العويشق: سنعلق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي إذا لم نتوصل لاتفاق قبل نهاية العام -"1من2"

[عثمان الثمالي]

العويشق: سنعلق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي إذا لم نتوصل لاتفاق قبل نهاية العام -"1من2" العويشق: سنعلق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي إذا لم نتوصل لاتفاق قبل نهاية العام -"1من2" العويشق: سنعلق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي إذا لم نتوصل لاتفاق قبل نهاية العام -"1من2" العويشق: سنعلق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي إذا لم نتوصل لاتفاق قبل نهاية العام -"1من2" العويشق: سنعلق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي إذا لم نتوصل لاتفاق قبل نهاية العام -"1من2"

الشرق القطرية الثلاثاء 16 ديسمبر 2008 10:47 ص

إقحام الملفات السياسية في اتفاقية تجارية .. شيء غير مفهوم

الدكتور عبد العزيز حمد العويشق الوزير المفوض في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ومدير إدارة التكامل الاقتصادي والدراسات أن هناك نية لتعليق مفاوضات اتفاقية التبادل التجاري الحر بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في صورة عدم التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء مدة الرئاسة الفرنسية للاتحاد والمقررة لنهاية السنة، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات أخذت أكثر من وقتها مبرزا في ذات الوقت أهمية الشراكة مع الاتحاد الذي يعتبر الشريك التجاري الأول بنحو 120 مليار دولار وفق الاحصائيات الراجعة لسنة 2007 وفيما يلي نص الحوار في جزئه الأول الذي تعلق باتفاقية التبادل التجاري الحر مع الاتحاد في حين سيخصص الجزء الثاني للسوق الخليجية المشتركة.

120 مليار دولار حجم المبادلات بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي

- كيف تنظرون إلى مستقبل المفاوضات الخليجية الأوروبية بشأن التجارة الحرة؟

المفاوضات وصلت إلى طريق شبه مسدود من فترة وبناء عليه كانت هناك قضايا قليلة عالقة لكن لم يكن هناك اتفاق عليها.. فتدخلت الرئاسة الفرنسية وبعث ساركوزي خطابا إلى دول مجلس التعاون يعرض فيه رغبة فرنسا وعزمها استكمال المفاوضات لتوقيع الاتفاقية قبل نهاية الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، وعلى هذا الأساس عقدت عدة اجتماعات في الرياض وفي باريس وفي مسقط والدوحة.. والأمين العام هو الذي قاد هذا الجهد في محاولة للتقريب في وجهات النظر والتنسيق، فقام بزيارة إلى فرنسا، ثم عقد اجتماعا للفريق التفاوضي كما قابل وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية هنا بالدوحة في أكتوبر، ومن منطلق الرغبة الفرنسية وهي رغبة جادة، عقد الاجتماع التفاوضي لدول مجلس التعاون في الرياض بـ 9 نوفمبر ووضعوا المواقف النهائية لدول المجلس على جميع القضايا العالقة، وقدمت دول المجلس تنازلات كبيرة في سبيل التوصل إلى اتفاق.

المفوضية الأوروبية تقف عقبة أمام توقيع التجارة الحرة

- ما هو الدور الذي لعبته الرئاسة الفرنسية في دعم عملية التفاوض بين الجانبين؟

الرئاسة الفرنسية دعمت مسار التفاوض من خلال عقد اجتماع بدعوة منها لجميع ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد وفي المفوضية الأوروبية.. وكان هناك تقبل وترحيب بمواقف دول المجلس ورغبة في إنهاء المفاوضات.. لكن المفوضية الأوروبية كان لها موقف مختلف ومع ذلك أرسل وفد إلى الدوحة وقبله كان هناك وفد من الرئاسة الفرنسية جاء إلى مسقط الأسبوع الثالث من نوفمبر و صار شبه اتفاق على جميع القضايا العالقة لكن المفوضية الأوروبية لم توافق عليها وتمسكت بآراء متشددة فيما يتعلق برسوم الصادرات، وربط النواحي السياسية بالنواحي الاقتصادية، وهذا كان فحوى الجولة التفاوضية التي عقدت بالدوحة يومي 28 و 29 نوفمبر الماضي وكان هناك أمل حتى هذه اللحظة لدى مجلس التعاون للتوصل إلى أرضية تفاهم مشتركة حيث توقعاتنا بناء على اجتماع مسقط مع الرئاسة الفرنسية أن يكون هناك قبول لمواقف دول مجلس التعاون، لكن فوجئنا أن المفوضية الأوروبية لم توافق لا على النصوص المتعلقة بالربط بين السياسة وحقوق الإنسان والاتفاق التجاري ولا على رسوم الصادرات.. لكن وعد الجانب الأوروبي انه سيسعى وسيوفر في صياغات قد تكون مدخلا للاستجابة إلى بعض مطالب دول مجلس التعاون وسيوافوننا بها قريبا..

