الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02-08-2010
الصورة الرمزية صلي عالحبيب
 
صلي عالحبيب
عضو

  صلي عالحبيب غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 5397
تـاريخ التسجيـل : 26-01-2010
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
المشاركـــــــات : 84
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : صلي عالحبيب
افتراضي انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس

انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس




الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: نماذج من خوف السلف

طوبى لعبد شغلته عيوبه عن عيوب الناس! فلهذا قال قائلهم: 'إني لأرى أثر معصيتي -أو ذنبي- في خلق امرأتي ودابتي' سبحان الله! فهؤلاء يرون أثر المعاصي؛ لأن القوم لمَّا قلت ذنوبهم علموا من أين أتوا؟

ولذلك لو وقعت لواحد منهم مثل هذه الأمور: إما إعراض، وإما ظلم، وإما مشكلة، وإما فرية، وإما بهتان, فإنه يعلم من أين أُتي, فيقول: هذا بسبب ذلك ويعرفه, لكن الذي يجني ويحصد الذنوب ليل نهار, ووقعت له نازلة, فإنه لا يدري من أين أُتي؛ لا يدري: هل هي من الغيبة؟

أم من النميمة؟

أم من تضييع الصلوات، أم من هجر كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أم من أكل الحرام؟!

أم من التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة؟!

فهو لا يدري من أين أتي، لكن الذي يعلم أنه ما أخطأ إلا تلك الخطيئة، وما أذنب إلا ذلك الذنب يعلم من أين أتي, فيتوب ويستغفر, فيكون قد أقفل هذا الباب, فيلقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وقد غسل هذا القلب من الأدران والخطايا.

حماد بن سلمة
يقول موسى بن إسماعيل وهو من تلاميذ أحد العلماء المشهورين وهو حماد بن سلمة رضي الله تعالى عنه قال: 'لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً قط صدقتم -أي: لو قلت لكم ذلك ما أكذِّبُكم فما رأيته ضاحكاً قط قال:- كان مشغولاً بنفسه إما أن يحدث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -لأنه كان من الرواة المشهورين كما هو معلوم -وإما أن يقرأ القرآن أو يقرأ العلم النافع, وإما أن يسبح، وإما أن يصلي'، كان قد قسم النهار بين هذه الأعمال؛ إن ترك القراءة فهو للصلاة, وإن انفلت من الصلاة فهو للتسبيح, وإن انتهى من التسبيح فللحديث وللعلم؛ فكل حياتهم هكذا إن كانوا في الجهاد، فجهاد ومنازلة كأقوى ما يكون الرجال، وإن انصرفوا من الجهاد فللحج والعمرة والصيام وقراءة القرآن، وإن خرجوا من المسجد, وقد أدوا الصلاة, فللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وإن دخلوا بيت أحد, فللزيارة في الله وللدعوة والنصيحة والتذكير بالله، وإن قرأوا ففيما ينفعهم, وإن تكلموا فبما يؤجرون عليه؛ فهؤلاء كانوا يعيشون قوله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].



ابتعاد السلف عن اللغو
جاءت ابنة أحدهم إليه, تقول: يا أبتاه! أريد أن ألعب، وكان معه بعض جلسائه, فأعرض عنها, فأتت من هاهنا ومن هاهنا: يا أبتاه! أريد أن ألعب! قال أحدهم: قل لها: العبي, وتذهب عنك، قال: لا أريد أن أجد في ديواني لعباً؛ لأن بعض السلف يرى أن ذلك يكتب...!

وهناك خلاف في هذه المسألة بين السلف رضي الله تعالى عنهم؛ فبعضهم كان يرى أن كل شيء يقوله الإنسان يكتب عليه مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] فكل كلمة مكتوبة، وكل عمل مكتوب أياً كان, وبعضهم يقول: لا, إنما تكتب الحسنات أو السيئات, أما ما يدخل في المباح أو اللغو أو فضول الحياة, فهذه لا تكتب مثل قولنا: العب أو اذهب أو أي أمراض من أعمالنا اليومية التي لا علاقة لها بالإثم ولا بالحسنة, فالكلام المعتاد لا يكتب, والتصرف المعتاد لا يكتب؛ فكان هذان المذهبان من قديم عند السلف رضي الله عنهم، فبعضهم يقول: كل شيء يكتب؛ فإذا قلت: "العبي" وجدت يوم القيامة في ديواني مكتوب "العبي" وما أريد أن يكون ذلك في ديواني, ومن هنا ندرك مدى التنزيه الذي وصلوا إليه لأفواههم ولقلوبهم ولصحائفهم, مع ما هم عليه من الخوف!! فكيف بمن يلطخ لسانه وقلبه وصحائفه, فإذا سُئِلَ, قال: الحمد لله! ونحن إلى خير! ونحن كذا! وأخذ يثني على نفسه ويذكرها بما ليس فيها.



