الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-06-2009
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي حديث الثلاثاء / محمد الرشيد

حديث الثلاثاء / محمد الرشيد حديث الثلاثاء / محمد الرشيد حديث الثلاثاء / محمد الرشيد حديث الثلاثاء / محمد الرشيد حديث الثلاثاء / محمد الرشيد

حديث الثلاثاء
فلسفة أعجبتني

محمد بن أحمد الرشيد
كما هو معروف أن الفلسفة هي حب الحكمة، وأن الحكمة هي تحقيق أفضل الأعمال بأفضل الوسائل، والحكمة أرقى مستويات العلم.. وأعلى درجات التجارب.
وفي مدارسنا توجد المختبرات التي تجرى فيها التجارب العملية أمام الطلاب ومشاركتهم ليفهموا الحقائق الكامنة فيها.. والتي لا يتحقق الاقتناع بها نظرياً..

وفي كل دروس ومواد التربية والتعليم تستعمل الخرائط، والرسوم، والوسائط التعليمية كوسائل مادية مشاهدة لتثبيت المادة العلمية وترسيخها في الأفهام.

ويا حبذا لو كانت تربيتنا لأبنائنا سلوكاً عملياً لما نحب أن يفعلوه.. لأن الإنسان مقلد لما يراه.

إذا ما شاهدنا الأبناء وهم صغار نداوم على الصلاة.. فحتماً سيكونون هكذا.. إذا نشأ ابن في منزل لا يعرف أبواه إلا العنف، والنزاع، وسوء الخلق.. فمن الغالب أن يكبر وهذه الصفات أو بعضها فيه.

فلسفة عملية يجب أن نتخذها سبيلاً للتربية.. طريقاً للتقويم، كيف يطلب أب من ابنه أن يبتعد عن التدخين وهو مدمن للسيجارة.. مثلاً.

النصائح النظرية.. والمواعظ الكلامية - لا تجدي.. بل النافع دائماً هو الحقائق العملية.. والسلوكيات الواقعية.

@@@

تحضرني واقعة لأحد الأساتذة.. وهو يعلم تلاميذه، وقف هذا البروفيسور أمام هؤلاء التلاميذ، ومعه بعض الوسائل التعليمية - وعندما بدأ الدرس ودون أن يتكلم أخرج عبوة زجاجية كبيرة فارغة وأخذ يملؤها (بكرات القولف)، والتي تعرف أنها كرات مستديرة بيضاء في حجم البرتقالة الصغيرة. ثم سأل التلاميذ: -

هل الزجاجة التي في يده مليئة أم فارغة؟

فاتفق التلاميذ على أنها مليئة.. فأخذ صندوقاً صغيراً مملوءاً بالحصى الصغير.. وسكبه داخل الزجاجة.. ثم رجها بشدة حتى تخلخل هذا الحصى الصغير في المساحات الفارغة بين كرات القولف.. ثم سألهم:

إن كانت الزجاجة مليئة.

فاتفق التلاميذ مجدداً على أنها كذلك، فأخذ بعد ذلك صندوقاً صغيراً مملوءاً بالرمل.. وسكبه فوق المحتويات في الزجاجة.. وبالطبع فقد ملأ الرمل باقي الفراغات فيها.. وسأل طلابه مرة أخرى: إن كانت الزجاجة مليئة.

فردوا بصوت واحد.. بأنها كذلك..

@@@

أخرج البروفيسور بعدها كوباً كبيراً من القهوة.. وسكب كامل محتواه على ما في داخل الزجاجة من كرات القولف والحصى الصغير.. فضحك التلاميذ من فعلته.. وبعد أن هدأ الضحك.. شرع البروفيسور في الحديث قائلاً: الآن أريدكم أن تعرفوا ما هي قصة هذا الذي أجريته الآن أمامكم.

إن هذه الزجاجة تمثل حياة كل واحد منكم..

وكرات القولف.. تمثل الأشياء الأكثر ضرورة في حياتك:

دينك، قيمك، أخلاقك، عائلتك، أطفالك، صحتك، أصدقاءك؛ بحيث لو أنك فقدت (كل شيء) وبقيت هذه الأشياء فستبقى حياتك.. مليئة وثابتة..