- ما هي الخيارات المطروحة في ظل هذا الوضع؟

طبعا لدينا خياران إما تعليق المفاوضات أو الانتظار إلى غاية نهاية الرئاسة الفرنسية باعتبار أن ذلك كان طلبنا من الرئيس الفرنسي، يكون هناك تعليق للمفاوضات إذا لم يكن هناك تقدم.. ليست هناك رغبة في الاستمرار في المفاوضات إذا كانت ستستمر إلى أمد غير محدد وليست هناك مرونة من جانب الاتحاد الأوروبي. وأعطيناهم موقفنا النهائي من المفاوضات.

دول التعاون قدمت تنازلات كبيرة في سبيل التوصل إلى اتفاق

- ما معالم هذه الموقف النهائي والخطوط الحمراء التي لا يمكن لدول الخليج تجاوزها تنازلات؟

أولا عدم الربط بين القضايا السياسية والقضايا التجارية.. وهذا واضح للاتحاد الأوروبي.. فجميع دول مجلس التعاون أعضاء في الأمم المتحدة ووقعت على معظم اتفاقيات حقوق الإنسان، وجميع هذه الاتفاقيات سواء ميثاق أمم المتحدة أو اتفاقية حقوق الإنسان لها آليات متابعة والتنفيذ وليس هناك داع إلى أن تقحم في اتفاقية تجارية ويكون لأي من الطرفين تدخل في هذه الأمور خارج نطاق أدوات الدولية التي تنظم متابعة هذه المواضيع.. هناك اتفاقيات لحقوق الإنسان لها آلياتها ومجالاتها على غرار مجلس ولجنة حقوق الإنسان والأمم المتحدة وهناك آليات واضحة ومقننة للبت في تفاصيلها، واقحام ذلك في اتفاقية تجارية شيء غير مفهوم كما أنه ليس هذا مكانه.. قدمت صياغة بهذا الموقف يعبر فيها الطرفان عن إيمانهم والتزامهم بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية، لكن ليس إلى درجة الربط بين الموضوعين السياسي والتجاري، أما موضوع الصادرات فدول مجلس التعاون تعتقد أن اتفاقية التجارة العالمية تعطيها الحق في فرض قيود على الصادرات بضوابط معينة تحددها اتفاقية الغات، وهي ملتزمة بها في حين يرغب الاتحاد الأوروبي في وضع نص في الاتفاقية يضع قيود جديدة على ممارسة هذا الحق، بألا يتجاوز عدد معين من السنوات بعد توقيع الاتفاقية ينتهي بعدها هذا الحق.. وفي نفس الوقت ألا تتجاوز السلعة التي يفرض عليها رسوم نسبة معينة من الصادرات. الموقف الأوروبي حيال هذا هو موقف متشدد ولم يقدم أي تنازلات.

- هل ترون لهذا الموقف المتشدد مبررات معقولة وهل وجد الاتحاد الأوروبي نفسه متورطا في مفاوضات تجارية مع الخليج بالمقابل هل الخليج بحاجة ماسة إلى توقيع هذه الاتفاقية فيما لديها اتفاقيات مع دول أخرى قد تغنيها؟

الواقع أن دول مجلس التعاون وقعت مع العديد من الاتفاقيات مع سنغافورة بالأحرف الأولى وكذا مع منظمة التجارة الحرة الأوروبية وتضم الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (سويسرا، النرويج واسلاندا)، وفي طريقها إلى توقيع اتفاقيات أخرى.. طبعا نحن نرغب في توقيع الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لكن ليس بأي ثمن، وهذا هو الموقف النهائي حيال هذه المواضيع وإذا لم يقبل بها الاتحاد الأوروبي فستعلق المفاوضات حتى يغيروا رأيهم.

