هل ستشعلها أسرائيل ؟

[ابن ابي محمد]

هل ستشعلها أسرائيل ؟ هل ستشعلها أسرائيل ؟ هل ستشعلها أسرائيل ؟ هل ستشعلها أسرائيل ؟ هل ستشعلها أسرائيل ؟

تقارير >تقارير و مقالات
http://www.islammemo.cc/Tkarer/Tkare.../16/91991.html



هل تشعل إسرائيل حربا مجنونة ؟

عــصــام زيــدان
Essam_zedan30@hotmail.com

غزة..بيروت..طهران..هل تكون هدفا لحرب إسرائيلية مجنونة خلال الأيام القليلة القادمة؟
هذا هو السؤال الذي من أجله استدعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بداية الشهر الحالي مستشاريه في قصر الإليزية، وعددا من الخبراء والمختصين، واستوضحهم بشأن التداعيات المحتملة لحرب إسرائيلية يمكن أن تشمل المدن الثلاثة سالفة الذكر.
هذا الاجتماع جاء على خلفية تقارير المخابرات الفرنسية التي تتحدث عن هجوم إسرائيلي متوقع خلال شهري ديسمبر 2009 ويناير 2010، يستهدف البرنامج النووي الإيراني، يعقبه هجوم إسرائيلي واسع على معاقل حركة حماس في غزة, وحزب الله في الجنوب اللبناني، من أجل تعطيل قدرات الحركة والحزب عن دعم إيران في هذه المواجهة.(موقع العربية نت ـ 1/12)
التداعيات والمعطيات, للأسف, كلها تشير إلى أن هذا السيناريو يكتسب مصداقية كبيرة, لدى كافة الأطراف المعنية به مباشرة, وهي إسرائيل, حماس, إيران, حزب الله, وباتت هناك جبهة تسخين, ربما استعدادا لهذه الحرب, أو محاولة من قبل بعض هذه الأطراف لممارسة الردع الإعلامي لتجنب هذا المصير المظلم لمنطقة الشرق الأوسط كلها.
دعونا نتأمل في هذه المعطيات, ودلالتها, ولنبدأ بإسرائيل, حيث صرح رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي عاموس يدلين بأن "الهدوء الذي يسود المناطق الحدودية في الشمال تجاه لبنان والجنوب تجاه حماس، لا يعود إلى قوة الردع التي حققها الجيش في حربي لبنان وغزة"، مشيرا إلى أن"هذه المناطق هادئة لأن الأعداء على طرفي الحدود يستغلون هذا الوضع لمواصلة تسلحهم وتعاظم قدراتهم العسكرية، فيما المستفيد الأكبر من هذا الوضع هم إيران وسوريا وحزب الله بحيث باتوا قادرين على تهديد منطقة تل أبيب الكبرى والمدن المجاورة لها بقوة ما هو معروف بنيران الأسلحة منحنية المسار التي يملكونها".
وأشار يدلين، في المؤتمر الذي عقده معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إلى أن إيران تمكنت خلال هذا العام من إنتاج كمية من اليورانيوم المخصب في المنشأة النووية في "نطانز" والتي تكفي لتصنيع أول قنبلة نووية، فيما المنشأة النووية التي كشف عنها قرب مدينة قم تشكل إشارة إنذار لكل من اعتقد أن البرنامج النووي الإيراني يحمل طابعا مدنيا", واعتبر أن إيران تقوم بتطوير قدرات عسكرية سوف تتيح الاختراق إلى الأمام بناء على قرارها.
وختم بقوله:"سوريا وإيران وحزب الله هي المنظمات الإرهابية الثلاث الوحيدة في العالم التي تمتلك صواريخ أرض ـ أرض, ولديها القدرة على تهديد منطقة تل أبيب الكبرى, وتحاول حماس في الفترة الأخيرة امتلاك نفس هذه القدرات".(السياسة الكويتية ـ 6/12)
