الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأدب والشعر > الديوان الأدبي

 
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2008   رقم المشاركة : ( 11 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : النقد الادبي اصوله ومناهجه

فى إحدى اللقاءات التى جمعت الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بتلميذه الروائي الشهير يوسف القعيد .. كان الحديث بينهما ذو شجون وتناولا بالحوار عصر السادات وجماعته التى شبهها يوسف القعيد برجال المظلات الذين يهبطون فجأة دون مقدمات على رأس الأمة
فأعجب هيكل بالتعبير والتشبيه للغاية ..
وفى اليوم التالي فوجئ يوسف القعيد بالأستاذ هيكل عميد الصحافة العربية يتصل به هاتفيا ويستأذنه فى استخدام تشبيهه الذى قاله أمس فى حديث عارض ليورده هيكل فى إحدى كتاباته !!
فاستغرب القعيد وأكبر هذا التصرف الراقي من هيكل وتحسر على السرقات الفكرية التى تتطاول حتى مؤلفات وأعمال كاملة تنسب لغير أصحابها ..

لكن يظل الحق حق .. والأصول أصول بغض النظر عن متاهات الادعاء والسلبية .. تلك الأصول التى جهلها البعض وتجاهلها البعض الآخر وهم ينقلون عن غيرهم نتاج أفكارهم لتلقي المدح أو الربح بغض النظر عن كل قيمة أدبية أو قامة فكرية

ولم يعرف المجتمع الثقافي داء مستعصيا قدر هذا الداء .. بل لم يتوقف عاجزا أمام شيئ قدر ما توقف أمامها وعانى منها
ولكن ما هى السرقات الفكرية وما هو مفهومها الذى يمكننا تعريفها به وما هى الفوارق بينها وبين النقل أو الاقتباس أو ما شابه ذلك من أساليب مشروعة ..
تلك الأسئلة وحول هذه القضية نحاول الوصول إلى إجابات وحلول قدر المستطاع


أولا .. تعريف السرقات الفكرية وأنواعها

تعرف السرقات الفكرية بأنها اغتصاب النتاج العقلي أيا كان نوعه " أدبيا ـ علميا ـ عاما " ونشره دون الإشارة للمصدر الأصلي
وتتعدد أنواعها بتعدد المجالات الإبداعية كالمجال الأدبي من شعر ونثر والمجال العلمى كالبحوث المنهجية والمجال العام وهو الكتابة فيما يخص مختلف القضايا .
كما تتفرع فى درجة خطورتها إلى أنواع ..
فهناك السرقة الفكرية التامة وهى قيام السارق بنقل الإنتاج الفكرى كاملا ونسبته لنفسه
وهناك
السرقة الجزئية وهى الاستيلاء على جزء من مؤلف ما والاستعانة به لتكملة مؤلف آخر والتغطية على صاحب النص الأصلي
وأمثلة ذلك أن يقوم السارق بنسبة بحث ما أو عمل أدبي لنفسه دون الإشارة لصاحبه سواء كانت السرقة منصبة على كامل النص أو جزء منه
كما هناك
السرقة الفكرية غير المباشرة وهى التى تعنى الاستيلاء على الفكرة دون النص أو عن النتيجة العلمية دون صلب البحث وهى لا تقل بأى حال من الأحوال عن السرقة الفكرية المباشرة أو الصريحة من حيث خطورتها على الأمانة العلمية
ومثالها سرقة نتيجة علمية وإضافتها لبحث صورى على أنها من نتاج هذا البحث وكذلك سرقة التشبيهات أو الصور البلاغية من الأعمال الأدبية الإبداعية وصياغتها فى قالب نصي مختلف

والسرقات الفكرية تختلف عن الاعتداء على حق المؤلف
وان كان كل منهما يمثل اعتداء وجرما .. فالسرقة الفكرية تأتى من نسبة النتاج الفكرى إلى شخص ما باعتباره مؤلفه .. أما الاعتداء على حق المؤلف فهو استغلال المؤلف الفكرى فى النشر أو الإنتاج التسويقي دون الحصول على إذن صاحب العمل ..
ومن هنا يتضح الفارق حيث يكون الاعتداء على حق المؤلف محافظا على نسبة العمل ذاته إلى صاحبه الأصلي بعكس السرقة الفكرية
وفى واقع الأمر أن السرقات الفكرية ليست وليدة العصر الحديث وإنما هى ضاربة فى القدم .. ولكن تأتى كارثة العصر الحالي فى معيار انتشارها وذيوعها إلى حد يهدد النماء الثقافي بالذات فى المجتمع العربي الذى أصبح موصوما بتراجع غير طبيعى فى المجال الثقافي عامة إضافة إلى ذيوع السرقات التى تضرب ما تبقي من أثر ايجابي للأمة كلها

وفور انتشار المنتديات والمجلات الاليكترونية على شبكة الانترنت استفحلت الظاهرة على نحو مدمر بحيث كادت أن تصبح هى الأصل بينما الأمانة الفكرية هى الاستثناء .. فالعشرات من رواد المنتديات ينقلون وينسبون لأنفسهم غالبية ما يجدون لأعمال تخص مبدعين معروفين أو مجهولين ويشاركون بها فى منتدياتهم طلبا للمدح والتزلف فى أغلب الأحيان

ومع تجاهل المشكلة من المجتمع الثقافي فهناك من يفعل ذلك بحسن نية لجهله بضرورة الإشارة لنقل الموضوع واسم مؤلفه وهو عيب الإدارات المختلفة التى لا تولى تلك القضية اهتمامها بالتوعية الكافية فضلا على ردود أفعالهم البسيطة تجاه تلك السرقات إضافة إلى مناصرة بعض الإدارات بالمنتديات المختلفة لأعضائها رغم إثبات قيامهم بالسرقة وكان الأمانة الفكرية تعد ظرفا طارئا وتقليدا جديدا
بالرغم من الباحث فى كتب التراث يجد أن الأمانة كانت تقضي بذكر الروايات وإسنادها فى جميع المؤلفات بلا استثناء مهما كانت بساطة المنقول


