مستثمر تتجاذبه التجارة والثقافة.. صلاح البسام ل"الرياض ":

[عثمان الثمالي]

مستثمر تتجاذبه التجارة والثقافة.. صلاح البسام ل"الرياض ": مستثمر تتجاذبه التجارة والثقافة.. صلاح البسام ل"الرياض ": مستثمر تتجاذبه التجارة والثقافة.. صلاح البسام ل"الرياض ": مستثمر تتجاذبه التجارة والثقافة.. صلاح البسام ل"الرياض ": مستثمر تتجاذبه التجارة والثقافة.. صلاح البسام ل"الرياض ":

السوق السعودية مواتية لأصحاب النظرة الاستثمارية الطويلة.. ولابد من مزايا تفضيلية للشركات الوطنية الرائدة

صلاح البسام يتحدث للزميل حسن الشهري

الدمام - حاوره: حسن محني الشهري ، تصوير: عصام عبدالله
صلاح البسام: علم في رأسه معرفة وفكر وفي قلبه وطن اخضر يشع بالعطاء وحب البذل للآخرين من خلال العمل المخلص المدروس والدؤوب.
الاستاذ صلاح البسام أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية في بلدنا وفي الخليج يؤمن بالعمل والعمل فقط فتحركاته محسوبة منذ توليه زمام مسؤولية اقتصادية جسيمة بعد وفاة والده وهو لايزال غضاً لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره ومع ذلك أدار الدفة بحماس الشباب وحكمة الشيوخ.
صلاح البسام واحد من الذين دخلوا مضمار معمعة الطفرات الاقتصادية في مراحلها المختلفة وخرج منها ظافراً مظفراً..
يعزو كل ذلك لتربية والده الذي غرس داخله مبادئ ومثلا واطلق مداركه على خيرات العمل الاقتصادي وربى في داخله الايمان والرجولة والأخلاق التي يعتبرها الاستاذ صلاح البسام أغلى من كل ثروات الدنيا، له وجهة نظر صريحة في سوق المال يراها تحد من انطلاقات سوق الأسهم ويعتبر عدم فتح الأبواب والنوافذ أمام الشباب وايجاد فرص عمل وسكن لهم سيؤدي إلى نتائج غير محمودة لا تخدم الجميع.
ويعتبر روتينية العمل وتعقيداته لدينا تساهم بشكل وآخر في رحيل رؤوس الأموال والحد من الاستثمار كما هو حاصل الآن وبرغم ذلك فهو لا يستثمر في الخارج سوى 5% من مشاريعه ولدى الأستاذ صلاح البسام طروحات تؤكد علو فكره الاقتصادي ووطنيته واخلاصه تقرأونها في هذا الحوار:

@ ما هي بداياتك التجارية؟
- أنا من الجيل الثالث واعتبر نفسي مكملاً لما بدأه الجيل الأول والثاني في العائلة وهو الوالد والجد اللذان اسسا العمل.
ودائماً احب ان أذكر ما بدأه والدي وجدي اللذان كانا يتنقلان بين عدة مناطق بين الجبيل والقطيف والبحرين مثل أجدادهم الآخرين الذين يتنقلون لطلب الرزق وكان عملهم يتمثل في تجارة الأخشاب وبعض المواد الأخرى. واكمل والدي العمل بعد ان درس في البحرين واختار العمل مع الشركات العالمية وذلك كان في نهاية الخمسينات ميلادية ثم عاد إلى المنطقة الشرقية حيث كانت أرامكو السعودية في بدايتها وبحكم اجادته للغة الانجليزية وخبرته كانت له الأفضلية في تعاملاته وتعاقداته مع أرامكو ذلك الحين.
