شجرة وادي السيل (الإبراءة) من أضخم أشجار السعودية

[احمد الثقفي]

شجرة وادي السيل (الإبراءة) من أضخم أشجار السعودية شجرة وادي السيل (الإبراءة) من أضخم أشجار السعودية شجرة وادي السيل (الإبراءة) من أضخم أشجار السعودية شجرة وادي السيل (الإبراءة) من أضخم أشجار السعودية شجرة وادي السيل (الإبراءة) من أضخم أشجار السعودية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يمتاز الحجاز بمناظره الطبيعية الخلابة، ومن ضمنها وادي السيل الذي سبق وأن أفردنا له الموضوع السابق ،،، رحلة الخضرة والشلال وأكبر شجرة معمرة في السعودية (صور* فيديو) ،،، حيث يعتبر من المناظر الجميلة بديار قبيلة هذيل والذي يحوي على طبيعة بكر ساحرة تخلد مشاهدتها في الذاكرة وبعيدة عن يد البشر العابثة





تقع الجميزة العملاقة (الإبراءة) على ضفاف ماء جاري طوال العام (نجل) في وادي السيل بحوية نمار في تهامة هذيل، وتقع الجميزة بين جبلي البريز من الشرق و أبو عتان من الغرب (الوادي في أيام الربيع من أجمل الأماكن حيث ترى الجبال وقد كساها الاخضرار وتدفق مياه الأمطار على الوادي من الجبال المحيطة به بمنظر خلاب).








وذكر لي أكثر من شخص قابلته في الوادي وهم من كبار السن أنها من حياة أجداهم وان التحاكم بين القبائل يعقد تحتها ،،، وتعطي مساحة من الظل أكبر من ظلها الحالي، مما يدل على إن فروعها في السابق كبيرة









إحداثية الشجرة

N 20 58 01
E 40 11 30

الارتفاع 570





وهنا مقارنة بين جذعها والبشر ،،، سبحان الله







حقيقة لم أرى أكبر منها ومن جذعها هنا في المملكة، يتضح من المقارنة أن جذعها أكبر من عرض السيارة



ويبلغ محيط جذعها 12 مترا ( تم أخذ المقاس من ارتفاع 60 سم عن الأرض) ،،، غالب الأشجار التي شاهدتها أثناء رحلاتي لا تزيد عن 8 أمتار
ومن (هنا) أستقيت هذه المعلومات والصور عن شجرة الجميز Ficus sycomorus



أماكن انتشار شجرة الجميزة حول العالم



صورة مأخوذة من نفس الموقع



وأورد أن مقاس ورقها 10x14، وبقياس ورقة من شجرة الإبراءة وجدت أنها تتطابق مع مدونه أعلاه

[احمد الثقفي]

ومن كتاب النبات في جبال السراة والحجاز – الجزء الأول ص 188-193

للدكتور / أحمد سعيد قشاش (أرسلت له رسالة عبر بريده الموضح في كتابه) ،،، استقيت لكم هذه المعلومات
الجُمَّيْز ،،، Ficus sycomorus
الفصيلة التُّوتيَّة Moraceae

قال أبو حنيفة ( من أجناس التِّين تين الجُمَّيْز، وهو تين حلوٌ رطب له معاليق طوال ويزبب قال وضربٌ آخر من الجُمَّيز له شجر عظام يقال للواحدة منها جُمَّيزة و جُمَّيزى على فُعَّيلى، تحمل حملاً كالتين في الخلقة، ورقها أصغر من ورق التين، وتينها أصفر صغار وأسود، تكون بالغور تسمى التين الذكر، والأصفر منه حلو، والأسود يدمى الفم، وليس لتينها علاقة، وهو لا صق بالعود)

قلت: الجمَّيزة شجرة ضخمة معمرة تنبت في تهائم جبال السراة وأصدارها، في بطون الأودية وشطأنها، قريباً من الينابيع الجارية أو المياه الجوفية القريبة من السطح، على علو 600- 1500م، وربما تنبت في بطون الأودية الرطبة المفضية إلى نجد

