الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأدب والشعر > الديوان الأدبي

 
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06-06-2007
 
كريم السجايا
مشارك

  كريم السجايا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 714
تـاريخ التسجيـل : 08-12-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 386
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : كريم السجايا يستحق التميز
افتراضي السلطة والسعادة / منقول .

السلطة والسعادة / منقول . السلطة والسعادة / منقول . السلطة والسعادة / منقول . السلطة والسعادة / منقول . السلطة والسعادة / منقول .

كثيرا ما نتصور أن الملوك و الملكات وأصحاب المناصب العليا في هذه الدنيا يعيشون في سعادة كاملة، وأن كل شئ سهل بالنسبة لهم، ويكفي أن يعلنوا رغباتهم في أي أمر من الأمور حتي تتحقق هذه الرغبات وهذه فكرة شائعة بين الناس، ولكنها فكرة غير صحيحة وغير واقعية، فالملوك والملكات، وكل الذين يشبهونهم من ' أولياء الأمور ' في المجتمعات الإنسانية علي مر التاريخ، لديهم ما يعانون منه أشد المعاناة، وكثيرون منهم يعيشون في قلق شديد، ويشعرون بقيود قاسية تفرضها الحياة عليهم، رغم أنهم يحتلون مواقع عالية جدا، ويملكون سلطات واسعة تتيح لهم _ نظريا* أن يتصرفوا كما يشاءون. ولعل من أجمل ما يصور هذا التناقض بين السلطة المطلقة والقيود التي تحيط بها والهموم التي تنشأ عنها، تلك القصة الواقعية التي ترويها لنا كتب التاريخ العربي عن عبد الرحمن بن محمد المعروف باسم الناصر لدين الله .
والذي عاش بين سنة 891ه وسنة 961ميلادية. وكان واحدا من أعظم الملوك العرب في الأندلس واستمر حكمه ما يقرب من خمسين سنة متصلة، وأصبحت عاصمته قرطبة في عصره وبفضل جهاده المتواصل أعظم عاصمة ثقافية متحضرة في العالم كله، في ذلك العصر، أي منذ حوالي ألف سنة، وكان فيها سبعمائة مسجد وثلاثمائة حمام، ولم تكن المساجد مجرد أماكن للعبادة بل كانت إلي جانب ذلك معاهد علم وبحث ودراسة. أما الحمامات فكانت مظهرا قويا من مظاهر التحضر والنظافة والصحة العامة.
هذا الحاكم الجبار الذي حكم بلاده خمسين سنة، وانتصر علي أعدائه جميعا، وجعل من عاصمته قرطبة منارة للحضارة والثقافة والفنون والعمران فكانت لاتقل عن باريس في العصر الحديث.. هذا الحاكم القوي الاستثنائي في سلطانه ونجاحه وهيبته، تقول لنا كتب التاريخ عنه إنه ترك ورقة بخطه يعد فيها أيام السرور التي صفت له دون تكدير أو حزن، فكانت هذه الأيام السعيدة في حياته كلها أربعة عشر يوما.. !
أربعة عشر يوما من السعادة خلال خمسين سنة من السلطة الكاملة، والحكم القوي الناجح، هذا ما سجله الناصر بخطه علي ورقة من أوراقه، وهذه القصة البسيطة التي يؤكد التاريخ صحتها تكشف لنا أن السلطة مهما علا شأنها وارتفع قدرها لا تعني أن صاحبها سعيد في كل أيامه، وأنه يستطيع أن يفعل كل ما يريد، وأن قلبه يخلو من الهموم والأحزان.