وفي عام 1961م استطاع توقيع عقد مع احدى الشركات اليابانية لمشروع الصرف الصحي لمدينة الدمام وهو الأول من نوعه وكانت قيمة العقد آنذاك 25مليون ريال استمر المشروع سبع سنوات ولكنها تجربة لم تستهو الوالد وركز على العمل التجاري والبحث عن الفرص الأخرى وكثقافة تجارية معروفة يظل العقار هو الطريقة الأفضل حيث حقق نجاحات كثيرة وكبيرة إلى أن توفي رحمه الله عام 1975م فوجدت نفسي أمام مسؤولية ضخمة وأنا مازلت شاباً صغيراً في وقتها ولا أفهم الكثير في أصول العمل التجاري وتسيير العمل ولكن ايقنت انني أمام تحد ضخم لابد ان اتخطاه واتغلب عليه. وكان لدي طموح كبير في اكمال مشوار الوالد واتجهت لقيادة السفينة واكمال المسيرة فبدأت وكنت متحفظاً جداً وحريصاً لأن الحمل ثقيل ولا يحتمل ان يكون هناك أخطاء ولم يخل الأمر من وجود بعض ضعفاء النفوس والذين يحاولون استغلال نقاط الضعف ذلك الوقت لكن احمد الله الذي وفقني واستطعت ان أعبر من هذه الفترة بخير وسلام ولكن لم أخل من الرجال الذين كانوا بجانبي ويستحقون الشكر، وكانت بداياتي تتركز على مشاريع العمل مع شركة أرامكو السعودية وهي شركة صاحبة فضل على تجار المنطقة الشرقية في ذلك الوقت ولازال لها دور ايجابي يشهد له الجميع.
@ رغم انك احد رجالات الاقتصاد محلياً وخليجياً إلا انك بعيد عن الأضواء الإعلامية قياساً بمن هم أقل منك بمراحل كثيرة؟
- أنا رجل لا أحب الظهور لمجرد الظهور دون ان يكون لدي اضافة للمتلقي والحقيقة لا يروق لي ما تقوم به وسائل الإعلام من ابراز بعض من رجال الأعمال أو غيرهم من زوايا ضيقة ولأغراض معينة فالإنسان يفخر بما يملك من محبة الناس وثقتهم والسمعة الحسنة دون ان يفرض نفسه على الآخرين بشكل غير منطقي ولعلي أذكر قبل (12) عاماً قابلني أحد الإعلاميين ودار بيننا حوار صريح وصادق ولكن المؤسف ان ذلك الصحفي قام بتحويل اللقاء واخراجه عن مضمونه الرئيسي مما جعلني اخرج بانطباع وموقف حتى تاريخ هذا اللقاء.
@ لكنك ظهرت في صحف ووسائل إعلام دولية مختلفة؟
- نعم فالأمر كان مختلفاً تماماً فقد كان التواجد تواجداً يقبله عقلي وتقره نفسي بما يخدم المصالح الاجتماعية والاقتصادية وليس لإظهار صورتي شخصياً والآن أنا اظهر مجدداً محلياً. بجريدة "الرياض" هذه النافذة الإعلامية التي احترمها كثيراً ولثقتي المطلقة بمن يحاورني.
@ ارتبط اسم اسرة البسام بالتجارة وتواجدها خارج الجزيرة العربية من القديم فما تعليقكم؟
- لاشك ان امتهان التجارة في نجد عامة والقصيم خاصة قديم، وكثير من الأسر في نجد امتهنت التجارة وكان يطلق عليهم العقيلات والعقيلات طبعاً اسم يطلق على الناس الذين امتهنوا التجارة في ذلك الوقت حيث كان التجار يسافرون من القصيم إلى العراق والشام وفلسطين ومصر طلباً للرزق والتجارة طبعاً هذه التجارة امتدت خمسة قرون تقريباً وتوقفت قبل خمسين سنة تقريباً حيث حلت السيارات ووسائل النقل الأخرى بدلاً للخيل والإبل، روي لنا عن العم محمد العبدالله البسام الذي كان من كبار تجار العقيلات حيث كانت قوافل هؤلاء تكون من بين 300- 400من الرجال ومن 80- 100من الإبل ومثلهم من الخيل حيث كانت تستغرق هذه القوافل في رحلاتها 6أشهر تقريباً وكان ذلك قبل 200عام تقريباً ولعلي أجد من المناسب ان أذكر لك ان مدينة عنيزة تشتهر بأطيب نوعين من التمور (البرحي - السكري) وقلة الذين يعلمون ان تلك النخيل جلبت إلى الجزيرة العربية لأول مرة من العراق وقد جلبه أناس من اسرة البسام على قوافلهم حيث قاموا بجلب أربع فسائل من النخيل وكان ذلك عام 1890م تقريباً واحب ان اذكر لك بأن العم صالح بن عبدالله البسام قد رحل إلى الهند للرزق وأسس بيتاً تجارياً كبيراً في الهند واشترى منتجاً تجارياً شهيراً اطلق عليه فيما بعد (شماغ البسام) وكان ذلك عام 1928م علماً بأن الأسرة كان تواجدها في الهند منذ عام 1890م تقريباً.
