حضارة اليوم !!!

[بن وافي]

حضارة اليوم !!! حضارة اليوم !!! حضارة اليوم !!! حضارة اليوم !!! حضارة اليوم !!!

إن السائر في مجتمعات الإنسانية اليوم ليرى العجب العجاب
من تفشي الظلم والظلمات والأمراض النفسية والانتحار والقلق والخوف
والشذوذ والعربدة والعقلانية المضللة والسياسات الهوجاء والتنافس
غير الشريف على المصالح والمنافع و التكالب على المتع والشهوات الرخيصة
وكأن العقل مغيب والفكر مختل و العقلاء والمفكرون وان وجدوا هم رسل
في صحراء يصدق فيهم قول الشاعر

لقد أسمعت لو ناديت حيـا ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفحت بها أضاءت ولكن تنـفـخ في رماد

ويصدق على هذه المجتمعات قول القائل

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

فهل يا ترى العقل نعمة أم نقمة وهل الإكباب على الوجه في السير أفضل
أم المشي على صراط مستقيم ولم يا ترى اختارت حضارة القرن الحادي والعشرين
الطريقة الأولى لحياتها الاجتماعية والسياسية بينما أصلت الطريقة الثانية
في أنظمتها الحضارية الأخرى

لكن العاقل عندما يتأمل في شريعة الإسلام يجد أن الخلاق العليم
وجه المجتمع الإنساني بنصفيه إلى التكامل والتساند وذلك بما خص به
كلا منهما من خصائص تمكنه من المشاركة النفعية التبادلية التي
هي أساس الحياة الاجتماعية السليمة تلك الحياة التي لا تكون المادة فيها
إلا كزيت لسير محرك يخفف الضجيج ويزيد الأداء
والعمل التخصصي هو أساس أي حضارة وهو المبدأ الذي لا تخطئه العين
في المصانع والمستشفيات وسائر أجهزة الدولة الأخرى لكن الحضارة الحديثة
وعبر تأليهها للبشر – بجعلهم مصدر التشريع وجهة التحاكم –
تعامت عن هذا التخصص الاجتماعي وأحالت كلا النصفين إلى منافس
للنصف الأخر يسعى جاهدا إلى تحجيم دوره أو الحد منه بدلا من الاستفادة التعاونية
بينهما والإسلام دين للحياة اختاره من سواها سبحانه ليكون ناسخا
لجميع الأديان السابقة وصالحا لكل زمان ومكان وذلك بوضعه للخطوط العريضة
وترك الحرية للعقول لتختار التفاصيل المنضبطة بتقوى الخالق والاستعداد للقائه
واللبيب لا يحمل الدين أوزار معتنقيه الذين قل منهم من لا تتقاذفه أمواج الجهل
والهوى والشهوة والتبعية بل وحتى الفرعونية

والعاقل يبحث عن مصادر العلم ويفاضل بينها وينزل الدين في مكانه
الذي يليق به كأحد مصادر العلمين المشاهد و الغيبي لأنه بلا علم تتحول الأحكام
إلى ظنون وأوهام

وحضارة اليوم هي حضارة ذكرية صرفة لا ترقى حتى إلى مصاف الرجولة فضلا
عن أن يكون للأنوثة والأمومة فيها نصيب مهما رفع منظروها من شعارات
التحرير والمساواة لأنهم عطلوا فيها أهم وظيفة للمرأة ألا وهي الأمومة
وقصروها على مجرد المتعة التي لا تقيم وزنا حتى للأنوثة فهم ببساطة
حرروا الوصول إليها متى ما أرادوا ذلك مع مساواتها بالذكر في تحمل
الأعباء المعيشية فمسخت فطرتها لتصبح نصف ذكر واكتوت المجتمعات
والحكومات المعاصرة بنار الكهولة وقلة الخصوبة مع ما صاحب ذلك
من انحلال خلقي وتفكك اسري

أما اللطيف الخبير سبحانه الذي أبدع خلق كلا من النصفين فجعل كلا منهما
فريدا من نوعه في كافة الميادين النفسية والعقلية والروحية والجسدية
جعل تعاليم الإسلام تقيم الحواجز المنيعة بين النصفين ونظم العلاقة بينهما
وساوى بينهما في الأجر وان اختلفت المهام مع تحرير كلا من الطرفين
من مسؤوليات الطرف الأخر فأقام بذالك عالما للرجال وأخر للنساء
وجعل التفاعل بينهما تفاعلا مثمرا ينعكس إيجابا على الفرد والمجتمع والدولة

ولعلى استعرض بعض ما وهبه لنا الإسلام نحن بنات حواء من مزايا

أولا:- جمعه صلى الله عليه وسلم بين المرأة واليتيم في ما جاء
في مسند الإمام احمد وسنن البيهقي والنسائي وابن ماجة ومستدرك
الحاكم عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«اللهم إني أحرج حق الضعيفين : اليتيم والمرأة».
ومعلوم من الشريعة أن الجمع يقتضى التلازم في الحكم والجزاء فالضعف
في الدنيا هو قوة في الآخرة وقد اعذر من انذر وهو بذلك فخ لأصحاب
أنصاف العقول وأنصاف المتعلمين وأنصاف المتقين

