الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-26-2008   رقم المشاركة : ( 11 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

فـصـل فـي الـعـقـوبـة

وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكَشَفَ عورته أن يتبع الله عورته ويفضحه ولو في جوف بيته كما رُوي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه وقد أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من وجوه متعددة.

وأخرج الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تُظْهِر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ". وقال: حسن غريب.

وخرَّج أيضاً من حديث معاذ مرفوعاً: " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " وإسناده منقطع .

وقال الحسن: " كان يقال: من عيَّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به "

ويُروى من حديث ابن مسعود بإسناد فيه ضعف: " البلاء موكل بالمنطق فلو أن رجلاً عيَّر رجلاً برضاع كلبة لرضعها ".

وقد رُوي هذا المعنى عن جماعة من السلف.

ولما ركب ابن سيرين الدَّيْن وحبس به قال : ( إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا عيَّرت رجلاً منذ أربعين سنة فقلت له : يا مفلس ) .




فـصـل فـي الـتـعـيـيـر


ومِن أظهرِ التعيير: إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب إما عاماً أو خاصاً وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع فإن الله تعالى ذم من أظهر فعلاً أو قولاً حسناً وأراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده في الباطن وعدَّ ذلك من خصال النفاق كما في سورة براءة التي هتك فيها المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [التوبة:107].

وقال تعالى: ﴿ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران:188]، وهذه الآية نزلت في اليهود لما سألهم النبي صلى اله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك عليه وفرحوا بما أتوا من كتمانه وما سألهم عنه. كذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما وحديثه بذلك مخرّج في الصحيحين وغيرهما.

وعن أبي سعيد الخدري : أن رجالاً من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلَّفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدِم رسول الله اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت هذه الآية .

فهذه الخصال خصال اليهود والمنافقين وهو أن يظهر الإنسان في الظاهر قولاً أو فعلاً وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن ومقصوده بذلك التوصل إلى غرض فاسد فيحمده على ما أظهر من ذلك الحسن ويتوصل هو به إلى غرضه الفاسد الذي هو أبطنه ويفرح هو بحمده على ذلك الذي أظهر أنه حسن وفي الباطن شيء وعلى توصله في الباطن إلى غرضه السيء فتتم له الفائدة وتُنَفَّذُ له الحيلة بهذا الخداع.



ومن كانت هذه همته فهو داخل في هذه الآية ولا بد فهو متوعد بالعذاب الأليم،
ومثال ذلك: أن يريد الإنسان ذمَّ رجل وتنقصه وإظهار عيبه لينفر الناس عنه إما محبة لإيذائه [ أو ] لعداوته أو مخافة من مزاحمته على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب ديني مثل: أن يكون قد ردَّ قولاً ضعيفاً من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظِّم ذلك العالم أن فلاناً يُبغِضُ هذا العالم ويذمُّه ويطعن عليه فيغرُّ بذلك كل من يعظِّمه ويوهمهم أن بغض الراد وأذاه من أعمال العرب لأنه ذبٌّ عن ذلك العالم ورفع الأذى عنه وذلك قُربة إلى تعالى وطاعته فيجمع هذا المظهر للنصح بين أمرين قبيحين محرَّمين :

أحدهما: أن يحمل ردُّ العالم القول الآخر على البغض والطعن والهوى وقد يكون إنما أراد به النصح للمؤمنين وإظهار ما لا له كتمانه من العلم .

والثاني: أن يظهر الطعن عليه ليتوصل بذلك إلى هواه وغرضه الفاسد في قالب النصح والذب عن علماء الشرع وبمثل هذه المكيدة كان ظلم بني مروان وأتباعهم يستميلون الناس إليهم وينفِّرون قلوبهم عن علي بن أبي طالب والحسن والحسين وذريتهم رضي الله عنهم أجمعين .

وأنه لما قُتِل عثمان رضي الله عنه لم ترَ الأمة أحق من علي رضي الله عنه فبايعوه فتوصل من توصل إلى التنفير عنه بأن أظهر تعظيم قتل عثمان وقُبحه وهو في نفس الأمر كذلك ضُمَّ إلى ذلك أن المؤلَّب على قتله والساعي فيه علي رضي الله عنه وهذا كان كذباً وبهتاً . وكان علي رضي الله عنه يحلف ويغلِّظ الحلف على نفي ذلك وهو الصادق البارُّ في يمينه رضي الله عنه وبادروا إلى قتاله ديانةً وتقرُّباً ثم إلى قتال أولاده رضوان الله عليهم واجتهد أولئك في إظهار ذلك وإشاعته على المنابر في أيام الجُمَع وغيرها من المجامع العظيمة حتى استقر في قلوب أتباعهم أن الأمر على ما قالوه وأن بني مروان أحق بالأمر من علي وولده لقربهم من عثمان وأخذهم بثأره فتوصلوا بذلك إلى تأليف قلوب الناس عليهم وقتالهم لعلي وولده من بعده ويثبُت بذلك لهم الملك واستوثق لهم الأمر .

وكان بعضهم يقول في الخلوة لمن يثق إليه كلاماً ما معناه: ( لم يكن أحد من الصحابة أكفأ عن عثمان من علي ) فيقال له: لِمَ يسبُّونه إذاً ؟ فيقول: ( إن المُلك لا يقوم إلا بذلك ).

ومراده أنه لولا تنفير قلوب الناس على علي وولده ونسبتُهم إلى ظلم عثمان لما مالت قلوب الناس إليهم لما علموه من صفاتهم الجميلة وخصائصهم الجليلة فكانوا يسرعون إلى متابعتهم ومبايعتهم فيزول بذلك ملك أمية وينصرف الناس عن طاعتهم.




فـصـل فـي الـعـــلاج




ومن بُلي بشيء من هذا المكر فليتق الله ويستعن به ويصبر فإن العاقبة للتقوى.