الفارق بين السرقات الفكرية والاقتباس والنقل فى البحوث العلمية


فارق ضخم بين النقل المشار إليه وبين السرقات الفكرية ..
فالنقل والاقتباس يخص
الأعمال الفكرية دون الإبداعية فلا يعقل أن يقتبس شاعر قصيدة أو أكثر لشاعر آخر وينشرها بديوان مثلا بحجة الإشارة إليه لأن الأعمال الإبداعية هى نتاج موهبة خالصة حتى ويعد النقل هنا سرقة أدبية حتى لو كان يخص فكرة أو تصوير ابداعى أو تشبيه بليغ .
فالنقل والاقتباس يخص هنا الدراسات الفكرية بأنواعها ويستلزم الإشارة إلى المصدر ومؤلفه ..
كما لو أن دارسا أنشأ بحثا أو دراسة نقدية لعمل ابداعى هنا لا يعد ذكر الدارس للعمل الابداعى وتناوله سرقة .. طالما أنه أشار إلى صاحب العمل وكان العمل الابداعى خاضعا لبحث نقدى
وكذلك فى البحوث العلمية فيكون مسموحا بالطبع الاستعانة ببحوث علمية أخرى وبنتائجها فى محاولة الباحث الوصول لنتيجة أعلى وفتح المجال لنظرية جديدة تمثل تطويرا وإضافة إلى ما سبق اكتشافه
كذلك فى البحوث التاريخية والقانونية والاجتماعية .. لا تثريب هنا على الباحث عندما يلجأ لعشرات ومئات المصادر فى محاولة إنشاء دراسة تخص ظرفا تاريخيا معينا فيقوم باللجوء إلى شتى المصادر التى من الممكن أن تفيده فى بحثه فيأخذ منها المعلومات المطلوبة لصياغة دراسته والوصول لهدفه وهو بالطبع لابد أن يكون هدفا علميا غرضه الوصول إلى جديد لم يتم تناوله قبلا ..
هذا بالطبع مع ضرورة ملاحظة أن الباحث أو الدارس غير مسموح له أن يكون مجرد آلة تجميع للمعلومات ينقلها ويرصها إلى بعضها البعض دون تدخل .. بل تكون القاعدة هنا هى أن المعلومة من المصدر وصياغتها وتوظيفها من الباحث
وطرق الإشارة إلى المصادر المنقول منها متعددة .. فهناك من يورد مصادره مجمعه فى نهاية دراسته وبحثه وهناك من يشير بانتظام إلى الفقرات المنقولة ومصادرها بهوامش تنتشر فى أسفل الصفحات ... وهناك من يشير إلى المصادر فى صلب دراسته ذاتها


طرق العلاج


من الغريب والعجيب أن وجود مثل هذا الداء فى المجتمع الثقافي دون أن يحمل هم علاجه أهل الثقافة والفكر هو كارثة أخرى تضاف إلى الكوارث مع السلبية القاتلة تجاه هذه القضية
فبغض النظر عن المعالجة القانونية للسرقات الفكرية والتى تعد قاصرة طالما كانت منفردة فى الردع .. لا يوجد للمثقفين والكتاب موقف عام جامع لمحاولة الإقلال منها ..
لا سيما إذا وضعنا فى أذهاننا أن المعالجة القانونية لتلك الجريمة لا تمثل ردعا كافيا فضلا على أنها وسيلة عاجزة فى أغلب الأحيان .. لأن إثباتها بدليل قطعى يرضي ضمائر القضاة هو أمر بالغ الصعوبة إذا لم يتوافر الإنتاج المسروق فى وعاء مطبوع بتاريخ سابق على وقوع السرقة أو أن يكون العمل الفكرى مسجلا رسميا بالشهر العقاري مثلا أو بالهيئات العلمية المختصة
وبهذا الشكل إذا نجح شخص ما فى الوصول إلى نتاج فكرى لمفكر لم يقم بنشره وقام هذا الشخص باستغلال ذلك وسارع إلى طبعه ونشره فمن المستحيل قانونا إثبات حق المؤلف هنا وهو ما يعد قصورا فى المجال التشريعى
وعلى الرغم من صعوبة إيجاد صيغة قانونية مقبولة تكفل إثبات الحق .. إلا أنه من الممكن معالجة هذا القصور القضائي بتوسيع نطاق التحقيق عن طريق اللجوء إلى خبراء فى المجال الفكرى الذى يعالجه المؤلف المسروق
واللجوء للخبراء ليس ابتداعا فى المجال القضائي فالقضاء العالمى والمصري أيضا يحيل القضية المتخصصة فى أى مجال يستعصي إدراكه على غير أهله إلى إحدى لجان الخبراء المختصين بوزارة العدل فيقوم الخبير بالتحكيم بين الطرفين ويرفع تقريرا بنتيجة التحقيق إلى القاضي ليحكم بناء عليه كما يحدث فى المجال التجارى والهندسي والزراعى وهى المجالات التى لها خبراء تابعون بوزارة العدل لمعاونة القضاه
فما المانع من الاستعانة بالخبراء فى المجالات الفكرية بأنواعها سواء عن طريق إنشاء إدارات للخبراء تابعة للوزارة أو عن طريق اللجوء إلى الخبراء من خارج القضاء ممن ترتضي المحكمة شهادتهم
فإذا ما حدث اختلاف بين طرفين على مؤلف فكرى بغض النظر عن تسجيله يقوم الخبراء بمناقشة الطرفين فى إنتاجه ومن الطبيعى أن يكون صاحب الحق هنا هو الأقدر على معرفة مؤلفه وتقديمه خاصة فى التفاصيل الدقيقة
مثال ذلك لو تنازع شاعران قصيدة ما وقام أحد النقاد بمناقشتهما ومقارنة القصيدة سابق أعمال كل منهما فمن السهل الوصول إلى نتيجة حتمية إلى أى الطرفين تنتمى تلك القصيدة
كما يتحتم من الناحية القانونية زيادة وتشديد العقوبة فيما يخص السرقات الفكرية بجميع أنواعها بلا استثناء لا سيما وأن السرقات فى معظم الأحيان يكون الجزاء فيها إداريا إذا لم يتعلق الأمر بتسجيل مزور للعمل الفكرى

ناهيك عما يحدث بالجامعات من مهازل تجاه السرقات العلمية والتى وصلت السلبية فى تجاهلها إلى عدم الاعتداد بالسرقة الفكرية مانعا مؤكدا لتولى السارق موقع التدريس للطلاب
ومن أوجه الغرابة الشديدة أن القانون يعاقب مشددا ويحكم بتعويضات كبيرة فى شأن الاعتداء على حقوق المؤلف حال إثباتها بينما لا يتجه إلى نفس الطريق فيما يخص سرقة المؤلف كله !!

