الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02-07-2008
 
جناح الطير
عضو

  جناح الطير غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2169
تـاريخ التسجيـل : 28-01-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 43
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : جناح الطير يستحق التميز
Post حوار مع الغفلة

حوار مع الغفلة حوار مع الغفلة حوار مع الغفلة حوار مع الغفلة حوار مع الغفلة

حوار مع الغفلة


دخلت شرفة مكتبي، فوجدت كتاباً ملقى على الأرض، نظرت مستغرباً ومتسائلاً !!
من الذي وضعه هنا ؟؟ إنني حريص على ترتيب كتبي فمن الذي رماه على الأرض ؟!! هل سقط هو بنفسه ؟! أم أن شخصاً عبث بكتابي ؟؟
مددت يدي لأتناول الكتاب فسقطت منها كلمة على الأرض مددت يدي مرة أخرى لتناول الكلمة فقالت : لا تمسكني !!
نظرت إليها مستغرباً ، وإذا بها كلمة (الغفلة).
قلت : أكلمة تتكلم ؟!!
قالت : نعم إذا كثرت الغفلات نطقت الكلمات.
قلت : وما قصدك ؟؟
الغفلة : أعني أن هناك ضربين للغفلة عامة وخاصة، فأما العامة فهي غفلة بعض الدعاة عن المعاني الإيمانية فإنكم قليلو المراقبة قليلو المجاهدة، قليلو المحاسبة، قليلو التوبة.
قلت : نعم كلامك صحيح فأنا قوي من الناحية الثقافية والحركية إلا أنني ضعيف من الناحية الإيمانية، وأعيش في غفلة روحانية، فما السبب يا (غفلة) ؟
الغفلة : السبب واضح فمرافقة الغافلين هي السبب، لأنهم يجملون لك قبيح، ويزينون لك السيئات ولهذا نهى الله تعالى عن صحبتهم وطاعتهم بقوله تعالى : (ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) أما من جاور الكرام فقد آمن من الإعدام.
قلت : وكيف تتحقق (الغفلة القلبية) ؟
الغفلة : حين يتجه الإنسان إلى ذاته، وإلى ماله، وإلى أبنائه، وإلى متاعه ولذائذه وشهواته، فلم يجعل في قلبه متسعاً لله عند ذلك تتحقق الغفلة القلبية والتي نهى الله عن اتباع من كان قلبه غافلاً بقوله : (ولا تطع من أغفلنا قلبه)
قلت : وهل تظنين أن مرافقة أهل الغفلة له أثر ؟!
الغفلة : إعلم يا عبدالله (أن الدخان وإن لم يحرق البيت سوّده).
قلت : إنه لمثل جميل، ولكن ما مظاهر الغفلة الإيمانية في القلب ؟
الغفلة : تجد الغافل لا يفرح إذا ما اختلى بالله عزوجل، وتجده لا يأنس ولا يطرب لذكر الله تعالى وقراءة كتابه، وتجده لا يشتاق للنظر إلى وجه الله عزوجل ولهذا قال الله تعالى : (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين).
قلت متحمساً : نعم هذه هي مشكلتي فإنني أحب أن أخالط الناس كثيراً، حتى إنني اعتدت على ذلك، فلا آنس بالخلوة مع الله تعالى وكثرة ذكره ثم عاد فقال : ولكن أريد منكِ أن تضربي لي مثالاً على أثر الغفلة في حياتي حتى ازداد فهماً وقناعة.
الغفلة : هب أنك ضعت في صحراء قاحلة، ونفذ طعامك وشرابك حتى كدت تموت جوعاً، واستسلمت لشبح الموت، وبينما أنت في انتظاره، رأيت قافلة بعيدة، قفزت قائماً، وأسرعت للحاق بها، وبينما أنت تجري دخلت شوكة في قدمك فنظرت إلى أسفل، ثم رفعت بصرك وإذا بالقافلة قد اختفت عن ناظريك.
قلت : وأين معنى الغفلة هنا ؟
الغفلة : النظر إلى أشواك الدنيا يا عبدالله.
قلت : وما أشواك الدنيا ؟
الغفلة : هي التعلق بالدنيا، وميلان القلب إلى النساء والمال والمنصب والزينة وتقديمها على حق الله تعالى، فحينما تتحقق الغفلة بأنواعها المختلفة من غفلة القلب أو اللسان أو الآذان أو العين، وعندها يكون المرء من أهل البلاء.
قلت : لقد تذكرت جملة قد قرأتها منذ زمن، وهي قول لأحد العارفين حين قال : إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية، ثم قال : أتدرون من أهل البلاء ؟ هم أهل عن الله سبحانه وتعالى.
الغفلة : نعم هذا صحيح، فطوبى لمن تنبه من رقاده، وبكى على ماضى فساده، وخرج من دائرة المعاصي إلى دائرة سداده، عساه يمحو بصحيح اعترافه قبيح اقترافه قبل أن يقول فلا ينفع ويعتذر فلا يسمع، فالتفتت (الغفلة) إلى (عبدالله) وإذا بعينيه تذرف دموعاً.
فقالت له : (ربما عثرة تعتري الداعية في طريقه دلته على تقصير في الطريق فيزداد عملاً وتقوى).
ثم قالت : ولكني أبشرك يا عبد الله فليس كل غفلة مذمومة، وإنما هناك غفلة محمودة.
قلت : وهل هذا يعقل ؟!
الغفلة : نعم وقد تحدث عنها مطرف بن عبدالله (رحمه الله) حين قال : (لو علمت متى أجلي لخشيت على ذهاب عقلي، ولكن الله منّ على عباده بالغفلة عن الموت، ولو لاها ما تهنأوا بعيش ولا قامت بينهم الأسواق)، فهذا هو المعنى الوحيد الحسن لإسمي، إلا أن الناس في غفلة عنه.
قلت : صدقت والله.
الغفلة : ولكن هناك معنى أخير، لم أتطرق له.
قلت : وما هو ؟ فإنني في حاجة إلى فهم الغفلة فهماً شاملاً، حتى أعرف كيف أرتقي بنفسي وأصلح سريرتي.
الغفلة : أما المعنى الأخير فهو معرفة السبب الرئيسي للاستهزاء بالناس، والنظر إلى عيوبهم وهو الغفلة عن التنفس.
كما قال عون بن عبدالله (رحمه الله) ولا تغفل عن ذكر (ما أجد أحداً تفرّغ لعيب الناس إلا من غفل عن نفسه).
توقيع » جناح الطير
إذا لم تستحي فاصنع ماشئت
رد مع اقتباس
قديم 02-07-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
@ بن سلمان @
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية @ بن سلمان @