كما قال الله تعالى: بعد أن قصَّ قِصَّة يوسف وما حصل له من أنواع الأذى بالمكر والمخادعة: ﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [يوسف:21]، وقال الله تعالى حكاية عنه أنه قال لإخوته: ﴿ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ﴾ [يوسف: 90] ، وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام وما حصل له ولقومه من أذى فرعون وكيده قال لقومه : ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ﴾ [لأعراف:128] ، وقد أخبر الله تعالى أن المكر يعود وباله على صاحبه قال تعالى : ﴿ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر:43] ، وقال تعالى : ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ﴾ [الأنعام:123] ، والواقع يشهد بذلك فإن من سبر أخبار الناس وتواريخ العالم وقف على أخبار من مكر بأخيه فعاد مكره عليه وكان ذلك سبباً في نجاته وسلامته على العجب العجاب.



لو ذكرنا بعض ما وقع من ذلك لطال الكتاب واتسع الخطاب والله الموفق للصواب وعليه قصد السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.


هنا انتهى كلام بن رجب - رحمه الله -

********************



ولهذا الكتاب القيم شرح جميل لفضيلة الشيخ
صالح بن سعد السحيمي الحربي
المدرس بالمسجد النبوي - بالمدينة المنورة -

تفريغ الشرح على ملف وورد
حمله بالضغط هنا


وهذه الأشرطة أيضاً لمن أراد السماع
الشريط الأول
http://ia341039.us.archive.org/3/ite...aith_985/01.rm
الشريط الثاني
http://ia341043.us.archive.org/2/ite...aith_333/02.rm
الشريط الثالث
http://ia341021.us.archive.org/2/ite...aith_730/03.rm
آخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة خبرصحيح ; 10-26-2008 الساعة 09:34 AM
  رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008   رقم المشاركة : ( 12 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

الجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان

روى الهرويُّ بسنده إلى نصر بن زكريا قال سمعتُ محمد بن يحيى الذهلي يقول سمعتُ يحيى بن يحيى يقول: " الذّبُّ عن السُّنّة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، قال محمد: قلتُ ليحيى: الرجلُ ينفِقُ مالَه ويُتْعِبُ نفسَه ويجاهد، فهذا أفضلُ منه؟!
قال: نعم بكثير!
"(( ذمّ الكلام )) ( 111ـ أ )


وقال الحميدي شيخ البخاري :
" والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يَرُدُّون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إلي من أن أغزو عِدَّتهم من الأتراك "
يعني بالأتراك: الكفار.
رواه الهرويُّ بسنده في (ذمّ الكلام ) (228 ـ الشبل)



ومثل هذا عند من هو أعلى طبقةً من الحميدي؛ قال عاصم بن شُمَيْخ: فرأيتُ أبا سعيد ـ يعني الخدري ـ بعد ما كبِر ويداه ترتعش يقول:
" قتالهم ـ أي الخوارج ـ أجلّ عندي من قتال عِدَّتهم من الترك "رواه ابن أبي شيبة (15/303) وأحمد (3/33).

ولذلك قال ابن هبيرة في حديث أبي سعيد في قتال الخوارج:
" وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين؛ والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح؛ وحفظ رأس المال أولى " فتح الباري لابن حجر (12/301).

وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم:

" المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله "تاريخ بغداد (12/410).



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
"وأعداء الدين نوعان: الكفار والمنافقون وقد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين في قوله {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}[التوبة: 73] في آيتين من القرآن، فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب ويلبسونها على الناس ولم تُبيّن للناس فسَدَ أمر الكتاب وبُدِّل الدين، كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم يُنكَر على أهله، وإذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سماعون للمنافقين قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا وهو مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين كما قال تعالى {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم}[التوبة: 27].
فلا بد أيضاً من بيان حال هؤلاء بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم؛ فإن فيهم إيماناً يوجب موالاتهم وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تُفسد الدين، فلابد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم، بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدع من منافق لكن قالوها ظانين أنها هدى وإنها خير وإنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالها، ولهذا وجب بيان من يغلط في الحديث والرواية ومن يغلط في الرأي والفتيا ومن يغلط في الزهد والعبادة وإن كان المخطئ المجتهد مغفوراً له خطؤه وهو مأجور على اجتهاده، فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب وإن كان في ذلك مخالفة لقوله وعمله... " الفتاوى" ( 28/231-23)



وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى:
" بعد أن بين أن القلوب تعود إلى قلبين، قلب يعرف الله بأسمائه وصفاته ويثبتها على مراد الله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، وقلب معرض عن معرفتها ومحرف لها ومملوء بالشبه والجدال والمراء والكلام ومع ذلك فهو يُكفر أهل الحديث ويبدعهم ويضللهم ويجعل إثبات صفات الله تجسيماً وتشبيهاً فقال عن هذا القلب الثاني :
" فما أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على الإيمان، وما أشد الجناية به على السنة والقرآن وما أحب جهاده بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن، وما أثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان، والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان ولهذا أمر به تعالى في السور المكية- حيث لا جهاد باليد- إنذارا وتعذيراً فقال تعالى {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيرا}[الفرقان: 52] وأمر تعالى بجهاد المنافقين والغلظة عليهم مع كونهم بين أظهر المسلمين في المقام والمسير فقال تعالى {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} {التوبة: 73} فالجهاد بالعلم والحجة جهاد أنبيائه ورسله وخاصته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والاتفاق " أهـ.

انظر مقدمة منظومته الكافية الشافية ص/ 19



وللكلام بقية ...
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008   رقم المشاركة : ( 13 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

يقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان معلقاً على كلام بن القيم الأخير :
( بعد ذلك بيَّن ما يجب نحو هؤلاء : هل نسكت ونترك هؤلاء كما يُطالب بذلك اليوم بعض الجهَّال يقولون : اتركوا الناس ، ولا تدرسوا مذاهبهم ولا شبههم ، ولا تردوا عليهم ما لكم ولهم ، اتركوهم .