فاهتم بكرات القولف.. قبل كل اهتمام..

أما الحصى فيمثل الأشياء اللازمة في حياتك:

وظيفتك، منزلك، سيارتك..

@@@

وأما الرمل فيمثل بقية الأشياء.. أو لنقول: الأمور البسيطة والهامشية.. فلو كنت وضعت الرمل في الزجاجة أولاً.. فلن يتبقى مكان للحصى أو لكرات القولف.. وهذا يسري على حياتك الواقعية كلها.. فلو صرفت كل وقتك وجهدك على صغائر الأمور.. فلن يتبقى مكان للأمور التي تهمك.. لذا فعليك أن تنتبه جيداً وقبل كل شيء للأشياء الضرورية.. لحياتك واستقرارك.. واحرص على تمسك بدينك.. والالتزام بقيمك، ومبادئك، وأخلاقك.. امرح مع عائلتك، والديك، إخوتك، وأطفالك..

قدم هدية لشريك حياتك، وعبر له عن حبك.. وزر صديقك دائماً واسأل عنه..

استقطع الوقت اللازم لفحوصاتك الطبية الدورية..

وثق دائماً بأنه سيكون هناك وقت كاف للأشياء الأخرى..

ودائماً اهتم بكرات القولف أولاً..

فهي الأشياء التي تستحق حقاً الاهتمام..

حدد أولوياتك..

فالبقية مجرد حصى.. ثم رمل..

حين انتهى البروفيسور من حديثه.. رفع أحد التلاميذ يده قائلاً.. إنك لم تبين لنا ما تمثله القهوة!.

(فابتسم) البروفيسور وقال: أنا سعيد لأنك سألت.. هذا السؤال..

أضفت القهوة فقط لأوضح لكم.. بأنه مهما كانت حياتك مليئة بكرات القولف، والحصى، والرمل... فستبقى هناك دائماً مساحة.. لفنجان من القهوة.. وما يشابه ذلك من أمور للترفيه والتسلية.

@@@

هكذا علم هذا البروفيسور تلاميذه حقيقة الحياة، وأنها مهما كانت مزدحمة بالأعمال الأساسية وغير الأساسية فإن فيها مساحات لأعمال كثيرة.

مهما كان زحام الحياة حولنا.. فحتماً - لو أردنا - سنجد فسحة لزيارة الأصدقاء والتواصل بالمعارف.. وحتما سنجد وقتاً لأعمال الخير..

وقد عرفنا في تجربة هذا البروفيسور الفيلسوف العبقري.. أن كرات القولف تمثل الأساسيات الضرورية في حياتنا، وهي: الدين، القيم، الأخلاق، الأهل والأرحام، الأبناء.. الصحة.. والأصدقاء، وهي الأمور التي يجب أن تحتل المكانة الأولى في حياتنا، وبعدها تجيء الأمور الأخرى بالنسبة لنا، كالوظيفة، والمنزل، والسيارة.

أما من يقضون حياتهم في الانشغال بتوافه الأمور فإنهم سيخسرون حياتهم.. ولن تكون للأعمال الجوهرية والأمور العظيمة مساحة في دنياهم.. كمن ملأوا الزجاجة بالحصى الصغير وبالرمل أولاً فسد كل الفراغات، بل والمسام، ولم يترك مكاناً لما هو أهم من الأمور - وهو كرات القولف.

@@@

ومصدر إعجابي بهذه الفلسفة هو بعد الرؤى، ودقة الملاحظة، وحصافة الرأي في تمثل الأمور.. وإني لأعجب كل العجب ممن يهملون أمورا كثيرة جوهرية في حياتهم بزعم أنهم لا يجدون الوقت الكافي للقيام بها.

لقد رأيت مثلاً قاطع صلة الرحم، بل المنقطع عن زيارة جوالديه أو أحدهما حتى مع قربهما منه.. بدعوى انشغاله بالوظيفة اليومية، وارتباطاته الاجتماعية، وأسفاره الترفيهية.