@ كيف ترى حال مجتمع رجال الأعمال؟
- لابد ان ننظر للمال على انه وسيلة وليس غاية وانه يهيئ للإنسان العيش والحياة الكريمة ويساعده إلى ملامسة الجوانب الايمانية الحقيقية.
ولكن للأسف ليس كل المجتمع ينظر إلى المال بنفس النظرة وان كان من البعض هناك من يتجاوزون حدود الطمع إلى التعدي على حقوق الآخرين واتمنى دائماً من المجتمع ان يتمسك بالقدوة الصالحة الذي يرشدهم إلى الخير في جميع أعماله.
@ كيف كنت تنظر إلى الثروة في صغرك؟
- الأمر يعتمد على التربية فوالدي رحمه الله كان رجلا حكيما يعرف كيف يحكم التعامل مع أبنائه فلم يكن يحرمنا من شيء وكان يرى فينا الثقة وتحمل المسؤولية حتى كبرت وأصبحت رجل أعمال لا زلت انهل من تعاليم الوالد الكثير في تسيير أمور حياتي وعملي، وأنا اليوم مهما بلغت من النجاح فالفضل يعود بعد الله لوالدي ولكن يحدث أن بعض الآباء المنفرين يحرمون أبناءهم من المال أثناء حياتهم رغم امتلاكهم الكثير يكون له انعكاسات سلبية على الأبناء وربما يكون لها تأثير شديد في تعزيز الدوافع المادية لدى الأبناء لذا يجب عدم تجاهل هذا الموضوع لأهميته على مستقبل الأبناء.
@ أي الأعمال التجارية التي تجد نفسك بها؟
- دائماً ما أنظر إلى الأعمال التي بها تحد فكري ولكي انظر لمشاريع التحدي التي أثبت فيها قدراتي الذاتية إضافة إلى محاولاتي في الجوانب الخدماتية والصناعية ولكنها تحتاج إلى زمن طويل لإثبات نفسها وقطف ثمارها نظراً لوجود بعض المعوقات غير المتوقعة.
@ هل لهذه المعوقات سبب في اتجاهك للاستثمار بدبي؟
- أنا استثمر فقط (5%) من حجم استثماراتي و95% من استثماراتي في وطني الذي هو أساس كل شيء بالنسبة لي ولكن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى أن دبي بها أسس سليمة وعلمية وداعمة للاستثمار تتيح لأي رجل أعمال فرص استثمار أفضل في ظل وجود بعض المعوقات لدينا.
@ هل تذكر بعض هذه المعوقات؟
دائماً المعوقات تكون سبباً رئيسياً في تراجع المستثمرين أو رجال الأعمال في اتخاذ القرارات في الاستثمار لذا يجب وجود نظام متقدم لاستصدار التراخيص الصناعية والتجارية وكذلك أنظمة الاستثمار العقاري أكثر وضوحاً ومرونة وشمولية وهذا يجعل اتخاذ قرار الاستثمار سريعاً وكبيراً والفائدة بإذن الله تعم الجميع (مستثمر ومستهلك) ولا يخفى عليك بأن كثيرا من قرارات الاستثمار السريعة التي يتخذها رجال الأعمال تعتمد على المعنويات التفاؤلية وشمولية الأنظمة ومرونتها.
