رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه اللهبسم الله الرحمن الرحيم أحبتي الكرام خلال تصفحي لاحد المواقع الشرعية وقفت على كلام للشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله فأحببة ان انقله لكم ولكم مني كل تقدير واحترام العلامة المفكر أبو عبد الله بكر بن عبد الله أبو زيد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ... وبعد ،،، فمعرفتي بشيخنا العلامة المفكر الفقيه المتفنن الورع الزاهد، أبي عبد الله بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى من صيف عام 1411 هـ، فقد كنت إماماً للمسجد المجاور لبيته، بحي الفيصلية بمدينة الطائف، ومن ذلك الوقت كنت ألتقي بالشيخ في فترة صيف كل عام، كل يوم غالباً، ولا أقطع الاتصال به هاتفياً وقت وجوده خلال العام بمدينة الرياض، حتى أقعده المرض. وقد استفدت من الشيخ فوائد جمة لا أحصيها في: الطلب والتحصيل، وضرورة التأصيل، وإدمان النظر في المطولات، ومراجعة المحفوظات، وغير ذلك من الفوائد والفرائد الشوارد، التي يصعب حصرها وتفصيلها، وخاصة فيما يتعلق بعلوم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، وما يتعلق بمقاصد الشريعة، وأسرارها، وحكمة التشريع، فقد كان الشيخ أستاذاً ماهراً في هذا الباب، وله عناية بكتابات الشاطبي في هذا المجال. وفائدة أخرى مهمة في نظري يستفيدها من يجالس العلماء العاملين، ألا وهي التحلي بالأدب، والسمت الحسن، والحرص على الوقت، ومطالعة سير الشيخ، من حيث الورع والزهد وخلافه: من الفوائد التربوية التي قل من يحصلها في هذا الزمن نظراً لقلة من يتأسى به، ويقتدى بفعاله. وإنني وأنا أسطر هذه الكلمات عن شيخنا المفضال أجد القلم عاجزاً، عن ذكر عشر معشار ما أعلمه عن الشيخ، لكنني أذكر عن الشيخ أموراً تدل على ما ورائها فأقول: أولاً: علمه، وحبه لأهل العلم، فالشيخ عالم موسوعي، وقد رأيت ورأى غيري من ذلك عجباً، فالشيخ محبٌّ للعلم والبحث والمطارحات العلمية، فلا يقع في يده كتاب إلا قرأه، ولا يسمع بخبر كتاب له شأن إلا سعى في تحصيله، بل وأخبرني أن بعض المكاتب بمدينة الرياض ترسل له كل إصدار جديد، ومع شدة حرصه على الاطلاع وجرد المطولات، كان يقيد كل فائدة شاردة على أغلفة الكتب، حتى إنه أخبرني أن بعض مؤلفاته تألفت هي بنفسها من خلال جمعها من أغلفة تلك الكتب بعد قراءة دامت ربما لثلاثين عاماً، وأكثر. وأما عن حبه لأهل العلم فقد كان مجلاً لكل عالم سلفي موسوعي، وكان يلهج دائماً بذكر شيخين فاضلين: أولهم: شيخه الكبير أوحد زمانه، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان، فقد لازمه كما أخبرني عشر سنين بالمدينة النبوية، وكان يذكره كثيراً ويثني عليه وأنه ما رأى مثله في سائر الصفات والأحوال، ودائماً يذكر ورعه وزهده وربما اغرورقت عيناه بالدموع إذا ذكره ويترحم عليه، وكان له ملازمة خاصة له حتى قال لي: لقد قرأت على الشيخ مؤلف ابن عبد البر، في الأنساب، ولم يقرأه على الشيخ بالمدينة أحد غيري، والثاني شيخه الشيخ عبد العزيز بن باز، فقد كان يجله ويثني عليه كثيراً، وقد قال لي مرة، لقد كنت أقرأ على الشيخ صحيح البخاري بالحرم المكي أيام الموسم عام 1385هـ، ولم يكن معي غيري، يذكر هذا في زهد الناس في العلم ومجالسة الأشياخ من زمن بعيد. وقد