الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الاجتماعي > التنمية البشرية وتطوير الذات

 
التنمية البشرية وتطوير الذات يختص بجوانب تنمية الذات واكتساب المهارات وتطوير قدراتنا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-23-2011
الصورة الرمزية أبو خولة
 
أبو خولة
ذهبي مشارك

  أبو خولة غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 5550
تـاريخ التسجيـل : 25-02-2010
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,467
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 1101
قوة التـرشيــــح : أبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادة
Thumbs up أنا أم نحن؟!!

أنا أم نحن؟!! أنا أم نحن؟!! أنا أم نحن؟!! أنا أم نحن؟!! أنا أم نحن؟!!

أنا أم نحن؟
الجمعة 22 يوليو 2011





محمد السيد عبد الرازق
لو أحرز أحد لاعبي فريق كرة القدم ثلاثة أهداف، ولكنه فريقه خسر بأربعة أهداف مقابل تلك الأهداف الثلاثة، فهل يمكننا القول بأن ذلك اللاعب قد فاز بالمباراة؟
بالطبع لا، لم يفز بأيِّ شيء سوى أن زاد في رصيده الفردي ثلاثة أهداف، ولكن النتيجة النهائية هزيمته كفرد في فريقه المهزوم، ولذا فلابد أن تعلم أيها الشاب أن نجاح المجموع نجاح الفرد.
إنه ذلك القانون الذي يصفه رويارد كبلينج بقانون الوجود فيقول: (إليك قانون الوجود، مصيره الصدق والخلود، قوة المجموعة للفرد، وقوة الفرد للمجموعة، ومن التزم بالقانون فسينجح، ومن خالفه فسيموت) [أفضل ما قيل في الانتصار مع فرق العمل، كاثرين كارفيلاس، ص(16)].
ولذا سنحاول في هذا المقال أن نبين لك أيها الشاب إيجابيات الفردية والجماعية، وضرورة إيجاد التوازن بينهما.
أولًا : الفردية والآثار الإيجابية:
1. مضاعفة النشاط والجهود:
وذلك لأن الإنسان بفرديته يدرك أن عليه أن يجتهد ويسعى بنفسه لتحقيق الأهداف، وللوصول إلى النتائج، وأنه لا يصح أن يعتمد على الآخرين فقط لتحقيق ما يريد؛ بل عليه أن يسعى ويتعب ويجتهد في ظل مساعدة الآخرين له حتى يصل إلى ما يريد.
وبالفردية يستشعر الفرد أن الهدف الذي يسعى إليه المجموع هو هدفه أيضًا في المقام الأول، وأن عليه أن يسعى بكل قوته لتحقيق هذا الهدف، بل عليه أن يبدع ويبتكر ويأتي بالأفكار الجديدة التي تساعد الفريق للوصول إلى هدفه.
وبالتالي تكون الفردية بمثابة بذور تلقى على أرض طيبة، فتثمر أشجار الإيجابية في النفوس؛ فتجعلها تنطلق من ذاتها نحو أهداف الفريق، دون الحاجة إلى التحميس؛ لأنها ببساطة نفوس تنطلق ذاتيًّا نحو الهدف.
ومن أوضح الأمثلة على تلك الفردية المتزنة التي أدت إلى نتائج إيجابية؛ قصة صاحب النقب ذلك الجندي المسلم الذي لم يُعرَف اسمه إلى الآن.
فقد كان مسلمة بن عبد الملك أميرًا على جيش من جيوش الدولة الأموية، وكان مسلمة يحاصر بجيشه حصنًا من حصون الأعداء، واستعصى هذا الحصن على الجيش، فلم يستطع له فتحًا ولا اقتحامًا.
فحرَّض الأمير مسلمة جنده على التضحية والإقدام؛ حتى يحدث بعضهم في ذلك الحصن ثغرًا أو نقبًا، فتقدم من وسط الجيش جندي ملثم غير معروف، وقذف بنفسه إلى جهة الحصن غير مبالٍ بسهام الأعداء، ولا خائف من الموت، حتى أحدث فيه نقبًا كان سببًا في سقوط الحصن ودخول الجيش فيه، وهكذا انتصر المسلمون في هذه المعركة ـ بعد فضل الله ـ بسبب هذا الرجل.
وفرح مسلمة بذلك كثيرًا، وأراد أن يكافئ ذلك الرجل فنادى في الجيش بعد المعركة: أين صاحب النقب؟ فلم يجبه أحد.
فقال مسلمة: إني أمرت حاجبي بإدخاله عليَّ حين يأتي فعزمت عليه بما لي عليه من الحق ـ أي بما لي عليه من حق الطاعة ـ إلا جاء، وكان يريد أن يخصه بجزء من الغنائم ويمجده.
وبعد فترة، جاء الرجل إلى حاجب مسلمة، وقال له: استأذن لي على الأمير، فقال له الحاجب: أأنت صاحب النقب؟ فأجاب أنا أخبركم عنه.