تقوم الجميزة على ساق أبيض أملس يصل ارتفاعه إلى نحو 20- 30م، إذا جرح هريق سائلاً كثيراً كاللبن، ما يلبث أن يجف فيؤخذ علكاً، وأوراقها كبيرة بحجم راحة اليد أو أكبر قليلاً، تشبه ورق التوت، مع خشونة يسيرة، ولها ثمار أكبر بنحو الضعف من ثمر الحماط ( التين البري) تخرج بكثافة على الساق والفروع القديمة، يحملها كما ذكر أبو حنيفة معاليق طوال، وليس منها ما هو لاصق بالعود، كما ذكر في صفة الضرب الآخر من الجميز، وسماه التين الذكر، بل هذه صفة ثمر الُّرقع، أما ثمار الجميزة فتظهر في الغالب على أغصان صغيرة دائمة يتكرر ظهور الثمر عليها، ولعلها مراد أبي حنيفة بالمعاليق الطوال





وأما الثمرة نفسها: فلها كثمر التين معلاق قصير، طوله نحو3سم يزول مع زوال الثمرة، وتلك الثمار تظهر صلبة خضراء اللون مغبرة، ثم خضراء مصفرة، وعند تمام نضجها تتحول إلى اللون الوردي المحمر وتلين، وفي داخلها حبوب كحبوب التين، إلا أنها جافة غير مستساغة، وربما سال منها ما يشبه الدبس عند زيادة الخصب والرواء











وكان الناس في أزمنة المحل والإملاق يأكلونها، وربما تسابقوا إليها، واختصموا عليها، أما اليوم فقليل من يأكلها، وتأكلها الطيور والقرود والأغنام بنهم شديد

[احمد الثقفي]

وفي كثير من تهائم السراة وأصدارها يقتلعونها وهي لا تزال نبتة صغيرة، فيعيدون غرسها في الأماكن التي يحتاجون فيها إلى الظل، كأفنية البيوت، والأسواق والمساجد، ويغرسونها في أطراف المزارع قريباً من الآبار للظل، أو لصد السيول الجارفة





وكانوا يجتردون اللحاء من بعض أغصانها فينقعونه حتى يتعفن ويسهل عليهم تفكيك أليافه وتقسيمها إلى جدائل، ثم يبرمونها خيوطاً يصنعون منها الأوكية والعقل والشُرُّك وغير ذلك، وقد يصنعون منها الأرشية، ولكنها أقل جودة من تلك التي يتخذونها من أوراق الخَزَم أو السلب كما أن عودها رديء لا يصلح للوقود، وربما اتخذوا منه الخلايا، وكذلك الصحاف بأحجام مختلفة، وهي أخف من صحاف الغَرَب وفي تهامة زهران وبني عمر رأيت من يفضلها لذلك على صحاف الغَرَب ويبالغون في أثمانها

وهي شجرة شديدة التحسس، وأصحاب الخبرة من أهل السراة وتهامة يتعاملون معها عند قطف ثمارها أو قطع شيء من أغصانها وأوراقها بعناية فائقة، إذ أن أي ضرر زائد ينالها ربما انتهى بها إلى الموت، بخلاف أختها الرُّقعة التي تحتمل قسوة التعامل. وكانوا يفسرون هلاكها بسبب التعامل الخشن، بقولهم ( خَرِعَت) أي ارتاعت من القطع، فيبست، أو ( نَقَزَت) بلغتهم الدارجة وتفسيرهم هذا إدراك سابق لما توصل إليه العلم حديثاً من أن النبات يعتريه ما يعتري الإنسان من مشاعر الحب والكره والخوف والأمن


وإلى عهد قريب كان أهل بني جُرَّة من سراة غامد يحمون الجميز النابت في أصدارهم، ويعزرون الذي يقطع شيئاً منه بذبح ثوره، أو بدفع قيمته من المال

وإذا ناهزت الجميزة الهرم تجوَّف من النخر جذعها، وأصبحت مأوى لأنواع من الثعابين والحشرات، ومنها النمل الأسود المعروف في السراة بـ ( الشَّقَح) وهو صغير الحجم لكنه سرعان ما يلوث بمتسلق الجميزة بأعداد كبيرة، يحامي عن مسكنه بقرصاته المؤلمة، وربما كان يحامي عن الجميزة نفسها، في معيشية تكافلية، إذ توفر له المسكن وهو يوفر لها الحماية





وما زالت الجميزة معروفة بهذا الاسم في جبال الحجاز غرب المدينة المنورة،
وأهل السراة يسمونها ( الإبراءة) و ( الإبراية) بالهمز والتسهيل، والجمع (الإبراء) و( الإبرى) بالقصر، وكذلك سمعتها في تهامة هذيل. وتنطق في سراة بني عمر بفتح الهمزة وتفخيم الراء . وأهل الجُنش من عمر ينطقونها بضم الهمزة. وسمعت أهل شدا الأسفل ينطقونها مكسورة الهمزة مرققه الراء، وكذلك تنطق في نواح من تهامة زهران، وجبال حيدان الخولانية شمال صعدة