حبهم لعبادة الخوف من الله
ومن السلف الصالح الذين غلب عليهم الخوف: عمرو بن قيس الملائي -رحمه الله- قال عمر بن حفص بن غياث 'لما احتضر عمرو بن قيس بكى, فقال له أصحابه: علام تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت تبغض العيش أيام حياتك فكيف تبكي؟!

فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفاً أن أحرم خوف الآخرة' فمن شدة حرصه على أن يتعبد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالخوف منه يبكي لأنه إذا فارق الدنيا ربما يفارقه الخوف من الآخرة، وهو يتعبد الله تبارك وتعالى بهذا الخوف، فكأن نوعاً من أنواع العبادة قد انقطع عنه، يقول: إن أَمَّنَني الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأدخلني جنته, ورضي عني, وقبل أعمالي, فسأكون قد انقطعت عن عبادة من العبادات كنت أحبها وأحرص عليها, وهي الخوف من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى!!

لقد أصبح الخوف محبوباً عندهم حتى إنهم ليبكون خوفاً من فواته وهو خوف عند الاحتضار, وهي الساعة التي يُغَلِّبُ كثيرٌ من السلف فيها الرجاء على الخوف، وأمَّا مآثرهم فهي عظيمة وجليلة؛ كما قال بعض العلماء: 'إذا ذُكِرَ الصالحون افتضحنا' نسأل الله العفو والعافية! لأنه إنما يعرف الإنسان نفسه إذا ذكر هؤلاء.



عابد الشام أبو سليمان الداراني
أبو سليمان الداراني الذي ضرب به ابن القيم المثل في العبادة قال في المدارج: 'كان مضرب المثل في العبادة من أهل الشام مثل ما كان الحسن البصري في البصرة ومثل ما كان سفيان في الكوفة ' وهكذا كل مدينة يشتهر فيها عدد من الناس بهذا, فمن أعظم وأبرز أعلام أهل الشامأبو سليمان الداراني -رحمه الله- نسبة إلى داريا وهي قرية من قرى دمشق كان -رحمه الله- يقول: 'مفتاح الدنيا الشبع, ومفتاح الآخرة الجوع, وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله' ولهذا كانت مظاهر الخوف في سيرته -رضي الله تعالى عنه- أوضح منها في غيرها من ذلك.

يقول: 'لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، وما أحب البقاء في الدنيا لتشقيق الأنهار ولا لغرس الأشجار' .

مثلما قال الآخر: 'مساكين أهل الدنيا! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها' مساكين...! فلو مات أثرى أثرياء الدنيا الذين كانوا يتقلبون في أعطاف القصور والنعيم, وكل ما لا يخطر على أذهان الفقراء, ولا يدور في خلد المساكين -لو ماتوا وهم لم يذوقوا لذة مناجاة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والقرب من الله عز وجل, فهؤلاء مساكين- خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أحلى وألذ ما فيها، ولهذا كان للسلف الصالح كلام عظيم -لو جمع لكان جزءاً- في الليل وفي محبة الليل والثناء على الليل وتعلقهم بالليل؛ لأنه وقت الخلوة بالحبيب, ووقت المناجاة حيث لا يراهم أحد.

كان ليلهم غير ليلنا، نحن الآن في الليل والنهار -نسأل الله والعفو والعافية- لا نخلو ولا نأنس! لكن الحياة في الصدور الأول كان فيها الليل -فعلاً- ليلاً, كما كان آباؤنا -وهم قريبون من عصرنا- إذا صلّى الناس العشاء ذهبوا فناموا, فعندئذ يخلو الإنسان بربه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قراءة وذكراً وقياماً وصلاة وتسبيحاً, فيحب الليل, فيقول: ' لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا ' فأحب الأوقات إليَّ هذا الوقت الذي أجد فيه اللذةَ التي من لم يذقها فهو مسكين! دخل الدنيا وخرج منها ولم يذق ألذ وأحلى ما فيها، ولم يتمتع بذلك, وهذا هو الذي قال فيه القائل الآخر إبراهيم بن أدهم رضي الله تعالى عنه ' لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف '...!