واستأذن له الحاجب على الأمير، فلما صار بين يديه قال له: إن صاحب النقب يشترط عليكم ثلاثة شروط هي: ألا تبعثوا باسمه في صحيفة إلى الخليفة، وألا تسألوه مَنْ هو، وألا تأمروا له بشيء، فقال مسلمة: فذلك له.
فقال الرجل في استحياء: أنا صاحب النقب، ثم ولَّى مسرعًا، فكان مسلمة لا يصلي بعدها صلاة إلا دعا فيها قائلًا: اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة) [عيون الأخبار، ابن قتيبة، (1/73)].
فإذا تأملت في هذا الموقف عرفت ما الذي جعل بداية صاحب النقب يسارع إلى إحداث النقب في سور الحصن؛ لأنه يشعر أنه مسئول بنفسه عن تحقيق النصر للمسلمين.
لأنه يشعر أنه فرد إيجابي عليه أن يقدم شيئًا، لأن عنده فردية متزنة مع الجماعية تجعله ينطلق من ذاته لتحقيق هدف المجموع.
والأعجب من ذلك أنه لم يطلب أي مكافأة، بل لم يرد أن يعرف أنه هو الذي قام بهذا العمل؛ لأنه يخلص العمل لله؛ لأن عنده دافع ذاتي كبير جعله ينطلق نحو هذا العمل فلا يحتاج إلى المحفزات الخارجية.
2. الانضباط والالتزام:
وذلك لأن الإنسان بفطرته يعلم أن وجود قائد أو مدير ضرورة لا بد منها؛ نظرًا لأنه يساعد على وضع الأمور في نصابها، والقضاء على الفوضى في حياة الناس فيسهل الانتفاع واستغلال الجهد والوقت والمال.
ولكن علينا أن ندرك أن قضية الالتزام والانضباط بين أي فريق عمل في إطار جماعيٍّ، إنما هي قضية فردية ذاتية في المقام الأول، وأنها تنبع من ذات الشخص ومن قناعاته بمدى أهمية الالتزام، لا من الضغط الخارجي عليه.
ومن أعظم الأمثال في الالتزام والانضباط كان في غزوة الأحزاب، حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة فقال: (قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم)، ولكنه كلفه بمهمة واضحة، عبَّر عنها صلى الله عليه وسلم بقوله: (اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم عليَّ).
يقول حذيفة: (فلما وليت من عنده جعلت، كأنما أمشى في حمام، حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يَصْلِي ظهره بالنار، فوضعت سهمًا في كبد القوس فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولا تذعرهم عليَّ)، ولو رميته لأصبته. [رواه مسلم].
فالانضباط والالتزام الذي ملأ الكيان الفردي لحذيفة رضي الله عنه كان ذا أثر عظيم في ذلك الموضع.
3. المشاركة الفعالة بالرأي:
وكما أن فردية الشخص تجعله منضبطًا وملتزمًا؛ فإنها أيضًا تجعله يعمل فكره ويشارك برأيه مع الآخرين؛ لتحديد أفضل طريقة ممكنة للوصول إلى الهدف، فيصبح شخصًا منضبطًا انضباطًا ذاتيًّا واعيًا عن بصيرة وقناعة وفكر، لا انضباطًا وتقليدًا أعمى كالأنعام تساق بلا وعي ولا فهم.
ولعل من أبرز المواقف التي توضح لنا مثل هذا النموذج الراقي المتوازن، بين الفردية والجماعية في إبداء الرأي هو موقف الحباب بن المنذر رضي الله عنه يوم غزوة بدر.
يوم أن قام الحباب بن المنذر رضي الله عنه، وقال: (يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلًا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة.
قال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فامضِ بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أشرت بالرأي) [السيرة النبوية، ابن كثير، (2/402)].
فانظر كيف كان الحباب بن المنذر متوازنًا بين فرديته وجماعيته، فهو رضي الله عنه جندي في الجيش المسلم، الذي قائده رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي، ولم يمنعه كل ذلك من إبداء رأيه الخاص به؛ لأنه فرد إيجابي في الجيش يشعر بمسؤوليته الخاصة عن انتصار جيشه يومئذ.
والأجمل من ذلك هو استعداد الحباب التام للانضباط والتضحية في حالة عدم الأخذ برأيه.
