الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > القسم الترفيهي > منتدى الاستراحـة

 
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-19-2008
الصورة الرمزية حمد علي الدويش
 
حمد علي الدويش
عضو

  حمد علي الدويش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2138
تـاريخ التسجيـل : 19-01-2008
الـــــدولـــــــــــة : وطني كل فؤاد يودني
المشاركـــــــات : 4
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : حمد علي الدويش يستحق التميز
Smile الحقو وفرفشو ولا تنفشو

الحقو وفرفشو ولا تنفشو الحقو وفرفشو ولا تنفشو الحقو وفرفشو ولا تنفشو الحقو وفرفشو ولا تنفشو الحقو وفرفشو ولا تنفشو


[FONT='Tahoma','sans-serif']السلام عليكم ورحمة الله[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']وبركاته[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']من كتاب مذكرات زوج, للكاتب احمد[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']بهجت[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']احب انقل لكم بعض من مذكراته ,, الكاتب اسلوبه[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']حلو وممتع[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']*****************[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']"[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']أن يكون الانسان رصينا له زوجة واطفالل[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']وعمل واصدقاء وعادات موروثه وعادات مكتسبه، شيء لا يمنع ان تكون له مذكرات يخبئها[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']عن زوجته[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']"[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']مذكرات 6 سبتمبر 1964[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']عندما يكتب الانسان مذكراته فهذا يعني ان[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']هناك شيئا هاما يريد من الاخرين معرفته، وانا لا اصدق هذا الاحساس بالاهمية، ولم[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']يخامرني هذا الاحساس في البيت او في العمل، فأنا رجل متزوج في البيت ، ولي رئيس في[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']العمل، وانا لا اشكو شيئا سوى البلادة والوحدة، ولقد قررت اليوم ان اكتب مذكراتي[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']. [/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']ان الكتابة عمل مسكر ورائع، فعندما يكتب المرء يشعر انه ليس وحيدا في هذا العالم[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']. [/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']لكني لا اكتب لهذا السبب، انني اكتب لأني احس ان كل انسان في العالم قد اضجى جزيرة[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']منفصلة ليس بينها وبين الاخرين اتصال، هذه المذكرات ليست الا محاولة يائسة للتلويح[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']والصراخ امام مانتور انه سفينة مارة، بينما هو في حقيقة الامر سراب مائي. وسيبقى[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']لنا من الحوار مع السراب صمت عظيم[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif'].[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']كيف يحصل الانسان على الصمت في هذا البيت[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']، ان الخادمة تغسل الصحون، او بالاحرى تضرب الصحون وهي تغسلها، وتحدث زوجتي ضجة[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']هائلة تتعلق باكتشاف بقعة من التراب فوق مائدة تقع في يسار الصالة، ويزعق اطفالي في[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']حجرتهم كأن بينهم مباراة في الصياح، وتموء القطط مواءا عابثا يبدو انها تقصد منه ان[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']تتلاءم مع الجو النفسي للبيت[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']..[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']هذا الموقف يدفعني الى التأمل ان الانسان[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']يحتاج الى تأمل حياته بين فترة واخرى، ولقد مضت علي سبع سنوات وانا زوج مثالي، وفي[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']هذه السنوات لا انكر انني سألت نفسي اسئلة خبيثة .. مثلا: هل يستحق الزواج بسبب[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']لحظة ان يبقى الى جانبنا كائن من جنس اخر، ومن نفسية اخرى ,, وان يدوم بقاؤه الى[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']الابد، امرأه تعتبر ان من حقها ان تسألك في اي وقت: قيم تفكر، ولماذا تسكت؟[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif'] ,, [/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']امرأه تفتش في احلامك عن اخطاء تؤكد بها صدق نظرتها فيك[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif'].[/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif']كم يكون جميلا لو يستطيع المرء تحضير[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']الزوجه في المطبخ كما يحضر الحساء، حتى يختلف طعمها من وقت لآخر، هذه الامنية[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']العبقرية ليست من اكتشافي، انها مدينة بالوجود لأحد ابطال كاتب روسي لم يتهمه احد[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']بالتحيز ضد النساء. يعتقد هذا البطل نفسه ان هناك شيئا مخيفا ومصطنعا في النساء، ان[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']رغبتهم الطفيلية في التعلق برجل تكفي وحدها لإدانتهم، ولقد مرت بي تجارب تأكدت[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']بعدها ان المرأه عندنا تنظر في المرآه لا تفعل ذلك لتصلح زينتها، انما تفعل ذلك[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']لتتأكد من وجودها، وتحاول تأكيد هذا الوجود بشتى الطرق. لا اتحدث عن كل النساء، لا[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']اكره كل النساء وبالتالي لا اكره زوجتي.. انني احب النوع الانساني كله بشكل عام،[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']ويبلغ افتتاني بالنساء حد الدهشة التي احس بها عند ما ارى وجه فتاة لم اره من قبل[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif'], [/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']وانا لا احاول اخفاء هذه الدهشة عن زوجتي وانا اسير معها في الشارع, اني رجل صادق ،[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']انني احس ساعتها ان شيئا يشرق في داخلي، واتأكد من وجود الحياة في اماكن اخرى[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']وارواح اخرى , ان كلمة الروح تتردد في الحديث بين زوجتي والخادمه. ان زوجتي تشير[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']الى ان تصرفات الخادمه ستزهق روحها، و الحقيقه ان زوجتي تبالغ قليلا مثل أردأ كتاب[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']المسرح، وهي ايضا مثل كثير من كتابه الفاشلين قديره على خلق اكبر كومة ممكنة من[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']الحوار الذي لا يؤدي الى شيء، وعندما تقرر زوجتي انهاء الحوار تصرخ صرخه قصيره تشبه[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']صرخات القبائل التي تهتّ بها اعداءها قبل الوثوب عليهم.. ثم تأمر بتنظيف البوفيه[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']. [/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']لماذا تزوجت؟[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']![/FONT]
مذكرات 13 سبتمبر 1964

