الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-09-2008
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي اهل الفترة

اهل الفترة اهل الفترة اهل الفترة اهل الفترة اهل الفترة

أهل «الفَتْـرَة»

عبدالرحمن الخطيب


يقول الزبيدي في «تاج العروس»: الفترة «بالفتح» ما بين كل نبيين. ويقول الجوهري في «الصحاح»: الفترة: ما بين الرسولين من رسل الله، من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة. وحددها ابن منظور في «لسان العرب» بقوله: وفي الحديث «فترة ما بين عيسى ومحمد، عليهما الصلاة والسلام». معروف النودهي في «الأعمال الكاملة» أطلق عليهم «أهل الفترتين»، والمراد به ما بين النبي «صلى الله عليه وسلم» وعيسى «عليه السلام»، لأن التثنية باعتبار أن الرسولين أي المبدأ والمنتهى، وهم عرب الجزيرة الذين كانوا على دين إبراهيم عليه السلام ثم تناسوه ولم يبلغهم دين عيسى.
قسم المؤرخون أهل الفترة إلى ثلاث فئات:
الأولى: من أدرك التوحيد ببصيرته، ومن هؤلاء من لم يدخل في شريعة، مثل قس بن ساعدة الإيادي، ومنهم من دخل في شريعة حق قائمة، أمثال: تُبّع وقومه من حمْيَر، وأهل نجران، وورقة بن نوفل، وعثمان بن الحويرث، والجارود بن العلاء. وبعضهم يُعد من الموحدين، فقد وردت فيهم الكثير من الأحاديث النبوية، منها ما أورده ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» قوله: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل فقال: أبصرته في بطنان الجنة وعليه سندس». وقوله: «لا تسبوا ورقة بن نوفل، فإني قد رأيت له جنة أو جنتين». ولما مات ورقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيته في المنام وعليه ثياب بيض». أما عثمان بن الحويرث وقوم أهل نجران، فحكمهم كحكم أهل الدين الذين دخلوا فيه.
الثانية: من بدّل وغيّر، فأشرك، ولم يوحد، وشرع لنفسه، مثل عمرو بن لحي، الذي سن للعرب عبادة الأصنام.
الثالثة: هم من لم يشرك ولم يوحد، ولا دخل في شريعة نبي، ولا ابتدع لنفسه شريعة أو ديناً. قال السيوطي في «الفوائد الكامنة في إيمان السيدة آمنة»: «إن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم كانا على التوحيد ودين إبراهيم». وزيد بن عمرو بن نفيل العدوي، كان يدين بالحنيفية التي هي ملة إبراهيم عليه السلام كما يدل عليه قوله:
أربّاً واحــــداً أم ألـــــف ربّ
أديـــن إذا تقســــمت الأمور
تركت اللات والعزى جميعاً
كذلك يفعل الرجل البصير
وكان لا يأكل من ذبائح قريش، وكان ممن يحيي الموؤودة. ابن جرير الطبري قال في معرض تفسيره للآية (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) يقول الله تعالى: وما كنا مهلكي قوم إلا بعد الإعذار إليهم بالرسل، وإقامة الحجة عليهم بالآيات التي تقطع عذرهم... عن أبي هريرة، قال: إذا كان يوم القيامة، جمع الله تبارك وتعالى نسم الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصم والأبكم، والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا، ثم أرسل رسولاً، أن ادخلوا النار، فيقولون: كيف ولم يأتنا رسول، وأيم الله لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً، ثم يرسل إليهم، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبل، قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
يقول الصالحي الشامي في «سبل الهدى والرشاد»: قال العلماء في أهل الفترة، في قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، أنهم لم تبلغهم دعوة أحد، لتأخر زمنهم، وبعد ما بين الأنبياء السابقين. فإن آخر الأنبياء قبل بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم عيسى عليه السلام. وكانت الفترة بينه وبين بعثة نبينا نحو 600 سنة، ولهذا لما بُعث رسول الله تعجب من بعثته أهل مكة وقالوا: أبعث الله بشراً رسولاً؟ فلو كان عندهم علم من بعثة الرسل ما أنكروا ذلك، وربما يظنون أن إبراهيم عليه السلام بُعث بما هم عليه. وقد ورد في أهل الفترة أحاديث كثيرة توضح أنهم موقوفون إلى أن يمتحنوا يوم القيامة، والمصحح منها ثلاثة: حديث الأسود بن سريع أن رسول الله قال: «أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في الفترة... وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب، ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليُطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلو النار. فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها فيسحب إليها». والثاني، حديث أبي هريرة موقوفاً، رواه عبدالرزاق بسند صحيح، كما رواه أحمد بن حنبل وإسحاق في سنديهما، والبيهقي في كتاب «الاعتقاد»، والثالث، حديث ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوزارهم على ظهورهم، فيسألهم ربهم فيقولون: ربنا لم تُرسل إلينا رسولاً ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت لنا رسولاً لكنا أطوع عبادك، فيقول لهم ربهم: أرأيتكم أن تطيعوني؟ فيقولون: نعم. فيأمرهم أن يعمدوا إلى جهنم فيدخلوها، فينطلقون حتى إذا دنوا منها وجدوا لها تغيظا وزفيراً فيرجعون إلى ربهم فيقولون: ربنا أجرنا منها... فيقول: ادخلوها داخرين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو دخلوها أول مرة كانت عليهم برداً وسلاماً.
قال ابن كثير في معرض كلامه حول قصة الامتحان في والدي رسول الله وسائر أهل الفترة: إن منهم من يجيب ومنهم من لا يجيب. وروى الحاكم وصححه عن ابن مسعود أن رسول الله سئل عن أبويه فقال: «ما سألتهما ربي وإني لقائم يومئذ المقام المحمود» وذكره الهيثمي في «المجمع»، وأخرجه ابن عدي في «الكامل». وروى ابن جرير عن ابن عباس في قوله تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى)، قال: من رضا محمد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار. وذكر الهيثمي في «المجمع» وعزاه للطبراني قوله: عن أم هانئ، رضي الله عنها، قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي، وإن شفاعتي تنال حاء وحكم وحاء وحكم». قال الإمام فخر الدين الرازي في «أسرار التنزيل»: إن آباء وأجداد الرسول كلهم إلى آدم، كانوا على التوحيد، ونفى أن يكون آزر هو والد النبي ابراهيم فقال: إنه عمه، وحجته في ذلك قوله تعالى: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين)، وقول الرسول عن نفسه: «لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات»:. وأضاف أن العرب في ذلك العهد كانت تطلق لفظ الأب على العم مجازاً.
قال السهيلي في «الروض الآنف»: «عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه، فأحياهما له، وآمنا به، ثم أماتهما، والله قادر على كل شيء، وليس تعجز رحمته وقدرته عن شيء، ونبيه عليه الصلاة والسلام أهل أن يخصه بما شاء من فضله، وينعم عليه بما شاء من كرامته».
لهذه الأحاديث يشد بعضها بعضاً، لأن الحديث الضعيف إذا كثرت طرقه أفاد ذلك قوة، كما تقرر في علم الحديث. وإذا انقسم أهل الفترة إلى الثلاثة الأقسام فيُحمل من صح تعذيبه على الأهل القسم الثاني بكفرهم بما لا يُعذرون به. أما القسم الأول فقد قال الرسول في قس بن ساعدة الإيادي: إنه يُبعث أمة وحده. وأما تُبع ونحوه فحكمهم حكم أهل الدين الذين دخلوا فيه. وأما القسم الثالث فهم أهل الفترة حقيقة، ومنهم أبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم غير معذبين بإذن الله.