@@@

ويقول لي كثير من الأصدقاء ومن أعرفهم إننا نغبطك على أنك تجد الوقت الكافي لتقوم بأشياء لا نجد نحن وقتاً للقيام بها - بحكم انشغالنا، ومن ذلك الرياضة البدنية، والتي هي عندي رياضة المشي اليومية.. والتي تعودتها منذ ربع قرن، حتى في أسفاري، وفي الحر والقر، وأقول لهؤلاء المدعين زحام الوقت، والانشغال الدائم بالعمل: لقد حولتم حياتكم كلها أو جلها رملاً.. كما ورد في قصة هذا البروفيسور.. وأذكر لهم أمثلة من أناس نعرف كثرة مشاغلهم، وضخامة مسؤولياتهم؛ لكنها لا تمنعهم من القيام بواجباتهم الضرورية نحو انفسهم، وذويهم، والمتطلبات المهمة في مجتمعهم.

مع الحدث الجلل:

لقد فكرت كثيراً في أن أبحر فيما يبحر فيه الكتاب والإعلاميون الآن، بل ما هو محل نقاش جميع الناس في العالم كله، وفي وطننا العربي بوجه خاص.. وهو تلك المذابح الدامية في غزة العربية المسلمة التي ينفذها العدو الصهيوني الغادر، ومهما كانت مسوغات هذه المجازر التي يدعبها هذا العدو فإنها فاقت كل الحدود التي تحدث في الصراع بين الناس أفراداً ودولاً.

لقد أثرت ألا أدلي بدلوي - ليس عزوفاً عن الحديث في هذا الشأن الموجع - ولا قلة انفعال عندي بأحداثه الدامية.. يقيناً أن من قدمه في وسط النار ليس كمن هو خارجها.. فمهما كتبنا بأقلامنا وقلوبنا فلن نكون مثل من هم في لظى الجحيم العدواني من إخواننا أهل غزة الصامدة.

والمؤكد أن من يقدم نفسه فداءً للوطن ومجابهة للعدو الظالم ما فعل ذلك إلا بعد أن ضافت به السبل وسد أمامه كل طريق للخلاص.. فهو ليس متهوراً يسعى لتحقيق مكاسب محدودة، لكن مجابهة المحتل هي الدافع الأعظم الذي يستحق التضحية بالروح كما هم يفعلون ويصمدون، وإني لعلى يقين بأن الله سيفرج عنهم ما حل بهم من بلاء، ويوحد صفوفهم، وينصرهم على عدوهم.. آمين.

@@@

وفقنا الله جميعاً إلى الخير والصواب، والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد.
رد مع اقتباس
قديم 01-06-2009   رقم المشاركة : ( 2 )
فاعل خير
أبو عبدالله

الصورة الرمزية فاعل خير

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 566
تـاريخ التسجيـل : 26-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 13,279
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 339
قوة التـرشيــــح : فاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادة


فاعل خير غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حديث الثلاثاء / محمد الرشيد

يعطيك العافية ،،،
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-06-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
القلب الشجاع
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2977
تـاريخ التسجيـل : 05-10-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 30
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : القلب الشجاع يستحق التميز


القلب الشجاع غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حديث الثلاثاء / محمد الرشيد

ومصدر إعجابي بهذه الفلسفة هو بعد الرؤى، ودقة الملاحظة، وحصافة الرأي في تمثل الأمور..

يعطيك العافية...
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الجمع بين حديث حديث (لا عدوى ولا طيرة) وحديث (لا يورد ممرض على مصح ) مناهل الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 12-23-2008 08:46 AM
الرشيد: مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مصممة لاستيعاب مليوني نسمة وستوفر مليون عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 1 06-11-2008 05:04 PM
د. محمد الرشيد : المعلم هو السبب الرئيسي في الخلل الذي يعتري العملية التعليمية!! H Y T H A M الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 4 04-01-2008 01:54 PM
سوقنا ليوم الغد الثلاثاء وثلاث شركات جيدة للمضاربة فاعل خير منتدى الاقتصاد والمال 2 02-05-2008 08:45 AM
(الجوال) تطرح خدمة التحكم في الرصيد عثمان الثمالي منتدى أخبار التقنية 3 10-24-2007 05:42 PM


الساعة الآن 05:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by