تأثر الشيخ بزهد هذين الشيخين فلم يكن يحدث نفسه بالدنيا، بل دائماً كان يقول لي: كيف نقدم على الله عز وجل، وكثيراً ما كان يذكر الموت ونزوله بالإنسان، وأن الأمر أعجل من أن يقبل العبد على الدنيا، وكان يردد كثيراً (وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين) وشاهد ذلك أن الشيخ ولِّي مناصب دينية متعددة وبعضها مصيدة للدنيا، فلو أراد الدنيا لجاءته سعيا، يعلم هذا من زاره في بيته ورأى بعينه، فلم تكن الدنيا تثير فيه أي اهتمام، وكل هذا ببركة مجالسة أهل العلم الزاهدين. تخصص الشيخ: معلوم للجميع أن الشيخ فقيه، وفقيه نفسه أيضاً، تخصصه الدراسي، والعملي، كله في مجال الفقه وأصوله، فهو مبرز في هذا الباب، وقد ولِّي رئاسة المجمع الدولي الفقهي بحق، ومع هذا فهو كما قدمت عالم موسوعي، مهتم بالنحو واللغة والأدب وأشعار العرب، متأثراً في هذا بشيخه الفقيه الأصولي اللغوي النحوي، محمد الأمين السابق ذكره، وكان يقول لي: شيخي بالقراءة الزبيدي، ويثني على كتابه التاج، وله ولع بالقاموس المحيط، وقد ظهر هذا جلياً في كتاباته وأسلوبه في العرض والمناقشة، فأسلوبه في الكتابة أخاذ، في غاية الجودة والحلاوة، لا يمل القارئ من قراءة كتاباته، يكره المولد والدخيل، وغير الأصيل من الأساليب، وينأى بقلمه عن الركيك من اللفظ. وهو مع هذا مبرز في التفسير، وله تذوق عجيب لأساليب القرآن، وله مشاركات ومطارحات في الحديث مع بعض محدثي العصر، واهتمام بالغ بالسنة. ومع أنه كان مهتماً بالفقه إلا أن له عناية تامة بالدليل، يدور معه حيث دار، محباً للسنة والاتباع، كارهاً للجمود والتقليد، بعيداً عن الشاذ والضعيف من الأقوال، وهذا هو الفقه حقاً، لا حفظ المسائل بلا خطام ولا زمام، كما يقولون، والشيخ رحمه الله كان مبغضاً لأهل البدع والأهواء يرد عليهم بالدليل والتعليل، لا تأخذه في الله لومة لائم، وخاصة أهل البدع الذين يحرصون على نشر بدعهم في بلاد التوحيد والسنة، بغية تغيير المسار، وخرق سفينة النجاة، وإحداث الفوضى الفكرية، ومشاقة سلف الأمة. فكر الشيخ: مع تخصص الشيخ الشرعي، إلا أنه كان صاحب فكر ثاقب، ورؤية بعيدة، فيما يتعلق بمصير الأمة، وما يخطط لها، وما يراد بها، وتربص الأعداء من الداخل والخارج، ولهذا كتب (حراسة الفضيلة) و (المدارس الأجنبية) وغيرها، مع حرقة في نفسه على ما آلت إليه أحوال أمة الإسلام، يجدها كل من يجالس الشيخ، ويتجاذب معه أطراف الحديث حول هذه القضايا. حرصه على جمع الكلمة والبعد عن الاختلاف والشقاق، وهذا منهج للشيخ، يكره الشقاق والخلاف الجافي بين أهل العلم وطلابه، ويبغض التحزبات الضيقة والولاء عليها، ولهذا كان حزيناً على شباب الصحوة، لما يرى من تخطف الحزبية لهم، ونشوب الصراع بينهم، ولهذا ألف كتابه (حكم الانتماء). وفي ختام هذه الكلمة أذكر من لطائف الشيخ مما حدثني به، وقد حدثني بشيء كثير، ومن ذلك، أنه قال لي بعد أن عرضت عليه فتح درس لطلاب العلم بالطائف، قال: درست في المسجد النبوي عشر سنين، وقد كنت أدرس سنن ابن ماجه، فلم يستفد مني غير طالب واحد أفريقي الجنسية. وقال لي مرة وهو يتكلم عن طلاب العلم وبعض تعاملهم غير الجيد مع المشايخ والذي من أجله ألف رسالتي ( التعالم) و (حلية طالب العلم) قال: كنا في دورة المجمع الفقهي خارج المملكة العربية السعودية، فاجتمعت