الأغنياء والمترفون والكبراء وأهل الدنيا أيما شهوة تبلغهم ذهبوا إليها!! والتاريخ مليء بذلك.

كان بعضهم يقال له وهو في بغداد : إن جارية بـخراسان تغني فيطرب لها كذا وكذا, فيقول: اشتروها لي, فيقولون: إنها بمائة ألف دينار؛ فيقول: ادفعوا مائة ألف دينار وأتوني بها! أية لذة يسمعون عنها يأخذونها ويشترونها, فإن تعاسرت على المال, وحيل بينهم وبينها بالمال, جردوا السيوف لينالوها؛ سواء كانت لذة ملك أو شهوة أو أيّاً ما كان الأمر, يجالدون بالسيوف لينالوها, لكنهم مساكين!! لو يعلم من لم يكن عمله في طاعة الله, وجهاده ومجالدته في طاعة الله ما عند من يجتمعون على كتاب الله ومن يقرءون سيرة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن يقرءون حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكلام هؤلاء الأئمة وحياتهم، لو يعلمون ما يجده هؤلاء في بيت من بيوت الله أو في بيت من بيوت أحدهم لجالدوا عليه بالسيوف، لكن لا يعلمون؛ لأن اللذات عندهم محصورة في الشهوات فقط, ولذلك لا يمكن أن يتطلعوا أو يفكروا فيما وراءها, ولو علموا أن اللذة الحقيقية هي لذة النجوى والأنس بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والفرح بما عند الله عز وجل وما أنعم الله به على الإنسان من الإيمان والتقوى -لو علموا ذلك- لسابقوا إليه، لكنهم لأنهم لم يعلموا ذلك فلم يسابقوا ولم يزاحموا عليه.



المعصية سبب للهوان على الله
يقول أبو سلمان الداراني حكمةً عظيمةً من حكمه, وما أكثر حكمه وحكم أمثاله! يقول: 'إنما عصى الله -عز وجل- من عصاه لهوانهم عليه, ولو كَرُمُوا عليه لَحَجَزَهُمْ عن معاصيه'.

أي: عندما نرى أحداً يقترف محرماً أو ينتهك حرمات الله وينغمس في الشهوات, فإننا نعلم أنه من هوانه على الله أوقعه في ذلك كائناً من كان؛ لأنه لا يساوي عند الله -عز وجل- أن يمنعه, فلذلك هانوا عليه فتركهم ووكلهم إلى أنفسهم, فرتعوا في الحرام ووقعوا في الشهوات التي حرمها الله -تبارك وتعالى- أما من كرموا على الله, فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يمنعهم ويحجزهم ويحميهم فلا يقعون فيها.

ومن أعظم الأمثلة الدالة على صدق هذا الكلام ما ذكره الله تبارك وتعالى في القرآن عن الذي أُتيحت له كل الأسباب, ولكن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حجزه ومنعه وعصمه, وهو يوسف عليه السلام، يقول الله تبارك وتعالى: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ [يوسف:23]، هذا في منتهى الشباب وغريب لا يعرفه أحد, وعادة الغريب أنه يكون أدعى إلى أن يفعل ما يشاء وأكثر ممن يكون بين قومه وأهله وذويه, فقد يقولون له:لم فعلت يا فلان كذا؟! وليس هو الذي طلب, بل هي التي راودته كما قال: هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي [يوسف:26] وهي التي هو في بيتها، تملكه وتملك البيت, فهي سيدة البيت, بل هي سيدة البلد؛ لأنها امرأة العزيز, والعزيز هو ملك مصر ، فهي التي راودته، وهي التي تملكه, وهو في منتهى الشباب والطاقة وفورة الشهوة, وهي في منتهى الجمال والفتنة والإغراء, ولا أحد يدري بذلك أبداً، ثم إنها قد عملت الوسائل التي لا محيص منها عن الشهوة؛ غلقت الأبواب, فلم يبق هنالك مجال أن يقول: أَخرج أو أُفِرُّ أو أَذْهَب, وقالت: هيت لك, إما بمعنى تهيأت لك أو بمعنى هيهات لك أن تفر، أو ألا تفعل؛ فكل داعٍ من دواعي الوقوع في الفاحشة كان متوفراً, ولم يبقَ هناك أيُّ ملاذ أو ملجأ لأي إنسان إلا من عصمه الله فحجزه كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24].

الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إذا علم أن عبداً من عباده صادقٌ تقيٌ برٌ, فإنه يحجزه ويمنعه, فلكرمه على الله لا يفعل, وكان يوسف عليه السلام كذلك, كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام }.

وصلى الله وسلم على أولئك الأنبياء الذين من كرمهم على الله كانت لهم السير المعطرة الطيبة الزاكية, وكانوا يحجزون ويمنعون عن المعاصي؛ لأنهم كرماء على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، أما الذين لا يساوون عند الله جناح بعوضة, فكما يشاءون؛ الشهوات متيسرة, والفساد مهيأ, فيفعل ما يشاء, فهو موكول إلى نفسه؛ لأنه هان على الله، كما قال تعالى: نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19] فإن فكَّر أو تكلم أو كتب أو جاء أو ذهب فيفعل ويتكلم في كل شيء ويخوض في كل شيء إلا نفسه.

يا مسكين! أما علمت أن أمامك موتاً، وأمامك قبراً، وأمامك آخرةً، وأمامك صراطاً وحساباً وجنةً وناراً، لكنه لا يفكر في هذه الأشياء بل يفكر في فلان وفي علان, وفي القضية الفلانية وفي الموضوع الفلاني, بل ربما يدعو بقلمه إلى ما حرم الله.

يقول: تحرير المرأة! والمرأة مسكينة! والمرأة مظلومة! والمرأة مضطهدة!

فكر في نفسك يا مسكين! أنت المسكين المحروم، وليس المرأة هي المحرومة, أنت محروم من طاعة الله، وأنت محروم من قراءة القرآن, وأنت محروم من عبادة الله، وأنت محروم من الجلوس مع أولياء الله، وتقول: المرأة محرومة ومظلومة! وصدق الله إذ يقول: نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19]، فترك الأمر الذي أمامه من طريق مخوف مفزع والذي هو واقع فيه, فلم يُفكر فيه، لم يحجزه ربه, لأنه هان عليه, فلما هان عليه, تركه يفعل ما يشاء.

ولهذا علينا أن نُقِّدر نعمة الله أن هدانا للإيمان، فإذا كنت ممن يتقي الله ويطيع الله، ولا يغفل عن ذكر الله ولا عن الآخرة, فاحمد ربك؛ لأنك كريم على الله, فإذا دعتك نفسك إلى معصية أو هيئت لك معصيةٌ من المعاصي.

فكففت عنها, فاحمد ربك لأنه لا يمنع ولا يحجز ولا يصرف عن السوء والفحشاء إلا من كان كريماً عليه وحبيباً لديه, فاحمد الله على هذه المنزلة ولا تسقط من عينه.




منزلة الأخوة عند السلف
يقول أبي سليمان من درر كلامه رحمه الله -وهذه ليس لها علاقة بالخوف لكنني أحببت أن أذكرها لشدة حاجتنا إليها وإلى مثل هذه العبر- يقول: 'لو أن الدنيا كلها جمعت في لقمة -أي: أموالها وشهواتها ومتاعها وكل ما فيها جمع في لقمة- ثم جاءني أخ لي من إخواني في الله لأحببت أن أضعها في فمه'.

فالدنيا كلها لا تساوي شيئاً, فالأخوة في الله خير عندي من كل الدنيا, فلو جمعت الدنيا بكل شهواتها وملذاتها ومتاعها وما يطلبه الناس وما يتسابقون إليه منها في لقمة ثم جاءني أخ في الله, لأحببت أن أضعها في فمه...!

فهؤلاء هم الذين كانت الأخوة والمحبة في الله عندهم بهذه المنزلة العالية, ولذلك لو لم يدخلهم الجنة إلا هذا لكفى، فهذا من أعظم ما يرجو به الإنسان الجنة.

قال أنس -رضي الله تعالى عنه- عندما سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {يحشر المرء مع من أحب يوم القيامة،قال: فأنا والله أحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم } فهذه نعمة عظيمة، فلينظر الإنسان من يحب, ولينظر من يخالل, ولنعرف قيمة الأخوة في الله, والأخوة في الله ليست مجرد مشاعر أو عواطف تأتينا إذا التقينا وذهبنا وأتينا, بل الأخوة الصادقة أن تكون محباً ومؤثراً له, ناصحاً صادقاً في معاملته ووفياً, إذا احتاج إليك فإنك تنجده: ما استطعت، وتبذل له ما استطعت.

