الضّب (( تتمه ))

[ابوسيفين]

الضّب (( تتمه )) الضّب (( تتمه )) الضّب (( تتمه )) الضّب (( تتمه )) الضّب (( تتمه ))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :ــ
استكمالا لما تحدّثت به معكم عن أبا الحسل (الضّب ) أُورد لكم ماتبقى لديّ من معلومات وصور وأوّلها عن كافيار البدو(( ومناشده لإمام المتبحثين لعمل بحث حول فوائد بيض الضبّان فرُبّما نافسنا الدّول المُطلّه على بحر قزوين في تجارتهم ))

عموما ما أُطيل عليكم قلت لكم في الحلقه السابقه أن الضِّباب الصغيره قد تتمنى أن لاأبى لها فبمجرّد أن تفقس يُبادرها ذلك العاقْ بأكلها إمّا لغبائه باعتقاد أنها هوام أخرى تُشكّل خطرا عليه ، أو لأنه عاق بطبعه ، وقيل أنها عند خروجها تتجاوز حدود مملكة أبيها فتصبح فريسة لجيرانه وقد عُرف عند العرب أن الضّب يأكل بنيه حتى أصبح مضرب المثل في ذلك فيُقال فُلان أعق من ضب قال عملس بن عقيل بن علفة:

[poem="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أكلت بنيك أكل الضب حتى = وجدت مرارة الكلإ الوبيل[/poem]

وقال لأبيه:

[poem="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

أكلت بنيتك أكل الضب حتى=تركت بنيك ليس لهم عديد

[/poem]

وأفضل طريقة لصيد الضب أن تسبقه إلى جحره فيحتار أين يذهب وعندها يمكنك السيطره عليه بتثبيته الى الأرض بعصى أو نحوها وحمله مع نهاية الذيل بعيدا عن الجسم لكن إن سبقك الى جحره فلإستخراجه طُرق وتسمّى (( الإحتراش )) 0
ومن طرق الإحتراش سكب الماء عليه في جحره فإذا إمتلأ اسفل الجحر بدأ الضب في الرجوع الى الخلف وتستمر أنت في سكب الماء حتى يظهر لك ذيله فتقبض عليه لكن إحرس من الحارس الشخصي المّلازم له (( العقرب ))

قال أبو الوجيه العكلي.

[poem="font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وأفطن من ضب إذا خاف حارشا = أعد له عند التلمس عقربا[/poem]

والحيّه من ألدْ أعداء الضب حيث تدخل عليه في جحره لكنّه إذا كان مُذيلاً لايخشاها حيث يضربها بذيله فيوقذها أو يقتلها لكنّه إن كان مُرئساً كما شرحنا في الحلقه الماضيه تستطيع أن تغلبه 0
ولذلك فإن (الحارش ) وهو من يحاول استخراج الضب من جحره يحاول أن يخدع الضب بإدخال عصاً في جحره لإيهامه بأن حيّة تُريد الدُّخول عليه فيبدأ بقتالها بذيله ويقوم الحارش بإخراج العصا شيئاً فشيئاً والضب يطردها فلا ينتبه إلاّ وهو في يد الحارِش ، وقد قيل في الأمثال أن الضّب حذّّر ولده من أن ينخدع بالعصا وعندما كانا في جحرهما سمعا صوت مسحاه الحارش يُريد بها أن يحفر حتى يجدهما ويصطادهما فسأل الولد أباه أهذا الحرش ؟ فأجابه هذا (( أَجَلّ من الحرْش )) أي أعظم فذهبت مثلاً لما يكون من الأمور أكبر مما يتصوّره الشّخص العادي 0