وليس ببعيد عن ذاكرتنا ما حدث للأميرة ديانا التي نشأت في أسرة عريقة هي أسرة سبنسر وهي من أكبر العائلات الإنجليزية قدرا وأهمية تاريخية، وهي عائلة توازي في مكانتها عائلة الملكة، وكانت ديانا كما هو معروف للجميع فتاة جميلة بريئة الوجه محبوبة من الناس في كل مكان، وتزوجت ديانا من تشارلز ولي عهد إنجلترا، الذي كان الزواج منه حلم كل فتاة إنجليزية. فتشارلز أمير له مستقبل ملكي، وهو شخصية قوية ومثقفة وله شعبية واسعة في بلاده لأنه جاد ومجتهد ويحاول دائما أن يشارك فيما ينفع بلاده وأهله. وبعد زواج ديانا من تشارلز وهبها الله طفلين جميلين. وبذلك فإن كل عناصر السعادة قد توافرت للأميرة ديانا ولكن الذي حدث هو العكس تماما، فقد كانت حياتها مليئة بالتعاسة وسوء الحظ، حتي وصل بها الأمر إلي محاولة الانتحار، ثم انتهت رحلتها في هذه الدنيا نهاية مفجعة عندما ماتت في حادث سيارة عبثي منذ شهور قليلة.
لم تحصل ديانا علي السعادة رغم وصولها إلي القمة في كل شئ: الجمال والأصل العائلي والسلطة والأمومة الناجحة والثروة والشعبية الساحقة ولعل ديانا لو كتبت أيام سعادتها خلال عمرها القصير وهو ستة وثلاثون عاما لما بلغت هذه الأيام في عددها ستة وثلاثين يوما!.
وتاريخ إنجلترا بالتحديد ملئ بهذه النماذج التي تؤكد هذا المعني. فالسلطة حتي في قمتها لا تعني تحقيق السعادة لصاحبها، لأن السلطة وما يصاحبها من جاه وثروة ونفوذ لا تعني السعادة، فالسعادة قد تكون متاحة لإنسان بسيط لا يملك من جاه الدنيا شيئا، ولكنه يملك الصحة والعمل المتواضع والقدرة علي أن يتزوج من فتاته التي يحبها دون عوائق أو صعوبات، ويعيش بعد ذلك داخل الحد الأدني من مطالب الحياة المادية، ولكن قلبه يكون عامرا بالحب، ونفسه ممتلئة بالرضا والشعور بالأمان. أما إذا كان ملكا مثل هنري الثامن ملك إنجلترا القوي في أوائل القرن السادس عشر، فإنه يقرر الانفصال عن زوجته كاترين لأنه يحب امرأة أخري ويريد أن يتزوج منها، والديانة المسيحية لا تسمح له بالجمع بين زوجتين. ولا بالطلاق لأسباب غير جوهرية والسبب الذي قدمه الملك للطلاق هو أنه يحب امرأة أخري، وهو سبب مرفوض من الناحية الدينية. ويحاول الملك هنري الثامن، أن يحصل علي فتوي دينية تبيح له الطلاق، فيتصدي له صديقه وكبير وزرائه توماس مور 1478*1535 فيحاكمه الملك ويقرر اعدامه إذا لم يوافق علي طلاقه من زوجته، ويقبل توماس مور الإعدام ويفضله علي أن يقدم لصديقه الملك شهادة زور بأن الدين يسمح له بالطلاق دون مبررات من مرض زوجته أو خيانتها الثابتة له، أو غير ذلك من الأسباب التي تجعل الطلاق شرعيا في العقيدة المسيحية. ويتم إعدام توماس مور بالفعل، ويحقق الملك ما يريد، ويطلق زوجته، ولكن الملك لم يحصل علي ذلك بسهولة ويسر، ولم يشعر بالسعادة الشخصية التي كان يحلم بها. لأنه دفع في سبيل ذلك ثمنا غاليا هو إعدام صديقه العظيم توماس مور وكان إعدامه جريمة كبري سوف تظل وصمة عار في تاريخ الملك هنري الثامن إلي الأبد، حيث اعتبرت الكنيسة الإنجليزية توماس مور شهيدا، واعتبرت الملك هنري الثامن فاسقا مارقا خارجا علي الدين.
وفي العصر الحديث تبرز قصة أخري في التاريخ الإنجليزي، هي قصة الملك إدوارد الثامن عم الملكة اليزابيث الذي أصبح ملكا علي أنجلترا سنة 1936، وأحب امرأة أمريكية مطلقة مرتين اسمها واليس وورفيلد وهي مشهورة باسم الليدي سمبسون ولكن رئيس الوزراء الإنجليزي في ذلك الوقت واسمه ستانلي بالدوين عارض زواج الملك من امرأة مطلقة واعتبر رئيس الوزراء هذا الزواج مخالفا للأصول الدستورية في إنجلترا وكان علي الملك إدوارد الثامن أن يختار بين عرشه وقلبه. فاختار القلب وتزوج من الليدي سمبسون وتنازل عن العرش. فالعرش ليس له قيمة إذا كان قلب الملك مجروحا وتعيسا، ولم يندم الملك علي فقدان العرش، لأنه كان يعيش مع المرأة التي أحبها، ويجلس فوق عرش قلبها، وهو عنده أجمل من كل عروش الدنيا، وتوفي ادوارد الثامن سنة 1972 وهو في الثامنة والسبعين راضيا عن حياته، غير نادم علي فقدان عرش الإنجليز.