ثانيا:- ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في جامع المسانيد و المراسيل
عن أَسْمَاءَ بنت يزيدِ الأَنْصَارِيَّةِ مِنْ بَني عَبْدِ الأَشْهَلِ :
«أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي
يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إلَيْكَ، وَٱعْلَمْ ـ نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ ـ أَنَّهُ مَا مِنِ ٱمْرَأَةٍ كَانَتْ فِي شَرْقٍ وَلاَ غَرْبٍ سَمِعَتْ بِقَوْلِي هَذَا أَوْ لَمْ تَسْمَعْ إلاَّ وَهِيَ عَلىٰ مِثْل رَأْيِي، إنَّ اللَّهَ تَعَالىٰ بَعَثَكَ إلىٰ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ كَافَّةً، فَآمَنَّا بِكَ وَبِإلَهِكَ،فَإنَّا مَعْشَرُ النِّسَاءِ مَحْصُورَاتٌ، قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ، وَنَقْضِي شَهَوَاتِكُمْ، وَحَمَّالاَتُ وَحَامِلاَتُ أَوْلاَدِكُمْ، وَإنَّكُمْ مَعْشَرَ الرِّجَالِ! فَضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ،
وَعِيَادَةِ الْمَرْضىٰ، وَشُهُودِ الْجَنَائِزِ وَالْحَجِّ بَعْدَ الْحَجِّ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
فَإنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إذَا خَرَجَ حَاجّاً وَمُعْتَمِراً أَوْ مُرَابِطاً حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ،
وَغَزَلْنَا أَثْوَابَكُمْ، وَرَبَّيْنَا أَوْلاَدَكُمْ، أَفَمَا نُشَارِكُكُمْ فِي هَذَا الْخَيْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ!
فَٱلْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلىٰ أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ كُلِّهِ ثُمَّ قَالَ:
هَلْ سَمِعتمْ مَقَالَةَ ٱمْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مُسَاءَلَتِهَا عَنْ أَمْرِ دِينهَا مِنْ هَذِهِ؟
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱمْرَأَةً تَهتَدِي إلىٰ مِثْلِ هَذِهِ،
فَٱلْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: ٱنْصَرِفِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ وَأَعْلِمِي مَنْ وَرَاءَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حْسْنَ تَبَعُّلِ إحْدَاكُنْ لِزَوْجِهَا،
وَطَلَبَهَا لِمَرْضَاتِهِ ، وَٱتِّبَاعهَا مَرَادِهُ يَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ، فَأَدْبَرَتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ ٱسْتِبْشَاراً» .
وهذا والله هو عين التميز أيكون في الرجل شركاء متشاكسون يسعى
لإرضائهم ويتعب لإسعادهم وتكون بنت حواء إن كانت ذات بعل سلما لرجل

ثالثا :- وضع مسؤولية التكسب عنها فهي وان كانت غنية طاعمة كاسية
من لحظة ولدتها وحتى مماتها يتعاقب على الإنفاق عليها الأب والأخ والزوج
والابن والحفيد فهي تنشأ في الحلية تشب فيها وتشيب عليها

رابعا :- أمر من حولها من الرجال بالتلطف معها وإكرامها أيا كانت درجة
قرابتها فنحن لا يكرمنا إلا كريم ولا يهننا إلا لئيم وخير الرجال خيرهم لأهله

ولعمري لم تخص المرأة بكل هذا إلا لتتفرغ بكل طاقتها وتتوجه بكامل
قدراتها لوظيفتها الأساسية إلا وهي الأمومة وتربية النشا وتتخذ من حسن
التبعل سلما ترتقي به إلى مراتب المتقين ومنازل الصالحين
عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« إذا صلّت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ،
قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت » . رواه احمد في مسنده
ثم إن الإسلام أقام حول المرأة سرادقا من الأحكام المنظمة لعلاقتها
بمن حولها كأحكام الاستئذان والقذف وتحديد المحارم ومنع الاختلاط والأمر
بغض البصر وعدم إظهار الزينة والحجاب بل قد حرم التشبه ونهى عن تمني
ما للغير قال تعالى « ولا تتمنوا ما فضل الله يعضكم على بعض للرجال
نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وأسالوا الله من فضله »
ثم تأتي حضارة اليوم التي يوجهها أنصاف الرجال لتغرر بالمرأة على
صعيدين احدهما منازعتها للرجل ما اختصه الله به والثاني حرية التعري
والاختلاط تحت شعرات الحرية والمساواة مدعين أن نصف المجتمع معطل
ويحتاج إلى برامج إنمائية وهم من اهلك الحث والنسل ونظرة واحدة إلي
أحوال أهل بلاد الحرية لتغني عن تسويد الصحائف في ذمهم والتنقص منهم
وتسفيه أحلامهم و رائهم
أختاه اختاري لنفسك فهؤلاء هم والله الدعاة على أبواب جهنم من أجابهم
قذفوه فيها فإياك والاغترار بكثرة المجبين و شعارات الداعين ولا تيئسي
من النهوض ولو تكرر السقوط لان الأعمال بالخواتيم ومن يضحك أخيرا يضحك
كثيرا قال تعالى
« فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأرائك يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ »

تحياتي
م/ن

[without names]

جزاك الله كل خير اخوي
الاسلام مع العلم والتطور
والحضارة في جميع النواحي// نعمة لمن استغلها بشكل صحيح
ونقمه لمن اساء استخدامها
وشكرا..........

[بن وافي]

without names
شكرا
لمرورك العطر

ودمت بود

[العميد15]

جزاك الله الف خير اخوي بن وافي والله يصلح الجميع

[@ بن سلمان @]

يعطيك العافية بن وافي

[بن وافي]

العميد 15
بن سلمان

يسعدني مروركما العطر
دمتما بود