاعات والصفوف، وأنهارا من العلم حين تجف منابع الحروف، وكل ما يريده هذا الجيل المتوقد الناهض قيادة فكرية علمية تطبيقية تساعدهم على ترجمة تلك المعرفة إلى واقع محسوس وكيان ملموس.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 19 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

عكاظ : الثلاثاء 23-06-1430هـ العدد : 2921
محاضن التعليم
سعد عطية الغامدي
إلى أن يتم تأهيل خريجي الجامعات للعمل في المجال التربوي فإن طلاب المدارس الخاصة سوف يظلون يدفعون ثمناً باهظاً نتيجة إلزام هذه المدارس بتعيين السعوديين، فيأتون بلا تأهيل أو خبرة أو حتى رغبة، وإنما هو الخيار الوحيد المتاح أمامهم.الطـلاب وأولياء أمورهم يعانون لأن حديثي التخرج هؤلاء غير قادرين على استيعاب سقف التوقعات في اختيار مدرسة تضيف لأبنائهم معلومات وسلوكيات عالية، ويدفعون مقابل ذلك مبالغ ليست بالقليلة، بل وربما على حساب أشياء أخرى من ضروريات أو كماليات الحياة.يضــاف إلى ذلك أن هؤلاء المعلمين يعرفون أنها فترة مؤقتة ثم ينتقلون حين تشغر وظيفة حكومية إلى مدارسها حيث الرواتب الأفضل، مما يجعلهم يشعرون أن هذا العمل لا يستحق كل الجهد طالما أنه ليس إلا محطة نحو العمل الدائم.لا تعدو المدارس الخاصة هنا كونها معامل تدريب تستفيد منها المدارس الحكومية، ويتحمل المعاناة أولياء الأمور لطلاب المدارس الخاصة، وكم من طالب وطالبة عانى من مدرسين لا تأهيل ولا خبرة لديهم، أثمرت كراهية للمدرسة وللمادة بل وللتعليم. يحتاج الأمر إلى دورات تدريبية يتولى صندوق تنمية الموارد البشرية تمويلها، وبعد تعيين المعلم يدفع الصندوق نصف الراتب الذي لا ينبغي أن يقل عن أربعة آلاف ريال حتى يرتفع عبء الإكراه على التعيين غير العادل عن أولياء أمور يدفعون من أجل تعليم وتربية أفضل فيحصلون على نقيض ذلك، والمدارس التي ترفض الإسهام الإيجابي في التأهيل والتدريب والحد الأدنى للراتب تحجب عنها الإعانة الحكومية.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 20 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

