أستشارات طبية

[صقر قريش]

أستشارات طبية أستشارات طبية أستشارات طبية أستشارات طبية أستشارات طبية

أستشارات طبية
د. حسن محمد صندقجي

* الكالسيوم والرجال
* هل يحتاج الرجال إلى تناول حبوب الكالسيوم وفيتامين «دي»، وما أفضل الأنواع منها؟
حامد فؤاد - مصر.
- هذا ملخص سؤالك. وللمساعدة في الحفاظ على بناء أنسجة العظم بشكل صحي قوي، يُنصح الرجال، فيما بين سن 19 إلى 50 سنة، بتناول حوالي 1000 مليغرام من معدن الكالسيوم يومياً. ومن هم فوق عمر 50 سنة، يُنصحون بتناول 1200 مليغرام في اليوم. والأصل في حصول الجسم على الكالسيوم هو الغذاء. ولا ينبغي، في النصح الطبي، تناول حبوب دوائية تحتوي على الكالسيوم إلاّ حينما لا تتوفر للجسم الكمية اليومية اللازمة من الكالسيوم عبر تناول الغذاء اليومي للشخص. وعلينا تذكّر أن للنصائح الطبية دقّة في صياغة عبارتها. ولأن المهم هو «تزويد الجسم» بالكالسيوم الكافي، فإن مجرد تناول الكمية اللازمة من الكالسيوم لا يعني بالضرورة وصولها إلى داخل الجسم. والسبب أن هناك عملية الهضم وامتصاص الأمعاء للكالسيوم الموجود في الطعام. وعملية الامتصاص هذه تتطلب توفير الظروف المناسبة لإتمامها. ولذا فإن تناول بعض المواد المُعيقة لامتصاص الكالسيوم، أو عدم تناول المواد التي تُساعد على سهولة امتصاص الكالسيوم، هما أمران شبيهان في التأثير بتناول كميات قليلة من الكالسيوم، لأن النتيجة واحدة. أي عدم تزويد الجسم بالكمية اللازمة من الكالسيوم.
وفيتامين «دي» أحد العوامل المُساعدة على سهولة امتصاص الأمعاء للكالسيوم. والنصيحة الطبية هي تناول الرجل فيما بين عمر 19 و 50 سنة لحوالي 200 وحدة دولية من فيتامين «دي»، ومن هم فوق الخمسين، لما بين 400 و 600 وحدة دولية. ولو أمكن تناول ما بين 800 إلى 1000 وحدة دولية لكان أفضل لصحة عظم الرجل في أي عمر كان.
ويتوفر كل من الكالسيوم وفيتامين «دي» في الحليب ومشتقات الألبان، وخاصة الأنواع المُعززة بهما. ومن المنتجات الغذائية الغنية بالكالسيوم، السبانخ والبروكلي والخس والملوخية وأسماك السردين والسلمون والتونا.
ومن المهم التذكير بنصيحة رابطة طبّ الجلد الأميركية بأن المصدر الأفضل لتزويد الجسم بفيتامين «دي» هو الغذاء، وأن لا يُلجأ إلى تعريض الجلد لأشعة الشمس كمصدر وحيد لتوفير هذا الفيتامين في الجسم.
كما أن علينا تذكّر أن الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بنقص فيتامين «دي» هم الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم، وكبار السن، ومن لا يتعرضون بشكل كاف لأشعة شمس الصباح أو قُبيل المغيب، ومن لون بشرتهم غامق، ومن لديهم اضطرابات في قدرات الأمعاء على امتصاص الدهون، كمرضى الكبد أو البنكرياس أو التهاب الأمعاء الدقيقة أو من يتناولون أدوية تُعيق امتصاص الدهون، مثل عقار «زينيكال».
أما بالنسبة لأفضل أنواع الحبوب الدوائية للكالسيوم، أو فيتامين «دي»، فعليك سؤال الطبيب في مدينتك حول ما هو متوفر من أفضل أنواعها.
* التهاب البروستاتا والجنس
* إذا كان لدى الشخص التهاب في البروستاتا، فهل الأفضل عدم ممارسة العملية الجنسية؟
و. و. – جدة.
- المهمة الأساسية للبروستاتا في جسم الرجل هي تكوين السائل المنوي الذي يتم قذفه عند نهاية الجماع. وهذا السائل يحتوي على الحيوانات المنوية التي تُنتجها الخصية. ووفق التقسيم الطبي، هناك ثلاثة أنواع من التهاب البروستاتا. وتشترك جميعها في التسبب بأعراض تكرار الاضطرار للتبول، والألم أو الحرقة أثناء التبول، مع ألم أو ثقل في أسفل الحوض أو أسفل الظهر، وألم أثناء القذف. النوع الأول، هو التهاب بكتيري حاد، والثاني، التهاب بكتيري مزمن، والثالث التهاب مزمن غير بكتيري. وفي النوع الأول والثاني تتطلب المعالجة تناول المضادات الحيوية لمدة زمنية كافية، أي وفق إرشادات الطبيب المُعالج، بينما النوع الثالث لا يتطلب تناولها.
وخلافاً لما يظنه البعض، فإن من المهم جداً للمُصاب بالتهاب البروستاتا البكتيري تذكّر أن غالبية حالات التهاب البروستاتا الميكروبية لا تحصل نتيجة الاتصال الجنسي ولذا هي غير مُعدية، أي أنها لا تُعتبر من الأمراض الجنسية المُعدية. ومع ذلك هناك نسبة قليلة من تلك الحالات تنجم عن الإصابة بالميكروبات الجنسية المُعدية. وهذا ما يُحدده الطبيب حال مراجعته. والأسباب الشائعة لحصول التهاب حاد في البروستاتا هو وصول بكتيريا من الأمعاء الغليظة للرجل إلى أنسجة البروستاتا، ومن المحتمل أن تأتي البكتيريا من المثانة أو أنبوب الإحليل لمجرى البول في العضو الذكري. وقد يؤدي عدم معالجة الالتهاب الحاد في البروستاتا إلى حصول التهاب مزمن فيها. كما يسهم ركوب الدراجات أو الخيول أو حمل الأثقال، إلى حصول الالتهابات المزمنة في البروستاتا. وحول سؤالك تحديداً، فإن المصادر الطبية لا تصنف ممارسة العملية الجنسية حال الإصابة بالتهاب البروستاتا كأحد الأمور الضارة، أو الأمور التي تتسبب بسوء التهاب البروستاتا. بل على العكس تماماً، تُشير تلك المصادر، كنشرات الأطباء من مايو كلينك، إلى أن ممارسة العملية الجنسية بانتظام هو احدى الوسائل العلاجية التي قد تُفيد بعض المُصابين بها. أي مثل الحرص على شرب كميات كافية من السوائل يومياً، والحرص على عدم تجمّع البول في المثانة لوقت طويل من دون إفراغه، وتجنب الضغط على البروستاتا بالجلوس على مقاعد صغيرة للدراجات الهوائية، وغيرها. وعليه فإن تجنب ممارسة العملية الجنسية حال الإصابة بالتهاب البروستاتا، ليس ضرورياً إلا في حالتين. الأولى، حينما يُعاني المصاب بالتهاب البروستاتا من ألم حال القذف نفسه أو خلال العملية الجنسية. والثانية، حينما يكون الميكروب الذي تسبب بالتهاب البروستاتا من الأنواع التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي، وفي هذه الحالة يكون الامتناع عن ممارسة العملية الجنسية وسيلة لعدم نقل الميكروب إليها، إلى حين الفراغ من تناول العلاج والاطمئنان إلى زوال الميكروب.