وفي ديار ثمالة جنوب الطائف يلتقي الاسمان الجميز والإبرى، فتعرف بهما على السواء و(الإبرى) لغة يمانية قديمة، قد تفرد بذكرها أبو عمرو الشيباني
وهي ( البراية) في جبال فيفا و( البُرَّاة) والجمع (البُرَّى) في جبال باجل اليمنية ومنطقة الضحَّي شرق الحديدة وفي العدين من محافظة إب يسمونها ( الخَنَس) وهي ( السُّقَم) في الضالع ونواح أخرى من جنوب اليمن وفي جبال ظفار تسمى ( الغِيْضَة) وآخرون ينطقونها ( الغِيْضِيْت) بتاء مفتوحة قبلها ياء

ومن جبال رضوى جبل يسمونه جبل الإبرى ولم أقف على هذا الجبل، ولعله يُنبت هذه الشجرة، فسمى بذلك، ولا سيما أن سكانه من جهينة، وهي قبيلة قضاعية يمنية، وهم اليوم يعرفون هذه الشجرة باسم الجُمَّيز، ولا يعرفون الإبرى. ويظهر أنها تسمية قديمة، ثم نُسيى مدلول تلك التسمية، وبقي اللفظ علما على ذلك الجبل، وهو في مثل هذا جبل البلس وجبل الرَّنْف وجبل التَّنضب، وهي من جبال رضوى التي تنبت أشجار الرنف والتنضُب والبلس، وهو الحماط ،،، أنتهى







من الأشياء التي ساءتنا رؤية العبث في هذه الشجرة









تم تنظيف المكان وجمع الأوساخ من حولها



هكذا أصبح المكان ،،، أدعو الجميع للمحافظة على المكان

في الختام أهديكم هذا الفيديو عن ملكة الأشجار وما حولها

[YOUTUBE]RIoptrAb2ck[/YOUTUBE]

والسلام ختام

[الحاج سلام]

مرحبا بك اخ احمد الثقفي .
وشكرا لك مرة اخرى على التعريف بهذه الشجرة المعمرة والكبيرة وقد اوردت معلومات جيدة عنها وعن فصيلتها فلك الشكر والتقدير وهذه هي رسالة منتدانا منتدى الحياة الفطرية كما اشكرك جزيلا وبقية صحبك على ما نوهتم عنه من اهمية تنظيف الموقع وحماية الاشجار والموقع من التلويث ليبقى لنا ان عدنا ولسوانا نظيفا وصحيا ولتدوم لنا مكونات البيئة الطبيعية نقاء وصفاء .
ولي ملاحظتان فقط .
الاولى : اننا في هذا المنتدى سبق ان طرحنا موضوع الجميز والابراء وتمت مناقشات ومداخلات جد مفيدة ويمكن الرجوع لها على هذا الرابط

http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=35224

الملاحظة الثانية : انه قد ترجح لدي ان الابراه والرقاع نوعان من انواع الجميز تتشابهان في كثير من الاوصاف ولكن بينهما بعض الاختلاف في شكل الاوراق والثمر .
كما انني لا ارى الجزم بان هذة الشجرة بعينها هي اكبر شجرة بالمملكة ولكن يمكن القول انها اكبر شجرة رأيناها ...

[ابن ابي محمد]

أحسنت يا أخ أحمد أحسن الله أليك , فقد وفيت وكفيت , وأن كان لي من تعليق أضيف فيه شيئا الى ما كتبت عن ألأبراة فأنني أقول :
بحثت على شبكة النت فوجدت من قال بأن هذه الشجرة المعمرة كانت مقدسة لدى الفراعنه , تطببوا بها ونقشوا رسومها على بعض مقابرهم , ووضعوا ثمارها في سلال ببعض مقابرهم , وأوراقها داخل بعض توابيتهم , ومنهم من صنع تابوته كاملا منها .
تتكاثر بالعقل , وخشبها يتميز بالخفة ومقاومته لتأثير الماء ..
عن عمرها وجدت من زعم بأن معدله ستمائة عام تقريبا , وقد تعمر لآلاف السنين كشجرة الجميزة الموجودة في ضاحية المطرية شمال القاهرة والمعروفة بشجرة مريم .
موسم ثمرها يبدأ بشهر مارس ويستمر مدة تصل الى ستة أشهر (حتى نهاية شهر أغسطس) , وتلقح ثمارها بواسطة حشرة تلقيح التين المسماه( blastophage psenes).
ولكن السؤال الكبير الذي لم أجد أجابة عليه بعد , من أين يأتي تذكيرها (تلقيحها) ؟...