علي أن أطرف القصص التي تصور تعاسة الذين يصلون إلي قمة السلطة دون أن يتمكنوا من الحصول علي سعادتهم الشخصية بسهولة هي قصة الملكة فيكتوريا التي عاشت اثنين وثمانين عاما حيث ولدت سنة 1819 وماتت 1901، وكانت ملكة علي إنجلترا لمدة أربعة وستين عاما امتدت من سنة 1837 إلي تاريخ وفاتها 1901، وكان عصرها من أكثر عصور الازدهار في إنجلترا، حيث امتد الاستعمار البريطاني إلي أنحاء كثيرة من الأرض في عهدها، وفي هذا العهد احتل الانجليز مصر سنة 1882. فكان عصرها الطويل عصر رخاء علي بلادها، وعصر شقاء بالنسبة لشعوب أخري تعرضت للاحتلال الإنجليزي مثل المصريين والهنود.
عندما بلغت الملكة فيكتوريا سن الواحدة والعشرين أخذت تبحث عن عريس يصلح زوجا لها، فقيود منصبها كملكة لإنجلترا لا تسمح لها أن تختار عريسها علي هواها، مثلها في ذلك مثل أي فتاة أخري قد تكون فلاحة بسيطة أو عاملة في مصنع، والمشكلة هنا هي أن فيكتوريا ملكة علي إنجلترا ، ولابد أن يكون زوجها خاضعا لشروط قاسية، قبل أن تسمح الملكة لنفسها بالزواج منه، فهذا الزوج سوف يكون أبا لأبناء فيكتوريا. وهؤلاء الأبناء سوف يرثون العرش ويتولون السلطة العليا في البلاد فلابد أن يكون الزوج حاصلا علي رضاء الحكومة الإنجليزية، وأن يكون خاضعا للشروط القاسية لهذه الحكومة، والتي ينبغي أن تتوافر في عريس الملكة.
فما هي هذه الشروط التي كانت في حقيقتها شروطا عجيبة وقاسية؟!.
أمامنا مسرحية قصيرة طريفة للكاتب الإنجليزي لورنس هاوسمان 1865*1959 تصور لنا مشكلة الملكة التي تبحث عن 'عريس ' لها، فيتدخل في بحثها واختيارها رئيس وزراء بريطانيا اللورد ملبورن 1779*1848 ، وفي هذه المسرحية يصور الكاتب الفنان هوسمان ماتعانيه الملكة الشابة فيكتوريا في بحثها عن العريس الذي يرتاح إليه قلبها، ولكن الأمر ليس في يديها، فزواجها ليس مسألة عاطفية وشخصية خاصة بها، بل هو موضوع سياسي يتصل بأمن الدولة ومستقبلها.
وقد كان لدي الملكة فيكتوريا من الذكاء ودقة الإحساس ما يجعلها تفهم هذا الأمر وتقدره وتعرف أنه ضرورة لا مفر منها مادامت تجلس علي عرش إنجلترا،ولكنها كانت تشعر بالتعاسة كامرأة شابة، من أبسط حقوقها الإنسانية أن تختار بنفسها حبيب قلبها وشريك حياتها بدون تدخل من أحد. لقد كانت تحلم بالحرية العاطفية التي هي من حق كل فتاة عادية ولكنها ليست من حق ملكة إنجلترا. وفي مسرحية هاوسمان عن زواج الملكة فيكتوريا نجد تصويرا حيا لمشكلة الملكة وهي تبحث عن عريس، تريده هي أن يملأ قلبها بالحب والعاطفة، ويريده رئيس وزراء إنجلترا قادرا علي أن يكون مناسبا في صحته وقوته وعائلته وثروته لأن يصلح أبا لأبناء سوف يصبحون ملوكا لإنجلترا. أي أن الملكة فيكتوريا كانت تبحث عن عريس لها بمنطق عاطفي خالص.
أما رئيس الوزراء ملبورن فهو يريد أن يكون الاختيار سياسيا أولا وقبل كل شئ.
وين العاطفة والسياسة وقعت الملكة في حيرة بالغة وإن كانت مصممة بينها وبين نفسها علي أن يكون عريسها من اختيار رئيس وزرائها، وليس من الاختيار الحر لعواطفها وقلبها.