أضف إلى هذه التصريحات, التي لا تحتاج إلى كبير مجهود لتحليلها, والربط بين أطرافها وعناصرها, تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي من خطر اندلاع مواجهات قريبة مع حماس، في ظل التقارير الاستخبارية الإسرائيلية التي تتحدث عن تعاظم القدرات العسكرية للحركة حتى أضعاف ما كانت عليه قبل الحملة العسكرية الأخيرة المسماة بـ "الرصاص المصبوب".
ولفت أشكنازي إلى أن "الهدوء النسبي بين إسرائيل وقطاع غزة قد ينتهي في كل لحظة", مضيفا أنه "لا يمكن لنا أن نعيش بالأوهام، فعلى الرغم من وجود هدوء نسبي عند الحدود الجنوبية مع غزة إلا أن الوضع يمكن أن يتغير، في خلال الأيام المقبلة".
وأضاف, في حديث أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، أن حزب الله لديه صواريخ ذات مدى ٣٢٠ كيلومترا يمكنها أن تصل إلى جنوب البلاد, وتعهد بشن عدوان واسع على لبنان لتقويض قدرة هذا الحزب على تهديد إسرائيل.
أما وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك فقد صرح أثناء المناورات الإسرائيلية ـ الأمريكية المشتركة التي أجريت أخيرا، بأن إسرائيل تستعد لمواجهة التهديدات في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان حاليا, مشيرا إلى أن هذه المناورات تساهم في تعزيز قدرة إسرائيل على إقامة منظومة دفاعية متعدّدة الطبقات لاعتراض صواريخ قصيرة وبعيدة المدى على حد سواء.
وبالطبع لا يمكن أخذ هذه التهديدات الإسرائيلية الأخيرة على غير محمل الجد، لأن المناورات العسكرية الأخيرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي، مع الولايات المتحدة, ثم مع قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا تعني سوى شيئا واحدا، وهو أن الجيش الإسرائيلي يحاول الوصول إلى مستوى جهوزية يمكنّه من حسم المعركة على الجبهات الثلاث, بدعم كامل من الولايات المتحدة وقوات الناتو.
كما أن الخبراء الإسرائيليين يعتبرون الانتظار كثيرا يقتل الحلم بإنهاء وتقويض النووي الإيراني، لأن المعلومات كلها تتقاطع على أن إيران سوف تتمكن من امتلاك كمية كافية من اليورانيوم تكفي لصنع أول قنبلة إيرانية، خلال أشهر معدودة, وبعدها سيكون الحديث عن تدمير الحلم الإيراني حلم في حد ذاته, وقد دعم هذه رؤية هؤلاء الخبراء تقرير صحيفة التايمز البريطانية والذي نشرته في يوم الاثنين(14/12), والمتعلق بخطة إيرانية لاختبار مكون نهائي لصنع قنبلة نووية خلال أشهر معدودة, وهو التقرير الذي لاقى استحسانا من قبل الاستخبارات الأمريكية.
أما المعطيات على الجانب الإيراني, فهي كثيرة, نشير لأخرها, والتي جاءت في صورة واضحة لا تحتمل اللبس أو الغموض, حيث أجرت تجربة لإطلاق صاروخ بعيد المدى في يوم الأربعاء (16/12)، هو صاروخ "سجيل 2 المعدل" الذي يتمتع بمدى أبعد من صاروخ شهاب، الذي قال مسئولون إيرانيون في السابق أن مداه قد يصل إلى 2000 كيلومتر, ومن شأن هذا أن يضع إسرائيل وكافة القواعد الأمريكية في الخليج في متناول العسكرية الإيرانية.