زمان كانت تجلس اماميوتستمع.. وكانت تجيد الاستماع، وكنت احكي لها مشاكل العمل احيانا، وانا رجل لا احبكثيرا ان اكشف كل حياتي في العمل للآخرين، فهناك هذه اللحظات التي تكون بين المرءورئيسه، والتي يقول فيها الرئيس أشياء كثيره تتصل بالذكاء والغباء وحسن التصرف وسوءالتصرف... هذه اشياء لا تقال للآخرين، لكنني لم اكن اعتبرها من الاخرين، وكنت حيناحدثها عن اضطهاد يقع فوق رأسي، أراها تبتسم ابتسامة واسعة، وتقشر لي قطعة منالفاكهة وتفهمني أنني يجب أن احتمل، فهذه المتاعب نتيجة طبيعية للذكاء الذي ولدتبه، ويجب أن ادفع ضريبة العبقرية المبكرة، فما دام الترقي في هذه المصلحة بالأقدميةفلا شك في أن رئيسي يضايقه كثيرا وجود أحد العباقرة في نفس القسم الذي يرأسه، كانتتضع في فمي قطعة الفاكهة وتبتسم قائلة ان الاذكياء يثيرون المتاعب والشغب دائما،ويجب ان تتحمل، ان رئيسك يعتبر نبوغك احد اخطائك , وكان تفسيرها يرضيني ويقنعني . ويرفع كثيرا من روحي المعنوية.