- الأمين العام لمجلس التعاون هدد في وقت سابق بتوقيف المفاوضات شهر أكتوبر ماذا حصل لتمديدها؟

كما قلت كانت هناك رسالة فرنسية من رئيس الاتحاد الأوروبي ساركوزي في أكتوبر قال فيها إنه يقدر فيها أهمية توقيع الاتفاقية وأن فرنسا ستبدل قصارى جهدها لتتوصل إلى اتفاق كل المسؤولين الفرنسيين خلال النقاشات معهم في باريس
ومسقط والدوحة أبدوا تأييدهم لمواقف مجلس التعاون؟

- ما الجهة التي تقف أمام توقيع هذه الاتفاقية؟

المفوضية الأوروبية. هل لها مصلحة في ذلك و ما الذي يبرر موقفها هذا؟

المفوضية لا تنظر إلى الصورة الكاملة لعلاقات دول مجلس التعاون ما الاتحاد الأوروبي إنما تنظر إلى الاتفاقيات التجارية.. تنظر إلى الاتفاقية مع روسيا الجارية الآن واتفاقية مع دول أخرى وهذا ذكر لنا مرات كثيرة.. وليس لديهم ما يدعمون به موقفهم إلا من خلال عبارة" هذا ما جرى عليه العمل وهذا ما يجري به العمل عندنا وهذه هي النصوص التي نستخدمها في اتفاقياتنا"، طبعا نحن لسنا ملزمين باتفاقيات عقدها الاتحاد الأوروبي مع دول أخرى ووضع مع دول المجلس متغير.. يجب عدم معاملة دول مجلس التعاون مثل معاملة دول أخرى.. قد تكون هذه التحفظات واردة..

أمريكا تعبر عن موقف أكثر استيعابا من الاتحاد الأوروبي خلال مفاوضات التجارة الحرة كيف تقرؤون ذلك لماذا برأيكم هذا؟

المفاوضات التجارية الأمريكية توقفت الآن ولا نعرف حتى الآن توجهات الرئاسة الجديدة. طبعا هناك تنافس شديد بين أمريكا والاتحاد الأوروبي في كل مكان. والمؤكد أن كل طرف سيسعى إلى إقناع الشركاء التجاريين بان أسلوبه هو الأصح.. حتى الآن ليس هناك شيء معروض من قبل أمريكا على دول الخليج.

الحكومة الأمريكية لا ترغب في إجراء مفاوضات مع مجموعات اقتصادية بل مع دول منفردة

لكن أمريكا وقعت بشكل فردي مع بعض الدول الخليجية رغم مجلس التعاون يوصي بالتفاوض الجماعي؟

دول مجلس التعاون منفتحة لهذا الموضوع لكن لم يبدأ شيء.. الحكومة الأمريكية الحالية حكومة بوش لا ترغب في إجراء مفاوضات مع مجموعات اقتصادية.. بل بشكل فردي وهذا موقف عبروا عنه مرات كثيرة حتى مع الاتحاد الأوروبي نفسه وخلال عقود من الزمن حتى تعاملوا مع الاتحاد كمجموعة كانوا يتعاملون مع بريطانيا وألمانيا ..الولايات المتحدة لها موقف قديم كون المفاوضات مع المجموعات الإقليمية أصعب.. كانت هناك مخاطبات بين الأمانة العامة لمجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية.

- ماذا يمكن أن تخسر دول مجلس التعاون في حال عدم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي؟

