توقيف المعلمين ثلاثة أسابيع!

[صقر قريش]

توقيف المعلمين ثلاثة أسابيع! توقيف المعلمين ثلاثة أسابيع! توقيف المعلمين ثلاثة أسابيع! توقيف المعلمين ثلاثة أسابيع! توقيف المعلمين ثلاثة أسابيع!

الوطن:الجمعة 24 رجب 1430 ـ العدد 3213 ـ السنة التاسعة
راكان حبيب

اتصلت بها صباحاً، وقبل أن أبدأ الحديث اعتذرت لها عن اضطراري لإيقاظها. ففاجأتني بقولها، أنا في المدرسة منذ الساعات الأولى . ولم تمهلني لأسألها ألست في إجازة؟ فقالت: انتهت الدراسة وانصرف الطالبات إلا نحن فمطلوب منا الحضور يومياً. سألتها : هل لديكن أعمال؟ أجابتني : ليس لدينا سوى عمل واحد وهو أن نتوقف عن أخذ حقنا الطبيعي والقانوني في الإجازة!رغم مرور عام على ذلك الحديث، إلا أني اكتشفت هذا العام أن الوضع مازال مستمراً ويشمل المعلمين والمعلمات. إذ يذهب هؤلاء المعلمون كل صباح إلى مدارس خاوية .. ويخرجون منها في نهاية الدوام وفي ( رأس ) كل واحد منهم سؤال واحد ظل يشغل جميع معلمي الابتدائية وهو: لماذا تجبرنا وزارة التربية والتعليم على الحضور إلى المدارس لمدة شهر رغم انتهاء الدراسة وخلو المدارس من الطلاب ؟أول ما يلفت الانتباه في قضية معلمي الابتدائية هو طول المدة بين تاريخ انتهاء الدراسة وبين تاريخ بدء الإجازة.فالدراسة في المرحلة الابتدائية تنتهي في (24 جمادى الثانية ) ومع ذلك تبدأ الإجازة في ( 22 رجب ) لمعلمي الصفوف الثلاثة الأولى وفي (29 رجب ) لبقية معلمي الصفوف الأخرى. ومعنى ذلك أن هناك أكثر من شهر يمر على حياة هؤلاء وهم يذهبون إلى مدارسهم لمجرد التوقيع على دفتر الحضور لإثبات حضورهم فقط! قد يتخيل أحد ما أن لدى هؤلاء المعلمين أعمالاً عليهم إنهاؤها . وقد يتخيل أحدنا أن أمامهم اجتماعات تستوجب حضورهم لمناقشة المناهج وخطط الدراسة وجداولها. لكن في الواقع ليس لديهم أي عمل حتى إنه لا توجد في هذه المرحلة اختبارات تستوجب التصحيح والمراجعة. لذلك ليس أمامهم طوال هذه المدة سوى عمل واحد وهو (الحكي) أو النظر في أوجه بعضهم خاصة أن هذه المدارس لا توجد بها مكتبات! ليس لدي إلا تفسير واحد وأظنه الأقرب للصحة وهو: أن ديوان الخدمة وديوان المراقبة ينظران إلى الوظائف التعليمية مثل بقية الوظائف الإدارية.فالإداري ليس له إلا إجازة شهر واحد في العام.ومن أجل ذلك نلاحظ أن معلمي المدارس وأساتذة الجامعات لا يستمتعون بكامل إجازتهم الصيفية حيث يُستقطع منها أسبوعان وأكثر بعد الاختبارات ويُستقطع مثلها لزوم دوام المباشرة قبل الدراسة. ولعل هذا السبب يوضح نوعية الاهتمام بتطوير التعليم فبدلاً من مراقبة الأداء وقياس مستوى خريجي المدارس والجامعات لسوق العمل، يُوجه الاهتمام لمراقبة الدوام وتجفيف الإجازات.ولعله من المفيد هنا الإشارة إلى أن هذا الإجراء له سلبيات خطيرة على مستوى القيم في التعليم إذ يساعد على اختلاق الأعذار والحصول على أي إجازة مرضية حتى لو كانت مفبركة.