ولقد فوجئت بعد دخول المصيده بأن الرقة لم تكن الا تمثيلا للرقة، وانهذا الفهم العميق الشامل لم يكن الا ادعاء يفتقر إلى الصحة.. لا يتبادر إلى الذهنأن اكتشافي قد تم فجأة وسطع في حياتي مثلما تسطع الشمس على السطوع المجاورة... أبداً ... لقد حدث هذا بتدريج. أغلب الظن أنني لم ألحظه إلا بعد وقت متأخر تماما.. لاحظت بعد سنوات من الزواج أنني حينما أحدثها عن متاعب العمل تتبنى وجهة نظر رئيسيفي العمل، وتدافع عن اتهامه لي بسوء التصرف، وتحاول أن تدرس موقفي في البيت في ضوءموقفي في العمل، وتحاول انا تكتشف مزيدا من العيوب.. لماذا تحاول الزوجه ان تعرف كلمواطن الضعف في زوجها... هل تفعل ذلك لأنها تعتبر الزواج معركةيجب فيها معرفة ثغراتالعدو. لا افهم لماذا يحدث ذلك، ولماذا يتغير كثير من الزوجات بعد الزواج, أفهم أنالتغيير شيء يتفق مع طبيعة الحياة، وافهم أنه ما من شيء في الدنيا إلا يتغير، حتىالأرض، تنقص من أطرافها كل عام، لكن الذي لا أفهمه أن تتغير مشاعر الانسان من الرقهالى الجمود الى القسوة، احيانا يخيل إلي ان زوجتي مثل زوجة لويس السادس عشر فهي تلكالقسوة التي تكمن في الضعف.. وعدم التفهم الذي هو صفة مشتركة بين النساء,, معظمالنساء...

ان ماريانطوانيت حينما أطلت على مظاهرة الجائعات من مخبئها في القصر وسألت عما يريدونه,, وقيل لها : انهن يطالبن بالخبز.. واقترحت هي أن يأكلن (الجاتوه) .. لم تكن قاسية،كانت غبية,,, ببساطة لم تكن تقدر الوضع على حقيقته.. ان تقدير الامور صفة من صفاتالرجولة والمسئولية.. ماهو السر في أنني لا يمكن أن اتعرض لخطأ يمكن اثباته فيالعمل.. ببساطة لأن هناك مائة مسئول في المصلحة التي اعمل بها، ولكي اوقع انا ورقةما في العمل.. يجب أن أقرأ توقيعات ثلاثة من رؤسائي المباشرين على الورقة... أناإذن لا أتخذ قرارات في عملي.. وهذا سر فوضى العمل واضطرابه، وتحاول زوجتي ايهامي أنهذا هو افضل شيء يصنعونه معي في العمل، هذا يضمن سير العمل وهدوءه كما تقول،و منالاولى بي في البيت أن اتصرف مثلما أفعل في العمل .. أترك كل شيء لها,, تتخذ هيالقرارات واتحمل انا المسؤولية..وانا ارض هذا في البيت كما ارفضه في العمل، واحيانااختلي بنفسي مثلما افعل الان, وافكر في رئيسي المباشر وزوجتي.. في السلطتين اللتينتسير حياتي بينهما كقطار يسير فوق قضيبين من الحديد,,,

ان رئيسي في العمل وزوجتي عندمايحاولان قتل ذبابة يفكران في ضربها بقنبلة.. أليس هذا مخيفا.. ان ابسط الأشياءتحتاج منهما إلى ضجيج هائل يشبه دويّ القنبلة,, وهكذا ترون تعاستي........ أسمعصوتها يقترب >>
مذكرات 20 سبتمبر 1964علمني الزواج ان اختزن كثيرا من التعليقات في جوفي. لا ابوح بهالمعرفتي ان كلمة ساذجه قد تجر الى متاعب كثيرة، وقد كانت الحرب تنشأ بسبب كلمةطائشة . وفي هذه اللحظة تتحدث زوجتي حديثا أود ان افقد خمس سنوات من عمري لأعلقعليه، لكنني لا افعل ذلك ، انني اجلس ساكنا وألتف بكل صمتي واتذثر بحكمتي واكبترغباتي رغم معرفتي أن الكبت ضار بالصحة.

هاهي زوجتيتلتفت إلي وتسألني : بتفكر في إيه؟لن أجيب ، فلعلهذا السؤال فخ منصوب، انني اكتفي بأن ابتسم لها ابتسامة أحشوها بكل طاقتي منالبلاهة.