ومما قرأت من الأساليب التي تستخدم للحرش أن يضع الحارِش حبّة تمر على رأس العصا مُستغلاًّ حُب الضب للتّمر فيخرج طلباً لها فيصطاده وتذكرت كيف فعل التمر بأبي عبدالرّحمن وما رأيتموه من ميوله غير المُبرّر لصاحب الهديّه على حساب بدر الدّجى وعرعرة المنتدى ليس هو فحسب بل كل من شملتهم الهديه أو توقّعوا خاطئين أنّها ستشملهم كالحاج إيّاه 0جاء في ((( المعنى الكبير للدينوري ))) وقالوا: والضب يعجب بالتمر عجبا شديدا ويحتال لصيده وكذلك العقرب تعجب بالتمر وتصاد به. وقال آخر وهو سالم ابن دارة:

[poem="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وما التــمر إلا آفـة وبـلـيّة =على كل هذا الخلق من ساكني البحر
وفي البر من سمع وذئب وعقرب =وخنفسة تسـعى وثرملة تســري[/poem]

وقد قيل في الأمثال إن كنت راعيا ... عذيـرك إن الضب يُخـتل بالتمر

وأنشد ابن الأعرابي لابن دعمي العجلي:

[poem="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]سوى أنكم جربتم فجريتم =على دربة والضب يختل بالتمر[/poem]

وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال لرجل من أهل الطائف الحبلة أفضل أم النخلة؟ فقال: الحبلة أترببها وأتشببها وأستظل في ظلها، والبلح يرمق بها، فقال عمر: تأبى ذلك عليك الأنصار، ودخل عليه ابن عبد الرحمن بن محض الأنصاري فقال له عمر مثل ذلك فقال: الزبيب إن آكله أضرس، وإن أتركه أغرث، ليس كالصقر في رؤوس الرقل، الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل، خرفة الصائم وتخفة الكبير، وصمتة الصغير، وخرسة مريم، ويحترش به الضباب من الصلفاء يعني الصحراء، والخرسة ما تطعمه النفساء.

والضربان ــ وقد سمعتهم لدينا يسمّونه الضرنبان ــ بزيادة نون قبل الباء من أشد أعداء الضب ولديه طريقه فريده في إصطياده فمن المعروف أن الضربان يشتهر برائحة نفّاذة لفسائه ــ أجلّكم الله ــ وبها يستطيع التشويش على رادار الثّعلب عند مُطاردته له 0
((((((((((((قال الجاحظ: وفسو الظربان أحد أسلحته، لأنه يدخل على الضب في جحره وفيه حسوله وبيضه، فيأتي أضيق موضع في الجحر فيسده بيده، ويحول دبره فلا يفسو ثلاث فسوات حتى يخر الضب سكران مغشيا عليه، فيأكله؛ ))))))))))

وأمّا ماسألتم عنه أبا عبدالرّحمن عمّا يُحبه البدو في الضباب فقد أجاب الحاج سلام ـ سلّمه الله ـ عن ذلك وأزيد أن من تعوّدوا أكل الضباب يمدحون كِِشاها ، والكشى شحمتان في البطن داخل كيس يميل الى السّواد على شكل لسان الكلب وقد تغنّى محبّوه بطعمها ومن ذلك : ـ

قال جران العود:

[poem="font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قريت الضب من حبي كشاها =وأي لـوية إلا كـشاهــا
فلـولا أن أصلـك فارسـي = لما عبت الضباب ومن قراها
[/poem]

وقال آخر:
وأنت لو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضب يعدو بالواد

ومن الأمثال في الضب : ــ

((أروى من ضب )) وذلك أن الضب لايُكثر من شرب الماء وقيل أنّه لايحتاجه البتّه وفي ذلك نظر ، و(( أعق من ضب )) وذلك لأكله بنيه كما ذكرنا 0و((أبله من ضب )) وقد تقدّم ذكره 0 و((أطول ذِماء من الضب )) والذّماء وهي الفتره مابين ذبحه وتوقّف حركته 0 و((أحيا من ضب )) وذلك لأنّه يُعمّر وتطول حياته في الغالب 0
هذا مالدي واسمحوا لي في إختصار جزئية الأمثال فعلى بعضها طرائف تركتها لعدم الإطاله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته0

سمّوا حيّاكم الله

^

^























^