مع أن الاعتداء على حقوق المؤلف فى الطباعة والعائد الاقتصادي لا تمثل درجة الخطورة التى يمثلها سرقة المؤلف فكريا
فعلى الأقل إن من يستغل إنتاج المؤلف أو المفكر فى التوزيع والنشاط الاقتصادي لا ينكر اسم المبدع على العمل ذاته

وبالنسبة للسرقات عل شبكة الانترنت
فالحل يكمن فى بساطة عن طريق تكوين وتشكيل لجنة بحث متخصصة لتقييم الأعمال " وقد سبق لي القيام بتكوين تلك اللجنة فى احد المنتديات وأثبتت نجاحا ملحوظا "
ويكون عمل اللجنة على مرحلتين وهما
الأولى
دراسة الشكاوى التى ترد من الأعضاء ويكون فيها اتهام بالسرقة الفكرية المتعمدة أو غير المتعمدة وعلاج ذلك بحذف الموضوع المسروق أو كتابة اسم صاحبه بصفة صريحة والتعامل بحزم مع العضو المختلس وإيقافه فى حالة تكراره لتلك التصرفات
الثانية
وهى تحرك اللجنة ذاتها دون انتظار بلاغات لفحص الأعمال التى ينتاب اللجنة بها شك .. فمن المعروف أن الكتاب وأعضاء المنتديات يتضح أسلوبهم ودرجة تفوقهم من خلال أعمالهم ويمكن فى هذه الحالة تحديد قياس معين لمستوى العضو الكاتب
وعليه حال ظهور موضوع متميز بدرجة تثير الشكوك لعضو لا ينبئ مستواه السابق عن تلك الإجادة تكون مهمة اللجنة السعى خلف الموضوع فى محركات البحث المختلفة والوقوف على حسم الشك إن كان منقولا أم لا مع ضرورة ملاحظة أن يتم البحث بمحركات بحث مختلفة وبعدة خيارات وليس عن طريق العنوان وحده .. فيوضع تارة عنوان الموضوع المشكوك بأمره وان لم يسفر عن نتيجة توضع العبارات والعناوين الجانبية البارزة فى الموضوع
وهاتين الطريقتين ستؤديان إلى نتيجة مذهلة وسيتم اكتشاف العشرات والمئات من السرقات الأدبية وستكون سببا فى تحقيق عاملين نحن فى أشد الحاجة إلى توافرهما فى المجتمع الثقافي لا سيما فى المواهب التى تزخر بها الشبكة وهذين العاملين هما

أولا ..
ستحقق تلك الطريقة إلى خلق شعور عام مطلوب بعدم مشروعية تلك الأفعال خاصة بعد ذيوع الاعتراف بها والتسليم بها كفعل عادى من بعض المنتديات وروادها تحت تأثير انتشارها بصورة خرافية
ثانيا ..
لئن كانت تلك الأساليب المقاومة للسرقات الفكرية لن تؤدى إلى إنهائها تماما لكنها ستكون مع انتشار تطبيقها والحرص على كشف المعتدين سببا فى تحجيمها إلى حدها الأدنى
فالمنتديات الثقافية والتى تمارس عملها فى خدمة عشرات الآلاف من المواهب التى لا تجد طريقا للظهور فى المجتمع الثقافي التقليدى لن تؤدى تلك المنتديات رسالتها وتكون فاعلة إلا إذا خلقت جوا صحيا تنمو فيه تلك المواهب فتخرج بأخلاقيات العلم والأدب
وكل أملى ألا يكون مصير هذا النداء كسابقيه من الإشادة أولا ثم التجاهل فيما بعد ..
لا سيما وأنى من خلال عدة تجارب فوجئت بردود أفعال فى منتهى الغرابة من بعض إدارات المنتديات التى احتوت على سرقات أدبية مخجلة ..
فتارة يتذرعون بأن النقل صار عرفا فى شبكة الانترنت دون الإشارة إلى صاحب الحق والفكر وتارة يقولون أنه من المستحيل إثبات نسبة الأعمال لصاحبها ..
وهذا مردود عليه بأن التسليم بشيوع الخطأ ليس مبررا لتقنينه والاستسلام له .. ومسألة استحالة نسبة العمل لصاحبه لو كانت واقعة بالفعل فمعنى هذا أن كل صاحب موهبة وكل صاحب قلم سيعتزل المنتديات على الشبكة نهائيا تاركا الساحة لمحبي المظاهر من أصحاب الادعاء لتنهار بذلك واحدة من أقوى النوافذ الفكرية أمام شباب المواهب

