الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

[@ بن سلمان @]

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يقول الله تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل 125

يقول الشاعر :
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]فريضة الامر بالمعروف شرعتنا = وسر عزتنا.. تطبيق ما فيها[/POEM]

المعروف هو كل قول حسن لين , و كل فعل جميل , وهو كل ما تعارف الناس عليه وعلموه ولم ينكروه , وكل ما أمر الله ورسوله به فهو معروف , وضده المنكر , وهو ما جهله الناس وإستنكروه وجحدوه , و كل ما نهى الله ورسوله عنه .

ورد في كتب اللغة أن المعروف : ما يستحسن من الافعال ، وكلّ ماتعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه .
والمنكر : كل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرّهه .

وجاء في مجمع البيان أنّ المعروف : الطاعة ، والمنكر : المعصية
المعروف في الشرع : كل ما يعرفه الشرع ويأمر به ويمدحه ويثني على أهله , ويدخل في ذلك جميع الطاعات وفي مقدمتها توحيد الله عز وجل والايمان به .
والمنكر في الشرع : كل ما ينكره الشرع وينهى عنه ويذمه ويذم أهله , ويدخل في ذلك جميع المعاصي والبدع , وفي مقدمتها الشرك بالله عز وجل وإنكار وحدانيته أو ربوبيته أو أسمائه أو صفاته .


ويشترط في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروط ثلاثة :
الأول : الاسلام .
الثاني : التكليف .
الثالث : الاستطاعة . قال تعالى ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) .

جاءت وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل حينما ولاّه : ( يا معاذ علمهم كتاب الله وأحسن أدبهم على الاخلاق الصالحة ، وانزل الناس منازلهم ـ خيّرهم وشرهم ـ وانفذ فيهم أمر الله... وأمت أمر الجاهلية إلاّ ما سنّه الاِسلام ، واظهر أمر الاِسلام كلّه ، صغيره وكبيره ، وليكن أكثر همّك الصلاة فإنّها رأس الاِسلام بعد الاقرار بالدين ، وذكّر الناس بالله واليوم الآخر واتبع الموعظة ) .

لقد جعل الله سبحا نه وتعالى الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر من التكاليف الاَساسية
قال تعالى : ( وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ ) سورة آل عمران .
إذاً هو غاية الدين و كما قال الاِمام علي بن أبي طالب : « غاية الدين الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الحدود ».
وقال عليه السلام : « قوام الشريعة الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الحدود » .

إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم على إرشاد الناس إلى الحق والنصح لله عز وجل ثم لرسوله ودينه ولأئمة المسلمين وعامتهم .

والأمر بالمعروف فريضة من الله ، لعلمه بأنّها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلّها هينها وصعبها ؛ ويظهر ذلك في الأمر بالواجب والقيام به والثناء على أهله , قال تعالى : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )110 آل عمران

كما يظهر في التوبيخ والوعيد لتاركه , والذم والتعييب لهاجره , يقول تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون - كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) .
قال ابن كثير أي لا ينهى أحد منهم أحد عن ارتكاب المآثم والمحارم , ثم ذمهم على ذلك ليحذر أن يرتكب مثل الذي إرتكبوه فقال : لبئس ما كانوا يفعلون .

وأن تكون الدعوة للمعروف والنهي عن المنكر باالحسنى وطيب الكلام ولين المعشر, قال تعالى ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) طه 43 / 44.

على أن يتوفر في الداعي للمعروف والناهي عن المنكر الاخلاص وصلاح العمل والعلم بما يقول فضياع العلم يقود للجهل والضلال , يقول عمر بن عبدالعزيز : من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح .

ثم يتوجب فيه الحلم والأناة والصبر على الأذى , يقول تعالى ( فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل ) .
وقد جاء في الترغيب والترهيب عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « الاِسلام ثمانية أسهم : الاِسلام سهم ، والصلاة سهم ، والزكاة سهم ، والصوم سهم ، وحج البيت سهم ، والاَمر بالمعروف سهم ، والنهي عن المنكر سهم ، والجهاد في سبيل الله سهم ، وقد خاب من لا سهم له »

وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من حال بعض الدعاة الذين يأمرون بالمعروف وبنهون عن المنكر وهم لا يأتون المعروف , ويأتون المنكر , يقول صلى الله عليه وسلم : يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ؟ ألم تك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه , وأنهى عن المنكر وآتيه ... صحيح مسلم .

يقول الشاعر :
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وغير تقي يأمر الناس بالتقى = طبيب يداوي الناس وهو مريض[/POEM]

ومع كل ما تقدم هناك حالات يسقط فيها وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا من فضل الله تعالى علينا :
الأولى : عدم القبول والانتفاع , قال تعالى ( فذكر إن نفعت الذكرى ) .
الثانية : أن يترتب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفسدة أعظم من المنكر .
الثالثة : عدم القدرة أو الخوف من وقوع الضرر .


موضوع مشارك