الإمام ابن القيم يقول : " لا " لا نتركهم ، هؤلاء يجب جهادهم قبل جهاد الكفار بماذا نجاهدهم ؟ بالأسلحة " لا " نجاهدهم برد باطلهم ودحض زيفهم ومناقشة شبههم هذا هو جهادهم .

أمر الله بجهاد الكفار والمنافقين ، فالكفار يجاهدون بالسيف والسِّنان والمنافقون يجاهدون بالحجة واللسان ، وهؤلاء أشد المنافقين ، وهم أخطر على الإسلام من غيرهم ، فيجب مجابهتهم ، والوقوف ضدهم ، وبيان باطلهم ، وتجلية حقائقهم ، وبيان ما يؤول إليه مذهبهم ، حتى يكون الناس على بصيرة ، ولئلا تنطلي شبهاتهم ؛ لأن كتبهم الآن كثيرة ومنتشرة ، فالمطابع تقذف إلينا من كل جانب ، وورثة هؤلاء ينشرونها ويحققونها ويقدمون لها ويروجونها فلا بد في المقابل أن نخرج كتب السلف والأئمة التي ترد على هؤلاء ، وأن ندرِّسها والمفقود منها ، نبحث عنه ونخرجه للناس ، هذا أمر واجب وهو من الجهاد في سبيل الله .

فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به قبل الجهاد بالسيف ، أُمر به يوم أن كان بمكة ؛ لأن الله أمر به يوم أن كان الرسول بمكة ليس هناك جهاد بالسيف ومع ذلك أمره الله : (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ ) [الفرقان : 52] هذه مكية (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) [الفرقان : 52] الضمير يرجع إلى القرآن يعني : جاهدهم بالقرآن العظيم وبيان باطلهم وتجلية مذهبهم وألا نغفل عن ذلك ونسكت عنه ونتجاهله .

يجب علينا مقاومة أهل هذا المذهب قبل مقاومة غيرهم من أهل الباطل ؛ لأن هذا مذهب يتسم بأنه مذهب إسلامي ، أما مذهب الكفر والإلحاد فهذا مفضوح ومعروف أنه كفر وإلحاد لكن المشكل الذي يأتيك متلبساً بالإسلام ، وهو يأخذ نصوص القرآن ونصوص السنة المتعلقة بالله ويجحدها ويؤولها ويجهِّل الناس بها هذا أشد خطراً .

والسكوت عنه والإعراض عنه أخطر من السكوت عن جهاد الكفار والمنافقين الخارجين ، هذا هو مقصود الإمام – رحمه الله - ، أن هؤلاء لا يجوز السكوت عنهم ، ولا ترك مذاهبهم تنتشر بين الناس ، ولا إعطاء الفرصة لكتبهم أن تنشر بين الناس وتكون بأيدي الجهال وبأيدي شباب المسلمين ، بل يجب أن يبصَّروا بها ويحذَّروا منها ، وأن يبين لهم باطلها حتى نأمن على عقائدنا وشبابنا وعلى بلادنا من دخول هذه المذاهب الفاسدة .

ولذلك الكفار لا يجاهدون ولا يقاتلون إلا بعد الدعوة وبيان الحق لهم ، فيبين لهم الحق ويدعون إلى قبوله والدخول في الإسلام ، فإن أبوا فإنهم يقاتلون بالسيف ، لكن لا يقاتلون بالسيف حتى تقام عليهم الحجة بالقرآن والسنة ، وبيان أن ما هم عليه هو الكفر ، فالجهاد بالحجة مقدم على الجهاد بالسيف .

فأهل الحق يقاومون أهل الباطل ، والمنافق يعيش في راحة ورغد ولا كأن الأمر يهمه ، كما قال تعالى في أهل النفاق : (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ) [التوبة : 57] هذه صفة أهل النفاق : (وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ ) [التوبة : 81] ويخذلون عن الجهاد ، دائماً يدعون إلى الراحة وإلى التلذذ بالدنيا ، وينهون عن ارتكاب المشاق وعن الجهاد في سبيل الله ، فالجِلاد مع الأعداء : " يدعون إلى المسالمة حتى يتمكن الباطل ويدخل إلى قعر بلاد المسلمين وهم يقولون : تلذذوا بدنياكم واجلسوا في الظل والبراد إلى آخره ... " .

ومنهم الذين يقولون : لا تردوا على أهل الباطل ، يقولون : فلان هذا عجل وطائش ومتسرع وعقليته ليست مضبوطه إلى غير ذلك من الأوصاف القبيحة وأنهم لا يعرفون فقه الواقع .

من كتاب التعليق المختصر على القصيدة النونية ص (24-27).
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008   رقم المشاركة : ( 14 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

يعطيك العافية أخي الكريم..ومتابعين ومستفيدين..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008   رقم المشاركة : ( 15 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

أشرف أنواع الأقلام


قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في بيان أنواع الأقلام :
(( القلم الثاني عشر : القلم الجامع، وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنّة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم، وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم.
وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمـن خرج عن سبيله بأنواع الجدال.
وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف للرسل.
فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن )).
التبيان في أقسام القرآن ( ص:132)

*********************



قال تعالى : ( وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ )


قال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}[الأنعام :55]
وقال تعالى: { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا }[النساء:115]

والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصَّلة، وسبيل المجرمين مفصَّلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء، وأولياء هؤلاء وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفَّق بها هؤلاء والأسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلا سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما وبيَّنهما غاية البيان حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والظلام.

فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية، وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية، فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل إلى مقصوده والطريق الموصل إلى الهلكة. فهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس وأنصحهم لهم وهم الدلاء الهداة، و بذلك برز الصحابة على جميع مَن أتى بعدهم إلى يوم القيامة، فإنهم نشأوا في سبيل الضلال والكفر والشرك والسُّبل الموصلة إلى الهلاك وعرفوها مفصلة، ثم جاءهم الرسول فأخرجهم من تلك الظلمات إلى سبيل الهدى و صراط الله المستقيم، فخرجوا من الظلمة الشديدة إلى النور التام، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الجهل إلى العلم ومن الغيِّ إلى الرشاد، ومن الظلم إلى العدل، ومن الحيرة والعمي إلى الهدى والبصائر، فعرفوا مقدار ما نالوه وظفروا به، ومقدار ما كانوافيه. فإن الضد يُظهر حسنه الضدُّ، وإنما تتبين الأشياء بأضدادها. فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا إليه، ونفرة وبغضا لِما انتقلوا عنه، وكانوا أحَبّ النَّاس في التوحيد والإيمان والإسلام وأبغض النَّاس في ضدِّه، عالمين بالسبيل على التفصيل.

و أما مَن جاء بعد الصحابة، فمنهم من نشأ في الإسلام غيرَ عالم تفصيل ضده، فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين، فإنَّ اللبـس إنما يقع إذا ضعف العلم بالسبيلين أو أحدهما، كما قال عمر بن الخطاب : "إنما تُنقَضُ عُرَى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام مَن لا لم يعرف الجاهلية"، وهذا من كمال علم عمر رضي الله عنه، فإنه إذا لم يعرف الجاهلية وحكمها وهو كلّ ما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه من الجاهلية، فإنها منسوبة إلى الجهل، و كلّ ما خالف الرسول فهو من الجهل .

فمَن لم يعرف سبيل المجرمين ولم تستـبن له أوشك أن يظن في بعض سبيلهم أنها من سبيل المؤمنين، كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الاعتقاد والعلم والعمل وهي من سبيل المجرمين والكفار وأعداء الرسل، أدخلها من لم يعرف أنها من سبيلهم في سبيل المؤمنين ودعا إليها وكفَّر مَن خالفها واستحلَّ منه ما حرَّمه الله ورسوله كما وقع لأكثر أهل البدع من الجهمية والقدرية والخوارج والروافض وأشباههم ممن ابتدع بدعة ودعا إليها وكفَّر مَن خالفها.

والنَّاس في هذا الموضع أربع فرق :

الفـرقـة الأولـى :مَن استبان له سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين على التفصيل علماً وعملاً، وهؤلاء أعلم الخلق .


الفـرقـة الثـانيـة : مَن عميت عنه السبيلان من أشباه الأنعام. وهؤلاء بسبيل المجرمين أحضَر ولها أسلَك.


الفـرقـة الثـالثـة : مَن صرف عنايته إلى معرفة سبيل المؤمنين دون ضدِّها، فهو يعرف ضدّها من حيث الجملة ولمخالفة، وأن كل ما خالف سبيل المؤمنين فهو باطل وإن لم يتصوَّره على التفصيل، بل إذا سمع شيئا مما خالف سبيل المؤمنين صرف سمعه عنه ولم يشغل نفسه بفهمه ومعرفة وجه بطلانه، و هو بمنزلة من سلمت نفسه من إرادة الشهوات فلم تخطر بقلبه ولم تدعه إليها نفسه، بخلاف الفرقة الأولى، فإنهم يعرفونها وتميل إليها نفوسهم ويجاهدونها على تركها لله.


وقد كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسألة أيهما أفضل: رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله، أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها لله؟

فكتب عمر : إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عزَّ و جل من {الذين امتحن الله قلوبَهُم للتَّقوى لهم مغفرة و أجرٌ عظيمٌ}[الحجرات : 3]

وهكذا مَن عرف البدع والشرك والباطل وطرقه فأبغضها لله وحَذِرَها وحذَّر منها ودفعها عن نفسه، ولم يدعها تخدد وجه إيمانه ولا تورثه شبهةً ولا شكًا، بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له، وكراهة لها ونفرة عنها، أفضل ممن لا تخطر بباله ولا تمرُّ بقلبه. فإنه كلما مرَّت بقلبه وتصوَّرت له ازداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسروراً به، فيقوى إيمانه به. كما أن صاحب خواطر الشهوات والمعاصي كلما مرَّت به فرغب عنها إلى ضدِّها ازداد محبة لضدِّها ورغبة فيه وطلباً له وحرصا عليه، فما ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل نفسه إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منها وخير له وأنفع وأدوم، و ليجاهد نفسه على تركها له سبحانه فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى المحبوب الأعلى. فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات واشتدَّت إرادته لها وشوقه إليها، صرف ذلك الشوق والإرادة والمحبة إلى النوع العالي الدائم، فكان طلبه له أشد وحرصه عليه أتم، بخلاف النفس الباردة الخالية من ذلك، فإنها وإن كانت طالبة للأعلى لكن بين الطلبين فرق عظيم. ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه على الجمر والشوك أعظم ممن مشى إليه راكبا على النجائب ! فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسه كمن آثره مع عدم منازعتها إلى غيره، فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات، إما حجابا له عنه، أو حاجبا له يوصله إلى رضاه وقربه وكرامته.


الفـرقـة الـرابـعة: فرقة عرفت سبيل الشر والبدع والكفر مفصلة، وسبيل المؤمنين مجملة، و هذا حال كثير ممن اعتنى بمقالات الأمم ومقالات أهل البدع، فعرفها على التفصيل ولم يعرف ما جاء به الرسول كذلك، بل عرفه معرفة مجملة وإن تفصلت له في بعض الأشياء. ومن تأمل كتبهم رأى ذلك عيانا. وكذلك من كان عارفا بطرق الشر والفساد على التفصيل سالكا لها، إذا تاب ورجع عنها إلى سبيل الأبرار يكون علمه بها مجملا غير عارف بها على التفصيل معرفة من أفنى عمره في تصرُّفها و سلوكها.