وكل تلك المبررات الغريبة تعد من نواقض الأمانة الواجبة فيمن يتصدى لعمل ثقافي المفروض أنه لا يبتغى منه إلا الأجر والمساعدة فى رفع المستوى الثقافي ببلاده عبر مشروع جاد ..
ولأن الجدية والنية هى بيت القصيد فندائي هنا سيتركز إلى أصحاب الرسالة فى إنشاء المنتديات لا الباحثين خلف أغراض أخرى
انها قضية يجدر بنا الاهتمام بها بالقدر الكافي لنثبت للأمم أن لنا عهدا وباعا فى مجال احترام النفس على الأقل فى شبكة الانترنت الوسيلة الوحيدة التى خرجت عن السيطرة التقليدية للحكومات وتحكم أصحاب رؤوس الأموال فى أعمال الطباعة والنشر
فليكن لنا هدف أسمى نسعى إليه بإنشاء جيل مثقف واع ومدرك لمتطلبات أمته لا سيما وأن الشبكة يزداد تأثيرها وأثرها يوما بعد يوم
ولن يكون لهذا النداء الخاص بتفعيل لجان رقابة على أعمال الأعضاء بالمنتديات أى فائدة ما لم يكن هناك تنسيق ووعى كاف لدى شتى إدارات المنتديات الثقافية لتمد يد العون لبعضها البعض سعيا وراء أداء رسالة لا تضييع وقت
فان كانا كعرب فشلنا ولا زلنا نفشل فى الاتحاد بأى شكل وفى أى مجال ونلقي بعبء وذنب هذا الفشل على عاتق الحكومات فكيف بنا ونحن أمام لجان ورجال من أبناء الأمة العربية التقت رؤاهم عبر المنتديات المختلفة بعد طول غياب .. كيف بنا لا نستغل هذا فى محاولة مد جسور وحد ثقافية بناءة ومتعاونة لا متنافسة ومتضاربة
أفهل كتب على عرب هذه الأيام التنافر والتفرق حتى فى المجالات الثقافية التى نتفق فيها على أرضية واحدة وتاريخ واحد وعقيدة واحدة ؟

ليت الإدارات الثقافية تعى أن الحق أحق أن يتبع وما كان اعترافهم بتقصير أو خطأ أحد أعضائهم سرق عملا لغيره يعد تقصيرا أو سبة فى المنتدى ذاته .. بل إن السبة الحقيقية فى طمس الحقائق وإهدار حق صاحب الحق لمجرد أنه من خارج المنتدى فى تعصب أعمى

وهنا أرفع يدى بتحية واجبة لعدد وفير من المنتديات الثقافية وجدتهم واعين ومدركين تماما لمدى خطورة وأثر السرقات الفكرة ووجدت منهم تنبيهات وإعلانات متكررة بضرورة الإشارة إلى الموضوع المنقول باسم صاحبه الأصلي
ومنها منتدى قام بتصميم هذا الإعلان الذى ينبه مشددا بضرورة التزام الأمانة عند النقل بحيث يظهر فى مقدمة كل موضوع يتم نشره ليكون أمام كل عضو حال ممارسته لنشاطه
أدعو الله أن يجد هذا النداء أثره المطلوب .. هو نعم المولى ونعم النصير
__________________
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-12-2008   رقم المشاركة : ( 12 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : النقد الادبي اصوله ومناهجه

الناقد والأديب ..


النقد هو الجناح الثانى من أجنحة الإبداع دونما أى شك فى هذا ..
وبغير النقد لا يوجد إبداع ..
والعكس صحيح تماما ..
فكما يقول أستاذنا الكبير الدكتور البدراوى زهران ...
إن الناقد محتاج للمبدع .. بقدر ما يحتاج المبدع إلى الناقد ..
والأديب أى أديب يبدأ موهوبا ..
ولكى تمضي الموهبة فى طريقها المرسوم لابد لها من شيئين متكاملين كالماء والهواء لأى كائن حى
هذا الشيئان هما ..
النقد .. والذى ينبه الأديب لنقاط القوة فى عمله فيحرص عليها
ونقاط الضعف فيعمل على تلافيها ..
ثم القراءة والاطلاع لصقل اللغة والتعبير ..
فبغير النقد .. وإذا شبهنا المبدع بصاعد السلم سيظل فى مكانه ومع كل عمل يطرحه بدون نقد سيكون كمن يرفع قدمه وينزل بها إلى مكانها دون أى صعود ثم يبدأ الهبوط التلقائي بعد ذلك

أما عن قضية النقد الهدام .. والنقد الهادف ..
فهناك إيضاح هام ..
أولا .. لا يوجد تعبير ولا معنى لمفهوم النقد الهدام ..
لأن النقد ليست له إلا صورة واحدة فقط وهى إبراز حيادى للايجابيات والسلبيات فى العمل الأدبي وما عدا ذلك من تعمد إحباط المواهب أو القدح لإظهار الخبرة ليس بنقد ولا يمكن إطلاق وصف النقد عليه بل هو حقد كامن وتعقيدات نفسية

وكما يعانى عصرنا من قلة المواهب وندرتها فى الإبداع ..
يعانى أيضا من غياب موهبة الناقد .. وبشكل أكثر تكثيفا

ونعانى أكثر من تضارب المفاهيم ..
ولكى أوضح أكثر ..
ليس السبب فى أزمة النقد .. هم دعاة النقد بذواتهم . بل العيب الأساسي فى المبدعين لا سيما المواهب الشابة منهم ..
فمن المفترض لى وأن شاب يمتلك الموهبة ألا أندفع إلى أى شخص يبدو بمظهره أمامى بصورة الناقد ..
على اختيار الشخص المناسب من البداية وهذا أمر سهل وميسور فالنقاد معروفون حتى غير المعروف منهم ممن نتوسم فيهم الخير يفصح عنه أسلوبه عند الحديث حتما .. لأن المرء مخبوء تحت لسانه إذا تحدث ظهر ..
أما أن أقوم بعرض انتاجى الحقيقي ..الأدبي بمكان ما .. فيتصدى للنقد كل من وجد فأسمى من أسمع ولو كان مدحا بمسمى النقد فهذا هو الفشل
وما يزيد الأمر سوء أن الكثير من المواهب لا تعرف الفارق بين إبداء الرأى وبين النقد ..
فالرأى مكفول للجميع بالتعبير ولا يتطلب موهبة معينه بل يتطلب التذوق فقط
أما النقد .. فلازم له اشتراطات يجب أن تتوافر مجتمعه ولو تم تطبيقها بحذافيرها لأجلسنا معظم من يدعون لأنفسهم قدرة على النقد فى بيوتهم حتما

وأول هذه الاشتراطات ..

الإلمام الكامل بالمحتوى الفكرى للفرع المتصدى له نقدا ولست أعنى بالإلمام أن يكون الناقد حافظا للشعر كله مثلا .. بل الإلمام هو معرفة الاتجاهات الشعرية المختلفة وقواعدها ونقد العمل الأدبي بناء على تلك القواعد مع استثناء الرأى الشخصي من الأمر كله إعمالا للحيادية المطلوبة فى الناقد
أى وببساطة ضرورة توافر العلم فيمن يتصدى للنقد لأنه ببساطة يملك منح المبدع شهادة الإبداع فكيف يمكن تصور شخص يتقدم لنيل درجة الدكتوراه .. يتقدم لمناقشته من لم يحصل عليها من الأساس
فهى هنا منح لمن لا يستحق .. ممن لا يملك

وثانى هذه الاشتراطات ..

تقسيم العمل الأدبي قدحا ومدحا ..
وأعنى به الأسلوب .. لأن نقد الموهبة البادئة يختلف جذريا عن نقد المحترف
فالموهبة لا يمكن إخضاعها دفعة واحدة لجميع الشروط الواجب توافرها فى العمل الأدبي المتكامل فهذا كفيل باحباط الموهوب ولو كان له موهبة شوقي بالشعر
بل يجب أن يكون هناك قياس مختلف للإجادة بين المبدع المحترف والموهبة البازغة
أما المحترف فهو من يوضع عمله تحت منظار دقيق لتوافر الشروط الواجبة لكمال العمل الابداعى

وثالث الاشتراطات ..
البدء بإفراد المميزات تشجيعا لصاحب العمل ويأتى دور السلبيات بعد ذلك بأسلوب لا يخرج عن العمل نفسه إلى شخصية الكاتب نفسه

رابع الاشتراطات ..

وهو شرط مهجور للأسف إلا من قليل بالرغم من كونه أهم الشروط بعد توافر العلم للناقد ..
وهو متعلق بالشرط السابق ..
فالنقد للعمل الابداعى لا يجوز أن يشتط إلى موضوع العمل ذاته فهذا ليس من حق الناقد .. وهناك كما سبق القول فارق ضخم بين النقد وإبداء الرأى
فالنقد للقواعد .. والرأى للموضوع
وكمثال للتوضيح ..
لا يجوز للناقد التعرض لموضوع قصة أو رواية أو قصيدة مثلا فيقول أن الكاتب يدعو لهجر القيم أو كذا وكذا ..
بل يصب نقده فى محراب توافر العوامل الإبداعية من وزن وقافية ـ إن وجدت ـ وصور بلاغية وخلافه ..
أما إذا أراد التعرض للموضوع فليخلع ثوب النقد ويرتدى ثوب المحلل
وفى النقد لا يجوز التعرض لشخصية الكاتب ..
بينما الرأى يجوز فيه التعرض لشخصية الكاتب ..
لأننا فى الحالة الأولى وهى النقد .. نعالج إبداعا
بينما فى الحالة الثانية .. نعالج رسالة
وكمثال أيضا ..
إذا تقدم واحد من شعراء الحداثة يعرض قصيدة له ـ بالرغم من اعتراضي الشخصي على مفهوم القصيدة النثرية ـ فلا يجوز لمن ينقده وهو ناقد بالأساس أن يحاسبه بناء على رأيه الشخصي فى تلك المدرسة الشعرية .. بل يحاكم قصيدته وفقا لقواعد ذلك الاتجاه الشعري .. هذا إن كانت له قواعد
أما إذا تم عرض قصيدة حداثة فى محفل أدبي .. وقمت أنا مثلا للتعليق فطبيعة الحال وأنا لست ممتلكا لقواعد النقد .. مسموح لى مناقشة الشاعر عن اتجاهه الشعري أخذا وردا

وخامس الاشتراطات ..

وأه منه ..
هو أيضا متعلق بالخلط القائم بين الرأى والنقد ..
فليس للناقد أن يزيد ويشتط فى نقد الأديب سواء بالمدح أو النقد ..
فيجب أن يكون نقده وأسلوبه متوازنا حفاظا على الأديب نفسه من هوة الغرور وعبادة الذات إذا زيد فى مدحه .. ومن هوة الإحباط إذا زيد فى قدحه
أما القارئ وصاحب الرأى فله ما شاء من حرية التعبير
له أن يقول فى المبدع غزلا إن شاء ..
وله أن يخلع عليه ما شاء من صفات قدحا ومدحا ـ بعيدا بطبيعة الحال عن إساءة الأدب ..
فالنقد التزام وهيبة ..
والناقد قاض .. وهيبة القاضي من هيبة الرسالة التى يؤديها

هذا هو رأيي وفق ما استطعت أن أبسطه من خلال ما عندى من قراءات وما تعلمته على يد أساتذتى
وككلمة ختامية بهذا الأمر ..
إن المعاناة الحقيقية ليست فى الشطط ..
بل معاناتنا الحقيقية ـ ليس فقط فى المجال الأدبي ـ بل فى جميع المجالات ـ هو ذوبان الحدود الفاصلة بين المفاهيم

__________________
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-12-2008   رقم المشاركة : ( 13 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : النقد الادبي اصوله ومناهجه

الهم الأنثوي في الأدب الرجالي الحداثي
٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨ ، بقلم الدكتورة صالحة رحوتي


يكاد الناظر إلى مضامين الأدب الرجالي الحداثي، والمتمعن في ثنايا أنساقه وأجناسه أن يجزم أن المحور الأساس للإبداعات في إطاره هوالحديث عن المرأة…

ويكاد يجزم أيضا ـ لولا تلك المعرفة سابقة له بالواقع العربي ـ أن الأديب الحداثي هوذاك الرجل الاستثناء المُمتِّع بامتياز للمرأة بحقوقها، والذاد عنها ضد عوادي التقاليد المجحفة وتداعياتها المركسة لها في وهدة التشييء، وكذا تلك المختزلة لها في الجسد يُسوَّق ويُنادى عليه في أروقة نخاسة الواقع المعاصر.

فباستقراء بسيط للأبعاد وللخصائص المضامينية لجل ما ينتج في إطار هذا الصنف من الأدب من إبداعات رجالية سيُتأكد من هذا المنحى، وتُبرز الأدلة، وتُحَصَّل البراهين.