· ثانيًا: الجماعية وآثارها الإيجابية:
1. تصحيح المسار:
وذلك لأن الفرد في ظل العمل مع الآخرين، إن أخطأ، فسيكون وجوده كفرد في وسط الآخرين عاملًا شديد الأهمية في سبيل توجيهه وتصحيح أخطائه بوسائل شتى، فتارة بممارسة الصورة الصحيحة والنموذج الأمثل أمامه ليتعلم منه، وتارة بتوجيه النصيحة والإرشاد للشخص.
ولنا في ذلك مثال الثلاثة الذين خلِّفوا رضي الله عنهم، وبالأخص ما حدث مع كعب بن مالك رضي الله عنه، فقد كان هجر الصحابة رضي الله عنهم له بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم عاملًا من أهم العوامل التي ساعدت في تصحيح المسار، والعودة مرة أخرى بعد توبة الله عز وجل عليه.
2. توظيف الطاقات:
أي توظيف سائر طاقات الفرد، بما يؤدي إلى التوازن والتكامل في شخصيته؛ فكون الإنسان في بيئة جماعية يعد المجال الوحيد الذي يوظف سائر طاقاته، ويجعل كل الغرائز تعمل بدرجات متساوية ومتوازية في نفس الوقت، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين الشخصية السوية المتزنة المتكاملة.
ولعل مجتمع الصحابة من أروع الأمثلة في تكامل الطاقات وتوظيف النبي صلى الله عليه وسلم لها، فمن الملاحظ أن (النبي صلى الله عليه وسلم حرص على أن يضع لكل واحد من صحابته هدفًا خاصًّا به؛ ليكون جزءًا من الرؤية الكلية لأمة الإسلام، بحيث يتحقق حلم الأمة بتحقق مجموع أحلام أفراد الصحابة رضي الله عنهم.
فنجد خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم في المجال العسكري، ونلحظ معاذ بن جبل وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم نوابغ وفلتات في المجال العلمي، ونبصر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يستبقيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بجانبه وزراء حتى يُعدَّهم للخلافة من بعده)[يا له من دين لو أن له رجالًا، فريد مناع، ص(107)، باختصار].
3. اكتساب الخبرات والتجارب:
فليس هناك مجال أرحب ولا أوسع يستطيع الإنسان أن يكتسب فيه العديد من الخبرات والتجارب من إطار العمل الجماعي والتعاوني مع الآخرين، فكما يقول إسحاق نيوتن مكتشف الجاذبية الأرضية: (إذا كنت قد استطعت رؤية ما هو أبعد من أن يراه الآخرون؛ فذلك لأنني وقفت على أكتاف عمالقة سبقوني) [أفضل ما قيل في الانتصار مع فريق العمل، كاثرين كارفيلاس، ص(77)].
فالانطلاق مما توقف عنده الآخرون من خبرات ومعارف، يوفر عليك سنوات كثيرة من التعلم والجهد، وكما تقول الحكمة: (العاقل من اتعظ بخطأ غيره).
فبدلًا من أن تخطئ وتتعلم من خطأك؛ تعلم من خطأ غيرك واستفد من خبرته، تتعلم الكثير في وقت قصير، وتتمكن من الوصول إلى نفس الخبرة والمهارة التي وصل إليها الآخرون، في وقت أقل منهم.
ماذا بعد الكلام؟
ـ من المهم جدًا بالنسبة لك أيها الشاب أن توازن بين الفردية والجماعية، فلا يميل أحد الجانبين على آخر.
ـ لابد للآباء أن يشجعوا أبناءهم على التواصل مع أصدقائهم، كأن يقول الوالد (أود أن أراك برفقة جميع أصدقائك، إذا اخترت أصدقاءك بحكمة فستحتفظ بهم طوال العمر) [كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان، ص(447)]، فهذا من شأنه أن يشجعهم على التواصل وأن يتغلبوا على الفردية التي قد تكون عندهم.
المصادر:
· كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان.
· يا له من دين لو أن له رجالًا، فريد مناع.
· السيرة النبوية، ابن كثير.
· أفضل ما قيل في الانتصار مع فرق العمل، كاثرين كارفيلاس.
· عيون الأخبار، ابن قتيبة.
توقيع » أبو خولة


(ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي
وأن أعمل صالحأً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك
وإني من المسلمين)
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by