ما أشد ظمئي لرؤية محمود، هذا احداصدقاء العصر الذهبي قبل الزواج، والساعه الان التاسعةمساء، وهناك ضيوف كثيرونقرروا أن يشرفونا بزيارتهم الليلة. انني افكر جديا في ارتداء ملابسي والخروج، اكادان اذوب شوقا لذلك، وتفكيري جدي الى درجة انه يتحول امام عيني الى حلم لن يرى النورابدا,,

ان زوجتي سيدة جامدة ورصينة وصارمة ولنتفهم ابدا كيف اترك ضيوفنا لأخرج، ولو قلت لها انني احس بالحنين لرؤية واحد منأولئك الذين شهدوا حياتي الماضية، واحد من اولئك الذين شاركوني حياتي القديمه.. لالشيء الا لنبكي معا.

لو قلت لها ذلك فسوف تتصور انسوء طالعها قد اكتمل، وان الحياه لم تكتف بكل المتاعب التي رزقنا بها ، فها هي تكملجميلهاو وترزقها بزوج مجنون، ولو انني افتعلت عذرا وخرجت بعد انصراف الضيوف، فسيكونمعنى ذلك ان الوقت متأخر ، والوقت المتأخر في نظر الزوجه لا يعني غير شيء واحد ,,,, امرأة اخرىلم اقول ان هذا الاتهام لفرط ترديدهقد اصبح أمنية عزيزه، هاهو الطعام قد اعد, وامتلأت المائده، ونهض الضيوف للعشاء، انزوجتي تنظر الي بعينها نظرة معناها ان علي ان اقوم بنوع من النشاط يقصد به حثالضيوف على التهام اكبر كمية ممكنة من الطعام، لكني اتجاهل نظرتها وتزداد ابتسامتياتساعا وبلاهة. ليس الضيوف في حاجة لمن يستحثهم على الاكل، لقد جاءوا خصيصا للعشاءوسينصرفون بعده مباشرة. وسيحتج كل واحد منهم بعذر لينصرف، ولن يبقى غيري وغيرزوجتي..كم تغيرت زوجتي.. كم تغيرت.. انها تزداد امتلاء وسمنه، وفي المره الوحيدهالتي ذكرت لها فيها انها تزداد امتلاء وسمنه ردت بأنها تعيش وسط هموم متصلة انا احداسبابها. كم تغيرت زوجتي عن ايام الخطبة، لقد كانت نحيلة ومضحكة، وكانت فكرة وجودرجل يحبها ويجلس قريبا منها تملأ اوصالها بسرور عظيم، وكان سرورها يعديني، وكنتمسرورا انا الاخر، لكنني لا استطيع ان اقول انني كنت احبها هذا الحب الذي نقرأ عنهفي القصص، لقد تقدمت لزواجها ، وحملت زوجتي نفسها على الاعتقاد (ولا ادري لماذا) بأنني مادمت اريد زواجها فلا ريب انني اعشقها واهم بها، واخذت على عاتقها كواجبانساني ان تنظر إلي بعين طافحتين بالحب، وان تخفف بنكاتها على قلبي المكلوم،واستمعت اليها بأدب وتحفظ حتى اكتشفت ذاك اليوم ان رجلا غريبا يرتدي عمامة ويأمرنيان اقول وراءه: انني تبت إلى الله ورجعت إليه وعزمت على ذلك ، كان ثمة مأذون يزوجنيبها ولم اكن قد قررت التوبة يومها، لكنني تزوجت وأنا احس بضعف شديد وحيرةغامرةلقد جلس الضيوف أمام المائدة وبدأت سيمفونيةالمضغ والبلع.
مذكرات 27 سبتمبر 1964ما الذي افقدني وعييودفعني الى الزواج؟يحتاج هذاالسؤال البسيط الى محاولة جادة لمعرفة الاجابه، اعتقد انه يحتاج لهذه المحاولة حقا. لكن كنت سعيدا بنفسي قبل الزواج، لم اكن سعيدا بدرجة كبيرا اذا تحرينا الدقه، فنفسيفي حقيقة الامر شيء محير جدا، اعتقد ان نفوس الاخرين كذلك ، عندما نكون وحدنا نهفوالى امرأه، وعندما يغلق الباب علينا مع امرأه ونعرف ان الباب قد اغلق الى الابدنبدأ في نبش الحائط بأظفارنا والبحث عن سكين لنرسم به خريطه تقول للأصدقاء أين نحنحتى بهبو للنجده.

