من صالات التداول من صالات التداول من صالات التداول من صالات التداول من صالات التداول
عبدالعزيز حمود الصعيدي
الصالات التي جهزتها البنوك للمتعاملين في سوق الأسهم، تعتبر مدارس لمن يريد أن يتعلم ويتعظ، يتعلم ويستفيد من خبرات هؤلاء المتعاملين في السوق، أولئك الذين حققوا نجاحا غير مسبوق ومكاسب مالية جيدة، وأيضا يتعظ بما حدث لآخرين الذين تكبدوا الكثير من الخسائر.
بعض هذه الصالات جهز على شكل فصل دراسي، وبعضها تشبه قاعة محاضرات أو اجتماعات تتسع لأكثر من 200شخص، بينما تذكرني بعض هذه الصالات بأحد مطاعم الفنادق من فئة النجوم الخمس، منتهى الروعة من ناحية الديكور والخدمة، والجمال من حيث الأثاث.
في إحدى هذه الصالات والتي تشبه قاعة اجتماعات، حاولت جمع كل ما أستطيع من معلومات عن حالات ونفسيات المتعاملين وكانت حصيلة هذه المحاولات ما سأنقله للقارئ بكل أمانة:
الصالة التي زرتها أمس كانت عبارة عن عدة جلسات تتسع في مجملها لنحو 180شخصا، كل جلسة تستوعب 12متعاملا، لفت نظري من بينها مجموعة تضم نحو عشرة متعاملين، وهي مجموعة كبار المضاربين، ومن بينهم أبو عبد الرحمن.
مجموعة "أبو عبد الرحمن" وتضم 10من المتعاملين، مستثمرين كانوا أو مضاربين، قبل بدء السوق بنحو ربع ساعة، رشح أبو عبد الرحمن سهمين، بصفته عريف الفصل أو قائد الفرقة، أحد السهمين كان سعره قبل الافتتاح 31ريالا، والآخر 65، واستقر رأيه على أن الأول مرشح للوصول إلى سعر 40ومن ثم إلى 60قبل انطلاقته إلى 100، والثاني سيقفز إلى 80ومن ثم إلى 100ريال قبل أن يحلق إلى 120ريالا، وبناء على توصيات "أبو عبد الرحمن"، قررت مجموعته أن يدعموا هذا التوجه، وبالفعل بدأت أوامر طلبات الشراء من قبل هذه المجموعة تنهال على الوسيط وبكميات تجارية، لدرجة أن أبا عبد الرحمن كاد أن يغريني بالشراء في الأسهم التي رشحها، وبناء على ذلك حاولت معرفة مصدر ثقته في أسهم هاتين الشركتين تحديدا، ولكن عندما أخبرني بالسبب لم أقتنع مطلقا، والعبرة في النتائج. انتقلت من هذه المجموعة إلى مجموعة أخرى، والمفاجأة أن أسهم المجموعة الثانية تختلف كليا عن أسهم المجموعة الأخرى، بل إنها لا تنتمي لنفس القطاع، وجاءت أسهم المجموعة الثالثة مغايرة أيضا لأسهم المجموعتين السابقتين، ما يعني أن هؤلاء المضاربين إنما يعتمدون على توصيات وترشيح في السهم لا تستند على أسس سليمة، ولكن ربما الزخم الذي يسببونه لسهم ما يكون له تأثير إيجابي، أو يتوافق مع دخول مضارب كبير بالشراء في هذه السهم، بل ربما يستغل أحد كبار المضاربين حركة السهم للدفع بهذا السهم إلى الصعود؟