* باحث في الشؤون الإسلامية
رد مع اقتباس
قديم 12-09-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
ابو عمر
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية ابو عمر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2637
تـاريخ التسجيـل : 06-07-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,677
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 350
قوة التـرشيــــح : ابو عمر تميز فوق العادةابو عمر تميز فوق العادةابو عمر تميز فوق العادةابو عمر تميز فوق العادة


ابو عمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اهل الفترة

بارك الله فيك يالغالي ... كتب الله اجرك
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-09-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
ولد العقيبي
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3266
تـاريخ التسجيـل : 05-12-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 83
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ولد العقيبي يستحق التميز


ولد العقيبي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اهل الفترة

بارك الله فيك ...ورحم الله والديك
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
ملامح الفترة القادمة ،،، نظرة للسوق خلال الفترة القادمة قياسا بتطوراته الحالية ،،، فاعل خير منتدى الاقتصاد والمال 0 06-23-2007 12:44 AM
أهل الفترة ABO TURKI الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 2 04-25-2007 10:26 AM
لكل من يهمه اتجاه المؤشـــــر في الفترة القادمة فؤاد طرطشلي منتدى الاقتصاد والمال 3 12-01-2006 12:31 PM
طاطا سادخل بها في نهاية الفترة فؤاد طرطشلي منتدى الاقتصاد والمال 7 11-15-2006 04:58 PM
الشركات الصغيرة خلال الفترة القادمة ،،، فاعل خير منتدى الاقتصاد والمال 2 11-06-2006 10:24 AM


الساعة الآن 06:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by