خرجت زوجتي منذ ساعه، صحبت الاولاد والخادمه وذهبت الى امها لتزورها،أليس هذا مدهشا هذا الحبي بين البنت وامها.. يخيلالي احيانا ان الحب بين زوجتي وامهاليس حبا بالمعنى المألوف، انما هو نوع من اطمئنان الكتلة الكبيره على الكتلهالصغيره التي هي امتداد لها، والتأكد ان هذا الكتله الصغيره تأخذ طريقها نحو النموالمنتظم ( )

ان الامحين تزورنا وتقبل ابنتها تمسكها بيديها كأنما تزنها، فإذا كانت زوجتي شاحبة لأنهاخرجت لتوها من مشاحنة حامية مع الخادمه او معي، ألقت الام محاضره قصيره عن السعادهالزوجيه وعلاقتها بنقص الوزن والشحوب، وخلصت الى الايهام بأن ابنتها قد تكون تعيسه،ثم راحت تذكر بشكل عرضي عدد الرجال الذين تقدموا للزواج من ابنتها وكيف كانوا افضلجميعا مني ثم فضلتني البنت رغم ذلك عليهم . وتتنهد الكتله الكبيره وتلقي بالمسئوليةكلها على الحب، ويبدو كلامها طبيعيا وبريئا الى درجة تجعل من العسير علي مقاطعتهااو تصحيح معلوماتها مثلا، فهي تدردش قليلا ثم تشرب زجاجتين من الكوكاكولا وفنجانامن القهوه ثم تنصرف، وبعد ان تنصرف اكتشف انها قالت كل ذلك ، واسأل نفسي لماذا جاءتفلا اجد تفسيرا غير انها جاءت تزن ابنتها، وتطمئن عليها ، ما الذي تتصوره هذهالسيده ، هل تتصور انني سآكل ابنتها يوما؟ هذا هو نوع الحب بينهما اذا ، واحيانايخيل الى ان خطأ ما قد حدث حين ولدت زوجتي ولم ينقطع الحبل السري الذي يصلها بالام , ولهذا السبب مازالت ترتبط بها ارتباطا كاملا، واليوم قررت زيارتها، واعتذرت عنمصاحبتها متعللا بأن ورائي عملا أفضل او اؤديه في البيت ، ولم يكد شبح زوجتي يختفيفي نهاية الشارع حتى اسرعت الى دولابي وفتحته وانا امني نفسي بجلسة طيبه معالاصدقاء في المقهى، وبحثت فوق الشماعه عن قميص فلم اجد ، اين القميص الذي خلعتهبعد عودتي من العمل ؟ وبدأت ابحث عنه ، واكتشفت خلال بحثي اليائس ان القميص مبتلتماما ويرقد مع قمصان كثيرة غيره ، وعددت القمصان ، اكتشفت ان واحدا منها غيرموجود، وتعلقت بهذا الامل ، وعاودت البحث، واكتشفت خلال البحث انني اعيش في مغارةتمتليء بمئات الاشياء التي لا افهم سببا لوجودها، عثرت على الف شيء ولم اعثر علىالقميص الغائب.