ولنستمع إلي بعض الشروط التي وضعها رئيس الوزراء ملبورن للعريس الذي يليق بالملكة كما جاء علي لسانه في مسرحة الكاتب الإنجليزي لورنس هاوسمان والترجمة هنا للكاتب الكبير الراحل عباس العقاد.
يقول اللورد ملبورن رئيس الوزراء للملكة :
إن المزايا التي يمتاز بها العريس الذي يليق بجلالة الملكة هي ولاريب مزايا فريدة أو مزايا خاصة. ولعلي لا أخالف الحقيقة إذا قلت إنها يجب أن تكون مزايا غريبة. فمن الواجب أولا أن يكون من سلالة ملكية، ومع هذا يجب ألا يكون وارثا مباشرا أو مرجحا لعرش من العروش . لأن وراثته ربما أدت يامولاتي إلي بعض المشاكل السياسية. والعريس اللائق بصاحبة الجلالة ينبغي فوق أصالته الملكية وبعده عن وراثة العرش أن يكون أميرا من بيت لاهو بالصغير المفرط في الصغر، ولا هو بالخطير المفرط في الخطر، إذ لابد لنا أن نتجنب المخالفات المعقدة. وينبغي علي هذا العريس بعد ذلك كله أن يكون من أبناء العقيدة البروتستانتية وهي عقيدة الإنجليز. فليس في مقدورك أن تتزوجي كاثوليكيا إذ أن قانون البلاد يمنع من ذلك، ثم ينبغي كذلك أن يكون العريس شابا، حتي يصبح شريكا مناسبا لصاحبة الجلالة. وينبغي أن يعرف اللغة الإنجليزية وأن يتعلمها إن لم يكن يعرفها، وأن يكون صالحا لاقتباس العادات والتقاليد الإنجليزية. وهذه الصفة الأخيرة هي أصعب الصفات جميعا لما هو معروف من تحرج الإنجليز مع الأجانب. أي أنهم لا يحبون الأجانب ولا يسمحون لهم بالاختلاط معهم.
ثم لابد لهذا العريس أن يملك بعض الثروة وإن لم تكن عظيمة. فإن البرلمان الإنجليزي سوف يتكفل بعلاج هذا الجانب الاقتصادي، ومن الضروري أن يكون العريس صاحب وجاهة تليق بمقامه.
وأن يكون علي جانب من الذكاء ولكن علي غير جانب عظيم منه. إذ أنه لو كان عظيم الذكاء فسوف يتدخل في الأمور السياسية وهذا ممنوع.
وكذلك ينبغي أن يكون العريس صحيح الجسم سليم التكوين، منحدرا من أصل أصيل .. وهذا أصعب ما يواجهنا الآن في اختيار العريس المناسب لجلالتك. إذ أن الأصل الأصيل في الأسر الأوروبية المالكة يعتبر من أندر الصفات.
وهنا قالت الملكة فيكتوريا في سخرية لرئيس وزرائها: إنني لا لأأكاد أفهم ما تقول في هذه النقطة الأخيرة. إذ أن عبارة الأصل الأصيل تصح علي الماشية، ولا تصح علي الإنسان!!
فيرد عليها رئيس الوزراء:
نعم يامولاتي فإن الأصل الأصيل في معني من معانيه ينطبق علي الماشية، ولكنه ينطبق أيضا علي البشر وعلي ما ينحدر من الأباء إلي الأبناء، ونحن نجدها في الوصية الثانية من الكتاب المقدس، حيث تنبئنا هذه الوصية أن خطايا الآباء تتسلل إلي الأبناء. وكذلك الفضائل ولهذا كان الزواج بين الأمراء الأقارب غير محمود العاقبة.وإذا رجعنا إلي بعض الفروع من أسرتكم يامولاتي فإننا نجد الاختلاط بين الخطايا والفضائل _ لسوء الحظ _ أمرا واضحا أشد الوضوح.
وعندما تشير الملكة فيكتوريا إلي اثنين من أقاربها وتقول : إنهما جميلان ويبدوان في أتم صحة، يقول لها رئيس الوزراء _ في أدب شديد:
هذا في الظاهر يامولاتي. فالتقارير الطبية التي عندي عنهما تقول بغير ذلك أي أن مظهرهما القوي الجميل يخفي بعض الضعف وبعض الأمراض.
ثم يقترح رئيس الوزراء علي الملكة اقتراحا غريبا وهو أن تدعو الذين يرشحهم للزواج منها إلي البلاط' واحدا واحدا ولا تقولي لهم شيئا، ثم وهنا تقول الملكة:
