ثقافة العبث فسوق

[بلاحدود]

ثقافة العبث فسوق ثقافة العبث فسوق ثقافة العبث فسوق ثقافة العبث فسوق ثقافة العبث فسوق

ثقافة العبث فسوق

تحية ملئها الحب والتقدير لأعضاء وزوار متديات ثمالة تحيه منبعها روح الانتماء وعمق الجذور,

نغيب ويبقى محلكم القلب وسويداء العين ونعود وكلنا ود وشوق .

أحبتي اخترت لموضوعي عنوان مركب سطوت عليه جهارا نهارا لكاتبين مختلفين فإن إذن لي الأول فلن يقبل الثاني وكذا العكس صحيح فالكاتبين لن يلتقيا أبدأ من حيث الفكر والمبدأ , الجزء الأول من العنوان هو عنوان كتاب للدكتور علي النملة (( ثقافة العبث )) صاحب توجه محافظ معروف والثاني عنوان رواية (( فسوق )) لعبدو خال روائي محجوب وصحفي معروف ولي أسبابي في الجمع بين النقيضين ففي إجازة هذا الصيف قمت بجولة في بعض دول الخليج ومنها الإمارات العربية المتحدة وبالخصوص إمارة دبي , قمت بهذه الرحلة وأنا لا تخالجني أدنى شك بأنني في دول خليجية مسلمه عربية جل سكانها بدو في الأصل وأضع بين هلالين (( محافظه )) وأنا في الأصل لديه قناعة بأنه لا تناقض بين التحضر والأخذ بأسباب الحياة المادية المتحضرة وبين ثوابتي الدينية إلا أن ما شهادته من تفسخ وفسوق أرعبني وجعلني ادخل في نقاشات أحاول دائما أن تكون موضوعيه وهادئة مع بعض من التقيت وخصوصا من رأيت فيهم أنهم من أواسط المثقفين حيث أنئيت بنفسي عن فطاحله المثقفين وتجنبت سفهاء القوم وأدعياء الثقافة ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه المهم أني كنت دائما في الجانب المدافع والأضعف في غالب الأحوال , تعودنا دائما في مجتمعنا سيطرة فئتين فئة متدينة عاجزة عن فهم متطلبات العصر والمرحلة بالذات وفئة متحللة تسلقت إلى بروج عاجية وأخذت بقذف الحمم الحارقة كل من يخالفها وقد أجد أنهم اضروا كثيرا بواقعنا اعني كلا الطرفين .

لا أخفيكم أني شاهدت بأم عيني ولمست في الواقع الشيء الكثير من التقدم والتنظيم و الناس هناك تحترم النظام وتحترم الإنسان أي كانت جنسيته وهذا نموذج يكاد يكون معدوم في مجتمعنا ناهيك عن مؤسستنا العامة والخاصة إضافة إلى أن المجتمع بكافة أطيافه ومن كافة الجنسيات يحترم نفسه. إلا أن المشاهد والملفت للنظر هو ذلك السطو الجريء على الدين في بلاد جل مواطنيها من المسلمين .

عودا على موضوع نقاشاتي مع من قابلت كان احدهم أعرفه منذ زمن ربطتنا علاقة صداقة وجدته كبر في السن ونضج تبوء منصب إداري لا بأس به قال إن سبب معاناتكم أيه السعوديون هم المطاوعة قلت له كيف قال إنهم ضد كل تجديد وتطوير في المفاهيم فهم سنوا نمط حياتي معين يرفضون أن يطوروه ومثال ذلك أنكم في استقدامكم للعمالة ترفضون إلا استقدام العمالة المسلمة وهذا فيه جانب ايجابي إلا أن سلبياته كثيرة جدا طغت على ايجابياته
ونتج عنه لديكم مشاكل كثيرة انتم اعلم بها منا , حيث أن جميع الدول التي تسمحون بالاستقدام منها يكون المسلمين فيها درجة ثانيه غير متعلمين وغير مدربين اغلبهم أميون وتصرون على استقدامهم فيأتون بلا خبره وزادوا الطين بله فلا انتم تملكون مقومات التطوير ولا هم جاؤوا بجديد أصبحوا عالة على المجتمع والمؤسسات
وهذا العامل الرئيسي فيه هم المطاوعة حيث حرموا عليكم استقدام المسيحيين والوثنيين والهندوس وهولاء هم الخبراء في بلادهم , المهم قضينا ليلتنا في أخذ وعطاء وتم تناول جوانب متعددة اتفقنا واختلفنا إلا أننا أجدنا أدب الحوار والاختلاف في الرأي وحرصت على أدب الضيافة عزز ذلك حرصنا على حفظ الود لبعضنا في المقام الأول .أصابني في مقتل في بعض جوانب الحديث تفننت في إدارة النقاش البيزنطي بحكم خلفيتي الاجتماعية والثقافية
وإفراغ الحديث من مضمونه أحيانا نظرا لضعف حجتي وقلت حيلتي .

عدت إلى الأوتيل وأنا في حلقي غصة اطرح أسئلة ولا أجد لها جواب
فعلا لماذا تفشي التخلف الاجتماعي ؟ , لماذا يتفشى الفساد الإداري والتسيب ؟ لماذا لماذا أسئلة كثيرة لم أجد لها جواب . سألت نفسي هل نحن السعوديين من وضع الدين في قفص الاتهام ؟ ممكن ، هل الدين فعلا هو سبب ما نحن فيه من تخلف الجواب قطعا لا , إذا أين مكمن الخلل هل هو في تركيبتنا النفسية ممكن , طيب لماذا ؟ هل هو في قيمنا الاجتماعية والثقافية ؟ لا أداري أسئلة كثيرة مظاهر تحتاج إلى دراسة حاله جادة وشفافة , أود أن اسرد كل شيء ولكن المقال يطول ويطول والمقام لا يسمح

ختاما اسأل الله أن يبارك لنا فيما تبقى من شعبان وان يبلغنا رمضان وأسال الله رب البيت العتيق أن يفرج عنا وعنكم كل هم وضيق ويكفينا ما نطيق وما لا نطيق

مع تحيات بلا حدود

والسلام عليكم