بعد صيد "الأفاعي" وفرار "العصافير/ منقول.

[ابن ابي محمد]

بعد صيد "الأفاعي" وفرار "العصافير/ منقول. بعد صيد "الأفاعي" وفرار "العصافير/ منقول. بعد صيد "الأفاعي" وفرار "العصافير/ منقول. بعد صيد "الأفاعي" وفرار "العصافير/ منقول. بعد صيد "الأفاعي" وفرار "العصافير/ منقول.

بعد صيد "الأفاعي" وفرار "العصافير".. هل يفلح حصار غزة؟! الخميس21 من شوال

مفكرة الإسلام: "صيد الأفاعي" هو الاسم الذي اختارته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي أطلقته على عملية تصديها لقوات الاحتلال "الإسرائيلية"، التي تحاول التسلل إلى القطاع بين الحين والآخر، والتي أسفرت عن مقتل عدد من جنود الاحتلال وإصابة آخرين، فيما ارتقى بعض المجاهدين إلى منزلة الشهداء.

وهذه العملية كما أنها تشير إلى التطور النوعي في عمل المقاومة في مواجهة الاحتلال، فإن حماس قد جنت منها عدة مكاسب على المستوى السياسي، وتركت من ورائها إسرائيل تتخبط في ظلام دامس ميدانيًا؛ بعد أن فقدت كثيرًا من "العصافير" في غزة، كما تركتها سياسيًا في ورطة، فلن يكون حصار القطاع إلا سجنًا لها، قبل أن يكون شِعبًا للفلسطينيين...

"صيد الأفاعي".. وتطور العمل الميداني لكتائب القسام:

عملية صيد الأفاعي في جانب مهم منها تنبّه إلى التطوّر الميداني لكتائب القسام، فلم تعد عملية المواجهة الأرضية للاحتلال عملية نزهة برية للجنود "الإسرائيليين" تنتهي قبل أن تبدأ باستشهاد المجاهد الفلسطيني الذي يفزع على صوت الآليات ويهب ينتظر رصاصة الشهادة.

وليس يغيب عن الأذهان استشهاد 15 بطلاً من مجاهدي القسام دفعة واحدة في مواجهة مع الاحتلال في مارس من عام 2004 في مخيم النصيرات، حيث اعتلى حينها الصهاينة المباني العالية واندفع المجاهدين في أرض عراء لقتال الصهاينة في رغبة المشتاق لنيل الشهادة، وتناسوا في غمرة هذه الرغبة الهزيمة المعنوية وانكسار الأمة، وما يقابلها من رفع معنويات العدو "الإسرائيلي" وجنوده.

فقد أبرزت العمليات المتوالية المسماة بـ "صيد الأفاعي" مهارة غابت عن عناصر القسام وحرفية عالية في التصدي ومواجهة الاحتلال، وتكتيكًا عسكريًا متقنًا في المواجهات تجعل المجاهد مشروع شهيد نعم، وأيضًا يمثل حالة عسكرية فاعلة في مواجهة القوات الصهيونية، التي أصبحت تجد نفسها لا تذهب لتحصد أرواح المجاهدين وفقط، وإنما تذهب لتخوض مواجهة تُوقع في صفوفها خسائر مماثلة مثل التي توقعها في صفوف الكتائب المدافعة عن حق شعبها.

وقد شهد بهذا التطور العدو "الإسرائيلي" نفسه؛ حيث نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن الجنرال الصهيوني تشيكو تامير، قائد فرقة غزة العسكرية في جيش الاحتلال، قوله إن حركة "حماس" تقيم جيشًا في قطاع غزة، وأن قدراتها العسكرية "تتحسن يومًا بعد يوم"، كما أنها تحاول برأيه بناء المواقع المحصنة ومواقع ثابتة للصواريخ وحفر الأنفاق ونقاط المراقبة.

واتفق المحلل العسكري الصهيوني روني دانييل مع هذه الرؤية بتصريحه، الذي نقلته الإذاعة العبرية بعد ساعات من صيد الأفاعي: "إن الجيش يواجه في قتاله مع الخلايا الفلسطينية صعوبات جمة لم يعهدها من قبل، ولم يواجه مثلها إلا في حربه في الجنوب اللبناني".

ونقل دانييل شهادات جنود الاحتلال الصهيوني في الميدان، وتأكيدهم أنهم يواجهون خلايا منظمة، وأنها تقاتل بطرق متطورة جدًا، وتنصب الكمائن الخطيرة "وإذا أطلقت النار تصيب"، في إشارة إلى دقة تصويت مجاهدي المقاومة.