@ في رأيك هل تبادل المصالح والواسطة ضرورة في مجال الأعمال التجارية؟
- لا شك أن أساس العلاقة الطبيعية يعتمد على المصالح المشتركة لكن يجب أن تكون مصالح راقية ومتوازنة ولا أحد ينكر أن أساس العلاقات الاجتماعية والتجارية تأتي لجلب مصالح مشتركة ولا تكون لطرف على حساب الآخر وأن تجاوز هذا المفهوم سيؤدي إلى مفاسد اجتماعية جمة ضررها على المجتمع يفوق نفعها بمراحل.
@ في ماذا تستثمر آموالك بدبي وكم يبلغ حجم هذه الاستثمارات؟
- دبي كما تعرف بلد مفتوح والفرص فيها كثيرة ومتنوعة ولكن أنا أركز في مجال الاستثمار العقاري والتجاري وقد أنشأت بعض الشركات هناك تمارس العديد من الأعمال المالية والبترولية.
@ كيف تنظر لمستقبل العقار بالمنطقة الشرقية؟
- أعتقد أن المنظور التطويري للعقار في المنطقة قد خطا خطوات إيجابية إلى حد ما لكن لا بد من إعادة تأهيل هذا المنظور ويجب تجاوز الطرق التقليدية في تطوير وإدارة العقار بالمنطقة إلى مشاريع أكثر فعالية تزيد في خطط التنمية الاقتصادية ويجب أن يكون مقروناً بتسهيلات مالية وتنظيمية ونتوقع زيادة في ارتفاع العقارات في الفترة القادمة وخصوصاً في ظل تواجد شركات عقارية لها مشاريع مميزة تقدم إضافة للعقار والاستثمار بالمنطقة.
@ حدثت بعض المساهمات العقارية أو الاستثمارية الوهمية التي تضرر منها أعداد كبيرة من المواطنين ما تقويمك لما حدث؟
- المساهمات العقارية أو الاستثمارات الوهمية كما ذكرت قد انعكست سلباً على كثير ممن استثمروا أموالهم لذا أنا انصح المستثمرين بعدم التهافت في استثماراتهم إلا مع أسماء لها تاريخها التجاري وسمعتها الحسنة ولعلمك فإن الجهات الرسمية رغم أنها اطلقت تحذيرات متأخرة إلىِ حد ما ضد هذه النوعية من موظفي الأموال إلا أني اراها غير كافية.
@ يتردد مؤخراً وجود قضايا غسيل أموال.. هل تتوقع وجود مثل ذلك لدينا؟
- قضايا غسل الأموال منبعها من خارج هذه البلاد المباركة ولا يخفى عليك بأن كثيراً من رجال الأعمال هنا يوجد لهم متربصون من خارج البلاد لإيهامهم بوجود فرص تجارية وغيرها وخصوصاً مع تطور وسائل النقل والاتصالات فمن الممكن أن تكون محاولات لهذه العصابات في إدخال هذه الجرائم في البلد الطيب ولكن هناك جهات مسؤولة تستطيع أن تمنع هذه العصابات وتمنع حدوثها قبل وقوعها وبذلك تكون صعبة الحدوث.
@ ما هي الأسواق المالية التي استثمرت بها؟ وما رأيك بسوق الأسهم السعودي وما حدث به؟
- لقد عملت على تأسيس نفسي في مجال الاستثمار المالي أكثر من 30عاماً عملت في معظم أسواق المال العالمية منها الأمريكي والأوروبي والآسيوي والخليجية أيضاً.
أما السوق السعودي فيشوبه ما يشوب الأسواق الخليجة الأخرى فهناك بعض السلبيات التي لا بد من تجاوزها وزيادة الشفافية حولها.
وقد عملت في السوق السعودي للأسهم منذ بدايته والاستثمار فيه من أفضل الفرص والأدوات الاستثمارية على المدى الطويل وهو أفضل من العقار ولكن بعد عام (2002م) أخذ الأمر منحنى مختلف حيث دخل إلى السوق مضاربون بطريقة عشوائية ولم يكن هدفهم الاستثمار طويل الأجل ولذلك هبط السوق إلى القاع.