[أبو عبدالرحمن]

يعطيك العافية أخي أحمدونشكرك على الموضوع الذي هو تكملة لما سبق أن تم الحديث عنه في هذا المنتدى عن هذه الشجرة النادرة في ديارنا..ولدي في استراحتي في ديار بلاد ثمالة ..إبراء صغيرة..وضعتها قبل 3 أعوام ...حتى الآن لم تزد 1 مليم!!!

[احمد الثقفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج سلام

مرحبا بك اخ احمد الثقفي .
وشكرا لك مرة اخرى على التعريف بهذه الشجرة المعمرة والكبيرة وقد اوردت معلومات جيدة عنها وعن فصيلتها فلك الشكر والتقدير وهذه هي رسالة منتدانا منتدى الحياة الفطرية كما اشكرك جزيلا وبقية صحبك على ما نوهتم عنه من اهمية تنظيف الموقع وحماية الاشجار والموقع من التلويث ليبقى لنا ان عدنا ولسوانا نظيفا وصحيا ولتدوم لنا مكونات البيئة الطبيعية نقاء وصفاء .
ولي ملاحظتان فقط .
الاولى : اننا في هذا المنتدى سبق ان طرحنا موضوع الجميز والابراء وتمت مناقشات ومداخلات جد مفيدة ويمكن الرجوع لها على هذا الرابط

http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=35224

الملاحظة الثانية : انه قد ترجح لدي ان الابراه والرقاع نوعان من انواع الجميز تتشابهان في كثير من الاوصاف ولكن بينهما بعض الاختلاف في شكل الاوراق والثمر .
كما انني لا ارى الجزم بان هذة الشجرة بعينها هي اكبر شجرة بالمملكة ولكن يمكن القول انها اكبر شجرة رأيناها ...

هلا بعميد وخبير المنتدى الحاج سلام
كل معلوماتي أخي الكريم أستقيتها من منتداكم الحافل بالكثير من المعلومةالنباتية
ومن طبعنا نحن الرحالين المحافظة على المكان والبيئة ،،،، دع المكان أفضل مما كان ،،،
وترجيحك في محله ،،، وإليك صورة لورقة الرقعة وهي تختلف عن الابراه ،،، شبه دائرية حسب ما ذكر في الموقع ( هنا)

[IMG][/IMG]

نعم هي أكبر شجرة رأيتها داخل الحدود ،،، أذكر أني رأيت قبل سنوات شجرة في الداير جهة بني مالك كبيرة الحجم لكن لا أتذكرها جيداً ،،، ومن راى أكبر منها فليتفضل مشكورا بوضعها هنا

[رويعي الغنم]

وجدت يا ابن أبي محمد الجواب على ما سألت عنه أن شاء الله , حيث أتضح لي أن الأبرا (الجميز) ومعه الكثير من الحماطيات (التين) كالمخري لدينا والرقعى والحماط الوحشي وغيرها , كلها أناث يأتي تذكير ثمارها من نوع من شجرة الحماط البري الذي نسميه في ديارنا بالذكار .
الذكار الذي ينبت في الطبيعة دون عناية أو رعاية من أحد على ضفاف الشعاب والوديان وعلى عروض العقمان وعقد البلاد , والذي كان ولا زال المزارعون بديارنا يجمعون بعض ثماره ويوزعونها في ما يشبه ألأعشاش على فروع شجرة الحماط المخري في بداية أثمارها لتلقيح الثمار ومنعها من التساقط قبل نضجها , حيث كانوا يذكرون لنا أن التذكير يتم بواسطة ذباب يخرج من أعشاش الذكار , وقد صدقوا في قيلهم ودقة ملاحظتهم .
أما كيف تتم عملية التذكير (التلقيح) ؟ , فتلك قصة أخرى تتجلى بها واحدة من ظواهر العناية الألاهية في أبهى صورة من صورها بشأن من شئون الخلق , قصة يزداد بها المؤمنون أيمانا مع أيمانهم .
فسبحان الذي (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) , و( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) .
( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) ,( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)..
وقائع القصة سأرويها لكم في مداخلة لاحقة أن شاء الله على هذا الموضوع , بسبب وجود ما يشغلني ألآن عن الكتابة عنها .....