لعلهعند المكوجي ، وخرجت الى الشرفه لأنادي البواب، نحن نسكن في الدور الخامس والرجلسمعه لا يمتد لأكثر من ثلاثة امتار ، وينبغي ان امتلك صوتا هائلا ليسمعني، وزعقتعليه آلاف المرات لكل الرجل ظل مسمرا فوق دكته الخشبيه التي تغير مكانها طبقا لحركةالشمس، فتوجد دائما في البقعة الظليلة في الصيف، ولا تحتل غير الاجزاء المشمسة فيالشتاء، وحين رفع الرجل رأسه إلى اخيرا وافهمته ما اريد ، قال انه لا يعرف المكوجيالذي نستخدمه الان، افهمني ان الست تشاجرت مع المكوجي الاخير وغيرته، وانه قد اعلنعدم تحمله مسؤولية هذا المكوجي الجديد الذي لا يعرفه هو، من الذي يعرف مكانه اذن؟الخادمه..اين الخادمه؟ ذهبت مع الست.. وهكذا عدت من الشرفه وفي رأسي نفس الدوارالذي عاد به كريستوف كولمبوس من رحلته لأمريكا، مع فارق بسيط واحد، انه نجح فياكتشاف امريكا، اما انا ففشلت في اكتشاف مكان القميص الغائب، ويئست اخيرا فوضعترأسي بين كفي واستسلمت للسجن..

وأضاء في نفسي معنى ان يكون الانسان حرا.
مذكرات 11 أكتوبر 1964

ونحن نجلس إلى المائدة، فتحت زوجتي فمهاوأصدرت تصريحا تؤكد فيه أنني لا أفهم في الحب، ولا اعرف منعى ان يكون الانسانعاشقا، ولذت بالصمت العميق بعد صدور هذا التصريح، وانسدت نفسي عن الاكل وبدأت افكرجديا في الثورة ، فكرت ان اقلب عليها المائدة، واصيح قائلا: ان هذه العيشة لا تطاق،ثم اقنعتني نظرة سريعه الى المائدة بأني احتاج الى ثلاثة رجال لتحريكها من مكانها،فكرت ان امد يدي الى الاطباق وابدأ بتكسيرها صائحا: انني لم اعد احتمل اهانات، ثمخشيت ان بنطوي هذا التصرف على نوع من انواع البطر الذي يزيل النعمه، فقد كانتالاطباق كلها تمتليء بالطعام، فكرت ان اقول شيئا يجرح زوجتي ويؤلمها ويجعلها تبكي ،لكنني لم اعثر على شيء يساوي ماقالته منذ لحظات، لقد اتهمتني بأنني زلطه ( يعني حصىصغيره) أو شجره، او قطعة من الحجر،لقد اتهمتني بأنني لست انسانا، فأي انسانلابد ان يفهم في الحب، والذين لايفهمون في الحب هم قطع الحجاره والزلط وجذوعالاشجار، حتى اغصان الاشجار تفهم في الحب لأنها تثمر، ونهضت من المائده بعد قليلوانا احس بالغضب والحيره، ولم تلبث مشاعر الحيرة ان تقدمت واستولت تماما على المكانالمخصص لمشاعر الغضب.

لا افهم في الحب.. ونظرت داخلحياتي نظرة طويله ، وتتابعت امام عين الذاكره مواكب الفتيات اللاتي عرفتهن، وتدفقتعلى الروح هذه الذكريات القديمه التي تحمل عبير الطفوله، وشاهدت نفسي اقف امام شباكابنة الجيران ايام كنا نسكن في شبرا، فتحة الشباك الصغيره كانت اول قصة حب فيحياتي، كانت تنتمي لدين لا انتمي اليه، وكانت تكبرني بعشرة اعوام/ ولا اعرف حتىالان حقيقة مشاعرها نحوي ، لكنني احبتتها حبا لم يمنحه رجل قط لامرأه، وكانت عمريايامها ثلاثة عشر عاما، وكنت احس أنني رجل، اليست الرجولة هي الاحساس بالمسؤولية؟لا ريب انني كنت يومها رجلا، فقد اعتبرت نفسي مسؤولا عنها ، وكنت اوصلها كل يوم الىمدرسة الراهبات، والويل لمن يتجرأ على مغازلتها اثناء سيرها في الطريق، كنت اخبطهفي كتفه بطريقه لا تدع لها مجالا للاتفات لشيء سوى ان يعيد ما تبعثر من نفس. وتقدمبي الحب، وتعودت ان اهبط المشتل القريب لأسرق منه وردتين او ورده لأعطيها لها وهيعائدة من المدرسة، كنت اعجب لهذا الشيء الذي يجعل قلبي يخفق بملايين الاحلام دفعةواحدة وانا اقدم لها الوردة ـ وكانت تعرف بأنني صديق شقيقتها، وكانت تراني في بيتهمعه احياناوكانت تسألني: إيه ده..