حركة حماس, أيضا, لم تترك الفرصة تمر دون التأكيد على موقفها, مؤكدة أنها ستؤيد إيران إذا هاجمتها إسرائيل, حيث تحدث خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة بلسان مختلف وبتعبير مصكوك حديثا عن "المقاومة الإقليمية", وقال نصا: إن "جماعات إسلامية ستقاتل إلى جانب إيران إذا تعرضت لهجوم من إسرائيل".
وأضاف خلال زيارته الأخيرة لإيران إن جميع الجماعات الإسلامية ستكون جبهة موحدة مع إيران ضد إسرائيل إذا أقدمت على مهاجمة طهران, مشيرا إلى "إن الجميع أعضاء في جسد واحد, وسيقاتلون جميعا العدو المشترك, وأن كيفية ذلك سيحددها الزعماء وفقا لقدرات كل جماعة", مؤكدا "أن إسرائيل خطر على منطقة الشرق الأوسط بأسرها وأن المقاومة الإقليمية سيكون لديها القدرة على مواجهة هذا الخطر". (رويترزـ 15/12)
هذه الدلالات والمعطيات جميعها, تتقاطع,أيضا, مع تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن, والذي تحدث عن سيناريو معد لعبور المقاتلات الإسرائيلية الأجواء التركية، في اتجاه شمال العراق، ومن هناك إلى إيران لضرب منشآتها النووية.
وعلى ضوء هذه التقارير الأمريكية, وفي إطار الاستعدادات لهذه الحرب, يمكن أن نفهم تهديدات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بأن إسرائيل ستتلقى ردا تركيا مزلزلا في حال انتهاكها للمجال الجوي التركي، نافيا حدوث أي اختراق سابق من إسرائيل بهدف التجسس على إيران, ومشيرا كذلك إلى أن بلاده منعت إسرائيل من المشاركة في مناورات عسكرية سنوية في تركية، لتبلغها رسالة بأنها لا تستطيع تحت أي ظرف أن تستخدم علاقاتها مع تركيا كورقة في عدوانها على أي طرف ثالث, مؤكدا أن تركيا لن تقف محايدة أو مكتوفة الأيدي في هذه الحالة.(موقع أخبار سوريا ـ 9/12)
نعم, ثمة عقبات قد تواجه هذا السيناريو الأسود منها, على سبيل المثال, احتمال تحرك القوى الشيعية العراقية ضد القوات الأمريكية في العراق، مع احتمال أن تستهدف إيران كذلك آلاف الجنودالأمريكين الموجودين هناك.
أضف إلى ذلك غياب المعلومات الاستخبارية الدقيقة، إذ لا توجد معلومات دقيقة حول منشآت إيران السرية لتخصيب اليورانيوم، ما يعني أن إسرائيل ستهاجم المواقع المعروفة، ومن ثم بقاء خطط إيران لتخصيب اليورانيوم في مواقعها السرية من دون ضرر, وهو ما يعني في النهاية فشل الهجوم الإسرائيلي الهادف لإعاقة إيران عن الوصول لأهدافها النووية, وإن كان سيعرقله لبعض من الوقت.
وأيضا, من بين العقبات, مناعة وشدة تحصينات الأماكن المعلنة التي تقوم فيها إيران بأنشطتها النووية المعروفة, وقوة المنظومة الصاروخية الإيرانية التي يمكن أن تكلف إسرائيل غاليا, خاصة في حال استخدمت قواتها الجوية في هذه الحرب, وصعوبة فتح ثلاث جبهات دفعة واحدة, كل منها له قوته الذاتية التى ترهق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
ولكن التعويل على حنكة أو فهم الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو, وهي حكومة يمينية متطرفة من رأسها لأخمص قدميها, لا يمكن أن تسير إلا في اتجاه الحرب, ولا تدع الباحث يطمئن كثيرا إلى رؤيتها لهذه المعوقات, ومعرفتها بمدى تأثير هذه الحماقة على مستقبل المنطقة بأكملها.
ترى هل تنتحر إسرائيل بهذه الحرب المجنونة, أم ستجر المنطقة كلها لشفير الهاوية؟