وكانت لدي قناعة بأن السوق يتجه في هذا الاتجاه عندما حدث التضخم خاصة لدى الشركات الضعيفة.
@ هل وجه لك اتهام بأنك أحد هوامير السوق المضاربين؟
- لم يكن لي دور سلبي فيما حدث ولم يستطع أحد توجيه الاتهام المباشر أو غير المباشر تجاهي وذلك لا يمنع أنني كنت استفيد من بعض الموجات المعينة فكنت أركز على العمل مع الشركات القوية التي لا يستطيع المضاربون السيطرة عليها.
@ هل نجوت من الخسارة؟
- جميع الموجودين بالسوق طالتهم الخسائر وأنا أحدهم.
@ ما هو حجم السوق الطبيعي حسب وجهة نظرك؟
- السوق السعودي حجمه الطبيعي يصل إلى ( 13ألف نقطة) ولكنه يحتاج إلى وقت ليعود إلى وضعه الصحيح بعد الانكسار الذي حدث.
@ هل تقوم هيئة سوق المال بدورها؟
- مع الأسف لم تقم الهيئة بدورها المفترض أن تقوم به وخاصة أن السوق قد دخل فيه الكثير من صغار المستثمرين والذين ينقصهم الخبرة وينجرفون وراء الأوهام والإشاعات.
@ ما رأيك في فترة التداول؟
- فترة التداول الحالية برأيي غير مناسبة والفترة السابقة كانت أفضل مع إيفاء فترة التداول في فترة واحدة فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف "بورك لأمتي في بكورها" وهذا غير متاح في وقت تداولنا. @ هل تمارس بعض الشركات تمرير المعلومات لبعض المستثمرين أو المضاربين بما يخدم مصالح بعضهم الشخصية؟
- هو أمر معمول به وهو في جميع الأسواق المالية للأسف ولا اعتقد ان الشركات جميعها تستطيع ضبط هذه العملية.
@ دور الصحافة والتحليل المرئي الى اي حد يؤثر؟
- الساحة تعج بأعداد كبيرة ومحللين ليس لهم علاقة بوضع السوق رغم ان لهم سمعة كبيرة ومتابعين الا انه للأسف لو يتم حجب الكثير منهم لكان افضل وأظن الدكتور احمد السالم مهندس مالي وحيد بالساحة وهو رجل مبدع ويستحق الظهور فنحن بحاجة الى انسان يحكي ويقول الحقيقة والواقع وليس تضليل المستثمرين وهذا واقع يجب ان نقر به.
ويجب على الصحافة التأكد من الأخبار المنشورة فقد يحدث خطأ في خبر قد يؤثر على البعض ونحن نعتبر الصحافة مؤثرة وهي الجهة الوحيدة التي توزع الخبر العادل.
@ اذا بماذا تنصح؟
- الآن فرصة للذي لديه نظرة استثمارية طويلة الأجل السوق السعودي جيد لذلك اما المضارب اذا لم يخسر اليوم فسوف يخسر غداً.
@ ما رأيك في خطة السعودة؟
- السعودة واجب وطني والاستثمار في المواطن السعودي هو الاستثمار الأمثل خاصة اذا تم تأهيله وأصبح عنصراً فعالا ومنتجاً ويجب على رجال الأعمال تبنيه دون استثناء لكن ذلك يحتاج الى جهد ووقت لكي نصل الى مرحلة التأهيل الملائم والذي يأتي ملازماً لمراحل التعليم الأولى وصولاً للجامعات او المعاهد الفنية والمهنية او التقنية.
وعدم المرور بهذه المراحل تجاه شبابنا سيؤثر على الشباب انفسهم وعلى رجال الأعمال الذين استقطبوا الشباب وقد يتسبب في احباطات لا يحمد عقباها.
وارى انه يجب ان تعطى اولوية للشركات الوطنية الرائدة والسباقة في السعودة اولويات ومزايا في ترسية المنافسات والمناقصات الحكومية.