وقال دانييل في نهاية تقريره إن الجنود الصهاينة "لا يذهبون إلى نزهة في قطاع غزة بل يواجهون جيشًا نظاميًا حقيقيًا ومدربًا".

"صيد الأفاعي"... ومكاسب حماس السياسية:

من خلال عملية صيد الأفاعي تمكّنت حماس من حصد بعض المكاسب منها الآتي:

1ـ تأكيد نهجها المقاوم للاحتلال بعد إطلاقات وتكهنات عن تراجعها:

بعد فوز حماس في الانتخابات ودخولها المعترك السياسي بقوة تزايدت التكهنات المشيرة إلى أن حماس بصدد الصعود إلى أعلى المنزلق الذي ارتقته من قبل حركة فتح بقيادة الراحل ياسر عرفات.

وعقب السيطرة على غزة وتطهيرها من التيار الانقلابي وعلى رأسه محمد دحلان انتشرت موجه من الشائعات عن انغماس الحركة في دولاب العمل الخدمي والسياسي، وتراجع قدرتها على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأن الساحة خلت من عنصر فاعل.
وإن كنا نسلّم بأن العمل السياسي قد اخذ قسطًا من مجهود الحركة، وأن سيطرتها على غزة برغم المكاسب التي جنتها الحركة من ورائها، إلا أنها بحاجة إلى مراجعة نقدية بناءة.. مع ذلك جاءت "صيد الأفاعي" لتزيح تلك الترهات التي أحاطت بالحركة من كل جانب، ولتؤكد أنها ما زالت تحتفظ بنهجها المقاوم للاحتلال والمتمترس بثوابت المواجهة.

2ـ تأكيد قدرتها على الدفاع عن قطاع غزة في مواجهة فشل السلطة في القطاع:

راهنت السلطة الفلسطينية بعد اقتلاعها من غزة على فشل الحركة في إدارة أمور القطاع، وعلى قدرة "إسرائيل" من خلال الحصار والتجويع والاجتياح على حدوث انقلاب شعبي على حركة حماس ووزارتها التي ما زالت قائمة في القطاع.

ورغم شدة المعاناة في بعدها الإنساني في القطاع إلا أن ذلك الرهان فشل بعدما فشل الحصار المالي من قبل بقطع الرواتب عن الموظفين.

وجاءت صيد الأفاعي لتضع الحركة في مقام القادر على مواجهة الاجتياح البري "الإسرائيلي"، والدفاع عن غزة وأهلها من الانتهاكات المستمرة للاحتلال.

وفي مقابل هذا الدفاع المستميت من قِبل حماس وكوادرها في غزة، فإن الأمر في الضفة الغربية الخاضعة للسلطة الفلسطينية على خلاف ذلك تمامًا؛ إذ نجدها مسرحًا مفتوحًا للاحتلال؛ فيتوغل كيفما شاء ويعتقل ويقتل بدم بارد دون طلقة نار تعارض أو كلمة شجب تنطلق.

3ـ ردع الاحتلال عن التفكير في اجتياح غزة:

اعترف الجيش الصهيوني، على لسان ضباطه وجنوده ومحلليه العسكريين، بصعوبة التوغّل في قطاع غزة لما يواجهه من مقاومة وصفها بالمنظمة والشرسة من قِبل كتائب القسام.

واكتفى جيش الاحتلال حتى اللحظة باختراق بضعة كيلومترات من القطاع، ويكتفي بين الحين والآخر بالتهديد بالاجتياح، ولكنه يتراجع عنها بدعوى وجود ضغوط سياسية تقف حائلاً دون الإقدام على ذلك.

وقد كتبت صحيفة "هاآرتس" العبرية تحليلاً بقلم عاموس هاريل تحت عنوان "التغلّب التكتيكي لجيش الدفاع على حماس ينحسر"، تقول فيه إن الخسائر التي عانتها إسرائيل في العمليات الهجومية بقطاع غزة تشير إلى توجّه خطير: التفوق التكتيكي لجيش الدفاع على حماس آخذ في الانحسار". وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الدفاع نفّذ في الأشهر الأخيرة عمليات عسكرية في قطاع غزة يوميًا، ولكن ميدان العمليات بقي محدودًا لا يتجاوز ثلاثة كيلومترات من السياج.

الحصار.. سياسية معتمة وقرار غبي!!