[رويعي الغنم]

القصة ألأخرى , قصة عملية التلقيح التي هي قصة حياة أو موت , ودورة حياة كاملة لكائن ربطت حياته بوظيفة التلقيح نفسها , هذا الكائن الصغير أو الحشرة أو دبر التين (سموه ما شئتم) الذي يتراوح طول الواحد منها ملم واحد كما شاهدتم ذلك في مداخلة ابن أبي محمد (مداخله رقم 5) ينقرض وتنتهي حياته بأنقراض ثمار التين , وتنقرض ثمار التين وينقرض التين بأنقراضه البته , أنها علاقة تبادل للمنافع وفي نفس الوقت علاقة يبنى عليها مصير مشترك .
بعبارة أخرى , شجر التين يحتاج لدبر التين لكي يتبادل مع جنسه جينات الحياة في هيئة حبوب للقاح , ودبر التين يحتاج من التين الى مكان يضع فيه بيضه حيث تنمو وتتغذى عليه يرقاته وذلك فيما يشبه تمثيل دبر التين بالمستأجر وشجر التين بمالك المنزل الذي يقبض الأيجار في هيئة حبوب للقاح ...
وقبل الدخول في التفصيلات , أطلعوا على اليو تيوب المبين رابطه أدناه , وتأملوا معي لحظة بلوغ أناث دبر التين , وخروجهن من ثمار الذكار لأداء وظائفهن في الحياة التي علمنا منها وظيفتين وما خفي لا يعلمه سوى علام الغيوب , أحدى تلك الوظيفتان تلقيح التين والأخرى هي التناسل وحفظ النوع :
http://www.youtube.com/watch?v=RDYAPrlqN90]
بقية القصه , أنتظروها في مداخلة قادمة أن شاء الله ...

[رويعي الغنم]

ثم ماذا بعد ؟.
ثم تخرج أناث دبورة التين من ثمار تين الذكار كما شاهدتم ذلك في اليو تيوب بمداخاتي السابقه , وبعدها تنطلق محلقة في الفضاء باحثة عن ثمرة تين بكر لكي تضع فيها بيضها , فأن وقعت على ثمار مذكره (ثمار شجرة ذكار الحماط) فقد وجدت المكان المناسب لوضع بيضها في داخل الثمرة بعد العبور ألى الداخل من خلال فتحة صغيرة توجد في مقدمتها, ثم يتحول البيض لاحقا الى يرقات (بعد تفقيسه) تتغذى على الغذاء المعد لها طبيعيا داخل الثمرة , وتستمر اليرقات في البقاء هناك حتى تصل الى مرحلة التخلق الكامل وتحولها من يرقات الى دبورة تين بالغه , وعندئذ تلقح الذكورالأناث أيذانا ببدء دورة جديدة من حياتها .
بعد تلك المرحلة تمضي الذكور (التي تكون عادة عمياء وبلا أجنحة أو عيون) بقية حياتها في عملية ثقب وتوسيع قناة توصل من جوف الثمرة الى الفتحة الموجودة في مقدمتها , وحالما تنتهي الذكور من فتح القناة تخرج ألأناث من خلالها حاملة معها حبوب اللقاح , ثم تطير بحثا عن ثمار جديدة لتضع فيها بيضها .
لكنها عندما تهبط على ثمرة تين ألأناث ستقع في مصيدتها التي تنتهي فيها حياتها , أذ أنها ستدخل من فتحة دقيقة توجد في مقدمة الثمره , ثم تعبر الى داخلها من خلال ممر شديد الضيق قياسا الى حجمها مما يتسبب في فقدها لجناحيها وقرني أستشعارها .
وحالما تستقر في وسط الثمرة , فلا مجال لها حينئذ للفكاك أو الخروج ثانية أو وضع شيء من بيضها الذي دخلت من أجل وضعه, وتكون بذلك قد وصلت الى المكان المناسب موصلة معها حبوب اللقاح دون دراية منها ثم تموت نتيجة الجوع والأجهاد , وبعد وقوعها في المصيدة تتولى بعض ألأنزيمات الموجودة في داخل الثمرة هضم جميع أجزاء الحشرة وتحويلها الى عناصر غذاء مساعد في تحسين الثمرة نفسها .