فما جل ذلك الأدب الرجالي الحداثي إلا يدور في دائرة ضيقة لا تتعدى محاورها:
1 ـ التصوير لحالات إغراق في حب وغرام… وما يصاحبها تلك الحالات من سهاد وتحرق أكباد من جراء الجفاء والصد والهجران!!!!! إذ هوالأديب في بعض الأحيان الشيخ واصطبغ الرأس منه ببياض ولا زال المفرد للحب لا يكتب إلا عنه وله…ومراهقة مستدامة تبدوالناتئة من نتاجاته تلك المتضوعة بآهات العشق وبأحاديث الهيام…

2 ـ التعبير عن المشاعر العاطفية الحالمة المُعلية من قدر المرأة المحبوبة حد العبادة والتقديس وحتى حد الهلوسة والهذيان…مع الإغراق في النهل من معجم مترع بالوثني وبالأساطيري وحتى بالعجائبي حد النخاع…دخان وأبخرة وتعاويذ وأصنام وآلهة وأبطال ميثولوجيا وحكايات خرافية ومعابد وأصنام…

3 ـ الكتابة عن الحبيبة أوالخليلة وإفرادهما ـ تقريبا ـ بالتطرق للوشائج الرابطة معهما، وكذا إقصاء باقي العلاقات الأخرى مع كل الموجودين في المجتمع، وحتى مع النساء الأخريات، أولائك اللواتي لا يمكن تجاهل كونهن من أساسيات النسيج الاجتماعي المؤثر في الواقع المحيط.

4 ـ الحديث عن وحول حب جسدي، ويمتزج فيه الوصف لتضاريس الجسد المعشوق مع أحاسيس ومشاعر اللذة الحسية، وترتفع تلك الجرعة من الجنس الرخيص حتى تصل إلى ما يسمى ب"الأدب الإيروتيكي " وذلك حسب "جرعة الحداثة " الكامنة في فكر الأديب.

5 ـ الرصد لحالات تهتك وفساد أخلاقيات من نساء ما، وإسقاط صفة البراءة على تصرفاتهن الماجنة، وكذا إلباسهن لبوس الضحايا المتعرضات لقهر المجتمع والعمل على تبرير سلوكياتهن، ثم والقول بتأديتهن وهن المحترفات أوالهاويات للعهر ل"خدمات اجتماعية" لا استغناء للمجتمعات "الحداثية" المعاصرة عنها.

6 ـ الانتقاص من قدر العلاقات الزوجية والاستخفاف بها، ورسمها على أنها السلاسل والأغلال المقيدة إلى شخص الزوجة تلك المتشنجة البشعة البدينة المثيرة للمشاكل والمفتعلة للأزمات…و.. و.. و… وكل النعوت الواسمة لها بما يُنفر منها ويدفع إلى ازدراءها…ثم وهي بالخصوص تلك المانعة من التحليق في سماء الهوى… والمُركسة في وهدة الواقع، وأيضا تلك الصادة عن الانطلاق من عقال المسؤوليات الأسرية الممجوجة الكريهة إلى النفس و"المُقزِّمة" للقدرات على الإبداع…

وهكذا فإن موضوع العلاقات العاطفية والجسدية مع المرأة لا يكاد يُتجاوز إلا بقدر يسير فيما ينتجه أولائك الأدباء، وذلك بالرغم من أنهم لا يقومون في الأغلب الساحق بأي مجهود من أجل تحسين فعلي حقيقي على أرض الواقع للعلاقات مع ذلك المخلوق الذي ما يفتأون يندلقون على أعتابه، وكذا يتهافتون على تقديسه، ويتنافسون من أجل إتقان التغني بجماله وتمني القرب منه ووصاله…

فهم من أكثر الممارسين للعلاقات المفتوحة هم الأدباء الحداثيون لخلفية إيديولوجية معينة تحكمهم!!! مع ما تحمله من ظلم للنساء تلك العلاقات، سواء المعبوث بهن كخليلات، أوالمُستَهتر والمُستَخَف بهن كزوجات مخدوعات…

فبالتغلغل ـ من أجل مزيد إطلاع ـ في الواقع المحيط بهم نراهم لا يُنيلون حتى تلكم الخليلات أوالحبيبات ما يخاطبونهن بها في إبداعاتهم من رفع قيمة ومن لطف ومن تكريم ومن تبجيل وحتى تقديس…

إذ وهم المنشدون والمجعجعون حول ذلك الحب العذري ـ الفاتك بالقلب والمشظي لأعماق الذات ـ لا يؤمنون بوجوده في الواقع أصلا، وذلك للمعرفة لهم عميقة بالفضاءات التي ينتشي فيها التواجد المختلط للنساء بالرجال، وللإدارك لهم واسع بالتغيرات طالت المجتمع بسبب طغيان المادة وانحسار القيم الروحية المؤثرة في مسار العلاقات بين الناس…

فهم الواقعيون في علاقاتهم معهن، ويعاملونهن بما يليق بهن كرقيق داعرات يقبلن العلاقات المفتوحة تلك المشينة والمُذلة للمرأة، إذ هذا ما هوكامن في حنايا عقولهم، وراسخ في أغوار أذهانهم، إذ يبقون السابحون في لجة التقاليد التي تجعل منهم المؤمنين بأن لهم الحق كرجال أن يمارسوا ما يريدون من انفلاتات، وأن يرتكبوا ما يرضونه من انحرافات، ثم ويكونوا هم الموفوري الكرامة، والمرفوعي الرؤوس…وحتى حراس عفة نساء حريمهم، اللواتي لا يمكن أبدا أن يبقين الكريمات ـ حسب اعتقادهم الراسخ ـ وهن المنحرفات أخلاقيا.

ثم وتجدهم في حياتهم الخاصة الكارهين ـ في الأغلب الساحق ـ للقيام بتلك الواجبات الأسرية المترتبة حين "تورطهم" في تكوين أسر، يعتبرونها الرماد كريه يهاجم جذوة الإبداع فتخبو، وتبعا لذلك هم المتكالبون على كل ما يمكن أن ينسيهم الإحساس بتلك المسؤوليات من مذهبات للعقول… خمور مسكرات وحتى مخدرات… ظنا منهم أن ممارسة الغياب المقصود مدعاة إلى ازدياد وهج وألق ذلك الإبداع، وحتى مجلبة للإلهام يوحي بما يُنتج ويُصاغ في قوالب الأجناس الأدبية.