المدينة : الثلاثاء 23-06-1430هـ العدد : 16855
“التعليم” بين الهواجس والحقائق!!
د. خضـر محمد الـشـيـباني
جميلٌ جدّاً أن يخرج سموّ الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد عن صمت المائة يوم التي ألزم بها نفسه عند تعيينه وزيراً للتربية والتعليم ليقول إن: (مخرجات التعليم لا تُفرح)؛ فتلك بداية سديدة لأن معالجة المرض تبدأ بالاعتراف به، ثم العمل على تشخيصه، ومن ثم تفعيل الأدوات والأدوية المناسبة، أما ما ذكره سموّه – مازحاً - من أنه نسي صفراً في تلك المهلة لتكون ألف يوم بدلاً من مائة يوم، فنحن لا نتفق معه لسبب بسيط وهو أن عملية التشخيص ذاتها تحتاج إلى تفاعل بين مختلف الشرائح داخل وخارج الوزارة، وبالتالي فإن القول يدعم الفعل، وهو جزء لا يتجزأ من (العمل المتكامل) لمجابهة التحديات المتنامية.لقد تطرّقتُ في مقالتَي الأسبوعين الماضيين إلى بعض أوجه (التعليم العام) وهو يتأرجح بين كونه (مظلوما)ً في سياقات متعدّدة، وبين حاله (ظالماً) في أطر متنوّعة، وخلاصة القول إن المطلوب هو (معايير موضوعية) نحتكم إليها ونحن نتولّى عملية التقويم والمحاسبة والمتابعة والتطوير، فلا تتأثّر (المسيرة التعليمية) بتلك الهواجس التي يسعى البعض إلى إثارتها دون ضابط سوى إثارة غبار يُعيق الرؤية، ومحاولة كسب شهرة خادعة.إن غياب ذلك (السياج المعياري)، وانعدام تلك الموازين العلمية، سمح بتدافع الكثير في اجتهادات فردية لا يُعوّل عليها، ولعل أطرف تلك الهواجس وأحدثها ما كتبه أحدهم في إحدى صحفنا عن ما وصفه بمحنته مع الشمس، ومعاناته في طفولته بسبب دراسته لعلامات الساعة، وقلقه اليومي من طلوع الشمس من مغربها؛ فهو يستيقظ فزعاً كل صباح حتى يتأكّد من بزوغ الشمس من المشرق، ومثل هذا الحال لا علاقة له بمناهج التعليم، فكلنا درسنا و درس أسلافنا - على مدى قرون - علامات الساعة، ولكن لم يُصبنا ذلك (الهلع المَرَضي)، وموجز القول إن مثل هذه الحالة، وغيرها من هواجس فردية، لا يتمّ إحالتها إلى المناهج التعليمية وسياسة التعليم، ولكن الأجدى بها الإحالة إلى (طبيب نفسي) يُعالج صاحبها مما ألمّ به من عارض!.أما الحاجة إلى (معايير موضوعية) فإنها تقتضي (استراتيجية تعليمية) واضحة المعالم، ومن المهم أثناء صياغة (رؤية استراتيجية) لتعليم معاصر يستوعب حقائق ديننا، وضرورات عقيدتنا، وقيم مجتمعنا، ومتطلبات تنميتنا، أن ننأى عن مثل تلك الهواجس وهي كثيرة تنوّعت في السنوات الأخيرة وانتشرت كالوباء بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتعكس توجّهات ذاتية مختلفة، وتجارب فردية متنوّعة، لا تمتلك مقوّمات الدراسة الحصيفة، أو البحث الدقيق.لقد قلتُ في مقال سابق إن التعليم وقضايا كثيرة مطروحة في صحافتنا تبدو وكأنها تخرج من (صندوق ألغاز)؛ وذلك بسبب وجود (ثقافة) تنفر من الدراسات العلمية، والبحوث الميدانية، والمثابرة الاستقصائية، وتطرب للألفاظ والجدل والمماحكة والإنشائيات الفضفاضة، ولكن (التعليم) بما يمثّله من ريادة وقيادة في حاجة إلى أن يكون أوّل من يخرج من (صندوق الألغاز) ليقدّم الحلول، ولا يكون جزءاً من المشكلة.إذا أفلحنا، عبر اعتماد (معايير موضوعية)، في الابتعاد عن الهواجس الضبابية والإنشائيات الجدلية، وإذا استطعنا الاقتراب من الحقائق كما تُمليها طبيعة التحدي وروح العصر، فإننا سنكتشف أنه لا توجد لدينا مشكلة مع (المناهج الدينية)، كما أنه ليست هناك قضية ذات إشكال مؤرّق في مقررات (العلوم الإنسانية)؛ فالتطوير لكل تلك الأمور واجب ومقبول لدى (أهل الاختصاص) ليتلاءم مع عدة عناصر منها المرحلة العُمْرية للطلاب، وأهمية القضية المطروحة بالنسبة للعبادات أو التعاملات أو استيعاب مشكلات حياتية تُمليها ظروف العصر؛ وهذه كلها قابلةٌ للتشكّل والتطوّر عندما تخضع لمراجعات (أهل الاختصاص) في ضوء (أهداف الاستراتيجية) الغائبة عن واقعنا التعليمي حتى تاريخه.أما التحدي الأكبر فهو ينبثق عن روح العصر، وهو (التحدي العلمي - التقني)؛ فالعلوم والتقنية، بطبيعة تركيبتها المختلفة، وتسارعها المذهل، غريبةٌ على (الإطار التعليمي) الذي يتعامل معها وكأنه يتعامل مع دراسات أدبية أو موضوعات تاريخية، مهملاً الخصائص المميّزة لهذه المنظومة؛ ولذا لا بدّ من وقفات جادّة أمام العراقيل الحقيقية لمشكلة تعليم (الفيزياء والرياضيات) لتشخيص طبيعتها سواءً على الصعيد المهني أو التجهيزي أو الإداري، ولا بدّ من جعلها الأولوية الحاسمة في (العملية التعليمية)، ووضع الحلول السويّة وتفعيلها.من أبرز هذه العراقيل غياب التقنيات والمختبرات المحفّزة على تفاعل الطالب مع (التجربة العلمية) عبر الممارسة والخطأ والتكرار والتعلّم الذاتي؛ ومنها غياب (المعلّم المهني) المتدرّب والمطوّر باستمرار لخبراته التجريبية والنظرية لينقلها إلى طلابه متجدّدةً وحيويّةً ومتفاعلةً؛ ومنها غياب (الثقافة العلمية) وعدم تغلغلها بين الطلاب والمعلمين والإداريين والبيئة المدرسية؛ فمن الضروري أن نجعل من (العلوم والرياضيات والتقنية) فكراً وحياةً وكياناً ملموساً في البيئة المدرسية، لنُغذّي الحماس للفكر العلمي، ولنزرع الاهتمام بروح التنمية ومتطلباتها الحقيقية بعيداً عن الهواجس والأوهام، ولتدفع بالعقول الغضّة إلى عوالم الإنجاز وربط العلوم بالتفاعلات اليومية؛ فلا يكون تعليم (العلوم والرياضيات) ضرباً من الشكليات والألغاز فاقداً لروحه ودوافعه وحوافزه ومنطلقاته؛ فـ(الثقافة العلمية)، كجزء أصيل من (العملية التعليمية)، ينبغي أن تكون على رأس الأولويات في التفاعلات المختلفة في المختبر والمكتبة والفصل والأنشطة اللاصفية؛ ولذا فإنها تحتاج إلى أكثر من وقفة إحداها في الأسبوع المقبل بإذن الله.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الملف الصحفي للتربية السبت 20/6 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 28 06-13-2009 01:25 PM
الملف الصحفي للتربية 5/5 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 25 04-30-2009 01:34 PM
الملف الصحفي للتربية 4/5 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 18 04-29-2009 01:58 PM
الملف الصحفي للتربية 3/5 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 38 04-28-2009 02:00 PM
الملف الصحفي للتربية السبت 1/4 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 31 03-28-2009 02:51 PM


الساعة الآن 06:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by