إنني أنا التي سوف اختار العريس في نهاية الأمر. أليس كذلك؟.
فيقول لها رئيس الوزراء في نفاق انجليزي شديد الإتقان: نعم أنت التي تختارين ياصاحبة الجلالة. وعموما ليس هناك ضرورة للزواج أصلا إذا كنت لا تريدين ذلك.
وهنا تقول الملكة:
... لكن لابد من الزواج، هكذا كانت أمي تقول لي في كل حين.
فيرد عليها رئيس الوزراء قائلا: إن مسألة لها مثل هذه الخطورة لا يصح الأخذ فيها بكلام الأمهات ياصاحبة الجلالة. وأي محاولة للتأثير علي جلالتك في الاتجاه الخاطئ سوف تدفعني يامولاتي للاعتراض.
ثم نقرأ في نهاية المسرحية هذا الحوار الطريف:
الملكة : اسمع يالورد ملبورن، إنني لن أقبل معارضة تتصل بعواطفي واختياري للعريس الذي يناسبني أن معارضتك لن تؤثر في رأيي علي الإطلاق.
رئيس الوزراء: فهمت يامولاتي. وأنا أشاركك شعورك، ولا يمكنني أن أقول كلمة أخري غير ذلك. وأترك المسألة في نهاية الأمر إلي حسن رأيك، وإلي ضميرك.
الملكة : أوه .. ما أكرمك يالورد ملبورن، وكم أتعلم منك!
رئيس الوزراء : بل كم أتعلم منك أنا يامولاتي لقد خدمت ملكين قبلك كانا اكبر منك سنا. إلا أنني لم أخدم أحدا يصغي إلي المشورة مثلما تفعلين يامولاتي بكل هذه الحكمة ثم يقول اللورد ملبورن في آخر حديثه مع الملكة:
إنني أتوسل إليك ياصاحبة الجلالة أن تفكري في أمر عريسك بجدية.. إن مصير انجلتر يامولاتي معلق في يدك الصغيرة.
وينحني رئيس الوزراء علي يد الملكة فيقبلها ! وهكذا تنتهي هذه المسرحة الطريفة التي كتبها لورنس هاوسمان والتي لم تكن بعيدة عن الحقيقة، فخيال المؤلف هنا لم يفعل شيئا أكثر من تقديم صورة حية متقنة للواقع الذي كانت تعيش فيه الملكة فيكتوريا عندما كانت تبحث عن عريس.
ولقد انتهت القصة الواقعية بأن اختارت الملكة ابن خالها الأمير البرت وتزوجته سنة 1840، وكانت تحبه حبا شديدا، وأنجبت منه تسعة أبناء وبنات، وعندما توفي زوجها سنة 1861، وكانت في الثانية والأربعين رفضت أن تتزوج بعده ولبست عليه ثوب الحداد طوال السنوات الأربعين التي عاشتها بعده،ولم تخلع ثياب الحداد عليه حتي ماتت.
وهكذا انتصرت الملكة فيكتوريا علي القيود الكثيرة الصعبة التي كانت موضوعة أمامها وهي تختار العريس التي يناسبها ويطفئ ظمأ قلبها وحرارة عواطفها، وليس العريس الذي يرضي رئيس وزرائها ملبورن ويتفق مع شروطه القاسية التي فرضها علي الملكة وهي تختار عريسها.
وانتصرت الملكة بعد معركة عنيفة وقتال شرس ضد الشروط الصعبة التي أرادت أن تحرمها من الاختيار العاطفي الذي يرضيها ويناسبها.
وهكذا فإن أي فتاة عادية في هذه الدنيا، ربما كانت أكثر حرية من هذه الملكة، لأن هذه الفتاة تستطيع أن تختار عريسها كما تشاء، ولن يتصدي لها أحد ليفرض عليها أن تختار حبيب قلبها حسبما يملي الدستور البريطاني غير المكتوب علي كل من يجلس فوق عرش الأنجليز. فالفتاة العادية هنا هي الملكة فقد كانت امرأة سجينة، ولولا ذكاؤها ودهاؤها وحيلتها لوقعت في الفخ وتركت رئيس وزرائها يختار لها عريسها كما يشاء.
رد مع اقتباس
قديم 06-07-2007   رقم المشاركة : ( 2 )
بيقبن بن فنحاص
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1295
تـاريخ التسجيـل : 24-05-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 190
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : بيقبن بن فنحاص يستحق التميز


