شجر العرعر

[الحاج سلام]

شجر العرعر شجر العرعر شجر العرعر شجر العرعر شجر العرعر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من اشجار الجبال المألوفة في المنطقة شجر العرعر

واحدته عرعرة ,وهي اشجار تنمو في اعالي الجبال وتزيد كثافتها كلما ارتفعت المنطقة ,

والعرعر من فصيلة الصنوبريات , واوراقه مثل اوراق الصنوبر ولكن اعواده لا تستقيم استقامة الصنوبر في اغلبها ,

ونستطيع ان نصفه بالصنوبر البري واشجاره لا ترتفع مثل اشجار الصنوبر , وان كانت تبلغ بضعة امتار .

وقد رأيت من ذكر بأن العرعر اصناف عديدة , وان شجر العرعر منه الانثى ومنه الذكر , واحسب انهم قصدوا بكثرة اعداد اصناف العرعر , اصناف الصنوبر الذي يعد العرعر من فصيلته .
والعرعر من اكثر الاشجار تعميرا وربما بلغ عمر بعض اشجاره مئات السنين ,

وخشب العرعر ثقيل وجيد تتعدد استعمالاته . وتنتخب الجيدة من الاعواد للاستعمال في البناء والنجارة .
ولكن الاستخدام الاكثر لها هو استعمالها دعائم لاشجار العنب وهو ما يسمى( بالقعيد) .

وذلك ان مزارعي العنب في المنطقة يضمون خمسة الى ستة اعواد اطوالها ما بين المترين الى الثلاثة في حزمة على شكل شجرة وتدفن اسافلها في حفرة تثبيتا لها ومن ثم تجعل هذه الحزم المغروسة صفوفا بقدر سعة بستان العنب وتترك لتمتد عليها اغصان الكرم وتتعلق عليها وبينها العناقيد ,

^












حيث يباع منها مئات الآلاف لهذا الغرض , وهو ما اثر تأثيرا عظيما على تناقص اعداد هذه الشجرة مع عوامل عدة اخرى اهمها الجفاف وعوامل الثلوث .
والعرعر شجر ظليل جميل , تنعش المستظل به رائحته العبقة , ويزداد نشرها عبقا عندما تصيبها السماء .












وللعرعر استخدامات طبية كثيرة , بل يعتبر من اشهر الاشجار في هذا الباب حيث تستخدم كل اجزائه تقريبا , وقد خص عالم النبات السعودي الاستاذ الدكتور جابر القحطاني , العرعر بعنوان في موسوعته الطبية و شرح فيه كامل فوائده الطبية لمن اراد ان يطلع على ذلك .
وقد رأيت من خلط بين العرعر هذا وبين الصنوبر والسرو والارز .

و مع ان هذه كلها قريبة بعضها من بعض الا ان العرعر نبات جبال السروات له شكله الخاص به .












وقد ورد اسم العرعر في كتب النبات ومعاجم اللغة حيث جاء في كتاب النبات لابي حنيفة احمد بن داود الدينوري المتوفى حوالي عام (282) رحمه الله . ان القطران الذي يتخذ منه بارض العرب يتخذ من ثلاث شجرات وهي العرعر والعتم والتألب ...ثم ذكر انه يتخذ من عروق هذه الشجر و اعجازها فقط .ثم وصف طريقة استخراجه مما هو خارج عن بحثنا هنا . ثم ذكر ان قطران العرعر اجوده وهو يشفي العر ويلين الجلد .
ثم قال : وفي قطران العرعر يقول المرار ووصف جمله:
تفصد ذفراه بجون كأنه * سمام جراد او عصارة عرعر .
وفي لسان العرب . العَرْعَر شجرالسرو فارسيَّة.
والمشهور أن العرعر شجر لا ساق لهُ يشبه السرو ينبت بالجبال.
وقوله لا ساق له فيه نظر اذ للعرعر سوق وان كان بعضه بنمو من اصل واحد ة عدة اعواد هي بمثابة السوق .







وفي القاموس المحيط . والعَرْعَرُ شَجَرُ السَّرْوِ، فارِسيَّةٌ،
وقال الأَصمعي : : من أَشجارِ الجبالِ العَرْعَرُ والظيَّاّنُ والنَّبّعُ والنَّشَمُ.
كما جاء ايضا في اللسان لابن منظور : العرعــــــر, شـــــجرٌ يقالُ له الساسَم , ويقال لهاالشيزى , ويقال: هو شجرٌ يعمل بهالقطران,ويقال:هوشجرعظيم جبلي لايزال أخضر تسميه الفُرس السرو.
وقال أبو حنيفة : للعرعر ثمرأمثال النبق، يبدو أخضر ثم يبيض ثم يسود حتى يكون كالحُمم ويحلو فيؤكل واحدته عرعرة .







قلت عندما ذكر ابن منظور ان العرعر فارسية , قصد كلمة عرعر وانها غير عربية , وقد رأيت ابن فارس في مقاييس اللغة اورد كلمة عر , والعرعرة بضم العينين وبفتحهما , ثم اورد ان العرعر شجر ولم يشر الى ان الاسم فارسي , والفصل في ذلك لاهل التخصص .


وقد اورد الازهري المتوفى عام (370) هجرية في كتابه معجم تهذيب اللغة , قول ابن الاعرابي : والعرعر شجر يقال له الساسم , ويقال له الشيزى , وهو شجر يعمل منه القطران .
وثمار العرعر معلومة وقد وصفها ابو حنيفة في مراحل نموها . ومما قرأته ان القرود تأكل هذه الثمار فتعالج معدتها النواة التي بداخلها , حتى اذا خرجت في فضلاتها تكون مهيأة للانبات . لان غلاف البذرة صلب يعيق خروجها وانباتها . وهذا من التكامل والتوازن البيئي الذي اشرنا الى اهميته في مقال , وانبتنا فيها من كل شيئ موزون .
كما اشار ابو حنيفة الى مزية كبرى لشجر العرعر الا وهي اهميته في صناعة القطران , و يعتبر والى الان قطران العرعر من افضل انواع القطران .
وقد نقل الصاغاني في العباب الزاخر عن ابي حنيفة الدينوري قوله : ان : للعَرْعَرِ وَرْسٌ، ولا يكون إلاّ في عَرْعَرَةٍ جَفَّتْ من ذاتِها، فَيوجدُ بَيْنَ لِحائها والصَّمِيْمِ وَرْسٌ، إذا فُرِكَ انْفَرَكَ، ولا خَيْرَ فيه، ولكن يُغَشُّ به الوَرْسُ . يقصد بذلك اللون الاصفر الذي كانت تصبغ به الملابس .
والسلام عليكم ورحمة الله .
كتبه لكم الحاج سلام الثمالي .