و المقصود : أن الله سبحانه يحبُّ أن تعرف سبيل أعدائه لتُجتنب وتُبغض ، كما يحب أن تعرف سبيل أوليائه لتُحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار ما لا يعلمه إلا الله من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته وكمال أسمائه وصفاته وتعلُّقها بمتعلقاتها واقتفائها لآثارها وموجباتها. وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلهيته وحُبِّه وبغضه وثوابه وعقابه، والله أعلم.
[كتاب "الفوائدلابن القيم الجوزية - رحمه الله -"]


وللكلام بقية حتى تتم الفائدة في هذا الموضوع ...
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008   رقم المشاركة : ( 16 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

جزاك الله خير ورحم الله والديك واسكنك فسيح جناته
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-27-2008   رقم المشاركة : ( 17 )
عظماء الإسلام
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3007
تـاريخ التسجيـل : 09-10-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 40
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : عظماء الإسلام يستحق التميز


عظماء الإسلام غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

أشكر إخونا خبر صحيح على هذه الدرر وأسأل الله أن تجد لها القبول والعمل بم تحتويه
وأود ان أنبه على الأثر الذي ذكره ابن رجب ( أصابت إمراة وأخطأعمر )بأنه ضعيف
وإليك الحكم عل الأثرمن كتاب إرواء الغليل للشيخ الالباني :

المجلد السادس - صفحة رقم -348- ( وآتيتم إحداهن قنطارا ، فلا تأخذوا منه شيئا ) ؟ ! فقال عمر رضي الله عنه : كل أحد أفقه من عمر ، مرتين أو ثلاثا ، ثم رجع إلى المنبر ، فقال للناس : إني كنت نهيتكم أن تغالوا في صداق النساء ، ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له " . فهو ضعيف منكر يرويه مجالد عن الشعبي عن عمر . أخرجه البيهقي ( 7 / 233 ) وقال : " هذا منقطع " . قلت : ومع انقطاعه ضعيف من أجل مجالد وهو ابن سعيد ، ليس بالقوي ثم هو منكر المتن ، فأن الآية لا تنافي توجيه عمر إلى ترك المغالاة في مهور النساء ، ولا مجال الأن
لبيان ذلك ، فقد كتبت فيه مقالا نشر في مجلة التمدن الاسلامي منذ بضع سنين . ثم وجدت له طريقا أخرى عند عبد الرزاق في " المصنف " ( 6 / 180 / 10420 ) عن قيس بن الربيع عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : فذكره نحوه مختصرا وزاد في الآية فقال : " قنطارا من ذهب " وقال : ولذلك هي في قراءة عبد الله . قلت : وإسناده ضعيف أيضا ، فيه علتان : الأولى : الانقطاع فإن أبا عبد الرحمن السلمي واسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة لم يسمع من عمر كما قال ابن معين . الأخرى : سوء حفظ قيس بن الربيع . 1928 - ( عن عائشة مرفوعا : " أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة " رواه أبو حفص . ورواه أحمد بنحوه ) . ضعيف . أخرج النسائي في " عشرة النساء " ( ق 99 / 1 ) من " سننه الكبرى " وابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7 / 19 / 2 ) والبيهقي ( 7 / 235 )

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-27-2008   رقم المشاركة : ( 18 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

جزاك الله خير ياعظماء الإسلام على هذه الإضافة
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-27-2008   رقم المشاركة : ( 19 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

الرد على المخالف من أصول الإسلام
مختصر من كتاب: مدار النظر في السياسة الشرعية
للشيخ عبد المالك رمضاني
وتقريض: الإمام الألباني والعلامة العباد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.

فلمّا كان جلّ الأحزاب الإسلامية يعمل على وَأْد ما يسمّى ( بالنّقد الذّاتيّ )، وإجهاض الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وإخلاء أعظم ثغور المسلمين من مرابط، بحجّة السّتر على المسلمين تارة، وجمع الكيد للكافرين تارة أخرى، وغيرها من الحجج العاطفيّة التي تجعل العقول تُتخطّف من أصحابها في زمن الوهن العلميّ، كان لابدّ من ردّ الحق إلى نصابه ﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ ويَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ﴾.



" والذين يَلْوُون ألسنتهم باستنكار نقد الباطل وإن كان في بعضهم صلاح وخير، ولكنّه الوهن وضعف العزائم حينا، وضعف إدراك مدارك الحق والصّواب أحيانا، بل في حقيقته من التّولي يوم الزحف عن مواقع الحراسة لدين الله والذّب عنه، وحينئذ يكون الساكت عن كلمة الحق كالنّاطق بالباطل في الإثم، قال أبو علي الدّقاق : " الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق ". والنبيّ صلى الله عليه وسلم يخبر بافتراق هذه الأمّة إلى ثلاث وسبعين فرقة، والنّجاة منها لفرقة واحدة على منهاج النّبوّة، أيريد هؤلاء اختصار الأمّة إلى فرقة وجماعة واحدة مع قيام التّمايز العقديّ المضطرب؟!. أم أنها دعوة إلى وحدة تصدِّع كلمة التّوحيد، فاحذروا.


وما حجّتهم إلا المقولات الباطلة :لاتصدِّعوا الصفّ من الدّاخل! لا تثيروا الغبار من الخارج! لا تحرّكوا الخلاف بين المسلمين! " نلتقي فيما اتّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه !" وهكذا.



وأضعف الإيمان أن يقال لهؤلاء : هل سكت المبطلون لنسكت، أم أنهم يهاجمون الاعتقاد على مرأى ومسمع، ويُطلب السّكوت؟ اللهمّ لا...

ونُعيذ بالله كل مسلم من تسرّب حجّة اليهود، فهم مختلفون على الكتاب، مخالفون للكتاب، ومع هذا يظهرون الوحدة والاجتماع، وقد كذّبهم الله تعالى فقال سبحانه : ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾، وكان من أسباب لعنتهم ما ذكره الله بقوله : ﴿ كانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾"(كتبه الشيخ بكر أبو زيد في الردّ على المخالف ص (75ـ76).).