بيقبن بن فنحاص غير متواجد حالياً

افتراضي رد : السلطة والسعادة / منقول .

أغنى رجل في العالم يتمنى لو كان فقيراً

5 مايو 2006 الساعة 06:34 صباحا




الثروة لا تكفي لجلب السعادة وقد تكون وبالا على صاحبها. هذا ما يقوله بيل غيتس الذي يوصف بانه اغنى اغنياء العالم.

ونسب راديو سوا الى غيتس قوله انه يدعو على نفسه بالفقر ويتمنى لو لم يكن اغنى بني البشر.

واضاف انه لايشعر بان ثروته الطائلة التي تقدر بالبلايين تحقق له ما يريد.

ويقول غيتس انه يكره كونه من المشاهير كما انه لايحب اثارة انتباه الاخرين ويعتبر نفسه في محنة بسبب ثروته وانه يعيش وحيداً.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2007   رقم المشاركة : ( 3 )
فاعل خير
أبو عبدالله

الصورة الرمزية فاعل خير

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 566
تـاريخ التسجيـل : 26-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 13,279
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 339
قوة التـرشيــــح : فاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادة


فاعل خير غير متواجد حالياً

افتراضي رد : السلطة والسعادة / منقول .

يعطيك العافية
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2007   رقم المشاركة : ( 4 )
أبو عبيدة
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية أبو عبيدة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 241
تـاريخ التسجيـل : 25-01-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 4,327
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : أبو عبيدة يستحق التميز


أبو عبيدة غير متواجد حالياً

افتراضي رد : السلطة والسعادة / منقول .

يعطيك العافية
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
فتح الإسلام / منقول . كريم السجايا أخبار العالم وأحداثه الجارية 4 05-31-2007 12:49 PM
السلطة الهندية :- بَنتْ الأصَآيلْ الـصـحـة و التغذية 4 01-18-2007 07:40 PM
منقول / مساهمات سوى المستعين بالله ابوعبدالله الــمـنـتـدى الـعـام 8 07-28-2006 12:59 PM
(منقول)تحذير لمستخدمي الجوااااااااااال في السعوديه(منقول) عثمان الثمالي الــمـنـتـدى الـعـام 4 10-23-2005 01:16 PM


الساعة الآن 04:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by