سأل بعض التابعين بعض تلاميذه : {{كيف محبتكم في الله؟

قالوا: الحمد لله, نتحاب ونتآخى في الله, قال: أيمد أحدكم يده إلى كُمَّ أخيه، فيأخذ منه ما يشاء ويدع ما يشاء؟

قالوا: لا, قال: إذاً أين المحبة؟}}.

هكذا تبلغ بهم المحبة، فيشعر الإنسان أن ما يملك فهو لأخيه, وما يملك أخوه فهو له من مال أو من مساعدة أو من خدمة يمكن أن يقدمها الإنسان لإخوانه في الله



فهذه هي حقيقة الأخوّة.




أخوكم (صلي على الحبيب)














توقيع » صلي عالحبيب



رد مع اقتباس
قديم 02-08-2010   رقم المشاركة : ( 2 )
بنت شيوخ
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية بنت شيوخ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4778
تـاريخ التسجيـل : 23-10-2009
الـــــدولـــــــــــة : مازلت في قلبها
المشاركـــــــات : 5,426
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 5539
قوة التـرشيــــح : بنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادةبنت شيوخ تميز فوق العادة


بنت شيوخ غير متواجد حالياً

افتراضي رد: انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس

تشكراتي
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-08-2010   رقم المشاركة : ( 3 )
*ثمالية متألقة*
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية *ثمالية متألقة*

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4473
تـاريخ التسجيـل : 11-08-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 3,209
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : *ثمالية متألقة*


*ثمالية متألقة* غير متواجد حالياً

افتراضي رد: انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس

يـ ع ـطـيـكـ أأإإأألـــــــ ع ــــأإأإفــيــهــ ..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-08-2010   رقم المشاركة : ( 4 )
مخبر سري
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2772
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 9,166
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 271
قوة التـرشيــــح : مخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادة


مخبر سري غير متواجد حالياً

افتراضي رد: انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس

جزاك الله خيرا
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-08-2010   رقم المشاركة : ( 5 )
مايميزني لقب
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية مايميزني لقب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4497
تـاريخ التسجيـل : 16-08-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 3,571
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 889
قوة التـرشيــــح : مايميزني لقب تميز فوق العادةمايميزني لقب تميز فوق العادةمايميزني لقب تميز فوق العادةمايميزني لقب تميز فوق العادةمايميزني لقب تميز فوق العادةمايميزني لقب تميز فوق العادةمايميزني لقب تميز فوق العادة


مايميزني لقب غير متواجد حالياً

افتراضي رد: انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس

اللله يجزاك كل خير صلي على الحبيب

عليه الصلاه والسلام

راقي جدآآآآآآآآ لقبآآآآآآآآآ وطرحآآآآآآآآآآآ
يعطيك الف عافيه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-09-2010   رقم المشاركة : ( 6 )
صلي عالحبيب
عضو

الصورة الرمزية صلي عالحبيب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 5397
تـاريخ التسجيـل : 26-01-2010
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
المشاركـــــــات : 84
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : صلي عالحبيب


صلي عالحبيب غير متواجد حالياً

افتراضي رد: انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس

أشكركم جميعاً على مروركم ..

ان شاء الله تكونوا استفدتم من الموضوع ..

شكرا جزيلاً لكـــــــــــــم

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 05-28-2011   رقم المشاركة : ( 7 )
ابوسيف الاشرم
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6536
تـاريخ التسجيـل : 06-11-2010
الـــــدولـــــــــــة : من حزم الشريف الي فرعة السواعده
المشاركـــــــات : 1,426
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابوسيف الاشرم


ابوسيف الاشرم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: انشغال الخائفين بعيوبهم عن عيوب الناس

جزاك الله خير

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لا إلاه إلي الله الملك الحق المبين
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
سحب عينة السائل الشوكي لا يسبب الشلل!! صقر قريش الـصـحـة و التغذية 4 08-17-2009 10:32 AM
عيوب قناة الجزيرة المتقي لله الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 0 07-30-2009 06:21 PM
اجمل عيوب المرأه ابوعهد الأسرة و الـتربـيـة 0 05-17-2009 07:16 PM
أجمل عيوب المرأة ورد الجوري منتدى الاستراحـة 5 03-01-2008 05:37 PM
ولم أر في عيوب الناس عيبا المستعين بالله ابوعبدالله الــمـنـتـدى الـعـام 3 01-27-2007 08:29 AM


الساعة الآن 05:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by