" ولهذا فإذا رأيت من ردّ على مخالف في شذوذ فقهيّ أو قول بدعيّ، فاشكر له دفاعه بقدر ما وَسِعه، ولا تخذِّله بتلك المقولة المهينة ( لماذا لا يردّ على العلمانيّين؟! )، فالناس قدرات ومواهب، وردّ الباطل واجب مهما كانت رتبته، وكل مسلم على ثغر من ثغور ملّته "(المصدر السابق ص (57).).


وأصل هذا الباب النّصوص الواردة في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر كقوله تعالى: ﴿ ولْتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ قال ابن تيمية: " والأمر بالسنّة والنّهي عن البدعة هو أمرٌ بمعروف ونهيٌ عن منكر، وهو من أفضل الأعمال الصالحة ... "(منهاج السنة (5/253).)،

ولا ينبغي للجماعات الإسلامية اليوم أن تضيق صدورها بالنّقد؛ لأنّه من القيام بالقسط والشّهادة لله الّلذين أمرنا بهما ولو مع أنفسنا وأهل ملّتنا كما قال تعالى: ﴿ يَأَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ والأَقْرَبِين إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ﴾ واللَّيّ هو الكذب، والإعراض هو الكتمان كما قال ابن تيمية(مجموع الفتاوى (28/235).)، فكيف يطيب لمؤمن دعوةٌ مع كتمان الأخطاء تستّراً بالمجاملات السياسية بعد هذا؟!


وإذا كان كلما أراد المؤمن أن يقوِّم المسار قيل له: ليس ذا الوقت والكفار متربّصون! فمتى يعرف أخطاءه؟ ومتى يحجم عنها؟

قال ابن تيمية في هذا المعنى: " ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذبّ عنهم أو أثنى عليهم أو عظّم كتبهم أو عُرِف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم، بأنّ هذا الكلام لا يُدرَى ما هو؟ أو من قال إنّه صنّف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عَرَف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإنّ القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا ويصدُّون عن سبيل الله "(مجموع الفتاوى (2/132).).


وفي الردّ على المخالف دفاع عن الإسلام من جبهتين:

" الأولى: الخطر الخارجيّ وهو الكافر المتمحِّض، الذي لم يعرِف نور الإسلام، بما يكيده للإسلام والمسلمين من غزو يحطِم في مُقَوِّماتهم العقديّة والسّلوكيّة والسياسية والحكميّة ...

الثانية: مواجهة التّصدُّع الدّاخليّ في الأمة بفشُوِّ فِرق ونحل طاف طائفها في أفئدة شباب الأمّة ... إذ التّصدُّع الدّاخليّ تحت لباس الدين يمثِّل انكسارا في رأس المال : المسلمين، وقد كان للسّالكين في ضوء الكتاب والسنّة ـ الطّائفة المنصورة ـ الحظّ الوافر والمقام العظيم في جبر كسر المسلمين بردّهم إلى الكتاب والسنّة، وذلك بتحطيم ما قامت عليه تلك الفرق المفرّقة من مآخذ باطلة في ميزان الشرع "(اختصار لما كتبه الشيخ بكر في كتابه حكم الانتماء إلى الأحزاب ص (53ـ54).).

ومن ضنائن العلم ما قرأته لابن تيمية في التّمييز بين معاملة الخوارج ومعاملة الكفار، وهو يرفع اللّبس المتبادر إلى الأذهان الكليلة من بعض الأحاديث التي يظهر منها أنّ الخوارج شرّ من الكفار مطلقا، مع أنّ الصّحابة لم يكفّروهم، قال ـ رحمه الله ـ: " وما زالت سيرة المسلمين على هذا، ما جعلوهم مرتدّين كالذين قاتلهم الصدّيقرضي الله عنه، هذا مع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتالهم في الأحاديث الصحيحة، وما رُوِيَ من أنهم شرّ قتلى تحت أديم السماء، خير قتيل من قتلوه في الحديث الذي رواه أبو أمامة، رواه التّرمذيّ وغيره(صحّحه الألباني في تحقيقه لـ سنن الترمذي برقم (2398).)؛ أي أنهم شرٌّ على المسلمين من غيرهم؛ فإنّهم لم يكن أحد شرّا على المسلمين منهم: لا اليهود ولا النّصارى؛ فإنّهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفِّرين لهم، وكانوا متديّنين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلّة ..."(منهاج السنة (5/248).)

أي أنّ الخوارج أقلّ جريمة من الكفار في الميزان العامّ الأخير، يكفي أنهم " من الكفر فرّوا "، لكن بالنسبة لما يعاني منهم المسلمون وما يوقعون بهم من المحن والبلايا فهم أعظم شرّا من الكفار، بل لا يخلص الكفار إلى المسلمين كما يخلص إليهم هؤلاء، ولذلك قد تُقَدَّم عقوبتهم في الدنيا قبل غيرهم، وتأمّل فقه ابن تيمية حين قال بعد كلامه السّابق بصفحتين: " والعقوبة في الدنيا تكون لدفع ضرره عن المسلمين، وإن كان في الآخرة خيرا ممّن لم يُعاقَب، كما يُعَاقَب المسلم المُتَعَدِّي للحدود ولا يُعَاقَب أهل الذِّمّة من اليهود والنّصارى، والمسلم في الآخرة خير منهم ".

فاحفظ هذا، وعضَّ عليه بالنّواجذ تتهاوى بين يديك عساكر الباطل المعطّلة لمجاهدة البدع وأهلها، كأولئك القائلين: " إن لم تكونوا معنا فأنتم معهم!! "، أو كأولئك القائلين: " تُوَجِّهون سهامكم إلى إخوانكم، والعلمانيون والشيوعيون أنشط ما يكونون في نشر الخلافات بينكم؟! ".


