رود ايلاند تكشف عمق التضرر من التباطؤ الاقتصادي الامريكي

[عثمان الثمالي]

رود ايلاند تكشف عمق التضرر من التباطؤ الاقتصادي الامريكي رود ايلاند تكشف عمق التضرر من التباطؤ الاقتصادي الامريكي رود ايلاند تكشف عمق التضرر من التباطؤ الاقتصادي الامريكي رود ايلاند تكشف عمق التضرر من التباطؤ الاقتصادي الامريكي رود ايلاند تكشف عمق التضرر من التباطؤ الاقتصادي الامريكي

الخليج الاقتصادي الإماراتية الخميس 11 ديسمبر 2008 3:19 ص

متجر الرهونات الأكثر رواجاً

تعطي مدينة بوتكيت في رود ايلاند لمحة لعمق الكساد في الولايات المتحدة كما تمثل تحذيرا من مخاطر ارتفاع البطالة . وكانت بوتكيت التي تقع على مسافة 80 كيلومترا جنوبي بوسطن رائدة الثورة الصناعية في الولايات المتحدة . والآن أصبحت نسبة 11 في المائة من قوة العمل فيها عاطلة وهو المعدل الاسوأ في ولاية تنافس ميتشيجان المتضررة اقتصاديا على أعلى معدل للبطالة في البلاد .
أصبح الشارع الرئيسي في المدينة يتميز بواجهات المتاجر الخالية . وعلى امتداد مائة متر فقط وضعت لافتة “للبيع” على واجهات ستة متاجر ويقف مجمع تجاري وإداري على مساحة 2973 متر مربع خاليا .
وقال سايت سادو (56 عاما) الذي يصلح الملابس في متجر الخياط سادو “لم يعد لدي عمل يذكر . . . أعمل في هذه المنطقة منذ 26 عاما . لم أر أوضاعا مثل هذه من قبل” .
والعمل الوحيد الرائج في الشارع الرئيسي هو متجر للرهونات .
وقال ديفيد كاتس الذي يعمل في متجر الرهون في بوتيكيت “الاعمال جيدة جدا . . . يمكنك أن ترى بنفسك” مشيرا الى ارفف تكدست عليها أجهزة تلفزيون ومسجلات ومعدات موسيقية . وأضاف “ازدهر عملنا منذ ستة أو سبعة أشهر . ونتلقى كذلك الكثير من المجوهرات والذهب” .
وعندما يصوغ الرئيس المنتخب باراك أوباما خطته الجديد لإنقاذ الاقتصاد هذا الشهر فإنه من المتوقع ان توجه مساعدات كبيرة للولايات والحكومات المحلية . وتظهر رود ايلاند نطاق المشكلة في حين تدرس العديد من الولايات تخفيضات كبيرة في الخدمات المحلية لموازنة ميزانياتها .
وتواجه الولاية التي يقطنها مليون نسمة والتي تضررت من فقد ايرادات ضرائب مع تدهور أوضاع العمل وانخفاض قيم العقارات أسوأ عجز في الميزانية في 17 عاما اذ تنفق مليون دولار يوميا أكثر مما تحصله وتتوقع عجزا قدره 357 مليون دولار في السنة المالية التي تنتهي في 30 يونيو/حزيران المقبل .
ومن المتوقع أن يرتفع العجز الى 486 مليون دولار في السنة المالية التالية التي تبدأ من الاول من يوليو/تموز . وتوقع مشرعون أن يزيد العجز بنحو 80 مليون دولار سنويا حتى يصل الى 770 مليون دولار في عام 2012 ما لم يتم ايجاد مصادر جديدة للايرادات .
وتتوقع المدارس تخفيض ميزانياتها . ولم يستبعد المشرعون زيادة الضرائب وطالبوا المدن والبلدات بترشيد الانفاق . ويدرسون برامج عمل عام كبيرة وتدعيماً لخدمات الولاية وربما أيضا أول ضريبة في البلاد تحصل على كل ميل يقطعه الساكن بسيارته في ولايته .
وبموجب هذا الاقتراح الضريبي سيبلغ السكان عن عدد الاميال التي قطعوها ويدفعون رسوما لدى تجديد رخص سياراتهم كل عامين .
وقال ادوارد مازي استاذ ادارة الاعمال في جامعة رود ايلاند “هناك خياران أمام هذه الولاية . اما خفض الانفاق وهو ما يعني خفض الوظائف بدرجة أكبر أو التطلع الى زيادة الضرائب” .
