لا يا فلوس الفلس /الحلقه الأولى

[منقاش]

لا يا فلوس الفلس /الحلقه الأولى لا يا فلوس الفلس /الحلقه الأولى لا يا فلوس الفلس /الحلقه الأولى لا يا فلوس الفلس /الحلقه الأولى لا يا فلوس الفلس /الحلقه الأولى

قصتي يالأجواد مع الفلوس طويله بطول ذنب الحمار وعجيبه وغريبه ,, بدت قصتي معها في أول شبابي وشاربي بعد ما خط قبل حوالي ثمانين سنه أواكثر يوم كانت فلوسنا جنيهات من الذهب وريالات من الفضه ,,, يومها ما كنا نعرف التفخم (التضخم) ولا التلخم ,,, ويومها كانت تجلس قروشنا من الوقت مهما جلست ما تنقص من قيمتها شي .
يعني اللي كنا نشتريه بثمن نشتريه بنفس الثمن لو بعد مية عام , وان شحت علينا القروش تقايضنا بالبضايع , يعني كما لو تقولون آشتري منك ثلاثه أمداد شعير واعطيك مقابلها مد حنطه , والا أشتري منك قدر مليان عسل مقابل أربعة من أمثاله مليانه سمن , والا أعطيك شاتين دفع (حميل) وتعطيني كيس حب حنطه , والا أعطيك عنز بجفرها وتبني لي جدار من مبنى.

وكنا أيامها ما نعرف القروش الورق ولا نعرف البنوك ,
واللي عنده صرة من جنيهات الذهب والا ريالات الفضه يحفر لها في جنب من البيت ويدفنها ويطلي ويفرش من عليها .
واغرب ما سمعت عن الأيداع في هاك الزمان أن رويعي الغنم لاذ بقروشه في محل حوالي داره وحفر لها في مكين مجنب عن السبول والسيول ودفنها ثم سوى عليها عمله من العيار الثقيل أستحي أذكرها لكم , وكان كل ما مر من عندها كرر فعلته وجلس وقضي حاجته عليها (اكرمكم الله) حتى ينفر العاقل والمجنون ولا يخلي أحد يحوم حولها , وكانت تبقى الدراهم في مدفنها سنين ورا سنين حتى يجي يوم حاجتها ويبعثها راعيها ويلقاها كما كانت ما تغيرت لأن الذهب والفضه ما تصدى ولا تاكلها هوام الأرض .