قال ابن تيمية: "وقال بعضهم لأحمد بن حنبل: إنه يثقل علي أن أقول: فلان كذا، فلان كذا؟ فقال: إذا سكت أنت وسكت أنا، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟ إ".وإذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة والعامة: مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون، كما قال يحيى بن سعيد: "سألت مالكا والثوري والليث بن سعد- أظنه- والأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث؟ فقالوا: بين أمره ".

ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة والعبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: "إذا قام وصلى واعتكف، فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع، فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل ".

قال ابن تيمية: "فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعه ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين. ولو لا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء، لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب. فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين، إلا تبعا، وأما أولئك، فهم يفسدون القلوب ابتداء" (مجموع الرسائل (5/110).) اهـ.


وللحديث بقية >>>
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-27-2008   رقم المشاركة : ( 20 )
خبرصحيح
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2894
تـاريخ التسجيـل : 14-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 79
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : خبرصحيح يستحق التميز


خبرصحيح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [موضوع مهم للغاية ] يبين منهج السلف في النقد والتحذير والنصيحة والتعيير !!!

لماذا عُنِيَ العلماء المسلمين بالرد على الفرق المنحرفة أكثر من عنايتهم بالرد على الإلحاد، مع وجود الاستعمار في بلادهم؟



هذه شبهة تَرِد كثيرا على لسان من لم يتضلَّع بمنهج السلف يجيب عنها الشيخ محمد البشير الإبرهيمي ـ رحمه الله ـ بقوله: " وإنك لا تُبْعِد إذا قلت: إن لفشوِّ الخرافات وأضاليل الطرق بين الأمة أثرا كبيرا في فشوّ الإلحاد بين أبنائها المتعلمين تعلُّما أوروباويا الجاهلين بحقائق دينهم، لأنهم يحملون من الصغر فكرة أن هذه الأضاليل الطرقية هي الدين، وأن أهلها هم حملة الدين، فإذا تقدم بهم العلم والعقل لم يستسغها منهم علم ولا عقل، فأنكروها حقا وعدلاً، وأنكروا معها الدين ظلما وجهلاً، وهذه إحدى جنايات الطرقية على الدين. أرأيت أن القضاء على الطرقية قضاء على الإلحاد في بعض معانيه وحسم لبعض أسبابه وقد قرأت في هذه الأيام لكاتب تونسي مقالاً ينعى فيه على جمعية العلماء إهمالها لهذه الجهة من جهات الفساد وهي الإلحاد، واعتذر عن علماء جامع الزيتونة بأنهم ـ وإن قعدوا في نواحي الإصلاح التي تخبّ فيها جمعية العلماء وتضع ـ قاموا في حرب الإلحاد بما شكرهم عليه، ولكنه حصر عملهم في هذا السبيل في خطب جمعية ينددون فيها بالإلحاد ويحذرونه، وفات هذا الكاتب الفاضل أن جمعية العلماء لم تسكت عن الإلحاد، بل هاجمته في أمنع معاقله، ونازلته في أضيق ميادينه، كما فاته أن صرعى الإلحاد لايغشون المساجد، فما تأثير الخطب الجمعية التي تلقى على المصلين؟ وهل يداوَى المريض بتحذير الأصحاء من المرض أو أسباب المرض؟ إلا أن العالم المرشد كالطبيب لا ينجح في إنقاذ المريض من الموت إلا بغشيان مواقع الموت ومباشرة جراثيم الموت "(آثار محمد البشير الإبراهيمي (1/132ـ133).).


فالله أكبر ما أقوى المنهج السلفي! وما أبخس الأحزاب لقدره!

إذن فمواجهة هؤلاء حماية لديار المسلمين من أن تُغتال من تحتها، بجهاد المنافقين الذين يتسللون الصفوف لِواذا، قال الله تعالى: ﴿ يَأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ
قال ابن القيم: " وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة .. " إلى أن قال: " فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار، وهو جهاد خواصّ الأمة وورثة الرسل. والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه ـ وإن كانوا هم الأقلِّين عدداً ـ فهم الأعظمون عند الله قَدْراً .. "(زاد المعاد (3/5).).


ولما كان هؤلاء منضوين تحت صفوف المسلمين، فإن أمرهم قد يخفى على كثير من الناس، فكان بيان حالهم ـ لمن ولاؤنا لهم فرض علينا ـ آكد، ولذلك قال ابن تيمية: " وإذا كان أقوام ليسوا منافقين ولكنهم سمّاعون للمنافقين، قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا، وهو مخالف للكتاب، وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين، كما قال تعالى: ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾، فلا بد من بيان حال هؤلاء، بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلا بد من التحذير من تلك البدع، وإن اقتضى ذلك ذِكْرُهم وتعيينُهم، بل ولو لم يكن قد تَلَقَّوْا تلك البدعة عن منافق، لكن قالوها ظانِّين أنها هدى وأنها خير وأنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالهم "(مجموع الفتاوى (28/233).).


وأما مواجهتهم من الخارج؛ فلأن العدو لا يدخل عليك بيتك إلا إذا كانت منافذه مفتوحة أو ضعيفة، والفرق الإسلامية المنحرفة عن الناجية هم منافذ الكفار، وهل يجهل المسلمون أثر المتصوفة في استعمار البلاد الإسلامية وإعانتهم الكفار على ذلك؟


ولذلك كان أئمتنا أفقه من أن يداهنوا المنحرفين عن منهج السلف، بل رأوا جهادهم أكبر الجهادين، كما قال يحيى بن يحيى شيخ البخاري ومسلم: " الذبّ عن السنة أفضل من الجهاد "(مجموع الفتاوى (4/13).)، رواه الهرويُّ بسنده إلى نصر بن زكريا قال سمعتُ محمد بن يحيى الذهلي يقول سمعتُ يحيى بن يحيى يقول: " الذّبُّ عن السُّنّة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، قال محمد: قلتُ ليحيى: الرجلُ ينفِقُ مالَه ويُتْعِبُ نفسَه ويجاهد، فهذا أفضلُ منه؟! قال: نعم بكثير! "(مجموع الفتاوى (4/13).).