تعاني "إسرائيل" أشد المعاناة من قطاع غزة، الذي ألهب ظهرها دومًا، وما زال، وتتمثل المعاناة الأساسية لـ"إسرائيل" حاليًا في عدة نقاط محددة:

1ـ التزايد في إطلاق الصواريخ التي تستهدف البلدات والمغتصبات الصهيونية.

2ـ العجز عن ملاحقة مطلقي الصواريخ أو وقفها، أو اختراق القطاع والسيطرة عليه مجددًا.

3ـ فقد الظهير المساند والداعم بالمعلومات والاغتيالات المباشرة؛ بعدما تمكنت حماس من تنقية الحقل من "العصافير"، وهو اللفظ الفلسطيني الذائع عن عملاء الاحتلال في القطاع.

ومع هذه المعاناة التي يلازمها إخفاق في الاجتياح، لجأت "إسرائيل" إلى سياسية الحصار وقطع الإمدادات عن غزة.. فهل تنجح إسرائيل في تطويع غزة وساكنيها؟

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ـ وتحت عنوان "اللعب بالنار" ـ كتب ماهر نجار، نائب مدير شركة المياه في غزة، مقالاً يحذر فيه من وقوع كارثة إنسانية حقيقية في قطاع غزة وامتداد تأثيره إلى "إسرائيل"، مؤكدًا أنها لن تؤتي بثمار مطلقًا فيما يخص إطلاق الصواريخ.

وقال إن تقويض حياة الفلسطينيين اليومية عبر قطع الكهرباء وإمدادات الوقود من شأنه أن يأتي بمضامين سياسية إيجابية لـ"إسرائيل"، اعتقاد خاطئ وقديم الطراز، واختتم بالقول بأن تدمير إمدادات المياه سيكون بمنزلة اللعب بالنار.

عوزي بنزيمان، كبير المعلقين في صحيفة "هاآرتس"، جعل الصورة أكثر وضوحًا بالنسبة لصانع القرار "الإسرائيلي"، وأوقفه على حقيقة أخطر من ذلك، مؤكدًا أن مثل هذه العقوبات ستؤدي حتمًا إلى نتائج عكسية، وستزيد من دائرة العداء لـ"إسرائيل" في أوساط الفلسطينيين، وستوسّع من دائرة تجنيد الشباب الفلسطيني وانضمامهم للعمل المقاوم.

بل وقد ذهب عدد من المحللين "الإسرائيليين" في بيان فشل هذه السياسية المعتمة إلى أن فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين في قطاع غزة من شأنه أن يخدم حركة حماس، ولن يقوّض شعبيتها.

وفي ذلك يقول الجنرال شلومو غازيت، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" في مقال نشرته صحيفة "معاريف": إن الجمهور الفلسطيني لن ينقض على حركات المقاومة، ولن يثور ضد حكومة حماس، بل سيهب للانتقام من "إسرائيل"، خلافًا للهدف المنشود من العقوبات الاقتصادية الجماعية على الفلسطينيين.
واعتبر غازيت أن اتخاذ قرار فرض العقوبات يمثل "قصورًا في أداء القيادة "الإسرائيلية"، ويدلل على عجزها عن رؤية الصورة كاملة.

أما ناحوم برنيع، كبير المحللين في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فقد أشار إلى أن حركة حماس ستستغل الإجراءات "الإسرائيلية" لتحميل تل أبيب المسئولية عن فشلها في إدارة القطاع بعد سيطرتها عليه.

وختم برنياع، مقالته بأن أيًا من المحللين "الإسرائيليين" لا يجرؤ بعد على أن يقول علانية ما يهمس به الجميع سرًا، وهو أن "قرار تعتيم غزة هو قرار غبيّ".

ما يجب أن نقوله أخيرًا، إن المواجهة في غزة قد تغيرت وجهتها؛ بعد تطهير الحقل من عصافير دحلان والتصدي لأفاعي باراك واولمرت، والحصار ثماره المرة سيجنيها الاحتلال أولاً قبل سكان القطاع ومجاهديه.

[ابن ابي محمد]

اليكم رابط الموضوع :
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=53798

[أبو عبدالرحمن]

مشكور ابن أبي محمد على حسن الاختيار لمثل هذه الأخبار

بخصوص عدم نسخ الموضوع ...حاول أن تغيير طريق التصفح بالضغط على زر A/a الذي تجده في الركن اليسار عند كتاب الموضوع في صندوق الرد ..

[أبو عبيدة]

يعطيك العافيه