أستشارات طبية

[صقر قريش]

أستشارات طبية أستشارات طبية أستشارات طبية أستشارات طبية أستشارات طبية

أستشارات طبية

د. حسن محمد صندقجي

* حرقة المدة والفلفل

* أعاني من ألم في المعدة بعد الأكل، وأحس بحموضة في الحلق. وقد أجريت منظارا للمعدة، وقال الطبيب لي إن لدي تسريب في أحماض المعدة. المشكلة أني أحب تناول الفلفل وإضافته إلى المأكولات. هل هذا هو السبب؟

عبد الله ـ الرياض

* هذا ملخص السؤال. وما يتسبب بحصول تسريب أحماض المعدة إلى المريء، أو يتسبب بتهييج هذه الحالة لديك ليس بالضرورة هو تناولك للفلفل أو المأكولات المضاف إليها الفلفل الحار. وبداية، هناك أسباب معروفة لإصابة البعض بهذا التسريب لمحتويات المعدة ذات الطبيعة الحامضية، إلى المريء الذي لا يتحمل وجود الأحماض فيه وملامستها لطبقة بطانته.

وعليك ملاحظة أن هناك حلقة عضلية بين أعلى المعدة وأسفل المريء. وهذه العضلة يجب أن تنقبض بعد مرور الطعام من المريء إلى المعدة. وإذا لم تنقبض هذه العضلة كما يجب، فإن الطعام والأحماض ستتسرب من المعدة إلى المريء، وربما تصل إلى الفم ويحس المرء بطعم الحموضة في فمه.

وهناك عوامل غذائية وعوامل غير غذائية، تؤدي إلى عدم انقباض هذه الحلقة العضلية، وبالتالي المعاناة من حرقة المعدة. ومن الأطعمة التي تضعف انقباض هذه العضلة: المشروبات الحاوية على مادة الكافيين، كالقهوة والشوكولاته، وكذلك النعناع أو الحلويات المحتوية على زيت النعناع. وفواكه الحمضيات، والطماطم، وخاصة المطبوخ منها، والأطعمة الدسمة الغنية بالدهون، وخاصة دهون الزيوت النباتية المهدرجة، المستخدمة في القلي ودهون الشحوم الحيوانية، وكذلك الكحول.

وما يلاحظ بالنسبة للفلفل، هو أن الأنواع غير الطازجة منه، أي كمسحوق القرون المجففة للفلفل ببذورها البيضاء، والأنواع الممزوجة ببعض أنواع البهارات المحتوية على زيوت عطرية، أو الممزوجة بالخل والسكريات، هي التي تسبب للبعض مشكلة حرقة المعدة بعد تناولها. أما تناول ثمار قرون الفلفل الطازجة ومنزوعة البذر، فنادرا ما تسبب مشكلة في المعدة.

ولذا فإن المصادر الطبية لا توجه اللوم إلى قرون الفلفل الطازجة كسبب في مشكلات المعدة لدى البعض. بل هناك أسباب أهم، وبلغ تأثيرها في حصول هذه الأعراض لدى البعض. ومن أهمها تناول وجبات طعام كبيرة لا تتحملها المعدة. وتناول أطعمة دسمة غنية بالدهون. ومعلوم أن وجود الدهون في المعدة يؤدي إلى بطء إفراغ المعدة لمحتوياتها وتصريفها إلى الأمعاء الدقيقة كي تكمل عملية الهضم. كما أن الاستعجال في الأكل، والتوجه نحو طبق واحد مملوء بالطعام، سبب مهم لظهور المشكلة، بخلاف التدرج في تناول أطباق الوجبة ضمن مراحل من الشوربة والسلطة قبل تناول الطبق الرئيسي.

وعند وجود زيادة في وزن الجسم، أو وجود سمنة البطن بالذات، فإن المشكلة من السهل أن تظهر، بعيد الفراغ من تناول وجبة دسمة وكبيرة.

وعليك مراجعة طبيبك، للتأكد من عدم تسبب أي أنواع من الأدوية التي قد تتناولها، بهذه المشكلة لديك. مثل أدوية الربو أو ارتفاع ضغط الدم أو آلام العضلات والمفاصل أو تسهيل الخلود إلى النوم وغيرها.

والمقصود، بل الاكتفاء بتوجيه اللوم فقط للفلفل، عليك التأكد من عدم وجود الأسباب الأكثر شيوعا والأقوى في التسبب بمشكلة حرقة المعدة.

* ارتفاع حمض اليورييك

* لدي ارتفاع في ضغط الدم وأتناول علاجات له. وتبين أن لدي ارتفاع في حمض اليورييك، هل علي تناول علاج لخفضه؟

محمود أبو سامي ـ القاهرة

* هذا ملخص سؤالك الذي لم تذكر فيه الأدوية التي تتناولها لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولا إذا ا كانت ثمة مضاعفات لارتفاع ضغط الدم لديك على الكلى أو غيرها من أعضاء الجسم. وبالعموم، يهتم الأطباء بمستوى حمض اليورييك في الدم نظرا لعلاقته بنوع من أنواع التهابات المفاصل، وداء النقرس. وهناك عدة أعراض أخرى مصاحبة في هذه الحالة. كما أن عدة حالات صحية، وتناول عدة أنواع من الأدوية، سبب في حرص الطبيب على التأكد من نسبة حمض اليورييك في الدم.

ولكن، لا يبنى تشخيص هذه الحالة في المفاصل، على مجرد تحليل واحد لنسبة حمض اليورييك في الدم. وبالتالي من الخطأ تقديم وصف تلقائي لأجل خفض حمض اليورييك بناء على تحليل الدم هذا.

وعليك ملاحظة أن هناك عدة أسباب لارتفاع نسبة حمض اليورييك في الدم. كما أن داء النقرس قد يظهر لدى الشخص حتى حينما تكون نسبة حمض اليورييك طبيعية في الدم. وأجسام الناس تختلف في كمية إنتاجها لهذا الحمض، وتختل في كمية إخراجها له. ومثلا، فإن وجود ضعف في عمل الكلى، أو وجود ضعف في الغدة الدرقية أو تناول الكحول أو ضعف الكبد، كلها عوامل في رفع نسبة هذا الحمض في الدم. والأهم أن وجود حالة من الجفاف في الجسم، أي عدم تزويد الجسم بالكميات اللازمة من الماء، من أكثر أسباب ارتفاع نسبة الحمض هذا عند تحليل الدم. كما أن أدوية عدة، مثل الأسبرين وفيتامين سي وأدوية معالجة الغدة الدرقية وغيرها، قد ترفع نسبته في الدم. إضافة إلى هذا فإن الكافيين الموجود في القهوة أو الشاي أو الشوكولاته، قد يرفع من نسبة هذا الحمض في الدم. كما أن نسبة الحمض في الدم تكون أعلى إذا ما جرى أخذ عينة الدم في الصباح، مقارنة بالليل.

ولهذه الأسباب وغيرها، فإن مجرد ملاحظة ارتفاع نسبة حمض اليورييك في الدم لا يعني أن لديك النقرس، وبالتالي لا يجب خفض هذا الحمض بالأدوية. ومجرد ارتفاع هذا الحمض مع عدم وجود أعراض للنقرس، لا يعني أن عليك تناول علاج لخفض هذا الحمض.

وما أنصحك به هو مراجعة طبيبك الذي يتابع معالجة ارتفاع ضغط الدم لديك والتأكد من مدى حاجتك لتناول علاج لخفض حمض اليورييك.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض