الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > فعاليات و مناسبات

 
فعاليات و مناسبات للمناسبات والحفلات والصوتيات والمرئيات التي يغطيها أعضاء المنتدى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08-30-2012
الصورة الرمزية المقداد
 
المقداد
كاتب مبدع

  المقداد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة
افتراضي يوماً .. ما ؟

يوماً .. ما ؟ يوماً .. ما ؟ يوماً .. ما ؟ يوماً .. ما ؟ يوماً .. ما ؟

موضوع خفيف ليته يشفع غيابي .


في مناخ معتدل تقريباً وقبل إنكسار الشمس آذاناً بمغيبها، كنت أسير صاعداً نحو أحد الجبال الشاهقة والنائفة على القرية، ساعدتني تلك العصا التي ترافقني خطوة بخطوة، وربما تقدمتني في بعض الخطوات اذا ما أخذ الطريق بالوعورة ..! ففي كل مسافة أقطعها كنت آخذ قسطاً من الراحة والقي بجسدي على هاتيك الأحجار المستوية وأسمح للهواء أن يتسلل الى صدري حاملاً معه ما تنفثه نباتات الجبل من روائح زاكية ..! ما أرق ذلك العبير عندما يجتاح كل الأنفاس المتصاعدة بالرغم من كل التعب ..!*
ليس هذا فحسب بل أطلق النظر في سماء فسيحة لا تحجبها البنايات الشاهقة ولا الأبراج العالية ..! سحابة بيضاء خييل الي انها تحط على قمة الجبل مشكلة منظر قل ما اشاهده في تشكلات السحب من قبل..! حتى طائر العقاب يحوم من ارتفاع شاهق وكأنه يبارك هذه الرحلة التى اقوم بها نحو القمة .

انتهى القسط من الراحة وها أنا أنهض من جديد بعد أن تناولت تلك الدبة التى احتفظت بمياهها باردة نظير تلك القطعة من الخيش التى تلبست على جوانبها وتم رتبها بعناية فائقة جداً..! لم أصدق وانا ارى شجرة العتم على مقربة مني فحبي الكبير لها دفعني لأستاك من أغصانها لأن نكهتها نكهة الجبل

بينما أنا في دعة وسكون ومناظر طبيعية لم يتدخل احد في تغيير ملامحها شاهدة أكثر من نحلة تجد في الطيران بالقرب مني ..؟ أيقنت أن هناك خلية نحل بالجوار ..؟ صدق ظني فما ان تقدمت بعض خطوات حتى رأيت أعداداً منها يمر تحت تجويف صخري غائر بعض الشيء !! باركت هذا المنظر وقلت قد أحسن النحل الاختيار في هذا الموقع ..! غادرت المكان بنية الرجوع اليه وانا بجاهزية عالية واكثر تمكين..؟ كيف لا اعود وقد رأيت بأم عيني عدد من اقراص العسلتدلّت اسفل التجويف ..! ايضاً لا أنسى ذلك الحبين الأزرق الذي كان جاثم على احد الأحجار يرفع رأسه تارة ويرخيه آخرى ينظر عن كثب ما يدور في المكان وكأن أحداً قد أوكله بمهمة الحراسة والترقب ..؟ لقد تركت بعض الاحجار انطباعاً حسناً لدي خصوصاً عندما رأيت طائر الهدهد يقف على وقبة ماء في احد الأحجار..! عرفت ان المطر تعهد تلك الوقبة وملأها ..
دائماً ما تحدث هذه المشاهد في بيئة الجبل لكننا لا نمنح أنفسنا مزيداً من الوقت لنتأمل كل تلك الاشياء والمناظر..؟
لعل السرعة في شتى مجالات الحياة أفقدتنا طعم أجمل الأشياء الطبيعية المحيطة ببيئتنا الجبلية، حتى تلك القبرى المسكينة التى جابت ارجاء المنطقة لتحمل بين منقارها بعض الطعام لصغارها الذين فقسوا من البيض منذ اليومين الماضيين، كان مظهراً من مظاهر بيئة الجبل التى شاهدتها خلال الصعود.

كان هدفي الصعود ..! لأن الصعود مناط اغلب الاحيان بالانجاز والنجاح.
أخيراً .. وضعت قدمي على قمة الجبل الشاهق، أتأمل كل أطلالات المكان، اتفرس ملامح كل الأشياء البعيدة بدت كل الاشياء صغيرة عن حجمها الطبيعي ..؟ ومع كثرة التركيز أحسست بدوار ففضلت الجلوس..! مكثت طويلاً ليس في القعود فحسب بل استلقيت على ظهري أنظر للسماء أسبّح *الخالق وأنزهه ، أبدع الوجود وكل شيء فيه ..!

سرحت بفكري كثيراً ولم أنتبه الا وانا افيق من غفوة ربما هي الأجمل خلال سنوات مضت ..؟ وكأن تيارات الهواء الباردة أقلت معها كل همومي وأوجاعي وألقت بها بعيداً عني وعن .. الجبل .

أتصور أن الجبل حكاية طويلة تتعذر الصور والجهود عن وصفها حق الوصف فمهما حاولت ان أوجز الجبل أجده يسهب عن نفسه في تفاصيل غامضة، ربما اراد إخباري أنني صغيراً جداً لأعرف كل أسراره ومخبؤاته ..!

غرب نصف قرص الشمس الآن ويجب أن أعود والا أدركني الظلام .نزلت والسعادة تخالجني ..! قل ما اجدها وانا ارزح كل يوم في روتين رتيب ..؟ تلك الاوهام انزاحت ولم يعد لها أثر ..! لعل كل واحد منا يحتاج أن ينفرد بنفسه بعض الوقت ويراجع تفاصيل حياته، وحبذا ان يقوم بتفريغ كل الشحنات السالبة التى ترسبت في أعماقه نظير ضغوط الحياة ويستعيض بأخرى إيجابية .. ! ولعل الذهاب للمناطق المفتوحة اسلم حل لا سيما الجبل الذي قصدته انا ..!
هناك فقط يستطيع الصراخ بكل قوة او الضحك بهسيرية دون ارتياب او خوف من سماعه .

لا أعلم مدى عمق هذه الفكرة لكنني أؤمن أنها ناجحة في صد الكثير من الأزمات واولها الغضب من اتفه الأسباب وأؤمن أن مرتادي الجبال من الرعاة هم الأكثر تحمل والاكثر صفاء في الذهن ..؟ والأكثر حلماً واناة.

هذا الحديث تحدث القدماء عنه وأوصوا به ولعلي جمعت لكم شيئاً عن ما قالوه في جالسة مقبلة ..


المقداد*

التعديل الأخير تم بواسطة المقداد ; 08-30-2012 الساعة 07:12 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
هل استمتعت يوماً بفشلك ؟.. دفء الحنين التنمية البشرية وتطوير الذات 1 01-15-2011 10:20 PM
(يا صاحبي الدُّنيا ستذهب يوماً) خلف بن عبدالعزيز الثمالي قلم الاعضاء 5 04-02-2010 10:24 PM
ابو عمر في القمة دوماً المختصر منتدى التواصل 18 11-26-2008 11:19 AM
زيادة أجازة الأمومة إلى (60) يوماً عثمان الثمالي الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 2 02-04-2008 08:53 AM
ستبتسمـ الحيـــــــــــــــ ، ، ــاهـ لكـ يوماً ملكة ثماله الــمـنـتـدى الـعـام 4 11-27-2007 11:51 PM


الساعة الآن 10:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by