وقال الحميدي شيخ البخاري : " والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يَرُدُّون حديث رسول الله e أحبُّ إلي من أن أغزو عِدَّتهم من الأتراك "(رواه الهرويُّ بسنده في ذمّ الكلام (228 ـ الشبل).)، يعني بالأتراك: الكفار. وقد وجدتُ مثل هذا عند من هو أعلى طبقةً من الحميدي؛ قال عاصم بن شُمَيْخ: فرأيتُ أبا سعيد ـ يعني الخدري ـ بعد ما كبِر ويداه ترتعش يقول: " قتالهم ـ أي الخوارج ـ أجلّ عندي من قتال عِدَّتهم من الترك "(رواه ابن أبي شيبة (15/303) وأحمد (3/33)).


قلت: ولذلك قال ابن هبيرة في حديث أبي سعيد في قتال الخوارج: " وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين؛ والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح؛ وحفظ رأس المال أولى "(فتح الباري لابن حجر (12/301).).



وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم: " المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله "(تاريخ بغداد (12/410).).


وقال ابن القيم:"والجهاد بالحجة واللسان مقدَّم على الجهاد بالسيف والسنان"(شرح القصيدة النونية للهراس (1/12.).


استعمال الشدة في الإنكار على المبتدعة لا يعني الولاء للكفار


من وجد في [ في كتب الردود ] شيئا من القسوة على المخالف فلم يستسغه، بل ربما قال: "يتكلم في إخوانه ويسكت عن أعدائه"! فليعلم أن الأصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللين والرفق.


لكن إذا كان المنكر لا يغيَّر إلا بنوع من الخشونة فلا بأس باستعماله، ولو كان مع المسلمين، ألا ترى أن الله أباح القتال لذلك، وليس فوق القتال خشونة، فقال سبحانه: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ ﴾.

وقد يشتد المؤمن في إنكاره على أخيه أكثر منه مع عدوّه، ألم تر كيف لاَنَ موسىعليه السلام مع فرعون، واشتد على أخيه هارون عليه السلام، حتى كان منه ما قصه الله تعالى بقوله: ﴿ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ﴾، فهل لأحد أن يحتج عليه بالولاء والبراء، متهِما له بأنه يبسط لسانه ويده على أخيه ويلطف بالطواغيت؟! بل ربما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعنِّف العلماء من أصحابه إذا أخطأوا أكثر من غيرهم، وخذ على سبيل المثال قوله لمعاذ حين أطال الصلاة بالناس: أفتّان أنت يا معاذ؟! متفق عليه، ويقابله تلطفه بالأعرابي الذي بال في المسجد كما في صحيح البخاري وغيره. وقال لأسامة بن زيد حين قَتل في المعركة مشركا بعد أن نطق بكلمة التوحيد : يا أسامة! أقتلته بعدما قال:لا إله إلا الله؟! قال أسامة: " فما زال يكررها حتى تمنيتُ أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم ".

وقد استفاد أسامة من هذا التعنيف في النصح أيام الفتنة التي كانت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، فأورثه توَرُّعا عن دماء المسلمين، قال الذهبي ـ رحمه الله ـ:" انتفع أسامة من يوم النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ يقول له : كيف بلا إله إلا الله يا أسامة؟! فكفَّ يده، ولزم بيته، فأحسن "(السير (2/500ـ501).).


قلت: الله أكبر! ما أعظم التربية النبوية! وما أحقر التربية الحزبية! التي مِن يوم أن حرَّمت أصل ( الرد على المخالف ) وأبناؤها لا يتورَّعون عن دماء المسلمين، اتَّخذوها هدرا باسم الجهاد، ولا تكاد تقوم فتنة إلا وهم وَقودها أو موقدوها، هذه نتيجة مداهنة بعضهم بعضا لوهْم الاشتغال بالكفار!!
ولذلك قال ابن تيمية: " المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نَحمد معه ذلك التخشين "(مجموع الفتاوى (28/53ـ54).).


ثم إن الشدة المسلوكة مع المسلمين أحيانا، باعثها الغيرة عليهم من أن يُرَوا ملطخين بشيء من القاذورات، والسعي في تمتين الصف وسدّ خروقه حتى لا يُؤتى من قبله، فليُعلم.

ولهذا قال العلامة عبد العزيز بن باز تحت عنوان: الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتّاب: " ولا شك أن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالتحذير من الغلوّ في الدين، وأمرت بالدعوة إلى سبيل الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ولكنها لم تهمل جانب الغلظة والشدّة في محلّها حيث لا ينفع اللين والجدال بالتي هي أحسن؛ كما قال سبحانه: ﴿ يَأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ وقال تعالى: ﴿ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَلاَ تُجادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ الآية، أما إذا لم ينفع واستمرّ صاحب الظلم أو الكفر أو الفسق في عمله ولم يبال بالواعظ والناصح، فإن الواجب الأخذ على يديه ومعاملته بالشدة وإجراء ما يستحقه من إقامة حدّ أو تعزير أو تهديد أو توبيخ حتى يقف عند حدّه وينزجر عن باطله "
( مجموع فتاوى ومقالات متنوّعة للشيخ عبد العزيز بن باز (3/202ـ203)).

***********************

أعلم أن الموضوع سيطول ولكن ليعلم كل قارئ أن ما أنقله ستتم به الفائدة بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
وصمة في جبين الطائف @ بن سلمان @ الطائف 9 08-26-2008 05:07 PM
الإصغاء إلى الذات.. مهم للغاية ورد الجوري التنمية البشرية وتطوير الذات 2 04-19-2008 10:34 PM
منهج تسير عليه في حياتك ام مشعل الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 4 06-11-2006 10:20 PM
اسماء لا معة في جبين المنتدى بنت البادية الــمـنـتـدى الـعـام 8 10-29-2005 07:17 AM


الساعة الآن 07:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by