في أي اتفاقية لابد أن يكون الطرفان مستفيدين الى ان يدخل أي طرف في المفاوضات.. السوق الأوروبية ضخمة جدا سواء للبترول أوالمشتقات البترولية أو الألمونيوم أوغيرها.. والصناعات البيتروكيماوية الخليجية تنافسية تماما، مصانع حديثة وقريبة من مصادر الطاقة فالتكلفة الإنتاج ستكون أقل ومن ثم ستكون أكثر تنافسية في السوق الأوروبية.. الاتفاقية تفتح هذا المجال وهذا من مصلحتنا وفي الوقت الحاضر ليس مفتوحا.. وبالمناسبة فقد حضرت اجتماعات كان فيها ممثلون عن الصناعات البتر وكيماوية الأوروبية كانوا يحتجون بقوة على الاتفاقية .. هناك مصالح لا ترغب في توقيع الاتفاقية.. بالمقابل سيستفيد الأوروبيون من الاتفاقية .. مقدمو الخدمات الأوروبيون بلا شك في وضع تنافسي أفضل منا .. سيستطيعون الدخول والتغلغل في السوق الخليجي بسرعة أكبر من قدرة على الدخول إلى أسواقهم لكن مادام المجال سيكون مفتوحا لنا في أوروبا بحكم الاتفاقية.
الاتفاقيات لا تغير الواقع وإنما تزيل الصعوبات أمام القطاع الخاص المنتجة وشركات الخدمات لتستفيد من الوضع.. والأمل طبعا أنه في حال لم تقم شركات ومقدمو الخدمات او المنتجات السلعية الخليجية بالتغلغل في السوق الأوروبية طبعا لن تكون هناك جدوى من الاتفاقية والحال أن هذه الأخيرة ستزيل الإشكاليات أمامه وتتيح له الفرصة.

- هل هناك بالفعل حاجة كبيرة لتوقيع اتفاقية من هذا النوع ما الفائدة؟

الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون بمعنى أنه أهم وجهة لصادراتنا وارداتنا و في المقابل نحن نشكل خامس سوق للاتحاد أيضا.. فنحن نتحدث عن شراكة كبيرة جدا.. وطبيعي أن تكون هناك مصالح في توقيع الاتفاقية في السلع وفتح الأسواق للطرفين و اشير في هذا الصدد الى أن البترول غير داخل في الاتفاقية، والمشتقات البترولية كان بشأنها مفاوضات طويلة وأحد الأسباب إن المصانع الأوروبية قديمة وغير تنافسية فيما الصناعات البتروكيماوية بمجلس التعاون حديثة وتنافسية ونعتقد أنه سيكون لها دور كبير في دفع المبادلات بين دول التعاون ودول الاتحاد الأوروبي واذكر في هذا الصدد إلى انه تم إقناع الأوروبيين بفتح أسواقهم للبتروكيماويات بعد أن وضعوا عراقيل في بداية التفاوض .. الأمر نفسه بالألومنيوم وغيرها والخدمات المالية ..

- كم ستضيف الاتفاقية في حال التوقيع عليها للناتج المحلي الخليجي؟

في الواقع من الصعب تقديرها وليست هناك دراسة لتقييم هذا الموضوع و هناك شركة استشارية عملت دراسة للاتحاد الأوروبي ولم تستطع الوصول إلى أرقام.

حجم التبادل التجاري الحالي بين الطرفين؟
حجم المبادلات التجارية بين الجانبين يبلغ حوالي 120 مليار دولار حسب الأرقام الراجعة لسنة 2007.

هل تتأملون في الرئاسة الجديدة للاتحاد الأوروبي بشأن الإدلاء بمواقف أكثر ليونة من فرنسا؟

فرنسا لها مصالح بدول الخليج ولها اهتمام بانجاز الاتفاقية، وواضح أن فرنسا لها دور مهم، أما الدولة القادمة وهي تشيكيا ليست هناك رؤية واضحة بالنسبة لموقفها لكن سيكون هناك عدة سنوات قبل أن تأتي دولة كبرى لرئاسة الاتحاد قد لا يكون هناك نفس الحماسة لإنجاز الاتفاقية.

إذا فالسلام على هذه الاتفاقية خاصة وأن الدول الصغيرة تكون أكثر تشددا من الدول الكبرى باتجاه حماية مصالحها؟

ويمكن أقل قدرة على الشركاء الأوروبيين أيضا، من جانبنا طبعا أبرزنا الموقف النهائي وإذا لم نتلق إجابة إيجابية في الموضوع ستعلق المفاوضات في الغالب.

ألا ترون أن هذا الاستمرار الطويل في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي يرهق قدرة الخليجيين في الإسراع بتوقيع اتفاقيات تجارة مع شركاء آخرين؟

بلا شك سيؤدي تعليق المفاوضات إلى الانصراف إلى المفاوضات على مستوى المسارات الأخرى مثل الصين وأستراليا واليابان ونيوزيلندا وتركيا. يتبع

[صقر قريش]

مافيك حيلة فارس المنتدى سلمت يداك انت روعة ومميز تفخر منتديات ثمالة بك