وكنت اتلعثم ، واصف لها المشتل القريب واحدثها عن زهوره الجميله،واحكي لها كل شيء عن المكان الذي كانت وردتها تعيش فيه..
وكانت تتناول مني الورده وتقربها من انفها الصغير وتحني رأسهاوتبتسم وتسير.. لا تقول كلمه.. لا تقول حتى اشكرك.. واتوقف حتى تسبقني بمسافةكافية، ثم ابدأ حراستي لها مثل كلب وفي.
لم تكناحلامي تجرؤ على الدنو من جسدها، لم تكن بالنسبة لي غير كائن مجرد هو الحبنفسه.
وانكسر الحب فجأة ..
اذكر اليوم المشؤوم الذي وقفت فيه السياره الصغيره الكالحه امامبيتها وهبط منها شاب طويل مع امرأة عجوز واختفيا في باب العماره.. وذاع النبأ فيالمنطقة بعدها بيومين.. قاله شقيقها لي، ووقفت بلا حول ولا قوة اسمع نبأزواجها.
وخرجت البنت من حياتي ، دخلت ذات يومسياره زرقاء كبيره وهي ترتدي طرحتها البيضاء ومضت...

وكانت السياره تثير كثيرا من التراب وهي تمضي.. وكانت التراب والسيارهوطرحتها البيضاء والورود والمشتل ومدرسة الراهبات وسانت تريز وشارع شبرا تبدأ فيالغرق وسط موجة من الدمع اعتقد انه يفيض من مكان لست اعرفه داخلنفسي.....

بتفكر في إيه..؟؟ هذا صوت زوجتي... مااقسى النقلة المفاجئة.
مذكرات 18 أكتوبر 1964تمربالانسان لحظات من السلام النفسي الذي يحس فيها بالصفاء العميق والشفافية، حتىليجهل ساعتها من يكون وإلى أي كوكب ينتمي..

لحظاتنادرة تمر بالمرء قليلا لكنها عندما تجيء تدفع الانسان مباشرة في قلب الوجود، فيتصلبالكون ، ويتصل بخالق الكون، ويتسمع لحفيف اجنحة الملائكة ويروح يفكرف في قلبه.. هذا القلب البشري الذي يمتلك القدره على دفع الدم في الانسجة كما يملك القدره علىدفع الدمع في العيون، كما يمتلك القدره على الامتلاء بملايين الاحلام الجميلة، ويظلالانسان يرق ويرقب نفسه، ويتأمل فيها العظمة الخالقة ، ثم يعتصر المعدة جوع يجعلهاتتحرك ، ويفكر المرء في الطعام، في المعدة في هذا المعمل الكيميائي المعقد الذييمتليء بأحماض تهظم كل شي باستثناء المعده نفسها، ويعمق الاتصال ويشف الانسان ويفهمنعمة خلقه انسانا، وكان يمكن ان يخلق قطعة من الطوب أو فرعا في شجرة ، ولو انه خلقهكذا لما وجد في نفسه الجرأه على ان يسأل الانسان خالقه لماذا لم يخلقه انسانا بدلامن خلقه جمادا تعيسا او نباتا يأكله الاخرون..

ويغمر الانسان شعور بأنه يريد ان يجمع كل صلوات الشكر في كلمة يقدمهاالى الله .

وقبل ان يهم الانسان بذلك يتغيرالمنظر......