وأضاف “أي شيء اخر نفعله الآن سيؤثر في نهاية الامر على المدن والبلدات المحلية وتقديم كل شكل من أشكال خدمات الولاية . وهذا في حد ذاته يصبح عائقا أمام جذب الاستثمارات الصناعية” .
ومشكلات رود ايلاند تتكرر في مختلف أرجاء الولايات المتحدة بدرجات مختلفة . فقد أظهرت بيانات يوم الجمعة الماضي أن أصحاب الاعمال في الولايات المتحدة خفضوا الوظائف بمقدار 533 الف وظيفة في نوفمبر/تشرين الثاني وهو أكبر عدد في 34 عاما وارتفع معدل البطالة الى 7 .6 في المائة وهو الاعلى في 15 عاما . وقالت اديث بير مسؤولة الائتمان في قطاع خدمات المستثمرين بمؤسسة التصنيف الائتماني موديز “باستثناء الولايات الغنية بالنفط يمكن القول ان جميع الولايات تعدل توقعات ايراداتها بالخفض” .
وقالت بير في حديث: ان 21 ولاية تواجه عجزا في الميزانية هذا العام . وبعضها قد يخفض الانفاق بما بين 15 و20 في المائة . فولاية اوتا على سبيل المثال علقت جميع مشروعات شق الطرق التي لم تبدأ بعد .
لكن عددا محدودا يشعر بأثر مماثل لما تشعر به رود ايلاند وهي الجارة الجنوبية لماساتشوستس التي فقدت قاعدتها الصناعية في ستينات وسبعينات القرن الماضي وتجاهد لإيجاد محرك اقتصادي جديد .
وأعلنت الولاية رقما قياسيا للعاطلين بلغ 53 ألفاً في أكتوبر/تشرين الاول وارتفع معدل البطالة فيها الى 3 .9 منافسة ميتشيجان التي تضم قطاع السيارات المتهاوي على أعلى معدل بطالة في البلاد . وستعلن بيانات شهر نوفمبر/تشرين الثاني يوم 19 ديسمبر/كانون الاول الجاري .
وتزايد الطلب على برامج غذاء طارئة .
وقال اندرو شيف المدير التنفيذي لبنك الطعام في رود ايلاند ان نحو 47 ألف أسرة أي نحو 11 في المائة من عدد الاسر في الولاية لا يمكنها شراء الطعام . ورصد بنك الطعام زيادة بنسبة 12 في المائة في الطلب على مساعدات الطعام الطارئة في عام حتى أغسطس/آب بزيادة نحو الفي شخص شهريا في المتوسط .
وقال شيف في حديث “هذا الاتجاه مستمر بالتأكيد” متوقعا ان يتضاعف عدد من يطلبون مساعدات طعام طارئة في الشتاء مع ارتفاع تكاليف تدفئة المنازل .
ولا تعاني الكثير من المناطق في رود ايلاند كما تعاني بوتكيت المدينة التي يقطنها 73 الف نسمة والتي حظيت بمكانة في التاريخ الامريكي بفتح أول مصنع لحلج القطن يعمل بطاقة المياه في عام 1793 وهو حدث يقول العديد من المؤرخين انه مثل بداية الثورة الصناعية الامريكية .
ويتدهور الان قطاع صناعة المنسوجات الذي كان مزدهرا في المدينة . وارتفع معدل البطالة فيها الى 3 .11 في المائة أي ضعف ما كان عليه قبل عشرة أعوام . ويقول نشطاء ان عدد من يطلبون حقيبة اضافية من المواد الغذائية تعينهم خلال الشهر في أكبر بنك للطعام في المدينة زاد من نحو اثنين في اليوم قبل سبتمبر/ايلول الماضي الى ما بين خمسة وستة .
وقال جلين مارمول العامل في بنك الطعام التابع لمؤسسة بلاك ستون فالي الخيرية وهو يجمع المواد الغذئية لماكسيما جونزاليس (36 عاما) وهي أم فقدت وظيفتها قبل ثلاثة أشهر “المكان يزدحم أكثر فأكثر” .
وأضاف: حتى الذين يحصلون بالفعل على مساعدات من الولاية عن طريق بطاقات الطعام يأتون لأنهم يحتاجون لمساعدات اضافية .

[صقر قريش]

[ابوسيف الاشرم]

الله يعطيكي العافية