بعدد من طلاب العلم يزيدون على الثلاثين، فأراد كل واحد منهم أن يسأل، فطلبت منهم أن يسألوا جميعاً، ثم بعد انتهاء الأسئلة أجيب، فبدأ كل واحد يطرح سؤالاً وكانت الأسئلة في مسائل من العلم معضلة، وشائكة، لكنها لا تخرج عن أبواب العبادات، وأكثرها حديثي، وكأنني أمام محاكمة علمية، أو اختبار تحصيلي، ليس الغرض الفائدة، هكذا ظننت، ثم أردت أن أختبر قدراتهم العلمية في غير ما طرحوه من العلوم والمعارف، فطرحت مسائل من أبواب البيوع والحدود، والتعازير، ومقاصد الشريعة، ونحوها، فوجدت ضعفاً علمياً لا يحتمل من أصحاب تلك الأسئلة فتكلمت معهم فيما هو مفيد فيما يتعلق بالتحصيل وطلب العلم. وهناك الكثير الكثير، لكنني أكتفي بهذا، لأن المقام لا يسمح بأكثر من هذا، ولعلي أفيض بشيء آخر في مقام غير هذا والله أعلم. وفي الختام أقول ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: ذهب الذين يعاش أكنافهم.................. وبقيت في خلف كجلد الأجرب كتبه د. يحيى بن عبد الله الثمالي الأستاذ المشارك بجامعة الطائف ـ كلية المعلمين ـ ورئيس قسم الدراسات القرآنية والإسلامية
|
09-26-2008 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد: كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
موفق اخي ... موضوع رائع
|
||
09-26-2008 | رقم المشاركة : ( 3 ) | |
موقوف
|
رد: كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
|
|
09-26-2008 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
أبو عبدالله
|
رد: كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
نقل رائع
وفقه الله وسدد خطاه |
||
09-26-2008 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد: كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
انعم واكرم بالشيخ بكر رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
وبارك الله في الدكتور : يحي الثمالي ووفقه الله في ما يحبه ويرضاه . |
||
09-27-2008 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: كلام الشيخ يحيى الثمالي عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
انعم واكرم بالشيخ بكر رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
وبارك الله في الدكتور : يحي الثمالي ووفقه الله في ما يحبه ويرضاه . |
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
لماذا احببنا الشيخ ابن باز رحمه الله ..؟ | أبو فيصل | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 4 | 07-26-2008 02:39 PM |
ترجمة حياة سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- | ورد الجوري | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 3 | 05-01-2008 11:05 PM |
كلام الشيخ ابن عثيمين عن وقت صلاة الفجر في تقويم ام القرى مع الرابط من موقع الشيخ للمراجعه | حامل المسك | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 7 | 11-19-2007 05:13 PM |
من طرائف الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله | واحد مصدر | الــمـنـتـدى الـعـام | 7 | 06-07-2007 09:42 PM |
مواقف من حياة الشيخ بن باز رحمه الله | أبن مقيبل | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 4 | 03-01-2007 09:39 PM |