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 156
تـاريخ التسجيـل : 01-10-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 14,724
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : @ بن سلمان @ مبدع


@ بن سلمان @ غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حوار مع الغفلة

يعطيك العافية يا جناح الطير على المتابعة
اختيار ذائق
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-07-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
spiderman1111
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2195
تـاريخ التسجيـل : 05-02-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 241
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : spiderman1111 يستحق التميز


spiderman1111 غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حوار مع الغفلة

تجد الغافل لا يفرح إذا ما اختلى بالله عزوجل، وتجده لا يأنس ولا يطرب لذكر الله تعالى وقراءة كتابه، وتجده لا يشتاق للنظر إلى وجه الله عزوجل ولهذا قال الله تعالى : (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين).
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الغفلة المهلكة ورد الجوري الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 2 01-27-2008 01:16 PM
عريس الغفلة مخاوي منقاش منتدى الاستراحـة 16 11-18-2007 03:30 PM
زعامات الغفلة.. ومصائب العرب ما عندكم أحد الــمـنـتـدى الـعـام 3 04-04-2007 02:20 PM
ارتداد الغد والضربة الموجعة ....ورسالة الى محلل الغفلة ...بر الوالدين عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 6 01-15-2007 03:30 PM
حوار مع الغفلة أبو حنين الــمـنـتـدى الـعـام 2 02-12-2006 06:53 PM


الساعة الآن 10:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by