ودار بنا الزمان وحل علينا وقتكم الأهيم اللي دراهمه ماهي راس مال لأنها أسناد من الورق عليها ضمانه من اللي أصدرها وبس , لكنها تبقى ورق تنشق أن جريتها وتنعدم أن بليتها وتاكلها الفيران أن طرفتها وتوسخ أن مديتها وتقزز وتمرض أن شميتها وتنقص قيمتها أن خزنتها ,, وان طال عليها الوقت في الصناديق وغيروها بطبعه غيرها ولا لحقت تبدلها بلها واشرب مويتها .
الخلاصه , بعد تركت الناس عملة الجنيهات والفضه وحولت على قروش الورق كان رفيقكم منقاش قد حوش منها كم الف ونصحني الناصحين ومنهم المخاوي (عساه يخوي في فم كلب ألماني ولا يبقى منه الا فرده من حذيانه) ,, نصحوني أحطها في البنك لكني أبيت من قلة ثقتي في البنوك وقلة ثقتي في الناس كلها حتى لو كان الناصح من مفاتية هذا الزمان أمثال مفتي المخاوي البنا وانت رايح .
المهم أنه في هاك الزمان البعيد كثرت عندي القروش (خمسين الف ريال يوم الجذع قيمته ما تزيد عن مية ريال جمعتها من ثمن الجلوب والشفوي والبياضي والفرسك وارد الخد والحباحبي والحمراء وغيرها) وخفت عليها واحترت وين أخفيها حتى عن عيالي واقرب الناس لي ؟,, وفي ليله مظلمه من الليالي اللي غاب قمرها لفيت الخمسين الألف في عمامتي ومعها جنيهين ذهب ومية ريال فضه وحطيتها في سحاره (صندوق حديد) وقفلت عليها ثم حفرت لها في الدمنه حفره طولها قامه (طول الرجال) ودفنتها وقلت للمره : يا حرمه لو شفتي حواليه موت والا فوت أسعليني عن وصيتي في الدمنه .
بعد عشرين سنه ما زكيت فيها القروش المدفونه سارت قيمة الجذع الف ريال بعد كانت ميه ريال يوم دفنت دراهمي (يعني الف ريال من فلوسي الورق أصبح بالكاد يساوي ميه منها يوم دفنتها , ويعني أنها المفروض تكون نصف مليون يوم بعثتها حتى تساوي قيمتها يوم أخفيتها في الدمنه ) .
وفي ليله من الليالي وانا أهوجس في مشاكلي مع الجماعه واتفكر واتدبر في راس مالي اكتشفت أن قروشي المدفونه خسرت من قيمتها تسعه ريال من كل عشره ريال ,, وبعد فهمت مصيبتي عضيت على براطمي وفزيت من مقعدي واقف وأعتزيت وقلت : أني ابو نقشه اللي يفهمها وهي طايره ,,, لكن كيف هالمره طارت وحامت ثم وقعت واكلها ابو الحصين (الثعلب) وانا غافل عنها ,, واقهرك يا منقاش بالقهر ,, أنها عرق صابر وجد وكد وشد ما جات منحه والا سرقه والا فرقه والا بيعة زرقه ,, كنت أعود آخذ المسحاه والكريك وأسري على الدمنه واستخرج منها قريشاتي ..
قلت في نفسي يا حسرتك يا منقاش اللي لو أشتريت بالخمسن الف يوم دفنتها غنم كان جابت لك خمس مية راس وامديها تكاثرت وجابت الوف غيرها واليوم ما تشري لك الا خمسين راس ,, وآآآآآآآآمصيبتي يانا بالمصيبه ؟؟ , هذي قرووووش والا لعبه ؟ ,وآآآآآآبليتك يا منقاش بالبليه , ويش اللي خلاك تفتح فمك وتنام كل هذا الوقت ؟ .
ثم عودت أعزي نفسي في مصابي واقول في خاطري يا ولد أن راحت الفلوس بقيت النفوس اللي جاب الله بها الفلوس وان شاء الله تجيب غيرها ولا معك الا تشتري بالخمسين الف خمسين راس حتى لا تزيد تنقص قيمة قروشك ولا تشري لك بعد كم من سنه الا خمسه روس من الغنم .
سريت آخر الليل وركبت حماري ولا ذرت الشمس الا وانا في الماقفه (حراج الغنم) ابغي أشتري بدراهمي غنم , لكن الجلابه وشريطية الغنم رفضوا يقبلون قروشي وقالوا : يا منقاش قروشك أنلغت طبعتها قبل عشر سنين والا أكثر وغيرتها الناس وانتهت مدة التغير واستخلف الله فيها ,, يا منقاش ما بقي لك من راس مالك كامل بدون نقص غير الجنيهين الذهب والمية ريال الفضه , أما الخمسين الف الورق ضاعت عليك كلها والبقيه كما يقول المصاريه في حياتك .
داخ راسي وكلحت الدنيا ثم اظلمت في وجهي وأغمي عليه ولا صحيت الا في المشتشفى بعد أيام ,,, لكني حمدت الله أني ما خسرت حياتي ورا دريهماتي , وكنت أسعل الزوار والممرضات عن لعبة القروش في هذا الزمان وعن التفسير للمصيبه اللي حلت عليه , وكانوا يبتسمون أبتسامة شماته ويقولون يا منقاش لا تسعلنا عنها ترانا كلنا في الهوى سوا , وأن كنت تبي تعرف جواب مضبوط على سعالاتك تبي تلقاه عند صاحبك اليهودي اليعازر بن شلومو .
الى عند صاحبي اليهودي ولد شلومو نتوقف ,, خلوكم معي في الحلقه الجايه حتى تعرفون باقي القصه , وتعرفون كيف التفخم (التضخم) روح براس مالي ومالكم , وتعرفون على يد من ولدت لعبة الدراهم ؟ , ومن رباها ؟, ومن يلعبها صح في عالمكم اليوم ويذكيها أذا بغي يذكيها والا يحرجها أذا بغى يتلفها؟, وسلامتكم أنتم وولد حياة شلومو....