@ هل هناك لوم على الشباب انفسهم؟
- طبعا الشباب عليهم مسؤولية ولكن ليس كل شي نحمله الشباب يجب ان يعي شبابنا اهمية العمل وضرورة إثبات الذات ومسؤوليتهم اكبر تكون حينما نقدم لهم اسباب النجاح من تدريب وتأهيل وفرص عمل.
@ اذا ماهي الحلول؟
- الحلول تبدأ من تقويم التعليم والتدريب المهني والفني والعمل من الان على غربلة كل جزء في التعليم في جميع المجالات فالنتائج تحتاج الى وقت حتى يتم جنيها ولا اتجاهل مشاركة القطاع الخاص فهناك تجربة تشكر عليها مجموعة محمد عبداللطيف جميل في تأهيل الكوادر الوطنية ولكنه عمل محصور ولابد من تضافر جهود رجال الأعمال لتبني مثل تلك المشاريع الوطنية.
@ هناك انطلاقة اقتصادية تشهدها المملكة حالياً ما تعليقك؟
- نحن متفائلون بما يقوم به خادم الحرمين الشريفين من جولات دولية تحمل ابعاداً اقتصادية بالإضافة الى النهضة الاقتصادية التي تنتظرها المملكة وهو بداية العمل الحقيقي لمواكبة الدول التي سبقتنا بمراحل وهو العمل الذي يضمن مستقبلاً لشباب الوطن ووضعهم على الطريق الصحيح والمحاربة الحقيقة للارهاب وكان هناك ثمار قد جنيت من بعض هذه الزيارات منها زيارة اليابان ونتاج المعهد العالمي السعودي الياباني للسيارات كذلك زيارة الصين والهند نحن بحاجة الى ان نقف الى جانب كل هذا التوجه بعقول نظيفة بعيدة عن الإنزواء وضيق الأفق.
@ ما رأيك في دور المرأة اجتماعياً واقتصادياً؟
- المراة تمثل نصف المجتمع والدين الحنيف يكفل بها جميع حقوقها والشرع بين لنا دورها في جميع نواحي الحياة ولكنني انا اعتقد انها تستطيع ان تقوم بدور اكبر من دورها الحالي وذلك بما يتناسب مع قدراتها وطبيعتها.
@ من يستهويك من الكتاب والمثقفين وهل تقرأ التاريخ؟
- انا أقرأ في وقت فراغي وأنا اعشق القراءة لما فيها من تثقيف للشخص وكسب الكثير من تجارب الاخرين وأنا حالياً يستهويني الطرح الجريء في تلمس ومناقشة المشاكل التي نعيشها ففي كل عصر مشاكله وهمومه.
اما التاريخ فهو خلاصة الماضي وقد قرأت الكثير من كتب التاريخ ولكن هناك سطراً واحداً لم يمح من ذاكرتي وكان كتاب عن قصة احد العظماء الهنود ويقول "من الجميل ان نقرأ التاريخ ولكن من الأجمل ان نصنع التاريخ".
@ هل تتابع التلفزيون؟
- اليوم أنا ابحث عن الشيء المضحك والمسلي وسط هذه الزحمة الإعلامية والأزمة الإسلامية ويشدني ما يقدم في طاش وهي حلقات تقدم المعاناة وتناقش مشاكل مجتمعنا على طبق من الابداع الكوميدي وما يزعج الآخرين هي عدم التعود على الطرح الجريء الصادق الذي يحاكي حقيقة واقع الأمور.
كلمة أخيرة: اشكر لكم هذا اللقاء... وأتوجه من خلال جريدة "الرياض" بالتهنئة لجميع القراء بمناسبة الشهر الكريم الفضيل وقدوم عيد الفطر المبارك ايضاً انتهزها فرصة لدعوة الجميع من رجال الأعمال لتوخي الامانة والصدق والإخلاص في اعمالهم وان تكون اهدافهم نقية تجاه المجتمع والانسان لتحقيق الحب والخير والجمال.