فأين هي حقوق المرأة المتغنى حولها وبها وعليها والحال هذه من جور يطالها، ومن انتقاص لإنسانيتها، ومن تهميش لكيانها ؟

أين حقوقها كزوجة لها الحق في أن تعيش مع زوج حاضر فعلا جسدا وفكرا ويتحمل معها عبء المسؤوليات المشتركة؟؟

وأين حقوقها كابنة ـ امرأة المستقبل ـ في أن تحظى بالوسط الأسري الهانئ السعيد يحتضنها وترعرع فيه؟؟؟

ثم أين مكانتها كإنسان… كامرأة يحسن التعامل معها بما يرفع من شأن وعيها وينتشلها من الرذيلة حتى إن انحشرت طواعية في أتونها لجهل معشش فيها؟؟

وأين الدور الموجه من المثقف لها وهوذاك الأديب يمجد امتهان العهر من قبلها، ويدفعها إلى مزيد متاجرة بالجسد حتى يتحصل له اليسر في اقتناص ما يشاء ويرضى من اللذة والمتعة دونما تبعات ولا حساب…

ازدواجية وتناقض مريع…وإبداعاتهم هم الحداثيون تكاد تتفجر الأنساق منها بالتصريحات مدبجة، وبالتلميحات مضمنة، دفاعا عن المرأة ضد ازدواجية الرجل العربي الظالم الغاشم، ذلك المتخلف المحكوم بالموروث الضارب في عمق التاريخ…

فوضى فكرية ترابط فيهم…ثم وهي كل الفوضى الاجتماعية تكون السائدة في الأغلب حولهم وهم غير المبالين والسائرين قدما "المبحرين" في "عوالم الإبداع"….

وهي "البوهيمية" السبب وحتى الهدف ـ كما في الغرب القبلة وكما يقولون ـ ويحاول الأديب الحداثي أن يبدوالمصطبغة بها كل أبعاد حياته، لا مبالاة وترك للحبل على الغارب…واصطناع قناع يوحي بالثقافة تجوس خلاله… ثم والمظهر الخارجي لا يسلم حتى هوفي الكثير من الأحيان من بصماته ذلك التوجه الطارئ المستورد الطارد لشذرات من الهوية لربما تبقى الصامدة المرابطة فيه…شعر منكوش…وغليون… ومظاهر كثيرة "حداثية" أخرى…

وقد يقال أن العبرة بالجوهر لا بالمظهر، وللأديب أن يختار ما يبدوبين الناس به كيفما يشاء…وهنا يلح سؤال ويطرح نفسه بالضبط حول ذاك الجوهر:

لماذا تكريس القسط الأكبر من الإبداع الأدبي الرجالي الحداثي ـ مرآة الذات وأداة الغوص في أرجاءها ـ من أجل تصوير علاقات وشخصيات وعواطف غير موجودة ولا كائنة في الواقع أوتبدوالمستحيلة الكينونة حتى؟؟؟

أهو ذلك العربي الجاهلي القابع في عمق التاريخ:
ـ التائه بين كثبان الرمل لا متناهية…

ـ الغارق في لجة السُكر متواتر…

والمنتشي بالقاني انثال من جراح من أغار عليهم بالأمس من رجالات القبائل…

ـ والمتغني بالحب عذري مستحيل…

قد انتشت منه الروح وعادت لتسكن أجساد أولائك الحداثيين من المبدعين في وقتنا المعاصر لينفث عن طريق أقلامهم ما توحي به إليه شياطين الشعر وحتى النثر؟

على فرق أنها إيحاءات تلك الشياطين قد أصابتها لوثة الحداثة من هذا الزمن! وتوحي في الأغلب بنصوص تنضح حبا حسيا لا عذريا ويغوص بين ثنيات كل تضاريس الأجساد…

أهوالمبدع العربي انتكس في غيابات الماضي السحيق يبحث عن هوية لما ينتجه، فانبرى يغوص عميقا لم يتوقف إلا في المحطة قيل له أنه كان له فيها سبق الإبداع، وكان له فيها الباع طويلا في نسج أنساق الكلمات؟؟؟

أ فعل ذلك ـ وهو"المثقف" ـ حتى دونما طرح سؤال حول حقيقة ما كان عليه العقل العربي آنذاك في ذاك الزمن بعيد؟؟؟

كان ما ينتج إلا قولا !وقد اعتمد على الغير في كل شأنه…هجاء ومديح ووصف… وبالأخص غزل…تشبيب…هيام ووله بحبيبات هن الكمال ينحت منه لهن الصور ويعبدها، ثم وهويسوم المرأة خسفا وعليها يمطر شآبيب القهر وأمطار الطغيان. تُورَّث كمتاع وتُوؤد وتباع وتشترى ويُمتهن منها الجسد بالإرغام على العهر…

كلمات كان إذا يصدح بها ويأتيه صداها من عمق الصحراء…وما تُصور إلا وهما وخيالات فلا تغني عنه شيئا، بل وتُضيعه وهوالضائع أصلا بين المفاوز لا يملك فيها حتى السير وهوالآمن المطمئن من مكامن وغدر المحتلين الأعداء…

مُترصَّد الخطوات كان من طرف روم وفرس يقضمون الأرض التي يمشي عليها… يسوسونه كانوا… ويحيطون به من كل جانب لا يعرف إلا متابعة الترحال بحثا عن كلإ لأنعامه وعن إلهام وعن بوادر شعر جديد يتخطفه ـ وهوالمستمرئ المستسلم ـ من واقعه ضيق مر ويرمي به في عالم خيال مترامي الأطراف شاسع بعيد…