تقتحم الزوجة الحجرة فجأه كزوبعةهائلة ، وتستدير وتتلفت، لعلها تبحث عن شيء .. انها تدور بعينيها في ارجاء الغرفة ،هاهي تنحني أخيرا على شيء في الارض، الحمد لله... بقد وجدت ماكانت تبحث عنه ،وستتركني في حالي وتخرج..

ولكنها تلاحظ وجودي ،انني جزء من المنظر الطبيعي الذي يقع أمامها مباشرة ,, وتلاحظ مع وجودي هذا الهدوءالذي استمتع به، وكنوع من استخسار الهدوء فيّ ينفجر سؤالها فجأه.. ولا اتبين مفرداتالسؤال.....:

*
نعم؟
-
الله ينعم عليك !!

آه هاهي تعود الى ا لمناوره .. لماذا لا تلقي على السؤال مرة أخرى فأجيبها فتستريح، وأؤكد لها انني لم اسمع، وتقولوهي ترقبني بنظرات الشك:

*
غريبه انك ماسمعتش... بسألك سرحان في إيه؟
-
أبدا... ولاحاجه!

وترمقني بنظراتها الصارمه،وتسأل:

*
فيه بني آدم يقعد ساكت من غير مايفكر فيحاجه؟وأرد عليها وانا اتذكر اتهامها لي بأنني لااعرف الحب:

-
البني آدم اللي مايعرفش يحب ده مشبني ادم، ويبقى ممكن يقعد ساكت من غير ما يفكر في حاجه.

وتشيح بيدها اشاره الى سأمها من استمرار المناقشة حول الحب، وتغادرالغرفة . وتملؤني حركة يدها احساسا بأن كل عاطفتي تلقى من النافذة التي تطل علىبحيرة دائمة صنعتها المجاري منتهزة فرضة الفيضان الماضي.

احس انني زائد في المكان, أليس غريبا ان يكون لزوجتي رأيها المضحك فيالحب ثم تتهمني بالتجرد من العاطفة .. هل صحيح انني لا اعرف كيف احب؟ إذا كان حديثزوجتي غير صحيح فلماذا أشعر بكل هذا الضيق؟ يبدو انها اصابت بحديثها جزءا منالحقيقه.. اعرف انها اصابت هذا الجزء... احيانا اسأل نفسي : أين تعلمتالحب؟قد يبدو السؤال مضحكا وغريبا، لكنه جدير بأنيناقش... أين يتعلم الانسان الحب؟ !

فيالمدرسة؟ ... قطعا لا! ان مدارسنا تنظر الى الحب نظرتها الى الخطيئة .. ولا تعلمناالمدارس أي شيء على وجه الخصوص, انها تفتح ادمغتنا وتسكب فيها عددا من المعلوماتالسخيفة التي لا تلبث ان تنزلق من رؤوسنا بعد الامتحان مثلما ينزلق الزئبق علىالزجاج!

انني اذكر المدرسين الذين درسوا لي.. كلهمبلا استثناء كانوا مرهقين لأمر لا اعرفه، كلهم بلا استثناء كانت ملامحهم تعكس تعبانفسيا هائلا..

وكانوا جميعا غير قادرين علىمنح الحب او استقباله ، وكان احترامنا لهم يتناسب تناسبا طرديا مع قسوتهم.. وكانواجميعا قساة..
باستثناء واحد منهم او اثنين.. وكانالمدرسون يدخلون الفصل ويفتحون افواههم ويكونون امامنا المعلومات المقررة ويمضون.. لم يعلمونا كيف نحب! ولا كانوا هم أيضا يحبون!



توقيع » حمد علي الدويش
قديم 01-19-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الحقو وفرفشو ولا تنفشو

عادة الكلام الطويل .. نجد صعوبة في استيعابه!!!

مشكور يا حمد..
آخر مواضيعي
 
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الحقو رمضان قرب ليفوتكم بن سافر الــمـنـتـدى الـعـام 2 09-14-2005 02:16 PM


الساعة الآن 05:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by