وهوالحال الآن كما كان عليه آنذاك في ذاك الزمن القديم…

ـ أوطان مستباحة تسحل في ذيل القافلة…

ـ و"أدب" وََسْنان ذوهلوسة وغموض…

ـ و"إبداع" ولهان راكع بين يدي حبيبات مؤلهات مقدسات مفترضات…وينضح

بالأنشطة من الجسد ممارسة مع خليلات فعليات…

والواقع متردي منخور…والهموم متفاقمة في فضاءات الأمة، وتصرخ أن ها أنذا أتأجج وفمن ذا يوصلني إلى عقول قد تصيبها الرجة تستيقظ…وتستفيق…

أدب ما يُعنى إلا بالنسق كما يقول…وحتى التعابير منه أضحت الضحلة الكليلة ولا جمالية فيها…أدب قيل عنه الحداثي…وما له من دور أداه ويؤديه في تحديث الفكر ورفع وزر أدران الماضي المتردي عن كاهله المكدود…

وليد للحداثة… واقتضى منه عجلها المعبود أن يتبرأ من الهوية حجر العثرة حتى يُتقن التعبد في محرابها…إذ الانتماء ـ كما جاء في المزامير مدونة ـ يفسد طهر المريد يُراد منه أن يكون "الحر" من كل ربق التابع ـ فقط ـ للتعاليم مقدسة من سدنتها المنظرين لها…

ثم وهي المفاهيم ابتكرت… "الإنسانية" و"الأممية" و"الكونية"…وهلم جرا…ولابد للأديب أن يتأبطها حين الرغبة في الترحال فيها باحثا عن شرارة تنقدح فيه فتُتوج بوهج الإبداع… لكن وبالرغم من هذا الزخم من "القيم"و"المبادئ" التي تبدوالسامية لا أثر في الإبداعات إلا للأجساد توصف… وللأنثى ينادى عليها في سوق المتعة تباع هي والعواطف نسجت حواليها للقارئ متعطش لمزيد من جنس ومن"حب" رخيص في زمن الإباحية طغت والتفلت الأخلاقي مريع.

وطبعا لا وطن إلا في النزر اليسير… ولا هما للأمة موجود بين ثنيات الإبداع… ولا حتى هموم الفرد الإنسان سوى هم النصف الأسفل منه، وذلك المرتبط بالقلب ميت ولا يشعر إلا بالحب للأنثى ومُنكِر لكل أنواع الحب الأخرى… ولا شيء يمكن أن يحركه ولا حتى المآسي متناسلة تحيط به وتقرع الأجراس معلنة عنها… جهل… جوع… خوف…ودماء تنتثر منها القطرات في كل مساحات الوطن الراتع في حقول الخزي ووهدات الخذلان…

تيه فكري جامح…والأسئلة تتناسل استجلبت هي أيضا وما من حاجة كانت إليها… والأجوبة هنالك على الرف تنتظر من يسأل عنها ليفعلها… لكنه ذاك التيه مطلوب… بل ومأمور بامتطاء الصهوة منه حتى لا يبقى للمرافئ من جوانب تبدو…تحث حين ظهور على الرسوفيها تلك المرافئ…فيحدث فهم…وكذا الرغبة جارفة في حضن استقرار…

ولعل الحنين إلى ذاك "الألق" كان للكلمات من العرب في ذاك الماضي ـ كما قيل لهم ـ من شجع على المتح من نفس المعجم…صهباء…ونساء..و…و…وفروسية عشواء…

إذ اعتُقد أن ذاك "الألق" سينثال مرة أخرى كما كان، وسيؤوب لهم ما كانوا عليه من فخار ومن كبرياء النفس والعزة…ولا يعلمون أنه كان الوهم فقط…إذ الحال كان ـ كما صور من قبل ـ طوفان ضلال ولا من بوصلة تهدي ولا نبراس منير…

دوران في الحلقات مفرغة وتعمل على إفراغ عقول أولائك الأدباء… والحال إن استمر أواستمرئ لن يثمر للمرأة عدلا ولا حقوقا ولا رفعة تطالها… هي الضحية..لكن لا تحتاج:

ـ لمن يتنافس في الوصف المبالغ فيه للشكل الخارجي ذلك السطحي المزيف منها….

ـ ولا للذي يتكالب من أجل حشد أساليب اللغة ليصور بها أنشطة ذاك الجسد العاري نُصحت بتعريه خدمة لمصالح شتى…

ـ ولا إلى من يتغنى بالكلمات مترعة بمثالية لا تتوفر في الحقيقة فيها…

ـ ولا إلى الأنساق دموع كاذبة للقهر ينتج من جراء الهجر المقترف من قبلها…

ـ ولا إلى الأحرف آهات من الأكباد تتحرق لوعة للهيام متفاقم بها…

لكنها تحتاج لأدب متسامق يصور ذاك الجوهر كامن فيها…وكذا يحسن تسليط الضوء على الإشكاليات كائنة وحقيقية، تلك المزمنة المكبلة والمانعة من انطلاق يليق بها كالإنسان بشقيه مكرم، وذلك للقيام بواجباتها وبمسؤولياتها تجاه نفسها وتجاه كل المحيطين بها…

الأمل إذا في أن يستفيق أولائك الأدباء هم القدوة…فما من معركة تُحسم بين صهوات الحب وتحت ظلال الأجساد…والمعركة هي ضد الجهل أضحى أصيلا فينا…وهم المعول عليهم في ضرب رقاب منه ذاك الجهل تعددت واشرأبت زمن الغفلة تلك الرقاب
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 05-11-2008   رقم المشاركة : ( 14 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : النقد الادبي اصوله ومناهجه

لتجنب التكرير تم الرفع
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
مؤسسة النقد تطرح فئتي 10 و 5 ريالات.. غدا عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 2 07-15-2007 03:54 PM
اسئله عبط........؟؟ .:. غــ اتعبني ـروري .:. منتدى الاستراحـة 2 05-28-2007 03:58 AM
النقد البناء ::::::::::::(ضوابط وووواحكام) ابو طلحه الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 6 02-28-2006 10:18 PM
ثلاثه اسئله حيرت العلماء ابو عهد 099 الــمـنـتـدى الـعـام 13 09-11-2005 05:11 PM


الساعة الآن 07:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by